مقابلات البقاء هي وسيلتك الأهم للاحتفاظ بالموظفين

أحد المفاتيح الرئيسة لتحقيق النجاح في إدارة رأس المال البشري هو السيطرة على معدَّل دوران العمالة لحدٍّ ما؛ فمن الصعب أن تقود شركةً رابحةً إذا كان موظفوك يستقيلون باستمرار؛ إذ يُجبرك معدل دوران العمالة المرتفع على ضخ الأموال في عمليات التعيين والتوظيف والتدريب بدلاً من القيام بالعمل الفعلي، ولا يسمح لك بالتركيز على الإنتاجية.



تعتمد معظم الشركات على مقابلات الاستقالة لفهم سبب مغادرة الموظفين؛ أي عندما يستقيل الموظف، يجلس قسم الموارد البشرية معه ويطرح عليه بعض الأسئلة الشكلية، وقد ينجح ذلك لحدٍّ ما، لكن توجد طريقة أفضل؛ فماذا لو تحدَّثت مع أولئك الذين لم يغادروا، بدلاً من إجراء مقابلات مع الموظفين المستقيلين؟

هنا تكمن الفكرة وراء مقابلات البقاء، وهي استراتيجية تكتسب الشعبية بسرعة في دوائر الموارد البشرية؛ فلا داعي لتتحدث فقط مع مَن تركوا العمل إذا تمكَّنت من معرفة المزيد من خلال التحدث مع الأشخاص الأكثر قيمة لديك؛ أي مع الموظفين المخلصين الذين يريدون البقاء.

أهمية مقابلات البقاء:

يمكن لمقابلات الخروج أن تحقق لك القليل من الفائدة، لا أكثر؛ وذلك لأنَّ التحدث إلى الموظفين بعد استقالتهم لن يُثمر في منعهم من المغادرة؛ ولهذا السبب، وفقاً لـ "إيرين بابو" (Erin Pappo)، مديرة خدمات العملاء في مجموعة "كامدن" الاستشارية، فإنَّ مقابلات البقاء هي الحل الجديد الأفضل، وطريقة رائعة لتحسين مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم.

تعاني الشركات حالياً في كلا المجالين؛ إذ أشارت "بابو" إلى بيانات استقصائية تُظهِر أنَّه في الولايات المتحدة، يقضي العمال في وظيفة واحدة مدةً تبلغ وسطياً 4.6 سنوات فقط، ويتوقع 45% من أرباب العمل أن يغادر الخريجون الجامعيون الجدد في غضون عامين فقط؛ لذا تكتسب مقابلات البقاء شعبيةً كبيرة لأنَّها طريقة رائعة لمعالجة مشكلة دوران العمالة هذه.

شاهد بالفديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

تعرَّف إلى الجوانب الإيجابية والسلبية لمقابلات البقاء:

عندما تتحدث إلى موظفيك عن تجارب عملهم، من الجيد فحصها من جميع الزوايا؛ فلا تسألهم فقط عن سبب بقائهم؛ بل تحقق أيضاً مما يغريهم أحياناً بالمغادرة، سواء كان ذلك المال أم النمو الوظيفي أم أي سبب آخر، وتعرَّف إلى الجوانب الإيجابية والسلبية للعمل في شركتك.

وفقاً لمجلة "إينك" (Inc)، غالباً ما يكون من الصعب سؤال موظفيك عن الجوانب السلبية لأنَّك لا تريد زرع أفكار في أذهانهم قد تدفعهم للاستقالة؛ إذ يشير "بول ساندوسكي" (Paul Sandusky)، نائب رئيس قسم اكتساب المواهب في شركة "سيريديان" (Ceridian)، إلى أنَّ الاحتفاظ بالموظفين هو مسؤولية قسم الموارد البشرية أو المديرين، ومسؤولية الجميع في الشركة أيضاً؛ فمن خلال معرفة الجيد والسيئ، يمكن أن تصبح مقابلة البقاء مورداً قيماً لزيادة الاحتفاظ بالموظفين.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لزيادة مشاركة المواهب عالية الإمكانات في الشركة والاحتفاظ بها

جوانب إضافية عليك السؤال عنها:

إنَّ السؤالين الآتيين: "ما الذي يُبقيك هنا؟" و"ما الذي يغريك للرحيل؟" هما ربما أشيع الأسئلة التي تُطرَح على الموظفين في مقابلات البقاء، ولكنَّ الاحتمالات أوسع من ذلك بكثير؛ إذ أشار موقع "مونستر دوت كوم" (Monster.com) إلى وجود عدد لا يحصى من الجوانب التي يمكنك استكشافها عند سؤال الموظفين عن عملهم، وقد تتضمن ما يأتي:

  1. الجوانب المحددة التي يتحمس لها الموظفون في العمل.
  2. ماذا الذي أحبوه في عملهم السابق ولا يملكونه الآن.
  3. ما الذي يتبادر إلى أذهانهم في طريقهم إلى العمل، وفي أثناء عودتهم إلى المنزل.

غالباً ما تختلف الدوافع التي تُبقي الموظف في الشركة عن تلك التي دفعته للانضمام إليها، فكلما استكشفتَ مزيداً من الزوايا، تعلَّمتَ مزيداً عن تجارب عمل الناس؛ لذا لا تكن خجولاً؛ بل استكشف كل هذه الجوانب وأكثر من ذلك؛ لأنَّ ما ستجده قد يُفاجئك، واحتفظ في النهاية بأبرز موظفيك الموهوبين من خلال التواصل القوي وحُسن إدارة المواهب.

المصدر




مقالات مرتبطة