نصائح لحياة أفضل
الحياة بلا شك ليست سهلة، والطريقة التي تفكِّر فيها تحدِّد النتائج التي تحصل عليها في حياتك، لكنَّ التفكير نشاط مُجهد؛ لذا فإنَّنا لا نقوم به بما يكفي.
تعبِّر الأديبة الأمريكية الراحلة "هيلين كيلير" (Hellen Keller) عن ذلك بطريقة رائعة؛ إذ تقول: "لا يحب الناس أن يفكِّروا، لأنَّنا عندما نفكِّر فإنَّنا نستنتج، والاستنتاجات ليست دائماً على قياس رغباتنا".
لذلك؛ سنستعرض في هذا المقال 15 نصيحة عن الحياة، ستغيِّر جذرياً الطريقة التي تعيش فيها حياتك:
1. حدِّد أهدافاً كبيرة واتَّخذ إجراءات بسيطة:
إذ كنت ترغب في بناء شركة كبيرة، أو تغيير حياة الناس، أو ترك بصمتك في حياة الآخرين، أو تحقيق ثروة، فلا تسمح لأي شيء بأن يُثنيك عن فكرتك، فلا تستمع إلى الناس الذين يُحبطونك، أولئك الذين يقولون لك إنَّ هذا صعب جداً، أو إنَّه يوجد من سبقك لهذه الفكرة.
فأنت تضع أهدافاً كبيرة، وليس لديك ما تخسره، لكن احرص على البدء بخطوات صغيرة، ابدأ بالعمل وكن عملياً، فكل ما تحتاج إليه هو نجاح واحد كبير، وعلى العكس من ذلك، لا يمكنك توقُّع نتائج كبيرة عندما تضع أهدافاً صغيرة.
2. اجعل المشكلات أسئلة لم تعثر بعد على أجوبة لها:
ما يُثير الدهشة عند البشر هو خوفهم وارتباكهم الشديدين عندما يواجهون مشكلة؛ إذ نسمع كثيرين يصفون مشكلتهم بأنَّها كارثة مهولة.
ففي كل مرَّة تسمح للتوتر بالسيطرة عليك عند مواجهة مشكلة، فأنت تدمِّر حياتك فعلياً، فليس من الضروري أن تُصاب بالفزع، وتذكَّر أنَّ المشكلة هي سؤال لم تعثر بعد على إجابة له؛ لذلك اهدأ وابحث عن الإجابة.
شاهد: نصائح من الدكتور ابراهيم الفقي لحياة أفضل
3. أسِّس علاقاتك على الحب والاحترام:
إليك بعض الأسباب الخاطئة لبناء علاقة أو الاستمرار بها، المال أولاً، ثمَّ الخوف من الوحدة، أو سوء المُعاملة، أو الحاجة إلى أن تكون موضع اهتمام.
إذا كنت في علاقة سيئة وحاولت أكثر من مرَّة تحسينها ولم تنجح، فقد حان الوقت للتخلِّي عنها، فلا يمكن أن يجتمع الحب والكراهية تجاه شخص واحد في نفس الوقت، فعندما تحب شخصاً من المستحيل أن تكرهه؛ لذلك يجب أن تُبنى العلاقات على أساس الحب، والاحترام، والثقة، والصبر، والمشاركة في الأفراح والأتراح، والدعم المتبادل بين الطرفين.
4. تذكَّر أنَّ ما من شيء مجاني:
مهما حاولت تجميل هذه الحقيقة فإنَّه لا مفرَّ من الاعتراف بأنَّ كل شيء تحصل عليه له مقابل، فليس ضرورياً أن يكون هذا المقابل المال فقط، فأنت أحياناً تقدِّم وقتك للحصول على شيء، وللعلم فإنَّ الوقت أكثر الأشياء قيمةً.
فالحياة هي مشروع تجاري، والأشخاص البارعون في الحياة هم من يدفعون لقاء ما يحصلون عليه بحكمة؛ لذلك كن حكيماً ولا تبدِّد مواردك، وخاصةً الوقت.
5. كن شجاعاً في اتخاذ القرارات:
قد تظنُّ أنَّ عدم اتخاذ القرارات لا يترتَّب عليه أيَّة أضرار، لكنَّك مخطئ؛ إذ يعدُّ التردُّد في اتخاذ القرار خطأً فادحاً يجب عدم الوقوع به.
فالانتظار، والتسويف، والشكوك، والإفراط في التفكير، كلها أمور غير مُجدية، فبدلاً من ذلك تصرَّف بحكمة، واتخذ قراراً مدروساً عندما تواجه موقفاً، وإذا اتخذت قراراً خاطئاً فاعتذر وحاول أن تصحِّح خطأك.
6. تحمَّل المسؤولية عن حياتك:
تفرض الحياة أحياناً على نفس الشخص لعب دورين متناقضين باختلاف الظروف، ويحدث هذا مثلاً عندما تكون صاحب شخصية قيادية في العمل، لكنَّك على الخلاف من ذلك في المنزل، ولا عيب في ذلك أبداً، فالخطأ هو عندما ترفض أن تؤدي الدور القيادي، لأنَّك لا تريد أن تتحمَّل المسؤولية؛ لذلك قرِّر أن تتحمَّل المسؤولية في حياتك المهنية وحياتك الخاصة.
7. ركِّز على الكمية وستحقِّق النوعية:
ثمَّة شيء واحد يجعلك تحقِّق المكاسب، وهو العمل، فلا تصغِ لمن يحدِّثك عن أهمية الذكاء بدلاً من الاجتهاد، فطالما أنَّك لا تعمل فلن يرى أحد ذكاءك؛ لذا احرص على إيلاء الأولوية للفاعلية قبل كل شيء، فالنتائج هي ما يعوَّل عليه؛ لذلك أنجِز المهام المطلوبة منك، وانتقل للمهام التي تليها.
8. استثمر مواردك بحكمة:
كل شخص هو موظف مبيعات، وعندما تخصِّص وقتاً للتعليم فإنَّك تبيع معرفتك، فأنت تقدِّم خدماتك وطاقتك ومعرفتك لقاء الراتب الذي تتقاضاه من العمل؛ أي أنَّك تبيع هذه الأشياء يومياً من وقت بدء العمل حتى انتهائه.
لذلك عندما تقدِّم خدماتك، كن صادقاً وشفَّافاً ومباشراً، ولا تضيِّع وقتك مع أشخاص لا يقدِّرون جهودك، فالحكمة تعني ألَّا تضيِّع وقتك مع الأشخاص الذين لا يهتمون بما تقوم به، بل أن تهتم بالأشخاص الذين يقدِّرون جهدك وخدماتك.
9. طوِّر مهاراتك لتعزِّز ثقتك بنفسك:
إذا لم تكن على درجة كافية من الثقة بالنفس، فلا تحاول أن تحصل عليها من كتب المساعدة الذاتية والمنشورات والمحاضرات التحفيزية.
إذ تتعزَّز ثقتك بنفسك عندما تعزِّز مهاراتك في القيام بشيء، فمن خلال التعلُّم وبذل الجهد، سترى النتائج، وعندما ترى النتائج الإيجابية كرِّر ما فعلته حتى تحصل على المزيد، وهذا ما سيزيد من ثقتك بنفسك تدريجياً.
10. قدِّر أصدقائك:
نحن كائنات اجتماعية، عندما نصبح وحيدين فإنَّنا نفقد أحد شروط السعادة، فقد تظنُّ أنَّك لا تحتاج إلى وجود أصدقاء، لكنَّ هذا الظن خاطئ؛ لذلك كن لطيفاً مع الآخرين، وقدِّر أنَّ لأصدقائك أيضاً حياتهم الخاصة، وخاصةً عندما تكبُر في العمر وتزداد مسؤولياتك، ويتضاءل مقدار الوقت الذي تمتلكه، فإنَّ الظروف تُجبر الناس على التغيُّر، لكنَّ المودة تبقى، لذلك حافظ عليها.
11. لا تصدِّق كل ما تراه:
نحن نعيش في عصر يسعى فيه جميع الناس إلى أن يكونوا محط اهتمام ومشهورين، ويبذلون كل جهد من أجل ذلك، لكن لا تصدِّق كل قصص النجاح التي تراها أينما كان، فالناشطون على "يوتيوب" (Youtube)، وعارضو الأزياء على "إنستغرام" (Instagram)، وقصص روَّاد الأعمال الأثرياء، كلها تُقدَّم لتبدو مثالية.
لكن، أنت ترى ظاهر القضية فقط، فلا نعني أن تسخر من هذه القصص، لكن لا تنغرَّ بالمظاهر لدرجة جعلها حقائق.
12. تقبَّل الانتقاد:
عندما ينتقدك أحد ما فلا ينبغي أن تشعر بالانزعاج منه، على العكس يجب أن تقدِّر ذلك، لأنَّك من دون هذه الانتقادات لن تمتلك الحافز لتحسين أدائك في المرات القادمة.
فيمكن استثمار الانتقادات لتحسين نفسك، ومنتجاتك، وخدماتك، أمَّا إذا لم يكن الانتقاد موضوعياً فمن المُحتمل أن يثير غضبك، لكنَّ هذا الغضب مفيد أيضاً إذا حوَّلته إلى دافع لتقديم أفضل ما لديك، فلا تكن واهن العزيمة أمام كل انتقاد، بل تمتَّع بروح رياضية، واسعَ دوماً إلى تطوير نفسك.
شاهد أيضاً: 12 طريقة تقودك لحياة أفضل
13. اهتم بصحتك:
سواء أحببت ذلك أم لا، فإنَّه لا يمكنك أن تسيطر على كل العوامل التي لها علاقة بصحتك، لكن بعض من هذه العوامل متروك لك، مثل النظام الغذائي، فأنت وحدك من يقرِّر إذا كنت ستتناول طعاماً صحياً، أم تختار الوجبات الرديئة، كذلك الأمر بالنسبة إلى نمط الحياة، فأنت من يقرِّر إذا كنت ستمارس الرياضة، أم ستمضي وقتك جالساً.
فانهض عن الأريكة، ومارس بعض الرياضة، واحرص على أن يكون ذلك جزءاً من روتينك اليومي، وليس نشاطاً عرضياً لبضعة أيام فحسب، وتذكَّر إذا لم تكن قادراً على فعل ذلك، فأنت عاجز عن فعل أي شيء آخر، وعُدَّ الرياضة بمنزلة تدريب لك يعدُّك لتحمُّل الأوقات العصيبة التي قد تمر بها، فكلما كنت بصحة أفضل، كنت أفضل في جميع النواحي.
14. قرِّر أن تكون سعيداً:
أنت تتحكَّم بأفكارك، ويعني هذا أنَّك تقرِّر ما تفعله في حياتك، فإذا كنت غير راضٍ أو غاضب أو محبط، فسينعكس هذا على سلوكك والنتائج التي تترتَّب عليه، فيظنُّ كثيرون أنَّ سعادتهم مرهونة بالحصول على الأشياء التي لا يمتلكونها، مثل الثروة، والسيارة الفاخرة، والمنزل الفخم، لكنَّ هذا التفكير خاطئ بل هدَّام؛ إذ تستطيع أن تكون سعيداً في حياتك الحالية، وكل ما يلزم لذلك هو أن تختار أن تكون سعيداً، وعندما تتحسَّن حياتك فستبقى سعيداً.
15. ابتكر شيئاً ما:
عندما تبتكر شيئاً ما بصرف النظر عن ماهيته، فأنت توظِّف قدراتك في فعل شيء ما، سواء كان ما تفعله بغرض حل مشكلة، أم إمتاع الآخرين.
لذلك، بدلاً من طلب المعلومات والمنتجات والتسلية من الآخرين، خصِّص بعض الوقت لتنتج هذه الأشياء بنفسك، وليس شرطاً أن تقوم بهذا وحدك، فيمكن القيام به مع الآخرين، وبصرف النظر عمَّا تقرِّر فعله، كن مفيداً لنفسك وللآخرين.
في الختام:
بعد أن فرغت من قراءة هذا المقال، ما رأيك بأن تخطو خطوةً إضافية، وتقوم بشيء ممتع ومفيد حقاً، ربما بعض الرياضة، وربما بعض العمل الجاد، أو شيء آخر يجعلك تشعر بقيمة الحياة، فالسعادة في متناول يديك، ويمكنك دوماً أن تحسِّن حياتك، طالما تقرِّر ألَّا تسمح للأفكار الخاطئة بالسيطرة عليك.