هل المهارات العملية أهم من الشهادة الجامعية؟

ثمَّة أمثلة عديدة تثبت أنَّ الخبرة العملية أفضل من تلك النظرية، فمثلاً من المستحيل تعليم القيادة أو السِّباحة نظرياً دون تدريب عملي، ولا شكَّ في أنَّ عليك أن تقرأ كتاب التعليمات، لكن حقيقة أنَّ التطبيق العملي يتفوَّق على المعلومات المقدَّمة في الكتب لا يمكن إنكارها.



إنَّ 8% من الشعب البريطاني بين عمري 18-24 لا يعرفون كيف يستخدمون الغسالة، و69% لا يعرفون كيف يبدِّلون سائل شبكة التبريد، و54% منهم لا يعرفون كيف يبدلون قاطع كهربائي وفقاً لدراسةٍ أجرتها الشَّركة البريطانية المختصة بالبحث والإحصاءات يوغوف (YouGov)، فالجهل ليس بنعمة؛ الشباب يحتاجون إلى المعرفة العملية لتساعدهم في حياتهم على الصعيد الشخصي والمهني.

لننظر نظرة سريعة إلى بعض الطرائق التي تكون فيها المهارات العملية أهمَّ من الشهادة الجامعية:

لِمَ المهارات العملية هامَّة أكثر لطلاب الجامعات؟

هذه خمسة أشياء ستساعدك على تحديد ما هو الأكثر أهمية في الاقتصاد الجديد، الشهادة أو المهارة العملية؟

1. تطبيقات المعرفة:

المعلومات الموجودة في الكتب هامة دون شك كما ذُكِرَ سابقاً؛ لأنَّها تقدِّم التوعية الكبيرة تجاه مواد جديدة وموضوعات وأفكار شاركها أناس ناجحون، لكن بصرف النظر، إنَّ تطوير المهارات العملية يفوق أهميَّةً المعلومات المطروحة في الكتب، فهو يتيح الفرصة للشخص كي يطبِّق ما تعلَّمه في الحياة الواقعية.

لهذا السبب وصفة الطبخ الملقاة على منضدة المطبخ والقدرة الفعلية على طبخ وجبةٍ ما يختلفان اختلافاً جمَّاً، والطالب المتحمِّس بشأن دراسةِ التمريض، والذي يمكنه فعلاً تطبيق الدَّعم الطبِّي لينقذ حياة أحدهم مختلفان بفروقٍ شاسعة.

إقرأ أيضاً: 5 أخطاء قاتلة نرتكبها عندما نتعلّم شيئاً جديداً

2. بناء الثقة:

ما يميِّز المهارات العملية أنَّك تستطيع استخدامها كلَّما اضطرك الأمر، وهذا يسمح للشخص ببناء ثقته؛ إذ يصبح أقل اتِّكالاً على مساعدة الآخرين؛ ومن ثَمَّ، عندما يواجه تحدِّياً ما، يمكنه الاعتماد على نفسه لمواجهة المصاعب.

على سبيل المثال، أحد الأشخاص يتمنى أن يخوض مغامرةً عبر غابات الأمازون، وقد قرأ كلَّ الكتب التي صدرت حتى اليوم عن قسوة الظروف داخل الغابة، ومن جهة أُخرى لدينا شخصٌ يعمل بوصفه دليلاً سياحياً لسنواتٍ عدة.

دون نقاش، عندما نتكلَّم عن النَّجاة؛ فالمعرفة العملية والمهارات المكتسبة عند الدليل السياحي ستضمن أنَّ كليهما سيصلان إلى مأمن في حال اقتضى الأمر.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة لتسريع عملية التعلم

3. الخبرة العملية تُكمِّل المعرفة النظرية:

تُقدَّم بعض النظريات والفرضيات في المناهج الدراسيَّة لاختبار الطلاب، ثمَّ المعلومات الحقيقية التي يجمعها الطلاب من العمل الفعلي، وبينما الكتب والمصادر يمكنها أن توسع مدارك الطلاب، فإنَّها لا تجعلهم أكفياء، إلا عندما يطبِّقون المعرفة عملياً.

معظم أماكن العمل في هذه الأيَّام يبحثون عن شُبَّان ملهمين، وبصرف النظر عن مؤهلاتهم العلمية، يجب أن يكون لديهم مشاريع أو نتائج حقيقية ليثبتوا أنفسهم، والشَّخص الذي يتمتَّع بالمعرفة اللازمة لإنهاء مجموعة مهام، فهو بذلك لديه فرصٌ أفضل من تلميذٍ مميَّز بخبرة عملية قليلة.

4. التعلُّم التجريبي:

ازداد طلب أولياء الأمور من المدارس إيلاء المزيد من الاهتمام والتركيز على المهارات العملية في تدريس أبنائهم في الآونة الأخيرة، والتعلُّم التجريبي هو أحد المناهج؛ إذ يمكن للطلاب والمدرسين العمل معاً ووضع أنفسهم في بيئة مساعدة، تشجِّع على تعليم الأفكار والمفاهيم وتطبيقها عمليَّاً.

يُطلَب من الطلاب تنفيذ واجبات يدوية، ممَّا يسمح لهم بالتفاعل مع المواد في محيطهم لكي يقدِّموا نتائج واقعية، وقد يخطئ الطلاب؛ لكنَّها أخطاء قيِّمة لعمليَّة التعلُّم، لماذا؟ لأنَّها تسمح لهم أن يفهموا الأخطاء في تقديرهم، وأن يقوموا بالتحسينات في المهمَّة القادمة.

يلجأ معظم الطلاب هذه الأيَّام إلى خدمة كتابة الواجبات النظرية لاستثمار وقتهم في مشاريع أكثر أهمية.

5. تحسين الذات:

يتعلَّم الطلاب من أخطائهم السَّابقة من خلال التعلُّم التجريبي، ممَّا يمنعهم من ارتكاب الأخطاء نفسها مجدَّداً؛ إذ تعمل كلٌّ من المهارات العملية وتطبيقاتها بالطريقة نفسها أيضاً.

أي في حال وقوع خطأ ما، فسيكون بمنزلة تغذية راجعة مفيدة وفورية تدفع مرتكب الخطأ إلى البحث عن طرائق أخرى لحلِّ المشكلة، أو البحث عن منهج مختلف ليتعامل مع المشكلة الحالية، وهكذا يصبح الموضوع عمليَّة تعليميَّة غير متناهية؛ فكلَّما مارست معرفتك أكثر في الحياة الواقعية، أصبحت أقدر في كلِّ محاولة.

إقرأ أيضاً: ما هو الهدف من تحسين الذات؟

في الختام:

المهارات العملية - بعيداً عن تجسيد النَّتائج والمتطلَّبات - تُساهِم أيضاً في تطوير المهارات الاجتماعية، وتُحسِّن تفاعل الطلاب مع الآخرين، وبينما الكتب والمناهج الدِّراسية تعزل الطلاب عمَّا هو في الخارج في بعض الأوقات، فإنَّ التطبيق العملي يقرِّبهم أكثر من سيناريوهات العالم الحقيقي؛ إذ يمكنهم أن يحصلوا على المعرفة بأنفسهم ويلاحظوا كيفيَّة تطبيقها.




مقالات مرتبطة