فرأيت من واجبي توضيح ذلك ليستفيد من يستفيد لاسيما المرشدين والمرشدات في المدارس عندما تعترضهما حالة هستيرية وحالة صرع ، لأن الحالتين تختلفان من حيث الأعراض والأسباب والعلاج ، فأعراض الصرع (النوبة الكبرى )أن المريض قبل ما تحدث له النوبةيشم رائحة غريبة أشبه ما تكون برائحة السمك ثم بعدها تاتيه النوبة ومن رحمة الله به أن ترك له فرصة إذا كان واقفا أن يجلس أو يسوق سيارة أن يتوقف عن السيرأما أسباب الصرع فإنه ينتج إما عن سبب حادث سيارة أوارتطام الرأس بشيء حاد مما يؤدى إلى تورم في الدماغ أوزيادة في كهرباء المخ ، ثم أنه عندما تأتيه النوبة تظهر عليه الأعراض التالية :
1- أن يسقط على الأرض ويتشنج ويغمى عليه، ويخرج من فيه الزبد
2- يتبول على نفسه
3- يمكث على هذه الحالة قرابة ربع ساعة
يجب إسعافه مباشرة ، بوضع شيء صلب بين أسنانه لئلا يقطع لسانه ، يستلقي على الأرض وتفك جميع أزراره أوأزرار بنطاله , يوضع النشادر في أنفه ليستنشقه فيصحو و يجب عدم الضغط عليه ، أمامرض الهستيريا وهو أحد الأمراض العصابية (النفسية ) فلا تحدث له هذه النوبة إلا بمقدمات كأن يشاهد منظرا يثيره فيصاب بالعمى المؤقت أو أن يحدث الهستيريا لدى المريض لوجود صراع نفسي داخلي بين الذات العليا super egoوالذات الدنيا ID ، ودائما حالات الهستيريا تحدث نتيجة لمشادات كلامية بين شخص وآخر,يمكنني أن أطرح قصة تتحدث عنها كتب علم النفس عن الفتاة التي أحبت الطبيب المتدرب في قريتها وعند ما انتهت فترة تدريبه سافر وتركها وصارت تراسله ولا يرد عليها عندها منعها والدها من مراسلته ، فصارت تعيش بين رغبتين متضادتين ( الصراع) رغبة الوالد وهي تمثل القيم والأخلاق والعادات والتقاليد والخوف من ألسن الناس ورغبتها هي في تحقيق طموحاتها ( الغرائز) ، فعاشت في صراع بين عقلها وقلبها حتى اشتد عليها هذا الصراع ، فأراد ت الفراروالهرب إلى عالم آخرلتتخلص من هذا الموقف المحرج ، فانشلت يدها التي تقوم بالكتابة وهو شلل هستيري مؤقت ، يزول بزوال أسبابه ولم تستطع الكتابة، وكثيرا ما يحصل هذا عند بعض الناس إذ تتخدر أيديهم أو ارجلهم عندما يغضبون أو يزعلون أو يواجهون مواقف صعبة ويعودون إلى طبيعتهم عند زوال الغضب أو الزعل ، والشلل من هذا النوع والعمى هو عرض هذا المرض وعندما تقع مشادة بين إمراة وزوجها يحصل لها إغماء هستيري لاستجداء الزوج واستدرار عطفه وتحدث هذه الحالة للمرأةعند كل مشكلة تحدث لها مع زوجها ويعد الهستيريا من ميكانزمات الدفاع عن النفس ، وكثيرا ما تحدث الحالات الهستيرية عند كثير من الناس ، فبعض الفتيات الآتي يواجهن ضغطا من أسرهن ، يصبن بنوبات هستيرية كالإغماء مما يدفع الوالدين إلى تغيير موقفهما من ابنتهما وفي مثل هذه الحالة يستفيد مريض الهستيريا من هذه المواقف باستدرار العطف والشفقه ، فبعدما كانت هذه الفتاة لاتلقى الرعاية والإهتمام من والديها صارا يهتمان بها ويسعيان ما إستطاعا لشفائها
وحالات الهستيريا وأعراضها لاتقتصر فقط على الإغماء والشلل والعمى بل تتعدى ذلك إلى البكم والمشي أثناء النوم دون ان يعلم المريض بذلك وهذه امور تحدث من غير إرادة المريض فهو لايفتعلها وليست مرضا عضويا ، وعادة يشفى المريض من هذا المرض عندما تزول أسبابه ، فالزوج الذي يقسو على زوجته عندما توقف عن قسوته وصار يهتم بزوجته زال هذا المرض وشفيت الزوجه
وعلاج الهستيريا علاج نفسي بمساعدة المريض على حل مشكلاته ، وإعادة الثقة إلى نفسه ،و تحسين الظروف المحيطة به ، والتي كانت سببا في حدوث هذا المرض عنده
المصدر: نفساني
أضف تعليقاً