مثال يثبت أننا نجهل أطفالنا

سأعطيك مثالاً واحداً فقط في التعامل مع الأطفال سيصدمك، كما صدم عشراتٍ قبلك، وهو سر عن ابنك أو ابنتك التي بلغت خمس سنوات لا تعرفه عنهما، هذا المثال كنت أضربه لأي زوجين لتوّهما رزقا بمولودهما الأول، لأثبتَ أن (نمو الطفل) أصبح علماً مستقلاً يُدَرَّس لوحده، وتحصل على الدكتوراه في أحد أوديته.



ترتكب خطأً فادحاً في حقّ أغلى ما تملك، أطفالك الصغار، عندما تعتقد أنك (فاهم كل شيء)، وهذه مجرد (سواليف) أكاديمية لا تسمن ولا تغني من جوع! هذا المثال، وغيره أمثلةٌ كثيرةٌ، تهدف للتوعية بأهمية تثقيف الوالدين الذاتي بهذا العالم الجميل المسمى (علم نفس النمو للأطفال) لنعرف احتياجات أطفالنا والتغيّرات السيكولوجية والفسيولوجية التي يمرّون بها.

المثال يقول: كلّ أم تعرف أنّ الطفل يستغني عن حفاضة البامبرز تقريباً مع إكمال السنة الثالثة، قد يزيد وقد ينقص قليلاً، باختلاف بين طفل وآخر. بعد ذلك يتطور نمو الطفل ويستقل تماماً في دخوله وخروجه لدورة المياه، ويصبح الأمر ذاتياً، وترتاح الأم من هذا العناء. تمر السنة الرابعة بكل تفاصيلها دون أدنى مشكلة، ويدخل الطفل سنته الخامسة، ولكن المشكلة تبدأ في الستة أشهر الأخيرة من السنة الخامسة عندما ينتكس الطفل فجأة ويبدأ بالتبول على نفسه لا إرادياً في فترة النهار. وهذا الشيء -كما يقول علماء نمو الطفل- طبيعي جداً لأي طفل في سن الخامسة نظراً للتقلبات النفسية والفسيولوجية التي يمر بها. الكارثة تكون من ردة فعل الوالدين، حيث يتم اللجوء للضرب، لأن الوالدين يعتقدان أنه (دلع) لا بُدّ من الحزم والعنف معه، وهذا يزيد المشكلة سوءاً، مما يزيد فترة التبول اللاإرادي وتتفاقم المشكلة! اسأل كل أم.. ستخبرك بأن كل أبنائها مروا بهذه المرحلة.

إقرأ أيضاً: التبول اللاإرادي ليلاً: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

هذا المثال يفاجئ الكثير من الآباء والأمهات، وأمثلة كثيرة غيره، لأنه في كل ستة أشهر يخرج طفلك من مرحلة ويدخل في أخرى، كل مرحلة لها سمات وخصائص وطريقة تعامل مختلفة عما قبلها وما بعدها. التعلم الذاتي هو الحل لنعرف شيئاً بسيطاً من هذا العلم، وأجمل مصدر في هذا الباب تعلمت منه الكثير، هو مقطع يوتيوبي اسمه (طفلك من الثانية إلى العاشرة) لهاني عبد القادر، حيث استطاع تقديم مادة متميزة في مقطع قصير جداً، وبأسلوب سهل وسلس لغير المتخصص، وددت لو كانت مثل هذه المواد إجبارية قبل إتمام أي عقد نكاح. إن لم تقتنع بعد بفكرة أن الطفل عالم آخر يحتاج أن تتعلم كيف تتعامل معه، فاستمع للمادة الصوتية بمقطع اليوتيوب المذكور، وستعرف كم أجحفت في حق أطفالك!

 

المصدر: صحيفة مكة.




مقالات مرتبطة