نصائح لتهيئتك للنجاح في العمل (الجزء الأول)

يرغب جميع الأفراد في تأسيس حياة مهنية ناجحة تُشبع شغفهم وتؤمِّن لهم حياة طيبة وموفَّقة بالمجمل، لكن ينتهي بهم المطاف بتكريس حياتهم لمهنةٍ لا تُشبع شغفهم، ولا تعود عليهم بدخلٍ ماديٍّ يناسب حاجاتهم.



تجدر الإشارة إلى أنَّ المرء قادر على تأسيس حياة مهنية ناجحة، ويكمن السر في اكتشاف شغفه والسعي وراءه، وتطوير العادات والمهارات التي ترفع من كفاءته في العمل والمنزل، واعتماد رؤية إيجابية، بصرف النظر عن المرحلة التي بلغها في سعيه نحو النجاح المهني.

يستكشف المقال 12 نصيحة لتحقيق النجاح في العمل:

1. اختر مهنتك بحكمة:

يمثِّل اختيار المهنة الخطوة الأولى والأكثر أهمية في عملية تحقيق النجاح المهني؛ أي اختيار المهنة التي تحقِّق لك النجاح بناءً على تعريفك الشخصي لمفهوم النجاح.

عليك أن تحدِّد رغباتك فيما يتعلَّق بالحياة المهنية؛ أي أن تُناقش نفسك فيما إذا كنت تفضِّل مهنة تتيح لك إمكانية السفر، أم أنَّك تميل لوظيفة مستقرة تتبع نمطاً ثابتاً مرضياً، ولا بدَّ من دراسة النواحي المادية أيضاً، وتحديد مدى أهمية العائد المادي بالنسبة إليك عند اختيار العمل.

يمكنك المباشرة بتأسيس حياة مهنية عند تحديد أولوياتك والجوانب التي تحقِّق لك الرضى على الصعيد الشخصي، فالأولوية الرئيسة تكمن في اختيار مهنة تستمتع بها؛ وذلك لأنَّ القيام بعمل يُشبع شغفك، يعزِّز الرضى والسعادة في حياتك المهنية؛ إذ تشمل استراتيجيات اكتشاف الشغف تحديد قيمك الرئيسة، والأمور التي تحبِّذ فعلها، بصرف النظر عن مسألة العائد المادي، والأوقات التي شعرت فيها بأقصى درجات السعادة والرضى.

لا تسهم المهنة المُمتعة بإضفاء البهجة على كامل حياتك وحسب، وإنَّما تزيد من فرص نجاحك، فالإنسان يبدع في تنفيذ الأعمال التي تثير شغفه؛ إذ يعتمد نجاحك في العمل على القيام بمهنة تحبها.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعد على تحقيق النجاح والترقي في العمل

2. لا تتوقف عن التعلُّم:

يعدُّ التعلم المستمر عاملاً أساسياً لإحراز التقدم والنجاح؛ أي عندما يكون المرء عازماً على تعلم معارف أو مهارات جديدة، فإنَّ احتمالات تقدُّمه تزداد؛ لذا عليك اعتماد طريقة تفكير تقوم على خوض تجارب جديدة بصورة منتظمة على صعيد الحياة الشخصية والمهنية على حدٍّ سواء؛ وذلك لأنَّ المهارات الجديدة تؤمِّن فرصاً جديدة بدورها؛ إذ يمكنك أن تمارس هواية جديدة، أو أن تجرِّب نشاطاً معيناً لم يسبق أن خصَّصت له الوقت اللازم، أو أن تتحدى نفسك للقيام بتجربة مخيفة بالنسبة إليك.

تشمل ممارسات التعلم المستمر البسيطة تناول طعام جديد، أو تغيير طريق الذهاب للعمل، أو زيارة متحف افتراضي، كما يمكنك أن تطلب النصيحة من مديرك أو مشرفيك في العمل في حال كنت تطمح لاتباع مسارهم الوظيفي، وأن تبحث عن فرص تدريبية ضمن مجال عملك، وتحدِّد الشهادات التي يمكن أن تسهم في تقدُّم حياتك المهنية بحيث تحدِّد موعداً ثابتاً لتحصيلها.

يجب البحث عن الدورات التدريبية، والشهادات المهنية، والبرامج التعليمية ذات الأجزاء القصيرة التي يمكنك الالتحاق بها عبر الإنترنت لتعزيز مهاراتك، ولا سيَّما التي تسهم في استقطاب فرص جديدة في مجال عملك الحالي، أو يمكنك استخدام هذه الفرص التعليمية في إجراء دراسة استقصائية لمعرفة المجال المهني الذي يشبع شغفك في حال كنت تفكِّر بتغيير مهنتك.

يُستحسن أن تعالج الشعور بأنَّك عالق في الوظيفة أو المهنة، فهو غالباً ما يكون حالة ذهنية، أو محنة يخلقها الإنسان بنفسه، وبصرف النظر عن المرحلة التي بلغتها في حياتك المهنية فأنت قادر على اتخاذ قرار التغيير الوظيفي، فقد تبدو هذه التغييرات صعبة أو مخيفة في أحيانٍ كثيرة، لكنَّها ستكون ذات منفعة كبيرة.

يُحبَّذ أن تعتمد طريقة تفكير تدعم التعلم والتطور المستمر في جميع مراحل حياتك المهنية، وألَّا تتوقف عن التقدم في حياتك المهنية والشخصية، ولا تذعن للفكرة الخاطئة بأنَّك عالق في محيط مهني لا يتلاءم مع شغفك؛ بل إنَّك قادر على اتخاذ قرار التغيير متى ما أردت.

3. حدِّد مسؤولياتك الوظيفية:

عندما تكون مُلِمَّاً بالمسؤوليات التي يعتزم رب العمل تكليفك بها، سيتسنَّى لك تكوين فكرة واضحة عن كيفية تحقيق النجاح في العمل، فمن المُجدي أن يقوم رب العمل بتحديد الجودة والإنتاجية التي ينتظرها منك، وإجراء تقييمات أداء دورية، لكن يمكنك أن تكون سبَّاقاً وتستعلم عن دورك في المؤسسة.

يمكنك أن تبدأ بالاطلاع على الوصف الوظيفي لعملك الحالي عبر البحث في مواقع الشركات على الإنترنت أو سجلات الموظفين، والإلمام بالمهارات الرئيسة المطلوبة للتأهل للوظيفة ومحاولة تطويرها.

عليك أن تنظر في جميع التفاصيل الواردة في قوائم الوصف الوظيفي بوصفها مسؤوليات، وتحرص على العمل بجدٍّ لتكون منتجاً، وتُنجز كل واحدة منها، وتحيط بمتطلَّبات التقدُّم في وظيفتك والترقِّي لمنصب، أو قسم، أو وظيفة، أو شركة جديدة؛ وذلك لأنَّ الأشخاص الناجحين لا يتوقفون عن التقدم في حياتهم المهنية.

يجب أن تستعلم عن رسالة وأهداف المؤسسة التي تعمل لحسابها، وتركِّز كامل اهتمامك على المساهمة في تحقيق هذه الأهداف ومساعدة المؤسسة على تأدية رسالتها، على أن تأخذ في الحسبان أنَّ عدم توافق هذه الأهداف مع قيمك الشخصية أو مسارك الوظيفي يستدعي البحث عن عمل جديد، فعليك أن تفهم ثقافة مكان العمل في المؤسسة التي تعمل لحسابها؛ إذ تُعرَّف ثقافة مكان العمل بأنَّها: أنظمة القيم والمعتقدات لأرباب العمل والزملاء.

يمكن أن تركِّز ثقافة العمل في شركتك على الودِّ، والتنوع، والتعاون، والإنتاجية، والمحاسبة، والتحفيز، والتواصل الواضح، أو اختبار قدرات الموظفين على سبيل المثال، فعندما تتبيَّن ثقافة العمل ضمن الشركة، سيتسنَّى لك الإلمام بمتطلَّبات العمل ضمن فريق مع زملائك لتكون ناجحاً في أداء المهام الفردية والجماعية على حدٍّ سواء.

4. كن متعاوناً مع باقي أعضاء الفريق:

تزدهر المؤسسات عندما يعمل الموظفون بروح الفريق الواحد؛ أي عندما تتوحَّد مهارات وقدرات العاملين في الشركة، سيتحقَّق المزيد من النجاح على المستوى الفردي والجماعي.

عليك احترام باقي أعضاء الفريق ودعم قدراتهم ونجاحاتهم، وإدراك أنَّك ستحقِّق مزيداً من النجاح عند العمل جنباً إلى جنب مع زملاء العمل بدلاً من التنافس معهم؛ إذ يجدر بزملاء العمل التعاون على حلِّ المشكلات والامتناع عن لوم بعضهم أو إسناد المهام التي يتحمَّلون مسؤولية إنجازها إلى غيرهم.

يجب أن تتبيَّن منصبك في الشركة، وتلبِّي واجباتك ومسؤولياتك، وتعطي الأولوية للمهام الضرورية؛ إذ تشمل مهارات إدارة الوقت الجيدة إنجاز المهام التي ينتظر موظف آخر منك أن تنجزها حتى يتسنَّى له إكمال المرحلة التالية من المشروع أو العملية.

عليك أن تعتمد مهارات قيادية رفيعة عند عملك في منصب إداري، فتفويض المهام يعدُّ المهارة الرئيسة اللازمة للقائد الناجح، ويجب أن تعي أنَّك لست الوحيد المؤهَّل لحل المشكلات؛ أي عندما تفوِّض المهام تتيح للموظفين إمكانية تنمية مهاراتهم وتحسين أدائهم، كما يجب إدراك أهداف الفريق والتعاون لتحقيقها وإيجاد الحلول عبر العمل الجماعي ضمن الفريق، واعتماد موقف إيجابي لا سيَّما عند مواجهة التحديات؛ إذ يسهم التفكير الإيجابي ضمن مكان العمل في تخفيف مستويات التوتر، وزيادة الإنتاجية، ومساعدة الجميع على تحقيق النجاح.

عليك أن تطبِّق مهارات تواصل رفيعة المستوى، وتعبِّر من خلال كلامك ولغة جسدك عن ثقتك بنفسك وبمهارات زملائك؛ إذ يعدُّ الإصغاء الفعَّال وتقديم وتلقِّي تغذية راجعة أجزاء رئيسة من عملية التواصل الفعَّال، فيجدر بالموظفين حل المشكلات والعمل معاً لإيجاد حلول تهدف لرفع مستوى الأداء في المؤسسة.

5. تحمَّل مسؤولية كافة أفعالك:

يتعيَّن عليك تحمُّل مسؤولية نجاحاتك وإخفاقاتك لتحقيق النجاح في حياتك المهنية، بمعنى أن تحتفي بنجاحاتك، وتحلِّلها، وتتعلَّم كيفية الاقتداء بها والاستفادة منها في المستقبل.

عليك تحمُّل مسؤولية إخفاقك دون أن تسمح له بتثبيط عزيمتك؛ بل عليك أن تبذل قصارى جهدك لتتعلَّم من جميع الأخطاء التي تقترفها؛ إذ يعلِّمنا الفشل أكثر ممَّا يفعل النجاح في كثير من الأحيان، فإنَّ ألمع الأشخاص في العالم بلغوا المجد نتيجة تقبُّل أخطائهم والتعلم منها.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح لتحمل المسؤولية عن أفعالك وعيش حياة أكثر سعادة

6. طوِّر مهاراتك القيادية:

يساعدك امتلاك مهارات قيادية فعَّالة على إحراز النجاح في العمل؛ إذ تشمل السمات الرئيسة للقائد اللامع؛ النزاهة، والشجاعة، والتواضع، والتعاون، والصدق، والتواصل السليم، فعليك أن تحسِّن قدرتك على التركيز، وهذا يعني ضرورة التركيز على أهداف المؤسسة، وأرباب العمل، والقسم، أو الفريق إضافة إلى التركيز على أهدافك الخاصة.

يستحسن أن تبادر بابتكار أفكار جديدة تعود بالفائدة على الشركة، أو إيجاد حلول ترفع مستويات الإنتاجية في الفريق، وأن تعزِّز ذكاءك العاطفي الذي يمثِّل قدرتك على إدارة عواطفك وإدراك عواطف الآخرين واحترامها.

يقوم الذكاء العاطفي بصورة أساسية على التعاطف، والتحفيز الذاتي، والوعي الذاتي، والمهارات الاجتماعية، والانضباط الذاتي، وبصفتك قائداً، عليك أن تظهر ثقتك بنفسك، وتعزِّز الثقة في الآخرين عبر تقدير أفكارهم ومساهماتهم، وتتبيَّن قدرات العاملين على المساهمة في المؤسسة، وتحثُّهم على إظهار أبرز جوانبهم عبر استثمار مواطن قوتهم ومنحهم فرصة تطوير المهارات التي تنقصهم.

إقرأ أيضاً: فوائد برنامج تطوير المهارات القيادية وطرق نجاحه

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن 6 نصائح لتحقيق النجاح في العمل؛ إذ ناقشنا أهمية اختيار المهنة، واستمرار التعلم، وتحديد المسؤوليات الوظيفية، والتعاون مع باقي أعضاء الفريق، وتحمُّل مسؤولية النجاح أو الفشل على حدٍّ سواء، وتطوير المهارات القيادية، وسنتابع في الجزء الثاني والأخير من المقال الحديث عن بقية النصائح.




مقالات مرتبطة