هل أربعون ساعةً بالأسبوع كافية للإنتاجية؟

حينما كانت "شركة فورد" (Ford Motor company) لصناعة المحركات تُصنِّع السيارات في السابق على نطاقٍ واسع، قاموا بعددٍ من التجارب لفهم كيفية الحصول على أفضل معدل إنتاجية من موظفيها؛ إذ وجدوا بأنَّ العمل 40 ساعةً في الأسبوع كان الهدف المنشود تقريباً لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المُدوِّن "مارك شيد" (Mark Shead)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تأثير عدد ساعات العمل الأسبوعية في الإنتاجية.

لقد كانت إنتاجية الأشخاص تقلُّ على مدار الساعة إن عملوا أكثر من أربعين ساعة؛ وكنتيجةٍ لذلك، بدت أربعون ساعةً في الأسبوع الطريقة المُثلى لتحقيق أفضل أداءٍ من الموظفين.

في وقتنا الحالي، ليس مُستغرباً عملُ الناس مدة 60 إلى 70 ساعة في الأسبوع كجدولٍ طبيعي. فمن جهة، يبدو الأمر منطقياً، ولربَّما كانت الأربعون ساعةً من نوع العمل الذي كان يتم في شركة فورد أكثر إرهاقاً من مجرد الجلوس وراء مكتب. ومن جهةٍ أخرى، لربَّما كان العمل المبذول ليس مُرهقاً عقلياً بقدر ما يختبره عمال هذه الأيام؛ بل ولربَّما نكون أكثر إنتاجيةً عندما نعمل لساعاتٍ أقل في الأسبوع حتى.

تكمن المشكلة في أنَّ أغلب الناس يظنون أنَّ ساعة العمل قابلةٌ للتبديل بأيَّة ساعة عملٍ من نوعٍ آخر. ربما هم لا يفكرون هكذا؛ ولكنَّهم يتصرفون على هذا الأساس.

إقرأ أيضاً: 5 طرائق لتخفيف التوتر وزيادة الإنتاجية بشكلٍ تدريجي

على سبيل المثال: قرَّر مُفوَّضو المقاطعة حيث أقطن بنقل عمل الموظفين الذين يعملون على الطرقات إلى جدول أعمالٍ من أربعة أيام في الأسبوع وعشر ساعات عملٍ في اليوم؛ إذ برروا ذلك بأنَّهم سيدَّخرون البنزين الذي يحتاجون إليه عادةً للقيادة إلى ميادين العمل بسيارات المقاطعة. على أيِّ حال، أنا أتساءل إن كانت الأربعون ساعةً تلك إنتاجيةً بقدر الأربعين ساعة السابقة. إن كان أحدهم يكدُّ بالعمل مدة ثمان ساعات، لا أظنُّ أنَّ بإمكاننا زيادة ساعتي عملٍ في النهاية وأن نتوقع منه الأداء نفسه.

كم تظنون الوقت الذي سيلزمكم لإنهاء عمل يوم بتركيز وجهد؟ هل تظنون أنَّه بإمكانكم الانتهاء خلال ستِّ ساعاتٍ بدلاً من ثمان؟ أو ربما أربع؟ تكمن المشكلة في أنَّه إن اضطررتم إلى البقاء حتى الخامسة مساءً، فإنَّكم لن تجدوا حقاً متسعاً من الوقت، ولسوف تعدلون وتيرتكم في العمل بناءً على الوقت المسموح لكم بالمغادرة فيه؛ لذا وإن كنتم تودُّون العمل بشكلٍ أسرع، فقد لا يكون ذلك ممكناً.

ما يكون محفزاً على الإنتاجية بالنسبة إليكم في المستوى الشخصي، قد يكون مختلفاً عمَّا قد يكون محفزاً بالنسبة إلى الأشخاص الآخرين.

إقرأ أيضاً: استثمار الوقت... أوّل خطوة لزيادة الإنتاجيّة في العمل

لسوء الحظ، فإنَّ الطريقة التي تُوظَّف بها العمالة لا تأبه بهذا الأمر. على كل حال، أظن أنَّ ذلك سوف يتغير في السنوات القادمة؛ إذ إنَّ بعض الشركات بدأت تركز تركيزاً أكبر على ما ينجزه الناس، بدلاً من التركيز على عدد الساعات التي يستغرقونها في إنجاز العمل. هذا النوع من التغيير سيكون مفيداً جداً لزيادة الإنتاجية.

لن يحصل التغيير بين ليلةٍ وضحاها؛ لكنَّه بدأ؛ إذ إنَّه لدى العديد من الفِرق في المؤسسة الدولية للحاسبات الآلية (IBM) سياسات عطلةٍ تسمح للناس بأخذ استراحةٍ عند حاجتهم إليها، ومع هذا، فإنَّ مقاييس أدائهم جيدة بما فيه الكفاية، بحيث يعتمدون عليها لقياس ما يؤدِّيه الموظفون، وليس عدد ساعات العمل.

قد لا تعطيكم وظائفكم هذه الدرجة من المرونة على الحال، لكن ما يزال الأمر يستحقُّ أن تأخذوا وقتاً لتفكروا في كيفية إنجازكم الأعمال بأكبر فاعليةٍ ممكنة وإنهاء معظم أعمالكم. ومن يعلم؟ قد تصبحون قادرين على الانتقال إلى وظيفةٍ تعتمد على الأداء أسرع ممَّا تعتقدون.

إن كنتم في وضعٍ يسمح ببعض التحكُّم في ساعات عملكم، فقد تكون التجربة ذات قيمةٍ لرؤية ما يناسبكم أكثر؛ إذ إنَّ قضاء وقتٍ أطول في حل المشكلات قد لا يفضي دائماً إلى نتائج أفضل، وأحياناً تكون فترات أقصر بكثيرٍ من العمل بتركيزٍ عالٍ ذات أفضلية أكبر بالنسبة إليكم لإنجاز أعمالٍ أكثر؛ وهذا يوفر عليكم الكثير من دقائقكم الثمينة لقضائها في نشاطاتٍ لا تتعلق بالعمل.

المصدر: 1

شاهد بالفيديو: 7 طرق لزيادة الإنتاجية أثناء العمل من المنزل




مقالات مرتبطة