معوقات إدارة الوقت

لقد وجدت على مر السنين أن الكثير من الناس لديهم أفكار حول إدارة الوقت وهي ببساطة أفكار ليست صحيحة. ولكن إذا كنت تعتقد أن هناك شيئاً صحيحاً، فإنه يصبح صحيحاً بالنسبة لك.فإن معتقداتك تسبب لك أن ترى نفسك والعالم وعلاقتك بإدارة الوقت بطريقة معينة. وإذا كان لديك أي معتقدات سلبية في أي مجال. فسوف تؤثر هذه المعتقدات على تفكيرك وتصرفاتك، وستصبح في نهاية المطاف واقعك فإنك لاتمثل ما تعتقده، ولكن ما تعتقده هو الذي يمثلك.



1. القلق بشأن تقليل طبيعتك وعفويتك:

الخرافة الأولى أو المعتقد السلبي بشان إدارة الوقت هي أنك إذا كنت جيد التنظيم، فإنك ستصبح بارداً، وحذراً، وغير عاطفي. ويشعر بعض الأشخاص أنهم سيخسرون عفويتهم وحريتهم إذا أصبحو فعالين وأكفاء للغاية. فسوف يصبحون غير قادرين على "السير مع التيار" للتعبير عن أنفسهم بصراحة وصدق. ويعتقد الناس أن إدارتك الجيدة لوقتك تجعلك متشدداً ومتعنتا للغاية.

وقد ثبت خطأ هذه الأمر تماماً، فالكثير من الناس يختبؤن وراء هذه الفكرة الخاطئة ويستخدمونها ذريعة لعدم ضبط أنفسهم بالطريقة التي يعرفون أنهم ينبغى أن يكونو عليها. والحقيقة هي أن الأشخاص غير المنظمين ليسو عفويين، بل إنهم فقط مرتبكون، وفي الغالب مهتاجون. وهم غالباً ما يعانون من قدر كبير من التوتر. وقد اتضح أنك كلما كنت أفضل تنظيماً، توفر لديك المزيد من الوقت والفرص لتسترخي حقاً، وتتصرف بعفوية حقا، وتستعد حقاً فلديك قدر أكبر بكثير من السيطرة الداخلية.

ويكمن السر في هيكلية وتنظيم كل شيء لديك قدر الإمكان: التفكير مستقبلياً، والتخطيط لحالات الطوارئ، والاستعداد بدقة، والتركيز على نتائج محددة وعندئذ فقط يمكنك أن تسترخي تماماً، وتتصرف بعفوية تامة عندما يتغير الموقف. وكلما كنت أفضل تنظيمياً في العوامل التي تحت سيطرتك، زادت الحرية والمرونة التي لديك لإحداث تغييرات سريعة كلما كانت ضرورية.

2. البرمجة العقلية السلبية:

العائق العقلي الثاني لاكتساب وإدارة مهارات الوقت الممتازة هير البرمجة السلبية، التي غالباً ما تكتسبها من والديك، ولكن يمكن أن تكتسبها أيضاً من الأشخاص الآخرين المؤثرين عليك أثناء نموك. فلو أخبرك والدك أو غيرهما بأنك كنت شخصاً فوضوياً، أو أنك كنت تتأخر دائماً، أو أنك لم تنجز أي شيء أبداً حتى تمامه من قبل، فهناك احتمالات بأنك شخص بالغ، ربما لاتزال تعمل دون وعي على طاعة هذه الأوامر السابقة.

والعذر الأكثر شيوعاً لهذا النوع من السلوك هو: "هذه فقط طريقتي التي أتصرف بها"، أو "لقد كنت دائما أتصرف بهذه الطريقة". والحقيقة هي أنه لا أحد يولد فوضوياً أو غير منظم، أو دقيقاً أو كفئاً. فمهارات إدارة الوقت ومهارات الكفاءة الشخصية هي قواعد سلوكية نتعلمها ونطورها بالممارسة والتكرار. فلو كنا قد اكتسبنا العادات السيئة في إدارة الوقت، فمن الممكن أن نتخلى عن تعلمها، ويمكن أن نستبدلها بعادات جيدة بمرور الوقت.

إقرأ أيضاً: جدولة الأعمال بفاعلية: خطّط لأفضل استثمار لوقتك

3. المعتقدات المقيدة للذات:

العائق العقلي الثالث لاكتساب المهارات الجيدة في إدارة الوقت هو الضرورة الذهنية السلبية للذات، أو مايسمى بـ "المعتقدات المقيدة للذات". كثير من الناس يعتقدون أنهم لا يملكون القدرة على أن يصبحو جيدين في إدارة الوقت لأنهم غالباً ما يعتقدون أن هذا الأمر يشكل جزءاً فطرياً من خلفيتهم أو تراثهم. ولكن لا يوجد جين أو كروموسوم لسوء إدارة الوقت أو الإدارة الجيدة للوقت، وهذا كل مافي الأمر. فما من أحد يولد ولديه عيب وراثي في تنظيم الشخصية، بل إن سلوكيات الشخصية تقع تحت سيطرتك إلى حد كبير.

وإليك مثالا يثبت أن معظم ما تفعله يتحدد من خلال مستوى حافزك ورغبتك في هذا المجال: تخيل أن شخصاً ما كان سيمنحك مليون دولار لإدارة وقتك بطريقة رائعة طوال الأيام الثلاثين المقبلة. وتخيل أن أحد خبراء الكفاءة سوف يتتبعك أينما ذهبت ومعه جهاز تسجيل وكاميرا فيديو لمدة شهر. فبعد الثلاثين يوماً. إذا استخدمت وقتك بكفاءة وبشكل جيد، وعملت على أهم أولوياتك طوال اليوم-وكل يوم- سوف تتلقى جائزة المليون دولار. فما مدى الكفاءة التي ستكون عليها على مدى الثلاثين يوما المقبلة".

الحقيقة هي أنك –في ظل وجود ما يكفي من الدوافع (المليون دولار!)- فإنك ستكون أحد أكثر الناس كفاءة وفعالية، وتركيزا في العالم. والخبر السارهو أنه بعد شهر كامل من ممارسة أفضل مهارات إدارة الوقت التي تعرفها. فإنك ستكون قد اكتسبت عادات الإنتاجية العالية والأداء الهائل، واللذين سوف يستمران معك لبقية حياتك.




مقالات مرتبطة