مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية: مراحلها وأسبابها وعلاجها

إذا كنت من المهتمين بعوالم أجهزة التنحيف وشدِِّ الجسم لا بدَّ أنَّك شاهدت في إعلانات المراكز المتخصصة بهذا المجال صوراً لسيدات منتفخات السيقان، حتى تراءى إليك أول الأمر أنَّهن يرتدين سراويل شحمية؛ بدانة وترهل في الوركين وتجمع للدهون فوق الركبة وحول الكاحل إضافة إلى سمنة الساقين والذراعين، وأيضاً يكون شكل الدهون حبيبياً ظاهراً تحت الجلد، قد تظن لوهلة أنَّها سمنة عادية؛ لكنَّ الأمر ليس كذلك، إنَّه مرض وراثي يدعى ليبيديما أو ليبوديما أو الوذمة الشحمية، فهل تعرف ما هو مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية؟ تابع معنا هذا المقال وتعرف إلى مراحله وأسبابه وطرائق علاجه.



ما هو مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية؟

مرض الليبيديما أو الليبوديما أو الوذمة الشحمية بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا NHS هو نوع من أنواع الاضطرابات المزمنة التي تصيب الأنسجة الدهنية المتوضعة تحت الجلد، وهي حالة مرضية تصيب النساء فقط.

يتسبب هذا المرض بحدوث تورم دهني يؤلم في حالة اللمس فقط، ويظهر في مناطق محددة من جسم السيدة؛ وهي الفخذان والساقان والوركان والجزء العلوي من الذراعين.

بحسب الإحصاءات فإنَّ مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية يصيب من 7-11% من النساء البالغات حول العالم، وإنَّ التورم الذي يسببه يكون غير مناسب لشكل الجسم العام، وغير قابل للتأثر بالحميات والأنظمة الغذائية مهما بلغت قساوتها، وإضافة إلى ذلك تستمر الوذمة في التضخم ومراكمة الشحوم تحت الجلد، وخاصة عندما يطرأ على الجسم تغيرات هرمونية كالحمل والبلوغ والدورة الشهرية وانقطاع الطمث، وعند إجراء جراحة والتعرض للإجهاد.

من الجدير بالذكر أنَّ مرض الليبديما أو الوذمة الشحمية إذا ما شُخِّص تشخيصاً خاطئاً أو عولِج بطريقة غير المخصصة له، فإنَّه سوف يتطور ويتسبب بعواقب خطيرة تطال العقل والجسد، فمن الممكن أن يسبب العلاج أو التشخيص الخاطئ إعاقة حركية والتهاباً في الأنسجة وقصوراً وريدياً وتقرحات في الساقين ووذمة لمفية، كما من الممكن أن يتسبب بالوفاة الباكرة.

ما هي مراحل مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية؟

فيما يأتي مراحل مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية، وهي التطورات التي تطرأ على المصابة من لحظة ظهور الإصابة حتى مراحل لاحقة:

مراحل مرض الليبيديما

المرحلة الأولى:

في المرحلة الأولى من مراحل مرض الليبيديما يكون سطح الجلد أملساً، ثمَّ تتضخَّم الأنسجة الدهنية المتوضعة تحت الجلد، وبحسب الطعام الذي تتناوله المصابة فإنَّ تورماً في هذه المنطقة يظهر ويختفي، كما تظهر على الكاحلين بعض الأعراض.

المرحلة الثانية:

في المرحلة الثانية من مراحل مرض الليبيديما تظهر بعض العقد الدهنية تحت الجلد، فتضفي عليه مظهراً غير متناسق وتجعله يبدو مجعداً، وتشعر المصابة في هذه المرحلة بالألم وطراوة هذه المنطقة.

المرحلة الثالثة:

في المرحلة الثالثة من مراحل الوذمة الشحمية يزداد تراكم الدهون ونموها تحت الجلد؛ ممَّا يزيد تشوه شكل الجلد وتجعد سطحه، وتظهر بعض البروزات على الوركين والركبتين والفخذين؛ بسبب تشكل كتل كبيرة من الدهون في هذه المناطق، وقد تتطور الوذمة الشحمية إلى وذمة لمفاوية في هذه المرحلة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السوائل في الدهون تحت الجلد.

المرحلة الرابعة:

أما في المرحلة الرابعة من مراحل الوذمة الشحمية أو الليبيديما فيصبح التورم مستمراً، فتتطور الوذمة الشحمية في هذه المرحلة إلى وذمة لمفاوية؛ ممَّا يسبب صعوبة في الحركة؛ وذلك بسبب الكتل المتراكمة على الكاحلين.

إقرأ أيضاً: الميزوثيرابي: أنواعه وفوائده واستخداماته

أسباب الليبيديما أو الوذمة الشحمية:

لا يمكن تحديد أسباب الليبيديما أو الوذمة الشحمية بدقة، ومن المرجَّح أنَّ الهرمونات تؤدي دوراً كبيراً في إصابة السيدة بها؛ إذ لا أسباب واضحة بعينها تسبب الحالة؛ لكنَّها تتفاقم في المراحل التي يمر بها جسم المرأة بتغيرات هرمونية، وقد يبدأ ظهور الوذمة الشحمية في هذه المراحل أيضاً، ومن الاحتمالات التي يمكن أن تكون من أسباب الليبيديما نذكر:

  • مرحلة الحمل.
  • مرحلة انقطاع الدورة الشهرية.
  • الفترة التي تلي خضوع السيدة لجراحة المنظار النسائي.
  • الفترة التي تتناول المرأة فيها حبوباً هرمونية لمنع الحمل.
  • الوراثة؛ إذ يؤدي العامل الوراثي دوراً في إصابة السيدة بالوذمة الشحمية أو الليبيديما، وتزداد احتمالات الإصابة إذا ما كان في تاريخ العائلة المرضي حالة مشابهة.

أعراض الوذمة الشحمية:

قلنا آنفاً إنَّه قد يحدث خلط في تشخيص الوذمة الشحمية فتُشخَّص على أنَّها سمنة أو وذمة لمفية؛ لذا من الضروري التعرف إلى أعراض الوذمة الشحمية أو الليبيديما من أجل الانتباه لها ومراجعة المتخصصين لتشخيصها بدقة.

تغيرات تطرأ على الكاحل:

من أبرز أعراض الوذمة الشحمية الليبيديما تغيرات تطرأ على الكاحل، وتبدو هذه التغيرات على الشكل الآتي:

  • الدوالي أو العروق الدموية العنكبوتية.
  • دهون متراكمة حول الكاحل وتتوقف عند حافته السفلى، ولا تمتد نحو الأسفل باتجاه القدم.
  • يكون مظهر الكاحل كأنَّ طوقاً ضيقاً يحيط به ويمنع الدهون الموجودة فيه من الانتشار نحو الأسفل؛ إذ تترهل هذه الدهون حول هذا الطوق الافتراضي.

تورُّم غير طبيعي:

إنَّ التورُّم هو من أبرز أعراض الليبيديما أو الوذمة الشحمية، ويتميز التورم الناتج عن هذه الحالة المرضية عن غيره من أنواع التورمات بالسمات الآتية:

  • التورم الناتج عن الليبيديما هو تورم يستمر على مدار الساعة، ولا تَخِفُّ حدَّتُه أو يتراجع تأثيره باستخدام مدرِّات البول كباقي التورمات، ولا عند القيام برفع الساقين.
  • يتميز التورم الناتج عن الوذمة الشحمية بكونه تورماً لامُنطَبع (Non-pitting edema)؛ ففي التورمات عادة يترك الضغط بالإصبع على التورم حفرة صغيرة، أما في هذا النوع فهو وذمة لا تظهر حفرة ولا تجويف عند الضغط بالإصبع على جلد المنطقة المصابة.

نوع خاص من الدهون:

من أكثر أعراض الوذمة الشحمية أو الليبيديما إزعاجاً هي تعنُّد الدهون المتراكمة في الأجزاء المصابة، ونقصد الجزء السفلي من الجسم والذراعين، ولا تتأثر هذه الدهون بأي نوع من أنواع الحميات الغذائية مهما كانت قاسية؛ إنَّما تخسر المريضة من الدهون في المناطق الأخرى من الجسم.

شاهد بالفيديو: أسباب عدم حرق الدهون في الجسم

أعراض أخرى لمرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية:

لا تتوقف أعراض الوذمة الشحمية عند تلك التي ذكرناها آنفاً؛ إنَّما ينتج عنها أعراض أخرى نذكر منها:

  • سمنة في مناطق محددة من الجسم هي الفخذان والساقان والمؤخرة والذراعان.
  • عرقلة لقدرة المريضة على السير بسبب تراكم الدهون في الساقين وما يسببه ذلك من ثقل.
  • آلام في الساقين ومناطق متنوعة من الجسم.
  • الإصابة بالكدمات بصورة متكررة وسهلة.
  • ظهور السيلوليت في المناطق المصابة.
  • الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
  • امتداد تراكم الدهون إلى مناطق أخرى من الجسم أهمها أسفل القدمين والكتفين، وخاصة في الحالات التي تترافق فيها الوذمة الشحمية مع أمراض أخرى مثل الوذمة اللمفية والقصور الوريدي المزمن.

علاج مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية:

إنَّ علاج مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية علاجاً كاملاً وجذرياً لم يوجد حتى الآن، كون مرض الليبيديما يصنف ضمن الحالات المرضية المزمنة، ولكن توجد بعض الممارسات العلاجية والوقائية التي من شأنها تخفيف حدة الأعراض، وإنَّ لكل نوع من الأعراض طريقة محددة من العلاج تختلف باختلاف شدته ومدى تأثيره في ممارسة المصابة حياتها على نحو طبيعي، ومن الضروري الإشارة إلى أنَّ التشخيص والعلاج المبكرين يساهمان إلى حد كبيرة في السيطرة على الوضع ومنعه من التدهور صوب أوضاع أكثر خطورة.

من أهم طرائق علاج مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية نذكر:

  • اتباع أنظمة غذائية صحية ومتوازنة.
  • ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.
  • مراقبة الوزن باستمرار والحفاظ عليه ضمن حدوده الطبيعية، وتجنب زيادة الوزن والوصول إلى مرحلة البدانة.
  • بالنسبة إلى المصابات، ومن أجل علاج مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية يجب عليهنَّ ارتداء الضمادات المطاطية أو الجوارب الضاغطة؛ فهي تقلل من الألم وتسهل عليهنَّ المشي وممارسة نشاطاتهن الحياتية اليومية، كما أنَّ الجوارب الضاغطة تسهم في الحد من تفاقم الوذمة؛ كونها تسبب زيادة الضغط على المنطقة المصابة فتقل احتمالات تراكم دهون وسوائل إضافية فيها.
  • الحفاظ على رطوبة الجلد والاهتمام بصحته، وتطبيق الكريمات المرطبة من أجل حمايته من الجفاف.
  • تدليك المناطق المتوذِّمة؛ وذلك لأنَّ التدليك قد أثبت فاعليته في تقليل عملية تراكم السوائل في المناطق المصابة وتسهيل المشي والحركة.
  • مراجعة متخصِّصٍ نفسيٍّ في الحالات التي تتدهور فيها الصحة النفسية للمصابة بسبب التغيرات القسرية التي طرأت على شكلها وجسدها، الأمر الذي تكترث له السيدات كثيراً عادة ويؤثر في ثقتهن بأنفسهن وصحتهن النفسية.
  • يمكن علاج مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية من خلال إجراء عمليات شفط الدهون Liposuction إذا ما أشارت الاستشارة الطبية بذلك، والتي يُلجأ إليها في حالات الخطورة الشديدة الناجمة عن الوذمة، ومن الضروري التنويه إلى أنَّ الحالات المتقدمة من الوذمة الشحمية أو الليبيديما تحتاج إلى أكثر من عملية شفط دهون لمعالجة الخلل الشكلي الذي سببته.
  • يمكن علاج مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية باستخدام أجهزة التنحيف الموضعية ونحت الجسم الموجودة في المراكز الطبية والتجميلية مثل جهاز فيلاشيب والأجهزة المشابهة له في آلية عملها.
إقرأ أيضاً: 6 طرق تساعدك على التخلص من الدهون المتراكمة

في الختام:

إنَّ مرض الليبيديما أو الوذمة الشحمية هو مرض يصيب السيدات لأسباب وراثية وهرمونية، ويسبب تورماً مبالغاً فيه في الجزء السفلي من أجسادهن لإضافة إلى أذرعهن، ولا يمكن التخلص منه باتباع الأنظمة الغذائية القاسية، وللأسف فإنَّه مدرج ضمن الحالات المرضية المزمنة؛ لكنَّ السيطرة على أعراضه ممكنة بالاستعانة بالطبيب المتخصص الذي يوجه نحو طريقة العلاج الأنسب التي تكون في بعض الأحيان عمليات شفط الدهون أو نحت الجسم.




مقالات مرتبطة