مجالات في الحياة يساعدك مبدأ باريتو على تحقيق النجاح فيها

قاعدة 80/20 هي مبدأ مُجرَّب وحقيقي يمكنه أن يهيئ حياتك للنجاح، ويمكنك تطبيقه على أيِّ جانب من جوانب حياتك، ومن ذلك في العمل والمنزل، في اللياقة، والصحة والعلاقات، والتقدُّم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن بريان ترايسي (Brian Tracy)، ويتحدث فيه عن مبدأ باريتو، وكيف يساعد على تحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة الشخصية والمهنية.

سنشرح في هذا المقال هذه القاعدة، ولماذا يُطلق عليها أيضاً مبدأ باريتو (Pareto) وأمثلة عن كيفية استخدامها في مواقف الحياة الواقعية، وكيف يمكنك تطبيقها في حياتك لتحقيق النجاح.

ما هي قاعدة 80/20؟

قاعدة 80/20، والمعروفة باسم مبدأ باريتو، هي واحدة من أكثر المفاهيم فائدة لإدارة الحياة والوقت، وتنصُّ على أنَّ 20% من نشاطاتك ستؤدِّي إلى 80% من النتائج التي تحصل عليها، ومع ذلك فإنَّ مبدأ باريتو ليس قانوناً رياضياً صارماً؛ بل هو عبارة عن مفهوم.

المفتاح لاتباع قاعدة 80/20 هو تحديد أنَّ ما يقارب 20% من أفعالك أو المهام الأكثر إنتاجية تؤدِّي إلى أكبر قدر من النجاح، ويمكن أن ينطبق هذا على أيِّ مجال من مجالات حياتك المهنية والشخصية.

تاريخ مبدأ باريتو:

لاحظ الاقتصادي الإيطالي فيلفريدو باريتو (Vilfredo Pareto) في أواخر القرن التاسع عشر أنَّ 80% من حصاد البازلاء في حديقته جاء من 20% من نباتات البازلاء المزروعة لديه، وبناءً على ملاحظته، وجد باريتو أنَّ 20% من سكان إيطاليا (Italy) يملكون 80% من ثروة البلاد، وهذا التوزيع للثروة هو مثال على مبدأ باريتو.

لكنَّ مصطلح مبدأ باريتو لم يصغه باريتو؛ وإنَّما الدكتور جوزيف جوران (Joseph Juran)، في الأربعينيات من القرن الماضي؛ إذ طبَّق جوران ملاحظات باريتو في مجال إدارة العمليات التجارية، وساعد الشركات على زيادة الإنتاج بملاحظة أنَّ 80% من عيوب منتجاتها كانت ناجمة عن 20% فقط من الأساليب المُستخدمة في الإنتاج.

باستخدام ملاحظات باريتو، فقد ركَّز جوران على تقليل هذه الـ 20% من مشكلات الإنتاج لزيادة جودة الإنتاج، وأطلق جوران على هذه الاستراتيجية اسم "مبدأ باريتو"، وجعل الفكرة الشائعة هي أنَّنا يجب أن نركِّز على "القلة الحيوية"، وتجاهل "الكثرة غير الهامة" لتحقيق قدر كبير من النجاح.

ما هو سبب أهمية مبدأ باريتو؟

يساعدك مبدأ باريتو على تحديد المجالات التي يجب تركيز جهودك عليها بسهولة، ويساعدك أيضاً على تحديد الموارد الهامة بالنسبة إليك لاستخدامها في تحقيق قدر كبير من الكفاءة، ويساعد على توفير الوقت، والمال، والموارد، والجهود، والطاقة، وما إلى ذلك.

جميعنا نتمنى أن يكون لدينا مزيداً من الوقت في يومنا لإنجاز الأشياء التي نريد القيام بها، فتساعدك هذه القاعدة على تحديد الأشياء غير الهامة، والتركيز على نسبة 20% من الأشياء التي ستساعدك على تحقيق قدر كبير من النجاح في أقل وقت ممكن.

كيف تعمل هذه القاعدة؟

كثيراً ما نرى أناساً يعملون كثيراً في اليوم ولكنَّهم لا ينجزون كثيراً، والسبب في معظم هذه الحالات أنَّ الناس يبددون جهودهم على مهام قليلة القيمة في حين يماطلون في نشاط أو نشاطين قد يكون لهما تأثير كبير في تحسين شركاتهم أو حياتهم المهنية.

غالباً ما تكون أعلى المهام من حيث المردود هي الأصعب، والأكثر تعقيداً، لكنَّ مردود هذه المهام يمكن أن يكون هائلاً، وذلك وفقاً لتحليل باريتو؛ لذلك قبل أن تبدأ العمل على مهمة ما، حدِّد ما إذا كانت تقع في نسبة الـ 20% الأكثر أهمية أو تقع في نسبة الـ 80% غير المُؤثِّرة.

الغاية من ذلك هو مقاومة إغراء القيام بالمهام السهلة، والتي لا تعود بمردود عالٍ، فإذا اخترت أن تبدأ يومك في العمل على مهام ذات قيمة عالية، فسريعاً ما ستكتسب عادة البدء والعمل  دائماً على مهام عالية القيمة، لذلك ابدأ يومك بإنجاز أصعب المهام.

فوائد تطبيق قاعدة 80/20:

ستتمكن بواسطة تطبيق قاعدة 80/20 من التركيز على المهام التي ستحقق لك أكبر فائدة، وليس هذا فحسب؛ بل تحديد الأسباب الرئيسة للمشكلات وأسباب عدم التقدُّم أيضاً.

تتضمن بعض الفوائد الإضافية لاستخدام قاعدة 80/20 في حياتك المهنية، والشخصية ما يأتي:

  1. تحقيق إنتاجية أكبر.
  2. تحقيق قيادة أكثر فاعلية.
  3. زيادة الثقة بالنفس.
  4. استخدام كفاءة كبيرة للموارد.
  5. اكتساب مهارات أفضل في حل المشكلات.
  6. تحسين مهارات اتخاذ القرار.

6 مجالات يمكنك تطبيق مبدأ باريتو عليها:

فيما يأتي ستة مجالات يمكن تطبيق مبدأ باريتو عليها:

1. مبدأ باريتو في إدارة الوقت:

أن تكون مشغولاً لا يعني بالضرورة أن تكون منتجاً، وذلك وفقاً لمبدأ باريتو، فغالباً ما يشعر رواد الأعمال، وأصحاب الأعمال الصغيرة، والأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص أنَّ عليهم العمل لساعات طويلة من أجل تحقيق الأرباح، وتجنُّب العمل لدى الآخرين.

هذا النوع من السلوك يؤدِّي في الواقع إلى خلل في التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ويمكن أن يتحول إلى واقع غير صحي، ويؤدِّي إلى الإرهاق، ويقلِّل من الإنتاجية، ويؤدِّي إلى التوقف عن محاولة تحقيق الأهداف التي كانت تبدو هامة جداً.

من الأفضل لتفادي هذه الدوامة تحديد المهام التي تقع في نسبة الـ 20% الأكثر أهمية، والتي تحقق أعلى مردود، وهذا يشمل ما يحقق أعلى مردود في الوقت الحالي، وأعلى مردود في المستقبل أيضاً.

مع الوقت الذي توفره باستخدام مبدأ 80/20 سيكون لديك مزيداً من الوقت الذي تستطيع استخدامه في تطوير نفسك، والاسترخاء، وممارسة الرياضة، والاهتمام بصحتك النفسية، وبناء العلاقات؛ لذا طبِّق مبدأ باريتو على هذه العناصر، وحدد أهم علاقاتك لتكريس الوقت والطاقة والنشاطات التي تجلب لك أكبر قدر من الصحة، والسعادة في حياتك الشخصية، واجعل العلاقات في رأس أولوياتك اليومية.

شاهد بالفيديو: كيف تتقن فن إدارة الوقت؟

2. مبدأ باريتو في إدارة الأعمال:

عندما تُدير نشاطاً تجارياً أو فريقاً أو مشروعاً، فمن المُحتمل أن تكون نسبة 80% من العمل الذي أُنجز قد قام به 20% من الأشخاص المعنيين؛ لذلك تستطيع استخدام مبادئ تحليل باريتو لتحديد العاملين الأكثر إنتاجية لديك، ثم كلِّف هؤلاء بالمهام الأكثر أهمية، وضعْهم في المناصب القيادية حتى يتمكنوا من تعليم الآخرين نفس المبادئ التي يتبعونها.

وأجرِ مقابلات مع هؤلاء الموظفين، وحدِّد السمات والمهارات والعادات الفريدة التي تميزهم عن باقي الموظفين، والتي تؤدِّي إلى زيادة إنتاجيتهم، واِستخدمْ هذه المعرفة لتدريب الموظفين الآخرين، ومن ثَمَّ تحسين إنتاجية فريق العمل بكامله.

3. مبدأ باريتو في العلاقات:

يمكن تطبيق قاعدة 80/20 بطرائق مختلفة على العلاقات، فيمكنك إلقاء نظرة على العلاقات التي تربطك بمجموعة أصدقائك، على سبيل المثال، وتحديد الأشخاص الذين يقعون في نسبة الـ 20% الأفضل، والذين يدعمونك في أن تصبح الشخص الذي تريده؛ وذلك لأنَّك إذا كنت تقضي 80% من وقت الفراغ مع هؤلاء الأشخاص، فإنَّ مكاسبك الشخصية ستغدو أكبر.

على صعيد علاقتك مع شريكك، يمكنك تطبيق مبدأ باريتو باستيعاب أنَّ 80% من المشكلات الزوجية من المُحتمل أن تكون ناجمة عن 20% فقط من سلوكاتهم وأفعالهم؛ بمعنى آخر، يجب عليك تحديد السبب الجذري أو نسبة الـ 20% من النزاعات، ثمَّ التفاهم بشأنها مع شريكك، فهذه الطريقة فعالة أكثر من تبديد جهدك في معالجة الـ 80% من السلوكات التي هي مجرد منغصات صغيرة وغير هامة.

4. مبدأ باريتو في تحديد الأهداف:

إليك ما يجب فعله من أجل تطبيق مبدأ باريتو تطبيقاً فعالاً لتحديد أهداف ذكية من شأنها تعزيز إنتاجيتك عامة:

أحضر في البداية ورقة واكتب عشرة أهداف، ثم اسأل نفسك إذا كان بإمكانك تحقيق أحد الأهداف الموجودة في هذه القائمة منذ اليوم، وما هو الهدف الذي سيكون له أكبر تأثير إيجابي في حياتك، ثم اختر الهدف الثاني الهام، وبعد أن تنتهي ستكون قد حددت أهم 20% من أهدافك التي ستحقق لك أفضل مردود في حياتك، ويجب أن تستمر في العمل على تلك الأهداف التي اخترتها بوصفها الأكثر قيمة في حياتك.

5. مبدأ باريتو في حل المشكلات:

حل المشكلات مهارة أساسية؛ لذلك يجب أن تكون قادراً على حل المشكلات حلاً فعالاً، سواء المشكلات الكبيرة أم الصغيرة؛ لأنَّها جزء طبيعي في كلِّ جانب من جوانب الحياة الشخصية والمهنية.

استخدم هذه الخطوات، والأدوات الأساسية عند تطبيق مبدأ باريتو على حلِّ المشكلات:

  1. أنشئ قائمة بالمشكلات التي تواجهها في أحد الجوانب.
  2. حدد سبب كلِّ مشكلة من هذه المشكلات، وخاصةً السبب الجذري.
  3. أعطِ درجة لكلِّ مشكلة عن طريق ترتيبها بناءً على درجة الأهمية، والمشكلات التي تؤثِّر في تقدُّمك هي أهم 20% منها، وهي التي يجب حلَّها أولاً.
  4. نظِّم قائمة المشكلات في مجموعات وفقاً لتلك التي لها نفس الأسباب.
  5. اجمع نتائج كلِّ مجموعة، والمجموعة التي حصلت فيها على أعلى الدرجات هي أولويتك القصوى.
  6. ابدأ بجلسة عصف ذهني لإيجاد حلول لمجموعة المشكلات هذه، واتخذ الإجراءات اللازمة.

6. مبدأ باريتو في المبيعات:

أحد أصدقائي متخصص في مجال العمولات، وهو من الخبراء الأعلى أجراً في الولايات المتحدة (USA) في هذا المجال، وقد كان أحد أهدافه مضاعفة دخله في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة؛ لذلك طبَّق مبدأ باريتو على قاعدة عملائه.

ما وجده هو أنَّ 20% من عملائه ساهموا بنسبة 80% من أرباحه، ووجد أنَّ مقدار الوقت الذي يقضيه في التعامل مع عميل يحقق أرباحاً عالية هو نفس مقدار الوقت الذي يقضيه في التعامل مع عميل لا يحقق سوى أرباح منخفضة.

بمعنى آخر، لقد أدرك أنَّه يقسِّم وقته بالتساوي على عدد المهام التي يقوم بها، في الوقت الذي ساهمت 20% فقط من هذه العمليات التجارية في 80% من أرباحه.

لذلك حدد في قائمة عملائه العملاء الذين يمثِّلون أعلى 20%، ثمَّ استعان بخبراء آخرين في مجاله، وقام بطريقة استراتيجية ولبقة بتسليمهم نسبة الـ 80% من عملائه بوصفهم لا يحققون سوى 20% من إجمالي المعاملات التجارية لديه، ثم جمع ملف تعريف لأهم عملائه، وبحث في السوق حصرياً عن نوع العميل الذي يتناسب مع المعلومات الواردة في هذا الملف.

بمعنى آخر، كان يبحث عن العملاء الذين يمكن أن يساهموا مساهمة أساسية في تحقيق الأرباح في شركته، والذي يستطيع بدوره خدمتهم بنفس درجة الجودة التي اعتاد عليها عملاؤه، وبدلاًَ من أن يستغرق تحقيق هدفه بين الثلاث والخمس سنوات، فقد تمكَّن من مضاعفة دخله في غضون السنة الأولى بهذه التقنية السهلة في إدارة الوقت.

كيف تطبق مبدأ باريتو في أيِّ مجال؟

يمكنك تحقيق النجاح في أيِّ مجال من مجالات حياتك باستخدام التخطيط الاستراتيجي وتطبيق مبدأ باريتو، ويبدأ الأمر بوضع هدف كبير، ولا يوجد شيء قادر على جعلك تتجاوز الحدود أكثر من الحلم، وتخيُّل الأشياء الرائعة التي يمكنك تحقيقها.

كما تقول الحكمة: "يجب أن تضع أهدافاً كبيرة، لأنَّ الأهداف الكبيرة وحدها القادرة على شحذ الهمم"، فعندما تبدأ بالتفكير في الأحلام الكبيرة، فإنَّ شعورك بالثقة بالنفس، واحترامك لذاتك سيزداد فوراً.

السبب في أنَّ معظم الناس لا ينجزون سوى قليل من المهام هو أنَّهم لا يجرؤون على تخيُّل نوع الحياة التي يريدون الحصول عليها؛ لذلك اجعل تركيزك منصبَّاً دائماً على ما تريد تحقيقه، وآمن بأنَّه ممكن الحصول، وتعلَّم كيف تجعل من حلمك واقعاً، ثمَّ ابدأ العمل.

افهم نظرية القيود:

أحد المبادئ الفعالة التي يمكنك استخدامها لتحقيق أهدافك الكبيرة، والحصول على الحياة التي تحلم بها هو ما يُسمَّى نظرية القيود (Theory of Constraints)، وهي واحدة من أعظم الإنجازات الفكرية في التاريخ المعاصر.

لقد تبيَّن أنَّه في كلِّ عملية، وفي إنجاز أيِّ هدف، يوجد ما يمكن تسميته بعنق الزجاجة الذي يمكن عدَّه قيداً على العملية، وهذا القيد هو الذي يحدِّد السرعة التي  تُحقِّق فيها أيَّ هدف معين.

وقد وُجِد أنَّه إذا ركَّزت كلَّ طاقتك الإبداعية، واهتمامك على التقليل من أثر القيود، فستكون قادراً على تحقيق هدفك بأسرع مما يمكن أن يحققه لك أيُّ جهد آخر.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تريد مضاعفة دخلك، ابدأ بتحديد القيد الذي يعوقك، أنت تعلم أنَّ دخلك هو لقاء ما تقدمه من خدمات حسب جودتها وكميتها، ومهما يكن المجال الذي تعمل فيه، إذا كنت ترغب في مضاعفة دخلك فيجب عليك بسهولة مضاعفة خدماتك من حيث النوعية والكمية، أو أن تقوم بتغيير النشاطات أو المهنة التي تزاولها؛ إذ إنَّ النشاط أو المهنة الجديدة تساوي ضعف ما كنت تفعله، لكن يجب أن تسأل نفسك باستمرار: "ما هو القيد الأساسي الذي يعوقني أو يحد السرعة التي أضاعف بها دخلي؟".

حدد القيود التي تحدُّ من إنتاجيتك:

يمكن لمعظم الناس تحديد بعض الأشياء التي تقف حائلاً دون تحقيقهم للأهداف في الوقت الذي يملكونه، وفي بعض الأحيان يكون لديهم شعور بالعجز، وأحياناً أخرى تكون هذه الأشياء مجرد أعذار.

لذا حدِّد ما الذي يمنعك من تحقيق أهدافك، هل هو مستواك التعليمي أو مهارتك؟ هل هي مهنتك أو الوظيفة التي تعمل بها حالياً؟ أو أنَّها بيئتك الحالية أو وضعك الصحي؟ أو هل هو الوضع الذي أنت فيه حالياً؟

ما الذي يحدد سرعتك في تحقيق أهدافك؟ تذكَّر: بصرف النظر عن الأفكار الراسخة لديك مسبقاً إلا أنَّك تستطيع تجاوزها، وبصرف النظر عن الوضع الذي أنت فيه حالياً إلا أنَّك تستطيع أن تخرج منه.

عندما يكون هدفك في الحياة هو الحلم بإنجاز أمور رائعة، والحصول على الحياة التي ترغب فيها، فيمكنك وضع هذا الهدف بوصفه معياراً، وقياساً لكلِّ ما تفعله على وفق هذا المعيار.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لزيادة الإنتاجية في العمل

عش بلا حدود:

لتعيش بلا حدود طبِّق ثلاثة نصائح رئيسة؛ وهي الوضوح، والكفاءة، والتركيز:

1. وضِّح رغباتك وأهدافك ورؤيتك:

هذا يعني أنَّك تستوعب بوضوح من أنت؟ وما هو هدفك في الحياة؟ وما هي وجهتك؟ ويمكنك من أجل اكتساب رؤية واضحة أن تكتب أهدافك، وتضع الخطط الكفيلة بتحقيقها، ومن ثَمَّ تُحدِّد أولوياتك بدقة، وتتقدم نحو هدفك كلَّ يوم بفعل شيء واحد على الأقل يدفعك للمضي قُدماً.

كلَّما أحرزت تقدماً في تحقيق الأشياء التي تهمك زادت ثقتك وإيمانك بنفسك، ومن ثَمَّ زاد إيمانك أنَّه لا يوجد حدود لإمكاناتك وما يمكنك تحقيقه، وسيساعدك امتلاك رؤية واضحة لرغباتك ومستقبلك على البقاء مُركِّزاً على أهدافك كلَّ يوم.

التركيز على أهدافك اليومية هو في الواقع من أهم عادات الأشخاص الناجحين، والسبب أنَّ الأشخاص الذين يحافظون على تركيزهم مُوجَّهاً نحو أهدافهم يحققون النجاح في الحياة أكثر من الأشخاص الذين لا يضعون أهدافاً منتظمة، وعلاوةً على ذلك؛ فإنَّ الأشخاص الذين يركِّزون على أهدافهم يهتمون أكثر بتقنيات تحقيق النجاح مثل مبدأ باريتو.

2. حسِّن كفاءتك في مجالاتك الرئيسة:

هذا يعني أن تصبح ممتازاً في المجالات الرئيسة التي تؤدي إلى النتائج التي تريد تحقيقها، فعندما تُطبِّق قاعدة 80/20 على كلِّ ما تفعله، ركِّز على أن تصل إلى مستوى ممتاز في نسبة الـ 20% من المهام التي تساهم في 80% من نتائجك.

أنت تكرِّس جهدك لتطوير نفسك، وتعلُّم أشياء جديدة باستمرار؛ وبهذا المعنى أنت تحقق تقدماً مستمراً؛ لأنَّك تدرك أنَّ التميز هو هدف مستمر؛ أي إنَّه يجب أن تفعل كلَّ يوم شيئاً واحداً على الأقل يمكِّنك من أن تصبح أفضل في المجالات التي تهمك.

إقرأ أيضاً: 14 طريقة بسيطة تزيد من كفاءتك في العمل

3. ركِّز على أكثر الأشياء أهمية بالنسبة إليك:

التركيز هو امتلاك القدرة على ضبط الذات من أجل البقاء مُركِّزاً على شيء واحد يعني لك كثيراً، والحفاظ على هذا التركيز حتى تُكمل المهمة تماماً، ولطالما كان التركيز واحداً من المفاتيح الأساسية لتحقيق النجاح؛ لأنَّه يعني أنَّك تعرف تماماً ما تريد أن تصبح عليه، وما تريد أن تحصل عليه، وما تريد أن تفعله.

التركيز أيضاً هو المثابرة من دون السماح لشيء بتشتيت انتباهك عن الأشياء التي يُشكِّل إنجازها فرقاً كبيراً في حياتك، وعندما تسمح لنفسك أن تحلم بأشياء كبيرة، ثمَّ تتخلى عن النشاطات التي تستهلك كثيراً من وقتك من دون جدوى، فإنَّك ستركِّز طاقاتك الداخلية على التخلص من القيود التي تحد من قدرتك على تحقيق الأهداف، وعندها ستشعر على نحو مذهل بالقوة والثقة.

عندما تركِّز على فعل الأشياء التي ترغب في فعلها، وتصبح ممتازاً في المجالات القليلة التي يمكن أن تُحدِث فرقاً كبيراً في حياتك، فإنَّ تفكيرك يتجه نحو الأمور الممكنة بدلاً من التفكير في الأمور المستحيلة، وتقترب أكثر من تحقيق إمكاناتك وأهدافك.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل دماغك يركز على ما يهمك؟

في الختام: اتبع مبدأ باريتو من أجل تحقيق النجاح

هذا المبدأ يمكنك تطبيقه على أيِّ جانب من جوانب حياتك من أجل تحقيق النجاح، وباستخدامه فإنَّك تركِّز على 20% من العناصر التي تساعدك على تحقيق 80% من النجاح.

تذكَّر أنَّ ما يحول بينك، وبين أهدافك هو مستوى ثقتك بقدراتك وبحقك في الحصول على الحياة التي تريدها؛ لذلك إذا كنت ترغب في شيء ما بشدة، فلا يوجد حدود لما يمكنك تحقيقه.

المصدر




مقالات مرتبطة