من دون طاقتك أنت مجرد رماد: كيف تواجه لصوص الطاقة؟

ربما حدث معك يوماً أن كنت تتطلع للقاء صديقتك أو صديقك لبعض الوقت، لكن بعد انتهاء اللقاء كان مستوى طاقتك في الحضيض، فأنت لا تعرف لماذا حدث هذا، لكن بعد لقاءات عدة تدرك ما هي المشكلة؛ صديقك يتحدث فقط عن مشكلاته الخاصة، وبالكاد تحصل على فرصة للتحدث، فإذا كان هذا النوع من المواقف مألوفاً بالنسبة إليك، فمن المحتمل أنَّك تعاملت مع ما يسمى لصوص الطاقة من قبل، وفي هذا المقال سوف نخبرك بالضبط من هو لص الطاقة، وكيف يمكنك التعامل معه بشكل أفضل.



من هم لصوص الطاقة؟

نحن جميعاً نشكو إحباطنا إلى الأشخاص المقربين من وقت لآخر، وهذا شيء جيد لأنَّه لا يتعين علينا القيام بكل شيء وحدنا، ويمكننا طلب الدعم من الأشخاص المقربين، ومن الهام فقط ألا نغفل تماماً عن احتياجات أصدقائنا وزملائنا.

يستهلك مصاصو الطاقة - المعروفون أيضاً باسم لصوص الطاقة - باستمرار وقت واهتمام الآخرين دون الالتفات إلى الشخص المقابل لهم ودون الاكتراث ما إذا كان الشخص الآخر قد مر بيوم سيئ، فما يهم أولاً وقبل كل شيء عند لصوص الطاقة هو التخلص من مخاوفهم وجذب الانتباه لتحصيل كل أشكال التعاطف أو الاهتمام.

من هم الأشخاص المستهدفون من قِبل لصوص الطاقة؟

لصوص الطاقة أقل انجذاباً لأشخاص معينين، لذلك السؤال هو "ما هو السلوك الذي يدعو الآخرين إلى إلقاء مشكلاتهم علينا واستنزاف مخزون الطاقة لدينا؟".

1. عندما تمتلك الكثير من التعاطف والقليل من الحدود:

غالباً ما يجد الأشخاص الذين لا تسير حياتهم بشكل جيد صعوبة في الالتفات إلى احتياجات من حولهم، ولفهم هذا بشكل أفضل فكر في الوقت الذي كنت تشعر فيه بالسوء بشكل كبير، ربما عندما كنت مغرماً أو في مرحلة لم تكن تعرف فيها إلى أين تذهب، هل تتذكر مدى قوة وصخب أفكارك ومشاعرك المجهدة ومدى ضآلة قدرتك على أن تساند أصدقاءك خلال هذه المرحلة؟

لصوص الطاقة يريدون لفت الانتباه أو الاستماع في النهاية، لذلك فإنَّ الأشخاص الذين لديهم تعاطف قوي معرضون خصوصاً لخطر الاستغلال من قِبلهم؛ وذلك لأنَّهم غالباً ما يستمعون لمشكلات الأشخاص الآخرين باهتمام كبير، وغالباً ما يكون من الصعب على شخص شديد التعاطف وضع حدود مع الآخرين والتركيز على احتياجاته الخاصة، وقد يلاحظ لصوص الطاقة هذا بشكل لا واعٍ أو واعٍ، ومن ثمَّ يرغبون بشدة في العمل مع الأشخاص المتعاطفين.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين

2. أن تكون بطلاً خارقاً للآخرين:

إنَّ الاعتقاد بأنَّه يجب إنقاذ كل شخص، قد يؤدي إلى صعوبات عند التعامل مع لصوص الطاقة، وبالطبع تمني الأفضل للآخرين والرغبة في الوجود معهم هو صفة رائعة، لكن يجب أن تكون مهمتك الأكثر أهمية هي الاعتناء بنفسك جيداً، فهذا ليس أنانية، ولكنَّه ضروري حتى نظل راضين عن أنفسنا وصحيحين عقلياً ونفسياً.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتعتني بنفسك

ما الذي يساعدك على مواجهة لصوص الطاقة؟

حتى إذا وجدت نفسك منخرطاً في السلوكات التي تجذب لصوص الطاقة، فإنَّ هذا لا يعني أنَّك لا تستطيع فعل بعض النصائح الهامة لتعتني بنفسك بشكل أفضل.

1. استمع لشعورك الغريزي:

في البداية من الهام التعرف إلى لصوص الطاقة، وعادة ما يكون شعورك الداخلي هو أفضل نظام إنذار، ففي وجودهم هل تشعر بمشاعر غير سارة مثل التوتر والشعور بالضغط أو حتى القلق؟ إذن الأمر يستحق إلقاء نظرة فاحصة على الوضع.

ضع في حسبانك ما إذا كنت تشعر بهذه المشاعر كثيراً عندما تقضي وقتاً مع هذا الشخص، واسأل نفسك أيضاً كيف يبدو سلوك العطاء والأخذ في علاقتك معه، فليس بالضرورة أن تكون العلاقة بين العطاء والأخذ متوازنة تماماً في جميع الأوقات، لكن يجب أن تكون قريبة من التوازن على مدار فترة زمنية طويلة.

2. التحدُّث مع أشخاص آخرين عن هذا الموضوع:

إذا لم تكن متأكداً ما إذا كانت صداقتك بشخص ما سيئة، فقد يكون من المفيد محادثة شخص ثالث؛ إذ يمكن أن يساعدك وجود شخص غير معني بشكل مباشر على النظر إلى الموقف من وجهة نظر موضوعية، ويكون المنظور البعيد أو الموضوعي مفيداً في الحالات التي لا نكون فيها متيقنين، وهذا ما يساعدنا على تقييم الموقف بموضوعية أكبر والنظر إليه من منظور مختلف.

3. أجرِ محادثة توضيحية:

إذا توصلت إلى استنتاج مفاده أنَّ سلوك الشخص الآخر ليس جيداً بالنسبة إليك، فمن المستحسن دائماً إجراء محادثة توضيحية، وكما هو الحال مع جميع المحادثات التوضيحية، فليس من الهام إلقاء اللوم على الشخص الآخر؛ بل الإفصاح عن مشاعرك وأفكارك وطلب الإيضاح، على سبيل المثال يمكنك القول: "أنت تتحدث عن نفسك كثيراً بحيث لا يتوفر لدينا سوى بضع دقائق لموضوعاتي، وفي نهاية لقاءاتنا أشعر أنَّني لم أحصل على مساحة كافية للحديث".

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لإجراء المحادثات الصعبة

4. ابتعد إذا لزم الأمر:

إذا لم تؤدِّ المحادثة التوضيحية إلى التغيير المطلوب، فقد يكون إبعاد نفسك عن الشخص السام خطوة هامة، فلا بأس في بعض الأحيان، فتجنب الأشخاص السامين ولو كانوا مقربين، ومع ذلك فإنَّ الاعتناء بنفسك عاطفياً هو أكثر أهمية بكثير من تجنب الشخص السام.

هذا يعني أنَّك قد تكون قلقاً بشأن مدى الأهمية التي تريد أن تحظى بها تلك العلاقة في حياتك، فكم تريد أن تعطي من نفسك عندما تحصل على القليل فقط؟ عندما تكون واضحاً بشأن توقعاتك يكون من الأسهل إنهاء العلاقات السامة بسرعة أكبر أو وضع حدود أوضح.

سبع خطوات لمواجهة لصوص الطاقة:

1. تجنُّب الأشخاص السلبيين:

"لا شيء مناسب، وكل شيء خاطئ وسوف ينتهي بشكل سيئ على أي حال"، إذا كنت محاطاً بأشخاص ذوي تفكير سلبي يرددون مثل هذه العبارات فسوف تنجذب دون إرادتك إلى دوامة الأفكار السلبية، فلا تتعجب إذا كنت في مزاج سيئ وفتور، ومن أجل توازنك العقلي والنفسي من الأفضل أن تحيط نفسك بأشخاص يرون الحياة بشكل إيجابي ولا يستخدمونك بصفتك مستمعاً لتذمرهم الدائم، وبالطبع يُسمح بالقليل من التذمر بين الأصدقاء والتحدث بينهم يساعد، لكن يجب أن تحذر من المتشائمين بشكل دائم.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الشخصية السامة؟

2. سداد الديون:

ما زلت مديناً لزميلك بمبلغ 20 يورو لتناول طعام الغداء، وقد مضى على ذلك ثلاثة أسابيع، فيمكن أن يكون الدين عبئاً بصرف النظر عن المبلغ سواء كان فاتورة الكهرباء أم قرضاً بآلاف عدة، ينصح خبراء علم النفس بدفعه في أسرع وقت ممكن حتى تشعر بحرية أكبر واسترخاء أكبر، وبالمقابل يجب دائماً المطالبة بالديون في أسرع وقت ممكن حتى لا يتحول الأمر إلى مشكلة، ومع ذلك إذا كنت تعلم أنَّه من المحتمل ألا ترى الأموال المقترضة مرة أخرى، فمن الأفضل ألا تقلق كثيراً بشأنها وتنساها.

3. الوفاء بالوعود:

وعدت بشيء مرة أخرى ثم لم تفِ به؟ لا عجب أن يكون لديك شعور بالذنب، وأنَّ الآخرين يشعرون بخيبة أملهم بك، وتبدو أقل ثقة بالنسبة إلى الآخرين وتعاني، لذلك اقطع وعداً ثم احفظه، وإذا كنت تعلم مسبقاً أنَّ هذا لن يكون ممكناً، فلا تعد بشيء؛ إذ يمكن للناس قبول الأمر بشكل أفضل إذا لم تعدهم من الأساس عوضاً عن الاستمرار في إلغائه.

4. تفويض المهام:

بماذا تستمتع في الحياة؟ وما هي المهام التي تجعلك تتوتر توتراً كبيراً؟ ما عليك سوى تفويض هذه المهام غير المحبوبة إلى شخص آخر، ويجب أن تعلم أنَّه لا يتعين عليك القيام بكل شيء وحدك، وربما يستمتع به الآخرون، وفي المقابل يمكنك تولي المهام التي يتردد الآخرون في القيام بها.

5. الراحة والعمل:

التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو كلمة السر، فإنَّ مجرد العطاء والعمل والنشاط الدائم لن ينجح على الأمد الطويل، ففي مرحلة ما ستصاب بالإنهاك، ويجب على أي شخص يلاحظ أنَّه مرهق أن يعامل نفسه براحة دون أن يشعر بالذنب، وإذا أدركت أنَّك يجب أن تستريح، فيجب أن تستسلم لهذا الدافع.

6. التنظيف والتنظيم:

بالكاد يمكنك العثور على لوحة مفاتيح الحاسوب بسبب كثرة الأغراض على المكتب، وتتراكم الأطباق المتسخة في المطبخ، فالفوضى والتنظيم السيئ أشياء قاتلة للطاقة، ومن ناحية أخرى يساعد النظام الواضح على إنشاء عقل مركز مليء بالطاقة، ولا يقتصر تطبيق مبدأ النظام هذا على الحياة اليومية فحسب؛ بل يمكن تطبيقه روحانياً أيضاً؛ لذا نظف القمامة العاطفية وتخلص من الماضي وعش في الحاضر.

7. الحفاظ على الصحة والجسم:

قال "شوبنهاور": "الصحة ليست كل شيء، لكن دون الصحة كل شيء يصبح لا شيء"؛ إذ يحتاج الجسد إلى رعاية واهتمام، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها أن نعيش حياة مليئة بالطاقة، وللبقاء في صحة جيدة يجب أخذ قسط من الراحة الضرورية للجسم، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وزيارة طبيبك بانتظام.

في الختام:

من المفيد أن تعرف أنَّ مثل هذا السلوك قد يكون مزعجاً ومضراً لك، لكن يجب أن تضع في حسبانك أنَّ هؤلاء الأشخاص لا يتصرفون عادة بنوايا سيئة، ولكنَّ تأثيرهم عليك كارثي بامتياز، وهذا ما لا يمكنهم فهمه أو استيعابه، وهذا لا يعني أنَّه علينا ببساطة قبول هذا السلوك، فهو أمر سيئ بالنسبة إلينا، ومع ذلك فإنَّه يساعدنا على فهم لصوص الطاقة بشكل أفضل.




مقالات مرتبطة