ماهو الاقتصاد النقدي؟

يكاد علم الاقتصاد بشتَّى مجالاته أن يصل إلى درجة من الاتساع تقارب أعقد وأعظم العلوم المعروفة والمدروسة لدى البشر، ومثال على ذلك علوم الفضاء؛ فهي تؤثر في جميع مكونات الحياة الاجتماعية، أو بالأحرى الإنسانية، في كل دول العالم، وجميع التجمعات البشرية المنظمة مهما كان حجمها ودرجة تنظيمها.



الاقتصاد عموماً علم قائم بحد ذاته، يختص ويعمل على العديد من النواحي والمجالات والظواهر، وكذلك يعمل الاقتصاد على دراسة العديد من الحالات والأوضاع التي تخص الأسواق وأسعار العملات، وأسعار المعادن الثمينة والنادرة وغيرها العديد من الأمور الحيوية والهامة.

وهناك أفرع عدة لهذا العلم، نتناول منها في مقالنا هذا الاقتصاد النَّقدي بشيء من التفصيل؛ لنجيب عن السؤال التالي: ما هو الاقتصاد النَّقدي؟

وللإجابة عن هذا السؤال سنتطرق إلى ما يلي:

  1. ما هي النظرية النَّقدية؟
  2. مفهوم الاقتصاد النَّقدي.
  3. ما هي الأمور التي تُدرَس من قِبل الاقتصاد النَّقدي؟

ما هي النظرية النَّقدية؟

1. المفهوم:

تستند هذه النظرية إلى فكرة أنَّ التغيير في عرض النقود محرك رئيس للنشاط الاقتصادي عموماً، فالبنوك المركزية، التي تتحكم في أدوات السياسة النَّقدية، يمكنها ممارسة قدر كبير من التأثير في معدلات النمو الاقتصادي من خلال تعديل كمية النقود والأصول والأدوات السائلة الأخرى المتداولة في اقتصاد الدولة.

2. الفرضيات:

بما أنَّ التغيير في عرض النقود محركٌ رئيسٌ للنشاط الاقتصادي؛ فإنَّ الحكومات على خلاف الأُسر والأفراد العاديين، لا ينبغي أن تشدد قيودها المالية لمعالجة اقتصاد ضعيف الأداء؛ ولكن بدلاً من ذلك تشجعهم على الإنفاق بحرية، مما يؤدي إلى زيادة العجز لإصلاح مشكلات الأمة.

لمزيد من التوضيح نجد أنَّ دولاً مثل الولايات المتحدة هي المُصدِّر الوحيد لعملتها، مما يمنحها الاستقلال الكامل لزيادة المعروض النَّقدي أو تخفيضه من خلال الضرائب؛ ونظراً لعدم وجود حد لمقدار الأموال التي يمكن طباعتها، فتفترض هذه النظرية بأنَّه لا توجد طريقة يمكن للدول أن تتخلف عن سداد ديونها بها.

إقرأ أيضاً: الأسواق المالية: مفهومها، وأهميتها، وظائفها، وأهم أنواعها

3. الانتقادات:

لا يتفق الجميع على أنَّ زيادة كمية الأموال المتداولة أمر حكيم، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى الافتقار إلى الانضباط، وإذا لم يُدار إدارةً صحيحةً، فإنَّه يؤدي إلى:

  1. ارتفاع معدل التضخم.
  2. تآكل قيمة المدخرات.
  3. إثارة حالة عدم اليقين.
  4. ثني الشركات عن الاستثمار.

ومثالاً على ذلك نَستشهَد باليابان؛ حيث عانت البلاد من عجز مالي منذ عقود، وكانت النتائج متباينة، وكان يشير النقاد بانتظام إلى أنَّ الإنفاق المستمر بالعجز (التمويل بالعجز) أجبر المزيد من الناس على ترك العمل ولم يفعل الكثير لتعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي.

وقد نتج عن نظرية الاقتصاد النَّقدي والنظرية النَّقدية نظريات عدة تختص بعمليات البحث لقيمة النقود ومقدار الدخل وكمية النفقات؛ مثل: نظريات النقد والرصيد، ونظرية المعاملات النَّقدية.  

إقرأ أيضاً: 24 طريقة لتخفيض نفقات الشركات في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية

مفهوم الاقتصاد النَّقدي:

الاقتصاد النَّقدي هو فرع من فروع الاقتصاد التي انبثقت عنه قديماً، وبقي مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً مع الاقتصاد الكلي؛ فالاقتصاد النَّقدي يوفر إطاراً من التحاليل المالية في مهامه كوسيط للتبادل، ومخزن للقيم، ووحدة للحساب.

ويُعرَّف الاقتصاد النَّقدي على أنَّه أحد فروع علم الاقتصاد والذي يختص بدراسة جميع وظائف الأموال واستعمالاتها، والآثار التي تترتب عليها من العمليات الإنتاجية الخاصة بالسلع والخدمات، وعمليات توزيع الاستهلاك وجميع المصروفات التي تُنفَق على المصانع والمواد المُصنعة.

وبأنَّه الإطار المخصص لتحليل النقود، مع مراعاة العديد من الأمور، مثل: الوسائط الخاصة بعمليات التبادل النَّقدي ووحدة حساب النقود ومخزون القيمة النَّقدية؛ حيث تعمل نظرية التحليل الاقتصادي النَّقدي على مراعاة طريقة عمل الأموال مقابل العملات الورقية، فمن الممكن أن تحظى العملات الورقية بالقبول فقط لأنَّها مناسبة كونها مصلحة عامة.

يُعدُّ علم الاقتصاد النَّقدي من أهم المؤثرات والعوامل التي تؤثر في الاقتصاد تأثيراً عاماً، وكذلك يؤثر بالنقود وطريقة وكمية إصدارها في الاقتصاد تأثيراً عاماً أيضاً؛ حيث له تأثير كبير في الكثير من الجهات العامة والخاصة.

يدرس علم الاقتصاد النَّقدي سلوك وتأثيرات السياسة النَّقدية، بما في ذلك تأثيرها في أسعار الفائدة والتضخم، ونتائج إجراءات السياسة التي تتخذها البنوك المركزية؛ كما يأخذ في الحسبان قوى الاقتصاد الكلي التي تمس صنع القرار في البنك المركزي.

ما هي الأمور التي تُدرَس من قِبل الاقتصاد النَّقدي؟

ومن أهم هذه الأمور ما يلي:  

  1. دراسة جميع الفروع التي تُؤثر بالأنظمة النَّقدية، مثل: تنظيم النقود، وجميع المؤسسات الخاصة بها والجوانب الدولية.
  2. دراسة الاقتصاد الكلي وجميع الظواهر المشتركة.  
  3. توفير العديد من الأساليب والأُسس المتنوعة الخاصة بدراسة وتحليل النقود، والعمل على التمييز والتفرقة بين العلاقات النَّقدية الاسمية والحقيقية النافعة للاستخدامات الكلية والجزئية.  
  4. دراسة وتحليل تأثير العلاقات بين النقود وقيمتها الفعلية في إجمالي الطلب على الإنتاج.  
  5. دراسة وتحليل جميع الأساليب المخصصة للاشتقاق، واختبار الآثار التي تعود على البدائل المالية والنَّقدية.  

وتشمل المجالات البحثية في الاقتصاد النَّقدي ما يلي:

  1. المحددات وقياس المعروض من النقود التجريبية.
  2. انكماش الديون ونظريات الميزانية العمومية.
  3. العلاقة بين الطلب على الإنتاج والطلب على النقود.

في الختام:

نجد أنَّ البروفيسور بوب كلور قد وضَّح الكثير حول الاقتصاد النقدي بالمقولة التالية: "المال يشتري البضائع، والبضائع تشتري المال، ولكن في الاقتصاد النَّقدي البضائع لا تشتري البضائع، حقاً، بدون المال لن يرحل العالم".

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة