مشكلة السعادة الجزء الأول

تخيَّل لثانية أنَّك تريد الذهاب لشراء سيارة: اخترت العلامة التجارية والطراز الذي تريده والمبلغ الذي أنت مستعد لإنفاقه، ثمَّ تدخل الوكالة وينتهي بك الأمر بشراء دراجة. قد تبدو هذه القصة سخيفة لأنَّ الناس لا يقرِّرون شراء سيارات فيبتاعون دراجات بدلاً منها، لكنَّ هذه هي الطريقة التي نسعى فيها إلى الحصول على أحد أهم الأشياء، وهي السعادة.



"مشكلة السعادة" هي أنَّه بالنسبة إلى كوننا ندَّعي بأنَّنا نرغب في السعادة أكثر من أي شيء آخر تقريباً، فنحن سيئون جداً في تحقيقها، فأحياناً نحصل على سيارة، وأحياناً نكتفي بالدراجة، وأحياناً نغادر ومعنا أقل ممَّا كان معنا، وبالنتيجة جهودنا لتحقيق السعادة تجعلنا أكثر بؤساً من ذي قبل.

ونظراً لأنَّ مشكلة السعادة هي واحدة من أكبر المشكلات العملية في حياتنا، فهي تستحق فهماً أعمق؛ لذا في هذا المقال سنستكشف الدليل على وجود مشكلة السعادة، وما هو سببها والمناهج المختلفة لحلها.

ما هي السعادة؟

يجب أن نتجنَّب ما قد يبدو أنَّه قضية هامة، لكنَّه في الغالب غير ضروري، وهو حقيقة أنَّ السعادة لها تعاريف عدة، فبالنسبة إلى بعض الناس يزعمون أنَّهم لا يرغبون في السعادة بوصفها شعوراً لطيفاً بالمتعة، بدلاً من ذلك فإنَّهم يريدون الرضى أو المعنى أو الإثارة أو المغامرة أو حتى مجموعة من التجارب التي تجعل الحياة ممتعة، فمع أنَّ هذا قد يبدو كأنَّه مشكلة، فإنَّه في الحقيقة غير هام لأغراض هذا المقال، فيمكنك أن تستبدل كلمة "سعادة" بأي شعور أو مجموعة من المشاعر ترغب فيها.

لمعرفة السبب، تخيَّل أنَّه عند سماع صديق يشكو من شراء دراجة وكان يريد شاحنة، فتقول: "حسناً، هذه المشكلة لا تؤثر فيَّ، لأنَّني أريد الحصول على سيارة دفع رباعي، وليس شاحنة"، لا تكمن المشكلة في أنَّك أردت شيئاً مختلفاً عن صديقك، لكن لماذا يصعب الحصول على ما تريدانه، لذا دعونا نتجنَّب الجدل عن تعريفات "السعادة"، ونستخدم الكلمة فقط للإشارة إلى أي حالة عاطفية، أو مجموعة من الحالات العاطفية التي تريدها في حياتك.

ماذا لو لم تكن السعادة هي الأهم؟

هناك قضية أُخرى مُغرية، لكنَّها لا تتعلَّق بالموضوع، وهي أنَّ السعادة قد لا تكون الهدف المناسب لحياة الإنسان؛ إذ لدينا واجبات والتزامات تتجاوز أنفسنا، وربما هذه هي الأشياء الحقيقية التي تستحق السعي.

لكن لا يعتمد هذا التحليل على أنَّ السعادة هي المسعى الوحيد في حياتنا، بل فكرة أنَّ السعادة هامة بالنسبة إلينا على الأقل قليلاً، وليست أهم من أي شيء آخر، فإذا كانت جميع العوامل الأخرى متساوية وكان في إمكانك أن تقول، "أُفضِّل أن أكون سعيداً"، فأنت توافق على أنَّ الصعوبات التي نواجهها في السعي وراء السعادة تستحق دراستها.

مرة أخرى، تخيَّل العودة لمناقشة مشكلتك مع وكالة السيارات مع صديق يوضِّح لك أنَّها ليست مشكلة، لأنَّه يرى أنَّ الساعات أهم من السيارات، وقد تتفق معه، لكنَّ ذلك لا يغيِّر حقيقة أنَّك ما زلت تريد سيارة ولا يمكنك الحصول عليها.

ماذا لو كنت سعيداً؟

الاعتراض النهائي الشائع هو عدم الاعتراف بوجود مشكلة سعادة إذا كنت سعيداً، لكنَّ "مشكلة" السعادة لا تكمن في عدم سعادة أحد، ومن الواضح أنَّ هذا ليس هو الحال، بل "المشكلة" بالأحرى هي أنَّ الشعور بالسعادة ليس مباشراً مثل الحصول على أي شيء آخر في الحياة.

عمق مشكلة السعادة:

أفضل كتاب يعتمد على الأدلة العلمية لإظهار أنَّ مشكلة السعادة هي في الواقع مشكلة هو كتاب "التعثر في السعادة" (Stumbling on Happiness) للمؤلف "دانييل جيلبرت" (Daniel Gilbert)، وسنلخِّص هنا بإيجاز بعض نقاط البحث التي يشير إليها في الكتاب والتي توضِّح مدى سوء قدرتنا على اكتشاف ما يسعدنا.

إذ تتمثَّل إحدى المشكلات في أنَّنا سيئون جداً في تخيُّل كيف ستؤثر الأحداث في سعادتنا، فعندما طُلب من مشاركين في استطلاع تخيُّل كيف ستكون الحياة بعد حادث يؤدي إلى الشلل، تخيَّل معظم الناس أنَّها ستكون غير سعيدة بشكل لا يطاق، لكنَّ الغريب هو أنَّ الأشخاص الذين مرُّوا بمثل هذه التجربة كانوا في الغالب سعداء بعدها كما كانوا من قبل.

قد يتعدَّى عدم كفاءتنا تخيُّل الأشياء التي لم تحدث لنا من قبل، فحتى تخيُّل الأشياء التي لدينا خبرة معها يُظهر أنَّنا سيئون في التنبُّؤ بما يسعدنا، على سبيل المثال عندما يُطلب من الناس التخطيط قبل أشهر من الرحلة لوجبات الطعام التي سيتناولونها في المطعم، يميلون إلى اختيار مجموعة كبيرة ومتنوعة من الوجبات، بدلاً من تكرار العناصر القليلة التي يفضِّلونها، وذلك لأنَّهم يتوقعون بأن يشعروا بالملل من الرتابة، لكن لأنَّ الوجبات متباعدة زمنياً، فإنَّهم يستمتعون بها أكثر من التنوع الكبير، بالمحصلة غالباً ما تكون تخميناتنا المتعلقة بما يسعدنا خاطئة.

ربما تكون التجارب عن الذكريات والسعادة هي الأكثر إرباكاً؛ إذ تظهر التجارب التي عانى فيها الأشخاص من ألم خفيف بسبب وضع أيديهم في ماء بارد أنَّ اتباع تجربة مؤلمة بتجربة أقل إيلاماً يجعل ذكرى التجربة بأكملها أقل إيلاماً ممَّا لو انتهت التجربة المؤلمة فجأة دون مزيد من الألم، والحنين هو خير مثال على ذلك؛ إذ إنَّ الفترة الأخيرة التي تقضيها بسعادة في الغربة ستجعلك تنسى الذكريات المؤلمة التي مررت بها، وستشعر بالحنين لذلك البلد كما لو كانت تجربتك هناك كلها سعيدة، وقد يكون سبب ذلك هو أنَّك في وضع مريح الآن.

سبب مشكلة السعادة:

في حين أنَّ حل مشكلة السعادة هو سؤال مفتوح إلى حدٍّ كبير؛ إذ تكافح أنظمة فلسفية مختلفة منذ آلاف السنين في محاولات لإيجاد حل، فإنَّ سبب المشكلة في الواقع له تفسير مقنع؛ إذ إنَّ سبب وجود مشكلة السعادة هو أنَّنا لم نُصمَّم لحلها.

فنحن جميعاً نتاج التطور؛ إذ تطورت عواطفنا ولغتنا وقدرتنا على التفكير والتفكير المجرد، لأنَّ امتلاكها يعني تكاثر أكثر وفرص نجاة أفضل من الكائنات التي لا تملكها.

من هذا المنظور التطوري، هدفنا أن نصبح أفضل في التكاثر والبقاء على قيد الحياة في عالم لا يحتوي فقط على الحيوانات المفترسة والفرائس، لكن أيضاً البشر الآخرين الذين قد يكونون حلفاء أو منافسين، فهذه الرغبة الشديدة في البقاء والتكاثر لا تشمل السعادة بوصفها هدفاً نهائياً؛ إذ لا يهتم التطور بما إذا كنت سعيداً أم لا.

فالسعادة، ليست سوى هدف له دور، والمقدار الصحيح من السعادة هو الذي يحفِّزنا على القيام بأشياء تزيد من احتمالات تطورنا، وبدقة أكثر فإنَّ الخوارزمية الصحيحة لتعزيز السعادة هي تلك التي تحسِّن احتمالات التطور أكثر من غيرها.

إقرأ أيضاً: 6 أشياء تُفقدك طعم السعادة في الحياة

لماذا سبَّبَ التطور مشكلة السعادة؟

ضع في حسبانك الآن أنَّك تصمِّم كائنين مختلفين: الكائن الأول سعيد طوال الوقت، ومتطلَّباته قليلة ليكون سعيداً، حتى احتمال أن يُفترَس أو الشعور بالجوع لا يثبِّط حماسته للحياة، والكائن الثاني يكون سعيداً فقط عندما يكون ناجحاً، ويشعر بالحزن عندما يكون في حالة سيئة، مثل عندما يواجه الخطر أو يشعر بالجوع، ويشعر بالرضى عندما يكون في حالة جيدة، مثل عندما يتكاثر أو يحقِّق مكانة عالية بين أقرانه من البشر، فمن الواضح أنَّ الكائن الثاني مجهَّز تجهيزاً أفضل للبقاء على قيد الحياة والتكاثر من الكائن الأول في عملية التطور هذه.

فكِّر الآن في نوع جديد من الكائنات، الكائن الثالث يكون سعيداً عندما ينجح، لكن فقط للحظات، ويشعر بالسعادة والحزن كرد فعل على التغيُّرات في وضعه، لكنَّه يعود بسرعة إلى حالته العاطفية المحايدة، فبصرف النظر عن مدى نجاح هذا المخلوق، لا يشعر سوى بمستوى من السعادة أعلى من المتوسط ​ للحظة قبل أن يعود إلى الوضع المحايد.

فمن المُحتمل جداً أن يكون الكائن الثالث أفضل من الكائن الثاني، لأنَّ الثاني عندما يحقِّق بعض النجاح قد يصبح راضياً، وذلك يعني شعوره بحافز أقل للعمل، لأنَّه حقَّق بالفعل مستوى معيناً من النجاح، ومن ناحية أخرى يجب أن يعمل الكائن الثالث دائماً بجد، لأنَّ مشاعره تعود باستمرار إلى وضعها المحايد.

لكنَّ كل هذه الكائنات تعاني من مشكلة في تصميمها، فالسعادة التي يريدونها والتي تحفِّز سلوكهم، هي السعادة نفسها التي يشعرون بها مكافأة نتيجة لسلوكهم، ألن يكون من الأفضل فصل هاتين الوظيفتين؟ أي تخيَّل تعديلاً على الكائن الثالث لينتج كائن رابع يحمل جميع خصائص الثالث باستثناء أنَّه بالإضافة إلى كون مشاعر السعادة لديه مؤقتة، يمكن أن تكون دوافعه منفصلة عن السعادة، وهذا يعني أنَّ هذا الكائن الجديد غالباً ما يريد أشياء لا تسعده ويقع في هذا الفخ مراراً وتكراراً.

فكل هذه الكائنات الافتراضية هي نماذج سهلة، لكنَّنا أقرب إلى الكائن الرابع في تصميمنا للأسباب نفسها تماماً، فنحن نشعر بسعادة فوق المتوسط وأقل من المتوسط للحظات قصيرة عادةً، كما أنَّ مشاعر "الرغبة" و"الإعجاب" منفصلة أيضاً، وهذا يسمح لنا بالاستسلام للإغراءات التي لا تؤدي إلى شعورنا بالرضى في النهاية.

شاهد بالفديو: 8 طرق للحفاظ على الإيجابية وتحقيق أهداف الحياة

لماذا لا يكون التكيُّف هدفاً مباشراً؟

هناك مشكلة واحدة في تفسير مشكلة السعادة، إذا كنَّا مصمَّمين للتمتع بأفضل القدرات من الناحية التطورية، فلماذا لا نسعى إلى تحقيق هذا الهدف بوضوح؟ لماذا نستخدم هذا المقياس الملتوي للسعادة؟ لماذا لسنا مصمَّمين كروبوتات هدفها المباشر هو زيادة القدرات التطورية إلى الحد الأقصى، وآلات لا تحتاج إلى الفن أو الحب أو الفلسفة؟

من المثير للاهتمام أنَّ هذا أيضاً له إجابة تطورية، لكنَّها معقدة أكثر من الإجابات السابقة، ففي حين أنَّ تصميم كائنات تشعر بسعادة عابرة، أو انفصلت دوافعها عن سلوكها قد يتطلَّب بعض التفكير، إلا أنَّه أمر يسير إلى حدٍّ ما، لكنَّ سبب جهلنا إلى حدٍّ كبير بهذه الأهداف الأعمق يحتاج إلى مزيد من الشرح.

الجواب اليسير هو أنَّ الجهل الأعمق بهذه الدوافع هو خيار استراتيجي، لأنَّ جهل الأسباب الأعمق لعديد من دوافعنا يساعدنا على تحقيقها بأسلوبٍ أفضل، والسبب هو أنَّنا لا نعيش في عزلة، فنحن موجودون في مجتمع مليء بكائنات مماثلة لا تتوافق اهتماماتها تماماً مع مصالحنا.

للمساعدة على تحقيق هذا الهدف، زُوِّدنا ليس فقط بعقل مثير للإعجاب يحفظ الذكريات ويسمح لنا برمي الخراب، لكن أيضاً بالقدرة على الكذب والتفوق في الذكاء على إخواننا من البشر؛ إذ يعتقد معظم علماء الإدراك الآن أنَّ الوعي قد لا يكون القسم المسيطر في الدماغ الذي يصدر الأوامر وينظِّم السلوك، بل قد يكون الوعي هو مجرد المتحدث الرسمي، الذي يشرح السلوك ليبدو منطقياً، ولتقديم صورة متماسكة وإيجابية لأعضاء المجتمع الآخرين.

معظم دوافعنا التطورية أنانية وتتعارض مع البشر الآخرين؛ لذا فإنَّ تقديم نفسك بصدق تام لن يجعلك تحظى بشعبية كبيرة، وكوننا مخلوقات اجتماعية، فإنَّ الشعبية أمر ضروري لنجاح التطور، وإحدى الطرائق لتجنُّب هذه المشكلة هي تقديم التنازلات؛ أي كن أنانياً إلى حدٍّ ما فقط، وكن معطاءً بدرجة كافية بحيث تتمكَّن من الاستفادة من الشعبية التي تحظى بها نتيجة لذلك من حيث الحلفاء والأصدقاء، لكن عندما يكلِّفك الإيثار أكثر ممَّا يعود عليك فكن أنانياً.

لكن هناك استراتيجية أذكى، وهي أن تُبدي بأسلوب مقنع أنَّك تتَّصف بالإيثار أكثر ممَّا أنت عليه في الواقع، فإذا كان في إمكانك التظاهر بالإيثار ستحصل على فوائد الشعبية، وفي الوقت نفسه طالما تتصرَّف على الواقع بناءً على دوافعك الأنانية، فستحصل على مزايا أن تكون أنانياً بالسر.

قد يفسر هذا التشديد على أهمية التظاهر بالإيثار تقسيم العمل؛ إذ يكون العقل الواعي مسؤولاً عن تقديم أفضل صورة مُمكنة عن نفسك للمجتمع في حين تسعى سراً وراء المزيد من الدوافع الأنانية كلما تمكَّنت من فعل ذلك، وأفضل جزء من هذه الحيلة هو إبقاء العقل الواعي غير مدرك لهذه الدوافع، ومنحه القدرة على تبريرها على أنَّها أقل بشاعة ممَّا هي عليه كلما أمكن ذلك، وذلك لتقليل الجهد المبذول للكذب بشأنها.

هكذا ينقسم مبدأ التطور النفعي ليشمل آلاف الأهداف والمبررات المختلفة، فلدينا مشاعر الإحسان والإبداع والرعاية والإنجاز، لكنَّ الدوافع الأساسية لهذه الدوافع تكون مخفية لأنَّ السعي إليها سعياً علنياً قد يضرنا.

ملحوظة: جزء كبير من هذا القسم عن الدوافع الخفية يرجع إلى كتاب "الفيل في الدماغ" (The Elephant in the Brain) للمؤلفين "كيفين سيملر" (Kevin Simler) و"روبن هانسون" (Robin Hanson).

إقرأ أيضاً: معادلة السعادة: افعل ما يمنحك الأفضلية

ملخص مشكلة السعادة:

إنَّ تلخيص هذه النظرة الكئيبة للطبيعة البشرية ومشكلة السعادة أمر يسير:

  1. نحن سيئون في تخيُّل ما يسعدنا، واتخاذ القرارات التي ستزيد سعادتنا، وتذكُّر ما أسعدنا في الماضي.
  2. نحن على هذا النحو نتيجة للتطورات التي طرأت علينا.
  3. مشاعر السعادة عابرة، لأنَّها تتجنَّب التراخي في تأسيس السعادة على الظروف المطلقة.
  4. السعادة والدافع منفصلين، لأنَّ ذلك يسمح لنا بمتابعة السعي خلف أشياء حتى لو كانت مكافآت الحصول عليها لا تبرر المسعى.
  5. نحن غير مدركين إلى حدٍّ كبير للمنطق الأساسي لسلوكنا، لأنَّه من خلال إخفائه يمكننا تقديم أنفسنا على أنَّنا أكثر إيثاراً ممَّا نحن عليه في الواقع، وهذا يسمح لأفعالنا الأنانية بالنجاة من العقاب إذا كان الآخرون على دراية بنوايانا.

للمتابعة في المثال عن السيارة، نسعى إلى شراء سيارة من الوكالة لأنَّنا مُصمَّمون على عدم امتلاك نوع محدد من السيارات لفترة طويلة جداً، ورغبتنا في الحصول على سيارة والشعور الذي نشعر به عندما نمتلك واحدة هما آليتان منفصلتان، لكن ما نريده ليس السيارة، بل أمر أناني؛ لذا من الأفضل التظاهر بأنَّنا نريد سيارة في حين نكون مدفوعين سراً برغبة في الحصول على شيء آخر.

المصدر




مقالات مرتبطة