نصائح تُضعف ثقتك بنفسك

يوجد كثير من النصائح الشائعة عن زيادة الثقة بالنفس، قد تناسب معظم الأشخاص، لكن ليس بالضرورة أن تناسبك أنت، فأنت شخص فريد، وكل شخص فريد بطريقةٍ ما.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك تونغ" (Mark Tong)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في زيادة الثقة في النفس.

عندما تفقد التواصل مع ذاتك الداخلية ومع شخصك الحقيقي، ستبدو كالتائه والمُرتبك غير قادرٍ على إيجاد ثقتك الضائعة والتي بحثت عنها بيأس، فذاتك الحقيقية هي بوصلتك وهي النظام الذي يحدِّد مسارك، ومن دونها ستكون كالسفينة بلا دفة تائهة في عرض البحر دون اتجاهٍ محدد، وهذا هو السبب في أنَّ تلك النصائح لا تقدِّم لك أي نفع.

لماذا عندما تكون في أمسِّ الحاجة إلى ثقتك بنفسك، تبحث عنها فلا تجدها في أي مكان، أو عندما تشعر بالقلق حيال التحدث مع الآخرين، أو إجراء مقابلة توظيف، أو حتى مقابلة أشخاص جدد، تكون ثقتك بنفسك قد ذهبت دون سابق إنذار؟

لأنَّ النصيحة القياسية عن كيفية أن تكون أكثر ثباتاً وثقةً بالنفس قد تركتك أكثر قلقاً وحتى أقل ثقة بالنفس.

فإذا كنت تشعر مثلي بالضيق والاضطراب في معدتك، وينتابك الإحساس بالتوتر والمرض، فكل ذلك الشعور هو أسوأ ممَّا قلته سابقاً، وكل جهودك لتكون أكثر ثقةً جعلتك تشعر بالقلق من أنَّه يوجد شيءٌ ما لا يسير بطريقةٍ صحيحةٍ، لأنَّ النصيحة لزيادة الثقة التي تناسب بعض الأشخاص لم تناسبك؛ وهذا سببٌ وجيهٌ حقاً.

أنت لست المشكلة:

لعلَّك قد قرأت كل النصائح العامة القياسية عن كيفية أن تكون أكثر ثقة بنفسك وبقدراتك، مثل، تحدَّث بصوت أعلى، ارفع صوتك، اخفض صوتك، امشِ أسرع، انحنِ للأمام، انحنِ للخلف، اليدين على الوركين، القدمين متباعدتين، اليدين معاً، النظر ثابت، ارتدِ ملابس لافتة للنظر، النظرة الحادة لكل ما يحيط بك.

إنَّها نصائح رائعة، باستثناء تفصيل واحد صغير هو أنَّها لا تناسبك، أو لا تناسبني؛ فكلها نصائح خارجية، تُسبِّب لك الإزعاج والغضب، وقد تضلِّلك، فهي من نوع "تصنَّع الأمر حتى تتقنه"، وإذا لم تستطع ذلك، استمر في التصنُّع، وحتى ذلك الحين، ستموت من التوتر، أو الخجل عند المشي والتحدث، مُقدِّماً صورة مضحكة عن نفسك التي أصبحت عليها.

أو يمكنك تجربة طريقة أخرى لضمان ألا تخذلك ثقتك بنفسك أبداً:

  • طريقة تتماشى مع قيمك.
  • طريقة تتماشى مع ثقتك الداخلية.
  • طريقة تعزِّز احترامك لذاتك، لا تقلِّله.
  • طريقة تنسجم مع ذاتك الحقيقية.
  • طريقة تكون فيها "أنت" القوة وليس الضعف.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تدل على ضعف الثقة بالنفس

مخطط الثقة: كيفية إطلاق العنان لثقتك الداخلية واحترامك لذاتك

تعلَّم أن تشعر بالرضى عن نفسك، وأطلِق العنان لثقتك الحقيقية من خلال استراتيجيات وتقنيات مجرَّبة، واكتشف كيف تتمسَّك برأيك بثقة دون إحداث نزاع أو تعريض العلاقات للخطر.

إليك 7 نصائح يُؤخذ بها كثيراً، لكنَّها يمكن أن تشلَّ ثقتك الحقيقية بنفسك:

1. تكلَّم بصوت عالٍ:

يمكن أن يكون جذب الانتباه في هذا العالم الصاخب والمزدحم علامة على الثقة، لكنَّ المطالبة بالاهتمام من الآخرين عن طريق رفع صوتك بأسلوب غير طبيعي لن يلفت لك الانتباه للسبب الحقيقي الذي تبتغيه.

لديك صوت عادي يعكس شخصيتك الحقيقية، ومحاولة تضخيم مستوى صوتك لن تزيد من ثقتك أو تشجعك أكثر على الظهور، بل تبدو كأنَّها مُطاردة للظلال، فليست هناك حاجة إلى الصوت العالي خلال مسير حياتك حتى تُثبت حضورك وتكون مسموعاً؛ إذ يمكنك الحصول على مزيد من الاحترام والاهتمام من خلال إظهار طبيعتك وحقيقتك.

"غاندي" (Gandhi) لم يرفع صوته أبداً، لكن كلماته أسمعت أُمَّة بأكملها.

2. امشِ بسرعة:

يوجد فرقٌ شاسِعٌ بين المشي سريعاً والمشي بهدف؛ فالتأكُّد من المكان الذي ستذهب إليه يظهر ثقة حقيقية، بصرف النظر عن سرعتك، لكنَّ المشي أسرع من وتيرتك الطبيعية سيجعلك تشعر بالاندفاع، وتبدو كأنَّك غير متحكِّم، ولن تزداد ثقتك لمساعدتك على هذا الموقف؛ لذا بدلاً من التظاهر بالسير سريعاً على أمل أن تُدرك ثقتك بنفسك، خفِّف من سرعتك وتقدَّم وَفقاً لسرعتك الطبيعية المعتادة، ودع ثقتك تسير بجانبك.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من عدم الثقة بالنفس

3. أظهِر انشغالك:

"الانشغال" هو السِمة المميزة الجديدة للنجاح، وهو أيضاً مصدر للفوضى والارتباك وعدم الكفاءة، ولن يكون لديك أمل بازدياد ثقتك بنفسك عندما يكون التوتر هو المسيطر على يومك؛ لذا انسَ أن تكون الشخص الذي يلجأ إليه جميع الناس وكن على طبيعتك، افعل القليل بإتقان؛ إذ ستزدهر ثقتك عندما يكون كل ما تركِّز عليه واضحاً.

4. البس لباساً مثيراً للإعجاب:

"تأنَّق لتلفت النظر"، لا شكَّ أنَّك سمعت تلك النصيحة أكثر من مرة، لكن في عصر بطاقة الائتمان اليوم، ما هي أهمية ارتداء ماركة فاخرة؟ ليس كثيراً، وبالنسبة إلى ثقتك بنفسك، سيكون لديك شعورٌ بعدم الراحة إذا كنت ترتدي لباساً صارخاً كأنَّه يقول: "انظر إلي".

فالوعي بالذات والثقة بالنفس لا ينسجمان مع بعضهما بعضاً؛ إذ ما يُثير الإعجاب هو امتلاك الثقة في ارتداء ملابسك؛ وتذكَّر بعد فترة طويلة من نسيان الناس لما كنت تبدو عليه، سيتذكَّرون الشعور الذي تركته بداخلهم.

5. تواصل بعينيك:

يمكن أن تُظهر القدرة على النظر في عيون أي شخص أنَّه ليس لديك ما تخفيه، ويمكن أن يترك لديك شعوراً كبيراً بعدم الارتياح إذا استمرَّ التحديق لفترة أطول ممَّا هو طبيعي، فالفوز بمنافسة التحديق هذه لن تجعل ثقتك تتألَّق، فهذه الشدة المُحرجة ستجعلك تشعر بمزيد من الضعف وأنَّك تحت المراقبة؛ لذا لا داعي لتزييف التواصل البصري الكاذب.

إقرأ أيضاً: الثقة المفرطة بالنفس: أسبابها، وعلاماتها، وسلبياتها، وطرق تجنبها

6. اتخذ وضعية وقوف قوية:

لقد قرأت النصيحة: قِف وباعد الساقين بعرض الكتفين مع وضع يديك على الوركين، وانحنِ إلى الخلف على كرسيك، واشبك أصابعك معاً.

إذ يمكن لكيفية وقوفك وجلوسك أن تحكي قصة عن شعورك في موقف ما، لكن بصفتك شخصاً صادقاً مع نفسه، إذا كنت متظاهراً في وقفتك، فمن المُحتمل أن تبدو كأنَّك ممثِّل أفلام سيِّئ من الدرجة الثانية أكثر من كونك نجم هوليودي.

فهذا النوع من التمثيل سيعطِّل ثقتك بنفسك ويجعلك ترتعد من الخوف؛ لذا بدلاً من ذلك دع ثقتك الحقيقية تُساعدك على لعب الدور الوحيد الذي ستفوز به، وهو أن تكون أنت على طبيعتك.

"كن نفسك، فقد أُخذت جميع الأدوار مسبقاً" - الشاعر الإيرلندي "أوسكار وايلد" (Oscar Wilde).

7. صافح بقوة:

الانطباعات الأولى هامَّة، وقد يكون من الصعب تغييرها في النهاية؛ لذلك أنت تعتقد مسبقاً أنَّ طريقة مصافحتك يمكن أن تخدع الآخرين للاعتقاد بأنَّ لديك ثقة الأسد.

فمن المفترض أنَّ قبضة قوية متبوعة بحركتين أو ثلاث حركات للأعلى والأسفل تدل على أنَّك تمتلك ثقة ذاتية لا تتزعزع، لكن من الداخل من المحتمل أن يكون لهذا النوع من التبجُّح المفتعل تأثير مناقض؛ إذ يمكن أن يتركك تشعر بالضغط والقدرة على المنافسة، وستتعارض ثقتك مع قيمك الحقيقية وترفض أن تكون جزءاً منها.

هل تريد أن تترك أفضل انطباعاً أولياً جيداً؟ تذكَّر نصيحة الساخر الأمريكي "ب.ج أورورك" (P.J O'Rourke): "المصافحة القوية والقلبية تعطي انطباعاً أولياً جيداً، ولن تُسامَح أبداً إذا لم تلتزم بها"؛ لذا امنح مصافحة تعكس ما يمكنك الارتقاء إليه، وكن ذاتك.

شاهد بالفيديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

في الختام: الثقة هي إحساس داخلي

كل هذه النصائح ما تزال نصائح جيدة لأي شخص ليس مثلك، فثقتك مُصمَّمة فقط لتزدهر في الشخص الذي ولدت فيه وهو أنت، ونسختك الفريدة من الثقة موجودة في داخلك؛ لذا دع ثقتك الحقيقية تهزُّ عالمك الداخلي، وتُظهر ما به إلى الخارج.

إذا كنت تحتاج إلى بعض المساعدة على إخراج هذه الثقة الداخلية، فأنت لست وحدك، فمن السهل إدراك مفهوم التصرُّف طبيعياً، وأن تكون نفسك دائماً، لكن في المواقف الجديدة أو الصعبة يمكن أن يبدو ذلك صعباً بطريقة لا تُصدَّق، لكن عندما لا تصغي إلى النصائح الخارجية وتتصرف على سجيتك، ستكون أكثر ثقة بنفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة