نصائح للخريجين الجدد لبدء مشوارهم المهني

مرحلة بعد التخرج من أصعب المراحل التي يمر بها الفرد في حياته؛ فهي المرحلة التي نقف بها لنسأل أنفسنا ماذا نريد؟ وكيف نبدأ؟ وما هي الأعمال المناسبة لدراستنا؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي ستجدون إجابتها في هذا المقال المخصص لتقديم نصائح للخريجين الجدد لبدء مشوارهم المهني.



كيف تبدأ حياتك المهنية بسهولة بعد التخرج؟

سنقدم مجموعة من الخطوات التي تساعدك بصفتك خريجاً جديداً على البدء بحياتك المهنية بسهولة ودون مواجهة مشكلات كثيرة، ومن أهم هذه الخطوات:

1. دراسة تخصصات حديثة مرتبطة بالتطور التكنولوجي والتنمية تماشياً مع متطلبات سوق العمل:

إذاً اختيارك لتخصصك سيكون له تأثير كبير في دخولك سوق العمل بعد التخرج.

2. الاستفادة من فترة دراستك الجامعية واستغلالها بالتدريب العملي:

فجميع الخبراء ينصحون الطلاب بالاستفادة من فترة الدراسة والتسجيل بدورات تدريبية ملائمة لدراستهم وتخصصاتهم، والهدف من هذه الدورات هو تطوير الخبرات وتحويل الدراسة النظرية إلى عملية؛ وهذا يساعد كثيراً على تحقيق النجاح في المستقبل؛ وذلك لأنَّ الخبرة العملية التي يحصل عليها الطالب من هذا التدريب تساعده كثيراً على الاطلاع على طريقة العمل، وتساعده أيضاً على التواصل مع أصحاب العمل؛ وهذا يسهِّل مرحلة انتقال الطالب من الدراسة إلى الحياة المهنية والعلمية.

3. الاستفادة من عروض الخدمة والاستشارات:

فمع ازدياد أعداد خريجي الجامعات بشكل ملحوظ ازدادت المنافسة في سوق العمل؛ وهذا يؤدي إلى صعوبة الحصول على عمل، وانطلاقاً من هذا ينصح الخبراء باستشارة الأكاديميين في وكالات العمل، فهؤلاء لديهم القدرة على تحليل الميول المهنية للطلاب وتحديد الفرص الوظيفية المناسبة لهم، وأيضاً يجب الاعتماد على المتخصصين والخبراء عند كتابة السير الذاتية ليكون الخريج على أتم الاستعداد عند ذهابه لأيَّة مقابلة عمل.

4. تطوير العلاقات الاجتماعية:

هو أمر هام جداً أيضاً؛ وذلك لأنَّ العلاقات الاجتماعية تساعد كثيراً على الوصول إلى أصحاب الشركات والمؤسسات الذين تتوفر لديهم فرص عمل.

5. البحث في المكان الصحيح:

أيضاً من الأمور التي يجب أن تضعها في بالك؛ إذ تبقى فرصة إيجاد عمل في الشركات الصغيرة أكبر منها في الشركات الكبيرة التي غالباً ما تطلب خبرة وكفاءة عالية؛ لذلك يجب على الخريجين الجدد التوجه إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة وتقديم السير الذاتية هناك؛ وذلك لأنَّ الفرصة ستكون أكبر لهم.

6. تعلُّم لغة إلى جانب اللغة الأم:

فاليوم أصبح تعلُّم اللغة الإنجليزية ضرورة قصوى؛ وذلك لأنَّ أغلب البرامج التدريبية على الحاسب تحتاج إلى إتقان هذه اللغة، وأغلب المقالات والدراسات الأكاديمية الهامة تكون باللغة الإنجليزية، ومن ثمَّ فإنَّ تعلُّم هذه اللغة هامٌ جداً لرفع قدراتك وتطوير مهاراتك.

7. العمل التطوعي:

يساعدك على تنمية مواهبك وتطوير نفسك؛ لذلك يمكنك أن تستغل فترة ما بعد التخرج وقبل إيجاد العمل بالعمل التطوعي، ولن ننسى أنَّ هذا المجال يعطيك فرصة اللقاء مع ناس من مختلف المجالات والتخصصات؛ وهذا ما يرفع من فرصة إيجادك لوظيفة مناسبة.

8. متابعة مواقع التوظيف على الإنترنت:

وعلى الصحف وخاصة تلك المتخصصة بنشر الوظائف الشاغرة.

9. الالتحاق بدورات التدريب المهني:

فكثير من الشركات لا ترغب في توظيف الخريجين الجدد بشكل مباشر؛ بل تقوم بتحديد مدة تدريب مهني، وطبعاً لا يعني التحاقك بالدورة أنَّك حصلت على الوظيفة؛ وإنَّما تزيد فرص إيجاد عمل ووظيفة مناسبة.

ليس من الضروري أن تحصل على مهنة المستقبل منذ بداية تخرجك؛ بل يمكنك أن تقبل بالوظائف البديلة حتى لا تبقى عاطلاً عن العمل بعد التخرج وتضيع وقتك دون أيَّة فائدة؛ لذلك اقبل بالوظيفة المتاحة لو لم تكن بالدخل الذي تتوقعه وتريده، وعُدَّ هذه الفترة فترة تدريب وتأهيل لك وبداية الطريق الصحيح لإيجاد الوظيفة المناسبة.

تذكَّر جيداً أنَّ وظيفتك من الممكن أن تأتي بعد التخرج مباشرةً وقد تأتي في منتصف العمر أو تأتي بعد قرار شجاع منك بتغيير مسارك المهني إلى مسار آخر بعد سنوات طويلة قضيتها في ممارسة عمل ما، وهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من المرونة والصبر والتخطيط، فعملية بحثك هذه هي عملية بحثك عن الاستقرار.

شاهد بالفديو: 15 مهارة تساعدك على النجاح والتقدم في حياتك المهنية

كيف أحصل على وظيفة الأحلام؟

قبل التفكير في الحصول على وظيفة الأحلام، عليك أولاً تحديدها لتعرف من أين تبدأ البحث، وكيف يكون بحثك مجدياً ونافعاً.

فيما يأتي مجموعة من النصائح التي تساعدك على الحصول على وظيفة أحلامك:

1. تأكَّد من سيرتك الذاتية:

جميع الوظائف في الوقت الحالي يتطلَّب التقدم إليها تقديم سيرة ذاتية، وعلى هذه السيرة الذاتية أن تكون مهنية ومعبِّرة بشكل حقيقي وصادق ومحدد عن مهاراتك وخبراتك، إضافةً إلى الشهادات التي تمتلكها، فالسيرة الذاتية يجب أن تكون مقنعة حتى تعمل عمل المغناطيس وتدفع صاحب العمل لطلب مقابلتك، فكم من الأشخاص خسروا فرصة عمل بسبب الأخطاء الكبيرة في سيرهم الذاتية أو بسبب المبالغة بعرض المهارات والخبرات، وهذه الأمور تقلل فرصة حصولك على وظيفة.

2. استعد جيداً قبل الذهاب إلى مقابلة العمل:

هذه المرحلة من أهم مراحل عملية التوظيف؛ لذلك عليك أن تكون بكامل الاستعداد لها؛ وذلك لأنَّ عملية تقييم المتقدم للعمل وتقييم مدى ملاءمة قدراته للوظيفة تتم في هذه المرحلة. بناءً على ما سبق، يجب عليك أن تتدرب على أسلوب سرد معلوماتك بعد حفظها جيداً كما وردت في سيرتك الذاتية، وأيضاً عليك التدرب على كيفية الإجابة بشكل صحيح ولائق عن الأسئلة المطروحة في المقابلة، ويمكنك الاطلاع على نماذج لأسئلة المقابلات وكيفية إجرائها من خلال الإنترنت.

إقرأ أيضاً: 6 إجراءات هامة عليك القيام بها قبل الذهاب إلى المقابلة الشخصية

3. أظهِر الثقة بالنفس:

بالتأكيد جميع الشركات تبحث عن موظفين واثقين بأنفسهم؛ وذلك لأنَّ الموظف الواثق بنفسه يمكن الاعتماد عليه في الأعمال الصعبة، ومن ثمَّ إظهار الثقة بالنفس من الأمور الهامة التي عليك وضعها في الحسبان، وتظهر هذه الثقة من خلال أمور عدة أهمها نبرة صوتك الواضحة طوال الوقت، وإلقاء التحية، والمحافظة على الابتسامة، والجلوس باستقامة، فجميع هذه الأمور تعكس ثقتك بنفسك وتُقنع المسؤولين باختيارك.

4. اذكر قدراتك ومهاراتك الخاصة بالعمل:

من بين مجموعة الأسئلة المطروحة خلال المقابلة، سيكون السؤال عن المهارات التي تمتلكها السؤال الأهم؛ لذلك عليك إخبارهم بقدرتك على العمل تحت الضغوط، ومهاراتك القيادية والإبداعية، وقدرتك على حل المشكلات، وأيضاً قدرتك على العمل ضمن فريق واحد، فكل ما سبق يزيد من فرصة حصولك على وظيفة الأحلام.

5. اهتم بأناقة مظهرك:

المظهر الخارجي للمتقدم للعمل هو أحد الأسباب التي تدفع صاحب العمل للقبول أو الرفض؛ لذلك لا يجب الاستخفاف أبداً بهذه النقطة الهامة، ويُنصح من أجل ذلك ارتداء لباس رسمي كلاسيكي، والابتعاد عن الملابس الرياضية والألوان غير المتناسقة، والاعتناء بالنظافة الشخصية أمر بغاية الأهمية أيضاً.

6. حضِّر الأسئلة الشائعة:

هناك مجموعة من الأسئلة تُطرح في معظم المقابلات، عليك معرفتها والتدرُّب على أفضل الإجابات لتضمن حصولك على الوظيفة.

إقرأ أيضاً: خمس نصائح لبدء الحياة المهنية بسهولة بعد التخرج

نقاط هامة قبل المباشرة في العمل:

هناك مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن تتأكد منها في المنشأة أو الشركة التي ستعمل بها، وخاصةً لأنَّك خريج جديد ولم تتعرف بعد إلى سوق العمل عن كثب، وهذه النقاط تشمل ما يأتي:

  1. مراجعة شروط عقد العمل وجميع بنوده، واستشارة أصحاب الخبرة.
  2. التأكد من مدة الدوام وآلية الحضور والانصراف.
  3. معرفة آلية التواصل الداخلي بين أقسام المنشأة أو المؤسسة.
  4. معرفة سياسة الموارد البشرية والآلية الخاصة لعملها.
  5. التعرُّف والاطلاع على خدمات الموظفين التي تقدمها الشركة والتي تُعَدُّ من حق كل موظف.
  6. إذا أمكن التقدم بطلب تدريب على رأس العمل قبل الشروع بالعمل سيكون أمراً هاماً ومساعداً ومفيداً جداً لك بصفتك خريجاً جديداً.
  7. تطوير مهاراتك وقدراتك بشكل مستمر.
  8. تحفيز نفسك دائماً لتكون جاهزاً للتصدي لأي إحباط قد تواجهه بعد الانخراط بالعمل.
  9. السؤال عن الإجازات السنوية.
  10. من المفيد أن تتعلم التواصل عبر الإيميل مع زملائك في الشركة، إضافةً إلى التواصل اللفظي.

شاهد بالفديو: 6 مهارات يبحث عنها أصحاب العمل عند اختيار الموظفين

ما هي الصعوبات التي يواجهها الخريجون الجدد في سوق العمل؟

من أخطر المشكلات والصعوبات التي تواجه الخريجين الجدد وخاصةً في العالم العربي، عدم توفر فرص عمل كافية أو مناسبة لآلاف الخريجين سنوياً وبمختلف الاختصاصات؛ وهذا ما يؤدي إلى قبولهم لوظائف لا تتلاءم مع قدراتهم وبأجور منخفضة؛ وهذا يسبب لهم الإحباط، كما يسبب ارتفاعاً في نسبة البطالة، فما هي الأسباب التي تقف وراء قلة فرص العمل:

  1. زيادة عدد الخريجين بشكل كبير وعدم قدرة سوق العمل على استيعاب هذه الأعداد، إضافةً إلى قلة الوظائف الشاغرة المناسبة لاختصاصاتهم؛ وهذا ما يدفع الكثير من الشباب للهجرة إلى دول متقدمة أكثر.
  2. مستوى التعليم المنخفض وعدم توفر خبرة مهنية أو حياتية تمكنهم من الاندماج السريع في سوق العمل؛ لذلك يجب على الخريجين الجدد الحصول على تدريبات مهنية وشخصية، بالإضافة إلى تدريبات اللغة التي تحدثنا عن أهميتها آنفاً.
  3. انعدام فرص التدريب أيضاً من شأنه التأثير سلباً في توفر الخبرة، ومن ثمَّ في إيجاد الفرص المناسبة، ويرجع السبب في هذا إلى ارتفاع تكاليف الدورات التدريبية التي قد لا يكون الطالب أو الخريج الجديد قادراً على تحمُّلها؛ وهذا سينعكس سلباً على قدرته في المنافسة داخل سوق العمل.
  4. عدم انتشار الوعي لأهمية الأعمال التطوعية في أثناء الدراسة وما تقدمه للطلاب من مهارات وقدرات ستكون مفيدة جداً في سوق العمل فيما بعد.
  5. انتشار الفساد الذي يؤدي إلى وضع شخص غير مناسب في مكان غير مناسب.
  6. عدم قبول الخريج الجديد لوظائف بديلة حتى يتمكن من الوصول إلى وظيفة المستقبل؛ وهذا ما يسبب تقليل فرصه في الحصول على وظيفة بعد التخرج مباشرةً.
  7. قد يكون السوق غير منتج؛ بل سوقاً استهلاكياً، ومن ثمَّ لا يهتم بالصناعات الكبيرة والمتقدمة؛ بل بالصناعات الصغيرة؛ وهذا بدوره يؤدي إلى عدم توفير فرص العمل وضعف التنمية.

في الختام:

البحث عن العمل ليس أمراً سهلاً وخاصةً مع المنافسة الشديدة في سوق العمل؛ لذلك عليك أولاً وقبل كل شيء بصفتك خريجاً جديداً أن تثق بإمكاناتك وقدراتك وتحدد هدفك وتعمل على الوصول إليه بكل جدٍّ واجتهاد، وفي هذا المقال قدمنا بعض النصائح التي تساعدك على إيجاد فرصة عمل مناسبة لك، كما قمنا بتذكيرك ببعض النقاط التي يجب ألا تغيب عن ذهنك وتُعَدُّ ضرورية في رحلتك للوصول إلى وظيفة المستقبل.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة