نصائح للبدء بعقلية إيجابية ومنتجة من بداية اليوم
هل يمكنك أن تتوقع كيف سيسير يومك وفقاً لمزاجك في الصباح؟ بالنسبة إليَّ إذا استيقظت صباحاً بحالةٍ مزاجية سلبية، أشعر كما لو أنَّني أريد أن أستسلم وأعود إلى السرير، وأجهز نفسي بالمحاولة مرة أخرى في اليوم التالي.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن كوتش الأداء العقلي "إيلي سترو" (ELISTRAW)، ويُخبرنا فيه عن تجربته مع اكتساب عقلية إيجابية ومنتجة يبدأ بها نهاره.
إنَّه أمرٌ مضحكٌ، لكنَّه خطير جداً؛ فمن المُرجَّح أن تستمر أُولى المشاعر التي نحسُّ بها في الصباح طوال اليوم ما لم نبذل قدراً كبيراً من الجهد لتغييرها، وهو أمرٌ صعبٌ جداً كما يعلم أي شخص كان يعاني مزاجاً سيئاً جداً.
إنَّ فهم مدى أهمية مزاجنا في الصباح، يمكن أن يزيد من ثقتنا وقدراتنا على اتخاذ القرارات أو أن يكون مرعباً، وذلك اعتماداً على وجهة نظرك، فإذا كنت تتمسَّك بفكرة أنَّه لا يمكنك التحكُّم بعواطفك وحالتك المزاجية، ستستيقظ كل يوم على أمل أن يكون اليوم هو اليوم الذي تكون فيه في مزاج جيد، ومع ذلك، إذا كنت تشعر بأنَّك في وضع السيطرة، ويمكنك أن تحدِّد وتقرِّر ما تشعر به، فأنت تدرك القوة التي تمتلكها كل يوم لاكتساب عقلية إيجابية ومنتجة.
على سبيل المثال، أنا أفضِّل الخيار الأخير من هذين الرأيين وهذا بالضبط ما أريد أن أشاركك فيه؛ وهو كيف يمكنك استخدام أدوات معيَّنة كل صباح لتكتسب عقلية إيجابية ومثمرة وتستمتع بها طوال اليوم.
يساعد اتباع النصائح الثلاث التي سأشاركها معك في بدء اليوم بعقليَّةٍ إيجابيَّةٍ ومنتجة:
1. طوِّر حالة الامتنان:
إذا كنت تعمل كل يوم وأنت في حالة من الامتنان، ربما يصبح مقدار المشاعر السلبية التي تعتقد أنَّك تُحِس بها قليل جداً، لأنَّك عندما تشعر بالامتنان لما لديك وترضى بالمكانة التي بلغتها، فلن يكون لديك مجال للأفكار السلبية لأن تتملَّك عقلك؛ ومن حيث توليد عقلية إيجابية ومنتجة، فإنَّ الشعور بالامتنان هو أداة رائعة لذلك.
فإذا كنت تعيش حالة من الامتنان بوصفه أول فعل تمارسه في الصباح، سوف تستمر في ذلك طوال اليوم، وقد يبدو من الغريب التفكير في ارتباط الامتنان بالإنتاجية، لكنَّها الحقيقة؛ إذ يحارب الامتنان الشعور بالقلق والاكتئاب وعدة أفكار سلبية أخرى؛ لذلك من خلال الشعور بالامتنان، تصفِّي ذهنك من هذه السلبيات، وهذا سيتيح لك أن تكون أكثر إنتاجية خلال يومك.
لا تحتاج ممارسة الامتنان إلى التعقيد؛ إذ يمكن أن تكون سهلة، مثل قول شكراً على كل ما لديك مراراً وتكراراً بعد الاستيقاظ، ومن الممارسات الأخرى التي يمكنك استخدامها والتي تكون أكثر تنظيماً قليلاً هي كتابة عبارات الامتنان؛ إذ يمكنك أن تقضي نحو خمس دقائق كل صباح في سرد كل ما يجب أن تكون ممتناً له، وبعد كتابتها، اقرأ كل منها وحاول الشعور بها حقيقةً.
شاهد: 9 طرق لتزيد الإيجابية في حياتك
2. مارس تمرينات اليقظة الذهنية:
ما هو مقدار سهولة أن يبدأ عقلك في التفكير في جميع التزاماتك بوصفها أول فعل تقوم به في الصباح، والقلق بشأن ما قد لا تنجزه، أو بشأن شيء حدث في اليوم أو الأيام السابقة؟
هذا هو المكان الذي يبدأ فيه معظمنا في الشعور بالقلق والخوف والإحباط في الصباح، ومع ذلك، إذا كانت لدينا طريقة يمكننا من خلالها تهدئة أذهاننا والتخلص من معظم هذه الأفكار التي لا تنتهي، ستبدأ أيامنا بسلاسة أكثر.
لحسن الحظ، توجد طريقة، وهي من خلال الاستفادة من اليقظة، أي حالة الوجود التام، لكنَّ الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها، ولهذا السبب من الهام أن تبدأ في التدريب على اليقظة؛ إذ يمكنك في كل صباح تدريب نفسك على الانتباه، وكلما تدربت أكثر، سيكون من الأسهل أن تحمل هذه الحالة الذهنية معك طوال اليوم.
توجد عدة طرائق يمكنك من خلالها ممارسة اليقظة، لكن فيما يخص الصباح سألتزم بالتقنية التي أجدها مفيدة جداً، وهي ممارسة تأمل اليقظة، وتسير على النحو الآتي:
- الجلوس في وضع مريح، سواء على الأرض أم على كرسي.
- ضبط عداد الوقت لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة.
- إغلاق عينيك والتركيز على أنفاسك.
- عندما تجد انتباهك يتشتَّت، حاول إعادته سريعاً إلى أنفاسك، هذا هو تماماً فعل تدريب اليقظة.
3. مارس التصور الذهني:
توجد صورة داخلية تحملها عن نفسك بصرف النظر عن هويتك؛ قد توحي هذه الصورة بأنَّك شخص غير منتج، أو أنَّك قلق دائماً، وربما تكون نظرة أكثر إيجابية وترى أنَّك ناجح؛ فخلاصة القول هو إنَّ كلَّاً منَّا لديه صورة داخلية عن ذاته.
ما يمكنك فعله هو استخدام هذا التصور لمصلحتك من خلال غرس صورة ترغب في الاحتفاظ بها عن نفسك، فإذا كنت ترغب في أن تكون أكثر إنتاجية وإيجابية طوال اليوم، تخيَّل نفسك تعمل بكفاءة وتتصرَّف بلباقة.
من خلال ترسيخ هذه الرؤية المتعلقة بمَن تريد أن تكون في ذهنك، سوف تتحوَّل هذه الرؤية إلى جزءٍ طبيعيٍّ منك، وستحمل الصورة الذاتية الجديدة معك كل يوم.