نصائح غذائيّة مهمة لذوي الإحتياجات الخاصة

إنّ تربية الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة ليس بالأمر السهل، أو البسيط، وذلك لأنّ هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى عناية شديدة ورعايةٍ مختلفة عن غيرهم من الأطفال العاديين، وبشكلٍ خاص فيما يتعلّق بتغذيتهم ونوعية الأطعمة التي تناسب وضعهم الصحي، وفيما يلي سنُسلّط الضوء على أهم النصائح الغذائيّة المهمة لذوي الإحتياجات الخاصة.



أولًا: معنى ذوي الإحتياجات الخاصة

يُطلق لقب ذوي الإحتياجات الخاصة على كل طفل يُعاني من تأخر في النمو، أو إعاقة معينة في الجسد، أو السلوك العاطفي، وتقدّر منظمة الصحة العالميّة بأنّ هناك 15% إلى 20% من الأطفال في العالم لديهم إعاقة عضوية أو عقليّة.

وهناك عدة أنواع للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة مثل:

  1. أطفال التوحد.
  2. أطفال متلازمة داون.
  3. الأطفال المصابين بالتخلّف العقلي.
  4. الأطفال المصابين بالصرّع.
  5. الأطفال الذين يُعانون من صعوبة في التعلّم.
  6. الأطفال الذين يُعانون من الصمم، وضعف السمع، ومن بعض العاهات البصريّة.
  7. الأطفال الذين يُعانون من صعوبة الكلام وضعف الخطاب.
  8. الأطفال الذين يُعانون من الشلل الدماغي والإصابات الدماغية الرضحيّة.
  9. الأطفال الذين يُعانون من إعاقات متعددة.

ومن أهم الأسباب التي تؤدي لولادة طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة فهي:

  1. إصابة المرأة خلال فترة الحمل ببعض الأمراض المعديّة التي تؤثر على تكوين الجنين، وبشكلٍ خاص خلال الأشهر الأربعة الأولى.
  2. استخدام المرأة الحامل لبعض الأنواع من العقاقير الطبيّة خلال أشهر الحمل الأولى بالتحديد.
  3. حدوث بعض العيوب الوراثيّة، والخلل الجيني.
  4. حدوث بعض المضاعفات المفاجئة والسلبيّة خلال عملية الولادة، كولادة الطفل قبل أوانهِ، أو حدوث نقص في مستوى الأوكسجين لدى الطفل أثناء عملية الولادة.
  5. نقص الأغذية التي تصل إلى الجنين، مما يُعرّضه لمشكلة سوء التغذية وهو في رحم أمه.
  6. إصابة الطفل بالإلتهاب السحائي، ومرض الملاريا الدماغيّة.
  7. إصابة الطفل ببعض الاضطراب في الجهاز العصبي.
  8. تعرّض الأم لبعض أنواع السموم البيئيّة خلال فترة الحمل.
  9. تعرّض الطفل لبعض الإصابات البدنية القوية.

ثانيًا: نصائح مهمة للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة

1- الاطلاع على حالة طفلك الصحيّة:

لكي تتعامل مع طفلك الذي يُعاني من إعاقةٍ ما بشكلٍ صحيح، عليك أن تطلع على وضعهِ الصحي بشكلٍ دقيق، وذلك عن طريق تصفح المواقع الطبية الموثوقة، أو عن طريق حضور بعض الندوات العلميّة التي تقدم لك العديد من النصائح الفعّالة للتعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة، والتي تستطيع من خلالها أن تستفسر عن كل الأمور المتعلقة بحالة طفلك الصحيّة.

2- الاستعانة بالأصدقاء والعائلة:

في حال كنت تشعر بالضعف وعدم القدرة على الاهتمام بطفلك كما يجب، عليك أن تستعتين بأفراد أسرتك وأصدقائك المقربين، وأن تطلب منهم العون والمشورة والمساعدة، وذلك لكي يُقدموا لك الدعم المعنوي الذي تحتاجهُ.

3- عرض الطفل على الطبيب المختص:

عندما تكتشف بأن طفلك يُعاني من مشكلة غير طبيعيّة إن كان في النمو الجسدي أو العقلي، عليك أن تعرضهُ مباشرةً على المختص، لإجراء كافة الفحوصات الضروريّة، والتأكد من نوع الإعاقة التي يُعاني منها، وذلك لكي يُقدم لك النصائح الضرورية المتعلقة بوضعهِ الصحي، وكيفيّة التعامل معهُ بشكلٍ صحيح، مع الحرص على المتابعة الدورية لدى الطبيب.

4- الإيمان بقدرات الطفل:

عادةً ما يمتلك الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة موهبةً مميزةً عن غيرهم من الأطفال، ولكي تظهر هذهِ الموهبة الخاصة بطفلك، عليك أن تؤمن بهِ، وأن تحترمهُ، وتشجعهُ على العمل بكل اجتهادٍ ومثابرة، وأن تخيرهُ بإمكانية ممارستهِ لبعض الهوايات المميزة التي يُحبها، كالرياضة مثلًا، أو الرسم، أو النحت، أو الموسيقى والعزف.

5- الاستمرار في علاجهِ:

مهما كان تطور الطفل بطيئًا عليك ألّا تشعر بالملل أو اليأس، وألّا تسمح للإحباط بأن يتسلل داخلك، بل عليك أن تستمر في علاج الطفل، والإيمان بقدرته على التحسن مع الأيّام، ولو بشكلٍ بسيط، وتأكد بأنّ إيمانك وعزمك هذا سينعكسُ بشكلٍ إيجابي على وضع الطفل الجسدي والنفسي.

6- لا تهمل الجلسات العلاجية:

مهما تراكمت الأعمال والأشغال، عليك ألا تهمل الجلسات العلاجية للطفل، وأن تحرص على لتواجد معهُ خلال هذهِ الجلسات ليشعر بشيئ من الراحة والاطمئنان، ولكي تمدهُ بالمعنويات والإيجابيّة.

7- الافتخار بالطفل:

من الطبيعي أن يتعرض الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة في كثيرٍ من الأحيان لبعض الصدمات في المجتمع الذي نعيشُ فيهِ، وأنت هنا عليك أن تعالج هذه المشكلة عن طريق عدم الخجل من الطفل، وإظهار مدى افتخارك وثقتكَ بهِ، وأن تسعى بشكل دائم لتعزيز ثقته بنفسهِ، وذلك لأنّ هذهِ الثقة هي عبارة عن سلاح قوي في يد الطفل سينجح من خلالهِ في مواجهة كل الانتقادات السلبيّة التي قد توجه لهُ من قبل المجتمع.

8- العناية بمظهر الطفل الخارجي:

من الضروري أن تهتم بالمظهر الخارجي لطفلك الذي يُعاني من أعاقةٍ ما، كالعناية بنظافة ملابسهِ، وطريقة تنسيقها، بالإضافة لتقليم أظافرهِ، وتسريح شعرهِ بشكلٍ لائق، كما وعليك أن تعلمهُ أصول العناية الشخصيّة بنفسهِ.

9- عدم عزل الطفل:

لتساعد طفلك على التأقلم مع الآخرين، عليك ألّا تعزلهُ عن المجتمع، وأن تشجعه على إقامة علاقات اجتماعيّة بناءة مع الآخرين، إن كان من الجيران، الأصدقاء، والأخوة، أن تأخذهُ معك إلى المناسبات الاجتماعيّة، أو الرحلات الترفيهيّة التي يتعلمُ من خلالها كيفيّة الاندماج مع الآخرين وعدم الخوف منهم.


اقرأ أيضاً:
8 طرق لتنمية الذكاء الاجتماعي للطفل


ثالثًا: أشياء يتميّز بها الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة عن غيرهم

1- التميّز: يتمتّع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالعديد من الخصائص التي يتميزون بها عن غيرهم، فهم قادرون مثلًا على التمييز بين الأشخاص الجيدين والأشخاص السيئين، ونظرتهم لا تخيب بهذهِ الأمور، وذلك لامتلاكهم نظرةً ثاقبة، وتمتعهم بروحٍ بريئةٍ وشفافة.

2- الموهبة الكبيرة: عادةً ما يكون الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة من الموهوبين في العديد من المجالات، وبشكلٍ خاص الرياضيات، اللغة، وحفظ الكلمات وتلقي المعلومات بشكلٍ سريع.

3- التنظيم: عادةً ما يميل الأطفال إلى الفوضى والتصرّف بعشوائيّة في حياتهم، إلّا أنّ الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، يتميّزون بحبهم للنظام والترتيب والتنسيق، وذلك لأنّ النظام مقدس بالنسبة لهم.

4- يتمتّعون بالسعادة والفرح: يتميز الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، بشعورٍ دائم بالسعادة والفرح، فهم لا يعرفون الهم والحزن، ويفرحون بكل شيئ يدور حولهم مهما كان بسيطًا، وذلك بسبب نظرتهم البريئة إلى هذه الحياة.

5- الحنان: يتمتع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بحنيّةٍ كبيرة وحب للآخرين، بعيدًا عن كل أشكال النفاق والكراهيّة، وذلك لأنهم كالملائكة الذين لا يعرفون الكره أو الحقد.

رابعًا: أسباب المشاكل الغذائيّة التي يُعاني منها الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة

  1. قلّة تناول المواد الغذائيّة بسبب وجود بعض المشاطل العصبيّة التي تعيق عملية القضم، والمضغ، والبلع.
  2. عدم قدرة الجسم على هضم وتكسير بعض المواد الغذائيّة التي تساهم في بناء الجسم وتقوية الخلايا المنتشرة فيه.
  3. عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائيّة نتيجة نقص بعض الأنزيمات الضرورية في الأمعاء.
  4. حدوث بعض التشوهات الخلقيّة في الجهاز الهضمي للطفل.
  5. تعرّض الطفل للكثير من الضغوط النفسيّة التي تدفعهُ لتناول المزيد من الأطعمة.
  6. عدم قدرة الطفل على إطعام نفسه، والانتظار حتّى يُقدم له الأهل الطعام.
  7. تعرّض الطفل لحالات متكررة من الإقياء، الإمساك، أو الإسهال.
  8. زيادة شهيّة الطفل إلى الطعام، أو نقصانها.

خامسًا: أغذية ضرورية للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة

1- المكسّرات:

تحتوي المسكرات بأنواعها المختلفة على كمية وفيرة من الأحماض الدهنيّة التي تعمل وبفعاليّةٍ على تقوية الجهاز العصبي في جسم الطفل، وتقوية عمل الدماغ والخلايا المنتشرة فيه، لهذا عليك أن تحرص على منح طفلك طبق يومي من المكسرات المحمصة أو المسلوقة كاللوز، البندق، الفستق، الجوز، والكاجو.

2- الفاكهة الموسميّة:

كل يوم عليك أن تمنح الطفل طبق من الفاكهة الموسميّة التي تساعد على مد الجسم بالفيتامنيات الضروريّة التي تحميه من الإصابة بفقر الدم، أو سوء التغذيّة، وبشكلٍ خاص الموز، التفاح، الفراولة، البرتقال، والتمر، وفي حال لم يتمكن الطفل من أكلها بشكلٍ مباشر ننصحك بأن تقدمها لهُ على شكل عصائر.  

3- اللحوم الخالية من الدهون:

من الأفضل أن تقدم لطفلك يوميًا وجبة من اللحوم الخالية من الدهون، وذلك لكي لا يُصاب بمشكلة السمنة الزائدة، ولكي تمدّه بالقوة الجسديّة، كالفراخ المشوية أو المسلوقة، اللحم المشوي أو المسلوق، والسمك المشوي.

4- الحبوب الكاملة:

تساعد الحبوب الكاملة على مدّ الطفل بطاقةٍ طبيعيّة لتحميه من الإصابة بالخمول والكسل العقلي والجسدي، كما وتساعد الحبوب الكاملة في الحفاظ على عمل الجهاز الهضمي في جسد الطفل، لتقيهِ من الإصابة بمشكلة عسر الهضم، والإمساك، لهذا عليك أن تمنح طفلك طبق من الحبوب الكاملة على وجبة الإفطار أو العشاء.

5- الخضار:

تساعد الخضار الطبيعيّة الطازجة على مد جسم الطفل بالسوائل الضرويّة للحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي، وعلى كميّةٍ من الألياف التي تحميه من الإصابة بالأمراض المتعلقة بالإمساك والإسهال، لهذا يجب أن تمنح الطفل طبق يومي من الخضار أو السلطة.

6- العسل:

يحتوي العسل على نسبةٍ من السكريات الطبيعيّة التي تمد جسم الطفل بالقوة والنشاط، كما ويحتوي على بعض العناصر التي تقوي جهازهُ المناعي وتحميهِ من الإصابة بالضعف والأمراض المعدية، لهذا عليك أن تمنح طفلك ملعقة صغيرة من العسل يوميًا في الصباح، ويُمكن إضافة هذهِ الملعقة إلى كوب الحليب الصباحي.


اقرأ أيضاً:
أفضل 7 أغذية لصحة الأطفال


سادسًا: الأطعمة التي تضر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة

1- الحلويات:

وهي من أكثر الأطعمة التي تضر الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك لأنها تعرضهم لخطر الإصابة بمرض السكري، تسوس الأسنان، بالإضافة لضعف المناعة.

2- المشروبات الغازية:

يجب أن تمنع طفلك من شرب العصائر الصناعية والمشروبات الغازية التي تسبب الأمراض الخطيرة له، كمرض هشاشة العظام والكسور الخطيرة.

3- الخبز الأبيض:

يحتوي الخبز الأبيض على الكثير من السعرات الحرارية والمواد التي تسبب السمنة وسوء التغذية للطفل، لهذا عليك أن تمنع عنهُ الخبز الأبيض، وأن تشجعهُ فقط على تناول الخبز الأسمر، أو الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.

4- السكاكر والشيبس الصناعي:

وهي من المأكولات التي يعشقها الأطفال عادةً، ولكنها للأسف الشديد تضر الطفل ذوي الإحتياحات الخاصة وتلحق بهِ الأذى، لهذا عليك أن تمنعه من تناول مثل هذهِ الأنواع من الأطعمة، أو أن تخفف منها قدر المستطاع، كأن تسمح لهُ بتناولها مرة واحدة في الإسبوع.

5- الوجبات الجاهزة:

تحتوي الوجبات الجاهزة على كميةٍ وفيرة من المواد الدهنيّة والشحوم الضّارة التي تلحق الضرر بالطفل، لهذا يجب أن تمنعه من تناول مثل هذهِ الأنواع من الأطعمة، وأن تستبدلها بالطعام الصحي الخالي من الدهون.

 

هذه هي النصائح الأساسيّة التي يجب أن تطبقها أثناء التعامل مع الطفل ذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك لكي تحافظ على صحتهِ وسلامتهِ مدى الحياة.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة