نموذج هيل: 4 خطوات لتعزيز السعادة

يوجد بحث جديد ونموذج رائع يدعى هيل (HEAL) يقترح أنَّه من الممكن نفسياً أن تدرب نفسك على أن تكون أكثر سعادة.



تُعدُّ المشاعر البشرية معقدة للغاية؛ ولكنَّنا غالباً ما نخطئ في الإفراط في تبسيطها، إذا تلقيت كلاماً مثل: "لا تقلق، كن سعيداً"، أو "حاول ألا تقلق" في أيِّ وقت مضى فسوف تفهم الأمر.

لأنَّنا عندما ننظر إلى السعاد نظرة عامة فإنَّنا نصنِّف الناس إلى نوعين: النوع الأول ينظر إلى كوب من الماء ويراه "نصف ممتلئ" والنوع الثاني يراه "نصف فارغ"، حتى علماء النفس عدُّوا الشخصيات كذلك أيضاً لفترة طويلة من الزمن، ولكن كما وجد هذا البحث والنموذج الجديد فقد لا يكون هذا هو الحال.

وفقاً للباحثين في جامعة كاليفورنيا (University of California) من الممكن فعلاً أن تتعلم طرائق جديدة لتنشيط مشاعر الاندماج في التجارب الإيجابية؛ أي ببساطة من الممكن تقنياً أن تعلِّم نفسك أن تكون أكثر سعادة، وكذلك يمكن تعزيز قدرة الأشخاص على تحقيق أقصى استفادة من التجارب الإيجابية من خلال التدريب، وهذا يعني تعلُّم الاستمتاع بالتجارب الإيجابية من أجل تجربتها بطريقة عميقة.

تشرح صحيفة سايكولوجي توداي (Psychology Today) أنَّ فكرة هذا النموذج هي أنَّه من خلال تعلُّم الاندماج في التجارب الإيجابية يمكنك تعزيز إحساسك بالمرونة وتقدير الذات ما يزيد من سعادتك، وحتى عندما لا يكون الدعم الخارجي والأنشطة المألوفة متوفرين كما هو الحال مع القيود التي فرضتها الجائحة، فيمكنك الاعتماد على قدراتك النفسية دون مساعدة أحد.

آلية عمل نموذج هيل:

يتألف نموذج هيل (HEAL) من 4 خطوات لتعزيز السعادة:

1. العثور على تجربة ممتعة:

يمكن القيام بذلك جسدياً من خلال القيام بالتجربة فعلاً، أو عقلياً من خلال استحضارها مثل التفكير في شخص يهتم لأمرك.

شاهد: 10 طرق تشعرك بطعم السعادة الحقيقية

2. دعم التجربة من خلال هذه الخطوات الجزئية:

يقترح البحث بعد ذلك أنَّ الأمر الأساسي هو دعم التجربة بجعلها طويلة الأمد قدر الإمكان وإبقائها نشطة في عقلك؛ لذا ركِّز على جوانب عديدة من التجربة، ومن ذلك معناها وتصوراتك وأحاسيسك والطريقة التي تشعر بها واتخاذ الإجراءات، وحدِّث التجربة لتفكر فيها أكثر، وعزِّز أهمية التجربة الشخصية من خلال الانغماس في مشاعرك تجاهها، وبعد ذلك يمكن تقوية التجربة من خلال تنظيم مشاعرك أو عيش الأجزاء التي تشعرك بالرضى مرة أخرى.

3. استيعاب التجربة:

يتضمن ذلك بذل الجهد لاستيعابها؛ إذ تشعر وكأنَّها جزء منك؛ لذا حوِّل انتباهك داخلياً إلى حالتك العاطفية وسلِّط الضوء على قيمة المكافأة للتجربة، على سبيل المثال بعد قضاء ليلة في الخارج مع الأصدقاء، فكِّر كيف أشعَرَك التواصل الاجتماعي، وما هي الأجزاء المعينة التي استمتعت بها، وما الذي اكتسبته من هذه التجربة؟

4. التركيز على الإيجابية دون إغفال السلبية:

بالطبع يوجد كثير من التجارب في حياتنا التي يصعب علينا إضفاء معنىً إيجابياً عليها، مثل مخالفة مرور إلى الشعور بالحزن وفقد أحد الأحبة.

يقترح الباحثون أن تركز على شيء إيجابي حتى عندما تكون مدركاً بالأمور السلبية الموجودة، على سبيل المثال اهتم بالفيلم الذي تشاهده على الرَّغم من أنَّك تلاحظ أنَّ مخاوفك من يوم العمل القادم ما زالت قائمة، ولكن في النهاية يجب أن تطغى الإيجابية على السلبية في هذه الخطوة.

إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة في حياتك؟

في الختام:

كيف تصبح أكثر سعادة في حياتك الخاصة؟

من الواضح أنَّه لا يوجد بحث يقدم حلَّاً سحرياً لتحسين العافية ومعالجة الاكتئاب والمساعدة على موازنة عواطفنا في مثل هذه الأوقات الصعبة؛ ولكنَّه يوفر إمكانية أن تكون قادراً على تعلُّم طرائق جديدة لتعيش الأوقات السارة في حياتك.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

توضح صحيفة سايكولوجي توداي (Psychology Today) أنَّ الإنجاز قد لا يأتي إليك من تلقاء نفسه، ولكن من خلال السماح للتجارب الممتعة بتغييرك تغييراً عميقاً يمكن أن تصبح تلك الأوقات السارة أكثر تكراراً وديمومة.

لذا إذا كنت تمارس بعض الرعاية الذاتية التي تشعر بأنَّك في أمسِّ الحاجة إليها، أو تخطط لقضاء بعض الوقت بعيداً عن فوضى العالم، فربما يجب أن تكون أحد الأشياء التي يمكننا جميعاً القيام بها من وقت لآخر هي التوقف للاستمتاع وتقدير التجارب الممتعة.




مقالات مرتبطة