هل تعمل 8 ساعات أم تكتفي بإنجاز مهام عملك؟

ما هو الهدف من العمل؟ في عالمنا اليوم الذي انتشر فيه العمل عن بعد والمساعدون الافتراضيون، وعندما لا تتطلب العديد من الوظائف التفاعل وجهاً لوجه، من الهام أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل الهدف هو تسجيل ساعات العمل للحصول على الراتب، أم الهدف إكمال مهام عملك بفاعلية مقابل الحصول على راتب؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، ويُحدِّثُنا فيه عن أهمية تركيز أرباب العمل في جودة عمل الموظفين بدلاً من ساعات دوامهم.

دعنا نتجاهل بعض الدوافع التي تشجعنا على العمل مثل الشغف والرغبة، والتركيز في مقايضة الوقت والخدمات مقابل المال؛ إذ أصبح الهدف من العمل معقداً، ويوجد الكثير من التركيز اليوم في عدد ساعات عملك بدلاً من جودته؛ إذ يهتم الموظفون بتسجيل ساعات العمل لدرجة أنَّهم ينسون معنى العمل، ويركزون في الساعات أكثر من تركيزهم في يوم عمل منتج، فيوجد ما هو خاطئ في إيديولوجية العمل هذه، وهي بمنزلة تصور عن كيف ننظر إلى العمل، لكن لا أعتقد أنَّ الخطأ يقع على عاتق الموظف؛ بل على عاتق رب العمل.

منح موظفيك المرونة والحرية سيزيد من إنتاجيتهم وكفاءتهم:

لم أفهم أبداً سبب فرض أرباب العمل حدَّاً لساعات العمل على الموظفين؛ إذ ألا ينبغي أن يهتم أرباب العمل بجودة العمل أكثر من اهتمامهم بكمية الوقت الذي يقضيه الموظفون في المكتب؟ فيجب السماح للموظف الذكي والقيِّم بالعمل بطرائق تزيد من إنتاجيته إلى أقصى حد بدلاً من الالتزام التزاماً صارماً بالعمل مدة ثماني ساعات في اليوم.

جميع الموظفين الموهوبين فريدون، والأهم من ذلك بالنسبة إلى أرباب العمل أن يستثمروا هذا التفرد بدلاً من إجبار الموظف على العمل بجدول زمني صارم وعفا عليه الزمن؛ إذ يعمل بعض الأشخاص بشكل أفضل من المنزل، بينما يكون بعضهم الآخر أكثر إنتاجية في المساء، ويفضِّل بعضهم العمل في مكتب تقليدي.

فإذا كنتَ قد وظفت شخصاً من قبل، فمن المحتمل أنَّك وظفته جزئياً بسبب قدراته الفريدة؛ فإذا كنت أنت "رب العمل" تخشى أنَّ موظفيك لن يزيدوا إنتاجيتهم ويحتاجون إلى التوجيه للقيام بذلك، فإنَّ الخطأ يكمن في عملية التوظيف، وليس الموظف إذاً، فوظِّف الناس لقدراتهم وإمكاناتهم، ودعهم يحققون تلك الإمكانات بطريقتهم الفريدة؛ إذ يحتاج أرباب العمل إلى وضع المزيد من التوقعات بشأن جودة العمل بدلاً من التركيز في الساعات.

شاهد: 7 نصائح عن الإنتاجية ستساعدك في استثمار ساعات العمل خلال الأسبوع

أهمية أن تكون منتوراً تساعد موظفيك على النمو:

كان مديري السابق رائعاً، ولطالما شعرت بأنَّه يقف إلى جانبي ورأيته منتوراً أكثر من كونه صاحب سلطة أعلى مني، فلقد كان قادراً على تحقيق أقصى استفادة من موظفيه وكان فريقه يحتل المرتبة الأولى في مؤسستنا باستمرار.

وهل تعلم لماذا أحببت العمل لدى مديري كثيراً ولماذا كان الفريق ناجحاً جداً؟ لأنَّه أعطانا الحرية وسمح لنا بالعمل من المنزل إذا احتجنا إلى ذلك، ولم يستجوبني أبداً عندما أطلب إجازة، وشعرت دائماً بالراحة عند القدوم إلى المكتب لأنَّني علمت أنَّه لن يمارس الإدارة التفصيلية.

إقرأ أيضاً: الفرق بين عقلية الموظف وعقلية رجل الأعمال

إذا كنتَ تعمل في بيئة عمل مريحة، فلا يعني أنَّك لا يمكن أن تتوقع التميُّز:

لقد احترمت مديري لأنَّه منحني الحرية لإكمال عملي بالطريقة التي تناسبني بشكل أفضل؛ لقد عاملني كمتدرب وتركني أؤدي وظيفتي بالطريقة التي أراها مناسبة، بيد أنَّه في الوقت نفسه طالب بمستوى عالٍ من التميُّز وحرص دائماً على إرشادي وتنمية مهاراتي، ولكنَّه منحني الحرية لأن أتطور؛ ولذلك في المرة القادمة التي تدير فيها عملية توظيف لا تركز في جدول العمل؛ بل في منح الحرية للموظفين؛ إذ تعزز قيمة الموظف عندما تنسى الساعات وتتذكر جوهر العمل؛ وذلك لإنجاز العمل بفاعلية.

المصدر




مقالات مرتبطة