نصائح لتصبح أكثر سعادة في الحياة

ربَّما أنت من الذين يظنون أنَّ السعادة تتعلق بقضاء وقت ممتع وأخذ إجازات مترفة؛ لكنَّنا نخبرك بأنَّ السعادة تتعلق بأشياء مختلفة تماماً.



السعادة هي حالة مصدرها وجدان الإنسان وليس العوامل الخارجية:

يظنُّ معظم الناس أنَّ كونك سعيداً يعني أن تشعر بالرضى طوال الوقت، والمشكلة ليست فقط في كون هذا الظن خاطئاً؛ بل في أنَّه هو بعينه ليس إلَّا جزءاً من المنغصات التي تمنعك من الشعور بالسعادة؛ لأنَّ السعادة ليست شيئاً تحققه، وليست شيئاً تفعله أو مكاناً تذهب إليه، السعادة هي موقف؛ أي إنَّ كل شيء تحتاجه لتكون سعيداً يعتمد على نظرتك إلى الحياة.

لذلك إذا أردت أن تكون سعيداً، فيجب أن تتخلص من المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالسعادة بدلاً من السعي إلى الحصول على الأشياء الممتعة والمثيرة في الحياة.

في هذا المقال ستجد بعض الأفكار المفيدة التي توضِّح ماهيَّة السعادة والخطوات التي يمكنك اتخاذها في حياتك لتكون أكثر سعادة، أو على الأقل تتخلص تدريجياً من البؤس وهي بداية جيدة نحو تحقيق السعادة.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مثبتة علمياً لتشعر بالسعادة

ثلاث نصائح لتصبح أكثر سعادةً في الحياة:

1. حدد ما الذي تعنيه السعادة بالنسبة إليك وما الذي لا تتضمنه:

مجدداً نؤكِّد على خطأ الاعتقاد بأنَّ السعادة هي هدف نهائي يمكن تحقيقه من خلال الجهد الكافي؛ إذ من الخطأ الاعتقاد بوجود وصفة سحرية للسعادة وبمجرد معرفتها سنستمتع بسعادة مطلقة طوال الحياة.

هذا الاعتقاد الخاطئ هو بحد ذاته أحد معوقات السعادة، فأولاً السعادة ليست شعوراً وهمياً بالرضى تحصل عليه من خلال اعتقادك القوي بأنَّك ستكون سعيداً دوماً، ومن الخطأ الاعتقاد بأنَّ السعادة شعور أو عاطفة يمكن تجريدها عن باقي العواطف، ومن الخطأ الخلط بينها وبين المتعة.

في الواقع، أن تكون سعيداً حقاً يتطلب منك أن تعيش مقداراً لا بأس به من الألم والمعاناة، بشرط أن تعرف كيف تستجيب لهذا الألم؛ هذه هي السعادة حقاً؛ هي قدرتك على حل المشكلات، ومساعدة الآخرين على حل مشكلاتهم، وكلما حللت المزيد من المشكلات شعرت بسعادة أكبر؛ إذاً من الآن توقف عن التذمر بسبب وجود مشكلات في حياتك وابدأ بمواجهتها وحلها كخطوة أولى نحو السعادة.

2. حدد قيمك الأساسية:

ربَّما أهم ما يجب إدراكه فيما يتعلق بالسعادة هو أنَّها تتناسب عكساً مع السعي الحثيث إلى الحصول عليها؛ فنحن نحاول أن نحصل على المزيد من المال، والمزيد من حب واهتمام الآخرين، والمزيد من كل شيء موجود في الخارج، ونغفل عن الأشياء الموجودة بداخلنا التي تجعلنا سعداء حقاً.

لتعلَمْ أنَّ معظم المشكلات التي تعانيها الآن هي المشكلات التي يعانيها معظم الناس، وهي مشكلات الحياة الاعتيادية، ومع ذلك فإنَّها لا تعني نهاية عالمك أو أنَّك تعيس.

يجب أن تتقبل أيضاً أنَّه بالنسبة إلى معظم الأشياء التي تقوم بها فأنت لن تصبح بتلك المهارة التي تتمناها، لكن هذا ليس هاماً إذا كان كل شخص فينا قادر على أن يجد على الأقل شيئاً واحداً يكون بارعاً فيه لدرجة الإتقان ويستمر في ممارسته طوال حياته.

من الهام أن نؤكِّد أهمية الاستمتاع بالأشياء البسيطة في الحياة، وإلَّا فإنَّك لن تكون سعيداً أبداًَ.

إقرأ أيضاً: نصائح بسيطة لاكتشاف قيمك الشخصية

3. كن أكثر وعياً:

يدرك الناس الآن أكثر من أي وقت مضى أنَّ مقارنة أنفسهم بالآخرين تقوِّض سعادتهم، لكن قلِّة من الناس يفكِّرون فيما هو أبعد من ذلك ويختارون بوعي قيمهم الخاصة وكيف يعتمدونها مقياساً لتحديد جودة حياتهم.

نقع في حلقات مفرغة من التغذية الراجعة الذاتية، ونصبح مدمنين على أنماط سلبية من التفكير، ونبدأ بالاعتقاد بأنَّ الحياة مجرد سلسلة من مراحل تحسين الذات، وينتهي بنا الأمر بالشعور بتعاسة عارمة.

الحل هو أن تبدأ بإيلاء المزيد من الانتباه لكيفية تأثير أفكارك ومشاعرك فيك، كيف تفعل ذلك؟ توجد عدة طرائق منها التأمل وكتابة اليوميات والتحدُّث مع أصدقائك وعائلتك والتعرُّف إلى الجوانب الإيجابية والسلبية في شخصيتك بطريقة أفضل.

كن أكثر وعياً للجوانب الأخرى في حياتك، وافعل المزيد من الأشياء التي تحقق لك السعادة وقلِّل من الأشياء التي تجلب لك التعاسة، لا تعمل في وظيفة تكرهها فقط من أجل راتب مُغرٍ يجعلك تشتري أشياء لست بحاجتها أصلاً.

توقف عن الخروج مع الأشخاص الذين يسببون لك الإحباط، بدلاً من ذلك يكفي أن تمتلك شخصاً واحداً في حياتك يجعلك تشعر بالإيجابية، ولا تتردد في رفض القيام بما لا ترغب فيه.

إقرأ أيضاً: 6 طرق عملية لتصبح أكثر وعياً بذاتك

في الختام:

لا نعني أنَّك حالما تُطبِّق هذه النصائح فإنَّك ستصبح أكثر سعادةً فوراً؛ فالسعادة مثل أيِّ شيء آخر في الحياة تستطيع الوصول إليها من خلال الصبر والمثابرة والتدريب.

المصدر




مقالات مرتبطة