مفهوم النمو الاقتصادي وإيجابياته وسلبياته

ازدهرت البشرية في شتى المجالات ازدهاراً هائلاً في العقود الأخيرة، ولكنَّ الطريقة التي بلغنا من خلالها هذا الازدهار عاثت دماراً وخراباً في الطبيعة، وتُشكِّل جائحة (كوفيد - 19) إحدى التَّبِعات الظاهرة حالياً لهذا التدهور الطبيعي. ولن تكون هذه التبِعات، سوى غيض من فيض إذا ما استمر النُّمو الاقتصادي البشري في المنحى عينه.



ولمزيد من التوضيح نعرض لكم ما يلي:

  1. مفهوم النُّمو الاقتصادي.
  2. إيجابيات النُّمو الاقتصادي.
  3. سلبيات النُّمو الاقتصادي.

مفهوم النمو الاقتصادي:

يشير مفهوم النُّمو الاقتصادي إلى:

الارتفاع في تدفُّق الإنتاجيَّة الاقتصادية في دولة معيَّنة؛ من خلال ارتفاع إنتاج السلع والخدمات باستخدام عناصر الإنتاج الرئيسة، وهي الأرض والعمل ورأس المال والتنظيم، وذلك في مدة زمنية محددة مع استبعاد آثار التضخم الاقتصادي، والزيادة في قيمتها السوقية.

فهو عملية يُزاد فيها الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (الدخل الحقيقي) زيادة تراكمية ومستمرة عبر فترة ممتدة من الزمن (ربع قرن)؛ بحيث تكون هذه الزيادة أكبر من معدَّل نمو السكان، مع توفير الخدمات الإنتاجية والاجتماعية وحماية الموارد المتجددة من التلوث، والحفاظ على الموارد غير المتجددة من النضوب.

وبعبارات أبسط: يشير النُّمو الاقتصادي إلى زيادة في إجمالي الإنتاج في الاقتصاد؛ أو العملية التي من خلالها تزداد ثروة الأمة بمرور الوقت.

إقرأ أيضاً: أكبر 5 تحديات في الاقتصاد العالمي الجديد (اقتصاد الفرد) وطرق مواجهتها

إيجابيات النُّمو الاقتصادي:

تتمثل إيجابيات النُّمو الاقتصادي بما يلي:

  1. زيادة الدخل الحقيقي ومن ثم تحسين معيشة أفراد المجتمع في دولة ما.
  2. توفير الاستقرار الهادف والذي من خلاله ترتقي المجتمعات والدول المتخلفة.
  3. زيادة الدخل القومي.
  4. زيادة أرباح الشركات من خلال ارتفاع قيمة أسهمهم المالية.
  5. زيادة استثمارات الشركات ورؤوس أموالها.
  6. زيادة طلب الشركات على الأيدي العاملة، مما يساهم في خفض معدلات البطالة ورفع معدل دخل الأفراد، وتحسين مستوى معيشتهم.
  7. زيادة الاستهلاك من قِبل الأفراد وإنفاقهم على السلع والحاجات والخدمات.
  8. زيادة الاستثمار في الخدمات العامة والبنية التحتية للدولة، ومن ثم المساهمة في تحضُّر المجتمع، ورفع قدرته على حماية البيئة.
  9. خفض معدل الوفيات، من خلال توفير الأدوات الطبية اللازمة لعلاج الأفراد.
  10. توزيع الإيرادات الضريبية والتدفقات المالية؛ لإعادة هيكلة السوق وتأمين البنية التحتية.
إقرأ أيضاً: الدخل القومي: مفهومه، وأهميته، وطرق قياسه

سلبيات النُّمو الاقتصادي:

تتمثل سلبيات النُّمو الاقتصادي بما يلي:

  1. الاعتماد فقط على استخدام الموارد الطبيعية المحدودة كالنفط والمعادن.
  2. حدوث التلوث البيئي بأشكاله المختلفة، وانتشاره في جميع المجالات.
  3. سوء توزيع العوائد والدخل على أفراد المجتمع.
  4. ارتفاع معدل التصحُّر؛ نتيجة إقامة المدن الحضرية والصناعية على حساب الأراضي الزراعية والحِراجية.
  5. ارتفاع التعداد السكاني في مراحل النُّمو الأولى، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة لاحقاً.
  6. ظهور نوعين من الدول فقط؛ دول خاسرة، ودول رابحة؛ حيثُ يعمل النُّمو الاقتصادي المنخفض على خفض الأرباح، والوصول إلى نمو صفري ينتج عنه ما يسمى بالدول الخاسرة، والعكس.
  7. حدوث ركود اقتصادي شامل.
إقرأ أيضاً: قصص نجاح رجال الاقتصاد الأكثر تأثيراً في الفكر الإقتصادي الحديث

ولدى إدراكنا لهذه الحقائق والتمعُّن فيها وملاحظة آثارها في الواقع الذي نعيشه، علينا أن نسعى جاهدين بكل ما أوتينا من إمكانات إلى ضبط عجلة النُّمو الاقتصادي بما يضمن الاستفادة من جميع إيجابياته، مع أخذ الحذر الشديد من الوقوع في سلبياته والتَّأثُّر بها، فنحن بحاجة إلى منظومة اقتصادية عالمية تضمن لنا هذه النتائج من خلال قوانين ومعايير ومحددات وإجراءات واضحة وصارمة فيما يخص عملية النمو الاقتصادي.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة