نصائح للحد من التوتر الناجم عن العمل من المنزل

قد يبدو التخلص من التنقل من وإلى العمل بمنزلة الطريق إلى السعادة المطلقة، ومع ذلك تُظهر الأبحاث أنَّ الأمر ليس ممتعاً تماماً عند معايشة الأمر على أرض الواقع. أظهرت الأبحاث المتعلقة بالعمل من المنزل التي أجرتها مؤسسة غالوب (Gallup) في عام 2020 أنَّ ما يقرب من ثلث العاملين عن بُعد يشعرون بالتوتر لدرجة أنَّهم يقولون إنَّهم دائماً في حالة من الاحتراق الوظيفي.



يُعدُّ هذا الأمر مقلقاً للغاية؛ وذلك لأنَّ الاحتراق النفسي المهني يمكن أن يؤدي إلى غياب الاندماج في العمل وحتى إلى اليأس، ومع ازدياد الاستقالة العظمي لا يمكن لأرباب العمل تحمُّل فقدان مهارات أو آراء الموظفين الموهوبين.

بالطبع، يجب ألا نشعر بأنَّ العمل عن بُعد عبارة عن عبء ويجب ألا يصبح إدماناً؛ بل الأمر الأساسي هو معرفة كيفية الموازنة بين متطلبات الوظيفة ومتطلبات الأسرة.

يجب ألا تسيطر عليك الضغوطات التي لا داعي لها سواء أصبحت عاملاً عن بُعد باختيارك أم لا؛ لذلك طبِّق بعض النصائح الآتية لمنع الشعور بالتوتر من العمل من المنزل من الخروج عن السيطرة:

1. ضع حدوداً لاستخدام الأدوات التكنولوجية لكلِّ فرد في عائلتك:

لا بدَّ من أنَّ وقتك أمام الشاشة يتجاوز الحدود عندما تعمل عملاً افتراضياً، وإذا كنت والداً فمن الممكن أنَّ أطفالك في سن المدرسة يقضون عدة ساعات يومياً في التعلم على أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية؛ لذا تأكد من إبعاد الجميع عن أجهزتهم الرقمية بتحديد "وقت دون استخدام التكنولوجيا".

على سبيل المثال: امنع أفراد العائلة من استخدام الأجهزة الإلكترونية في تناول العشاء أو خصص وقتاً محدداً كلَّ مساء؛ فيمكن لأفراد عائلتك جميعهم إعادة شحن هواتفهم والتواصل معاً؛ فتتيح لك قراءة الكتب أو ممارسة بعض التمرينات أو مجرد الاسترخاء بعيداً عن التكنولوجيا أن ترتاح من المسؤوليات بعض الشيء.

قد لا يحب طلاب المدارس الإعدادية والمراهقون الأصغر سناً هذه القواعد، وفي هذه الحالة يمكن أن يساعدك شراء هاتف لهم بميزات محدودة.

إقرأ أيضاً: كيف أحقق التوازن بين عملي وحياتي الخاصة؟

2. توقف عن الرد على الأمور المتعلقة بالعمل عندما تكون خارج أوقات العمل:

لنفترض أنَّك تستعد للخلود إلى النوم وفجأةً يتصل بك مديرك في العمل ليسألك عن مهمة معينة، فينتابك شعور مزعج، ويؤلمك رأسك، فتفكر في هذه اللحظة في خيارين: هل من الأفضل أن تستجيب لنداء الواجب - على الرَّغم من أنَّك قد تشعر بالإرهاق - أم تؤجل الرد عليه حتى الصباح؟

لسوء الحظ، تشجع ثقافة العمل المستمر فكرة أنَّه من الوقاحة تجاهل الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل المباشرة والمكالمات، وقد نشعر بالذنب إذا انشغلنا بشيء آخر مع عائلتنا على سبيل المثال، أو إذا عشنا حياة شخصية خالية من مشتتات الشركة.

قد يكون من الصعب التخلص من الشك المزعج بأنَّ مشرفك سيتغير رأيه بك أو يقل احترامه لك إذا وضعت حدوداً في العمل، لكن على الرَّغم من ذلك، فهذا الأمر بالغ الأهمية لصحتك العقلية.

لذا أخبر فريقك عن الوقت الذي لن تكون متاحاً فيه كلَّ يوم، ثم التزم بما تقوله، وعلى الرَّغم من أنَّ منزلك هو المكان الذي تؤدي فيه عملك، إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّك ستكون جاهزاً للعمل طيلة الساعة طوال أيام الأسبوع.

3. حدَّد مكاناً معيناً لمكتبك في المنزل:

السبب الرئيس للشعور بالتوتر من العمل من المنزل هو أن تشعر بأنَّك "تحت الطلب" أينما كنت في داخل المنزل، وتتمثل إحدى طرائق تحديد مساحتك الشخصية والمهنية في إنشاء مكان واحد على الأقل لمكتبك في المنزل.

أنت لست مضطراً إلى تخصيص غرفة كاملة بصفتها مساحة لعملك، فقد حقق بعض الأشخاص نجاحاً بإنشاء زاوية للمكتب في خزانة ملابس كبيرة أو في غرفة ما أو في منطقة معينة في القبو؛ فالهدف هو الحصول على مكان مخصص للعمل.

لذا تأكد من تجهيز مساحة عمل ممتعة وتشعر فيها بالحفاوة، وضع فيها كثيراً من الأضواء وزيِّنها زينة جذابة لكي تشعر بالراحة عند الذهاب إليها عندما تحتاج إلى إنجاز بعض المهام، وإضافة إلى ذلك سيتعلم أفراد أسرتك أنَّه عندما تكون في مكتبك، فأنت عملياً في العمل؛ ومن ثَمَّ لن يقاطعوك.

شاهد بالفديو: 5 نصائح لمن لديهم أطفال ويريدون العمل من المنزل

4. وظِّف مربية للأطفال لمنحك فترة راحة:

لا يمكنك فعل كلَّ شيء بصفتك والداً مهما سمعت أو قلت لنفسك عن ذلك بقدر ما قد ترغب في أن تكون أمَّاً أو أباً مهتماً بأطفاله الصغار، فلا يمكنك القيام بذلك دائماً بالإضافة إلى أن تكون عاملاً يمكن الاعتماد عليه في ذات الوقت؛ لذلك وظِّف مربية للاعتناء بالأطفال.

بناءً على ظروفك وعمر أطفالك، قد تحتاج إلى مربية أطفال من حين لآخر فقط؛ لذا ابحث عن شخص يتمتع بالمعرفة والموثوقية والمرونة، وتأكد من أنَّ مربية الأطفال التي ستختارها لديها الخبرة الكافية.

لا يمكنك تخيُّل الراحة التي ستشعر بها عند معرفة أنَّ أطفالك لن يقاطعوا اجتماعاتك الهامة على تطبيق زووم (zoom)، سيكلفك الأمر بعض المال، لكن إذا كان سيجعلك أكثر إنتاجية ويقلل من التوتر في العمل من المنزل فإنَّ الأمر يستحق المحاولة.

إقرأ أيضاً: العمل من المنزل: فرصة مُثمرة، لكن بشروط!

5. استخدم الإجازات المَرَضية:

غالباً ما يأخذ الموظفون الذين يعملون في المكاتب والذين يشعرون بتوعك إجازة مَرَضية متكررة ويستخدمون الإجازة مدفوعة الأجر أيضاً، لكن يختلف الأمر قليلاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعملون من المنزل؛ إذ يجبر كثيراً من العمال الافتراضيين الذين يشعرون بالمرض أنفسهم على بذل مجهود كبير في اليوم؛ وذلك لأنَّهم لا يشعرون بالرضى عند استخدام إجازاتهم المَرَضية.

بعبارة أخرى، قد تشعر أنَّك مجبر على الاستمرار على الرَّغم من الأوجاع والآلام التي تشعر بها، فأنت في المنزل لذلك لا يهم، أليس كذلك؟ لكن اتضح أنَّ هذا الكلام خاطئ؛ فالوجود جسدياً في العمل دون التركيز على مسؤولياتك يرتفع بين الأشخاص الذين يشعرون بالمرض، ولا يستطيع أيُّ شخص الاستمرار في العمل إذا كان جسمه وعقله يحتاجان إلى الراحة.

إذا كان هدفك هو عيش حياة خالية من التوتر قدر الإمكان فافعل ما هو ضروري لصحتك؛ فيجب عليك استخدام الإجازة مدفوعة الأجر حتى لو كنت تعمل من المنزل.

في الختام:

ليس من الواقعي أن تتوقع أنَّه يمكنك التخلص تماماً من الضغوطات جميعها التي تواجهك عند العمل عن بُعد، لكن يمكنك إعادة تقييم خياراتك لتحسين شعورك بالتوازن في نهاية كلِّ يوم، ويمكنك البدء باتباع هذه النصائح الخمسة المتعلقة بكيفية الحد من الشعور بالتوتر من العمل من المنزل.

المصدر




مقالات مرتبطة