ماذا يعرف فيسبوك عنك؟ وهل يجب عليك حذفه أم تعطيله؟

يستخدم فيسبوك حوالي 2.6 مليار مستخدم نشط شهريّاً في جميع أنحاء العالم، ويعرف فيسبوك كميّةً مدهشةً من المعلومات عنا، نتطوع بتقديمها إليه طواعية.



إنّ هذه المعلومات ليست مجرّد تفاصيل أساسية مثل الاسم والعمر والتعليم: فبعضها شخصيٌّ للغاية وسيجعلك ترغب في التحقق من سياسة خصوصية فيسبوك (Facebook Privacy Policy). الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وغيره هي شركات عمل في نهاية المطاف، إذاً ما الذي يعرفه هذا العمل عنك؟ وكيف يمكنك تغيير إعدادات الخصوصية الخاصة بك على فيسبوك (Facebook)؟

1. يعرف فيسبوك (Facebook) المعلومات الأساسية عنك:

بمجرّد بدء تشغيل فيسبوك لأوّل مرّة يصبح الخطّ الفاصل بين حياتك الشخصية وحياتك عبر الإنترنت غير واضحٍ على الفور. إذ تبدأ التنازل عن معلوماتك وحقائقك الأساسية عند بدء تسجيلك على حساب جديد في فيسبوك (Signup)، حيث ترسل اسمك وعنوان بريدك الإلكتروني وجنسك وتاريخ ميلادك. يحتاج فيسبوك (Facebook) أيضاً إلى معرفة من هم أصدقاؤك، وإلا فلا فائدة منه. من خلال هذه الإجراءات ستصبح مرتبطاً بأفراد عائلتك ومكان دراستك عبر فيسبوك.

يسأل فيسبوك (Facebook) عن حياتك الجنسية أيضاً، وحالة علاقتك العاطفية الحالية، والآراء السياسية والدينية، ومكان تواجدك، وإذا كان لديك موقع ويب خاص بك أو مدونة. باستخدام هذه المعلومات كلها، يتمّ تصنيفك في ديموغرافيا معيّنة (علم السكان).

الفئة ABC1 على سبيل المثال هي هدفٌ رئيسيٌّ لفيسبوك، تشمل هذه الفئة المهنيين من الطبقة المتوسطة الذي يملكون تمويلاً متاحاً بين أيديهم. لحسن الحظ بالنسبة إلى فيسبوك (Facebook)، فإن 75 بالمائة تقريباً من أصحاب الدخل المرتفع موجودين على الشبكة الاجتماعية فيسبوك.

يعتبر "سناب شات" (Snapchat) منافساً كبيراً لفيسبوك (Facebook)، لكنّ هذا الأخير لا يزال له تأثيرٌ خطيرٌ عن طريق شريحة العمر المستهدف التقليدية، والتي تتراوح بين 18-34. يقول أكثر من 40 بالمائة من أفراد "الجيل زد" (Generation Z) أنّهم يكافحون من أجل معرفة وسائل الإعلام التي يجب استهلاكها، لذا تعدّ وسائل التواصل الاجتماعي أمراً حيوياً لشركات الإنتاج وناشري الكتب ومقدّمي خدمات البودكاست.

هذا أمرٌ مهمٌّ بالنسبة لفيسبوك، لأنّه يعني أن فيسبوك (Facebook) يمكنه فرض أسعارٍ أعلى للإعلان.

ولأنك تضع "إشارة" (Tag) على مواقع الأصدقاء في تحديثات الحالة والصور، يمكن تخصيص الإعلانات التي ستظهر أمامك في فيسبوك بشكلٍ أكبر لتشمل المعلنين في منطقتك. يمكن أن تكون هذه الإعلانات عامة، ولكن يمكن أن تكون مخصّصة أيضاً.

إقرأ أيضاً: فيسبوك عملاق شبكات التواصل الاجتماعي

2. يعرف فيسبوك ما هي اهتماماتك:

يوثّق ملفك الشخصي الموضوعات التي تعجبك، بما في ذلك الموسيقى والأفلام والكتب وغيرها. تعرض صفحة "يومياتك" في فيسبوك أو ما يعرف "بالمخطط الزمني" (Timeline) مواقعَ الويب والمقالات التي شارَكْتَهَا. يمكن لفيسبوك (Facebook) تخصيص الإعلانات لتناسب "إعجاباتك" بشكلٍ أفضل.

في دراسةٍ أجريت في يناير 2015، قامت أجهزة ذكية بتقييم "الإعجابات" لأكثر من 86000 مستخدم على فيسبوك (Facebook) للتنبؤ بتصنيفات الشخصيات التي يصنّفها فيسبوك، مع نتائج دقيقة بشكلٍ مدهش. فَحَصَت الدراسة كلاً من: مدى الرضا، والضمير، والانبساط، والعصبية، والانفتاح. نشرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية الشهيرة على موقعها على الإنترنت ما أخبرها به الدكتور "ديفيد ستيلويل" (David Stillwell) من جامعة كامبريدج:

"إن القدرة على تحديد نوع الشخصية هي عنصرٌ أساسيٌّ في الحياة الاجتماعية، بدءاً من القرارات اليومية، وصولاً إلى الخطط طويلة المدى مثل: من يجب أن تتزوج به، أو أن تثق به، أو أن توظّفه، أو من يجب أن تنتخب رئيساً... نتائج تحليل البيانات هذه يمكن أن تكون مفيدةً للغاية في مساعدة الناس عند اتخاذ القرارات".

يتمّ أيضاً تسجيل أيّ شيءٍ تنشره على يومياتك (Timeline) أو على يوميات أيّ شخصٍ آخر، وكذلك الرسائل المباشرة التي ترسلها عبر فيسبوك. ولا بدّ أنّه يتمّ تجهيز هذه البيانات لبيعها. يتمّ تجميع المعلومات الأولية للعثور على الموضوعات الرائجة (Trending)، ومن ثمّ يتمّ تمرير هذه البيانات إلى جهاتٍ خارجية غير فيسبوك.

على الأقل، إنّ هذه البيانات ليست مُحَدِّدَةً للهويّة الشخصية. على سبيل المثال، ستتمّ مشاركة قائمة بالبرامج التلفزيونية الشهيرة مع محطات مثل ABC وCNN وFox، لكن هؤلاء الشركاء لا يمكنهم تتبع هذه القائمة للوصول إلى الأفراد أصحاب هذه الاهتمامات بعينهم.

3. يعرف فيسبوك (facebook) كيف يبدو شكلك:

يعرف فيسبوك (facebook) كيف يبدو شكلك

يبدو هذا مخيفٌ بشكلٍ خاص. ومع ذلك، فإنّ ما تتيح لك التكنولوجيا القيام به أمرٌ رائع.

يمكن لفيسبوك (Facebook) اقتراح الإشارات (Tags) التي تمّت إليك في صور الأصدقاء والعكس صحيح. يمكن لفيسبوك (Facebook) تمييزك جيداً (تمييز وجهك) لدرجة أنه يمكن أن يقترح تلقائياً على أصدقائك وضع إشارةٍ (Tag) إليك في ألبومات صورهم.

إنّ مشروع التعرف على الوجه الذي قام مجموعة من الباحثين في فيسبوك بتطويره، والمعروف علمياً باسم "ديب فيس" (DeepFace) يقارن صورتين مختلفتين ويحدد مكان الشخص نفسه في كلٍّ منهما، بغض النظر عن الإضاءة أو الزاوية التي تمّ التقاط الصورة فيها. تعمل تقنية "ديب فيس" (DeepFace) بطريقةٍ مماثلة لتقنية التعرّف على الوجوه الموجودة في أجهزة هواتف شركة أبل "أيفون" والمعروفة باسم "فيس أي دي" (Face ID)، حيث تقوم تقنية "ديب فيس" (DeepFace) بتخزين صورة وجهك على شكل بيانات. تكتشف هذه التقنية الأنماط المميزة في وجهك (عظام الخد والذقن والحاجبين) والتماثل والقياسات النسبية. ثم تقوم بعمل خلاصة على شكل شبكة عصبية من تسع طبقات، وسلسلة من العقد المترابطة مماثلة لمشابك الدماغ). وبعد ذلك يمكن أن يقترح "ديب فيس" (DeepFace) علامات (Tags) للأنماط المماثلة لهذه الخلاصة.

يعرف فيسبوك (Facebook) كيف يبدو شكل وجهك، بنفس مستوى الدقة الذي يتمتع به العقل البشري (حوالي 97 بالمائة).

لحسن الحظ، يمكنك مراجعة الإشارات (Tags) التي تمت إلى صورتك، وإلغاء الإشارات من الصور غير الجذابة.

إقرأ أيضاً: ما هي ميزة "تقييد التفاعل" مع شخص على فيسبوك وكيف يمكن استخدامها

ملخص لما يعرفه فيسبوك عنك:

إذا تطوعت بتقديم معلوماتك إلى فيسبوك، إمّا بإدخال بياناتك الشخصية بشكلٍ مباشر أو ببساطةٍ الإعجاب ومشاركة المقالات والمواضيع، فإنّ فيسبوك (Facebook) يعرف عنك ما يلي:

اسمك؛ وعنوان بريدك الإلكتروني؛ وجنسك؛ وتاريخ ميلادك؛ ومن هم أقرباؤك على فيسبوك؛ ومن هم أصدقاؤك على فيسبوك أيضاً؛ والمؤسسات التعليمية التي ذهبت إليها؛ وتوجّهك الجنسي؛ والحالة الاجتماعية؛ وآراءك الدينية؛ وعملك؛ وأين تعيش؛ وفيما إذا كان لديك أيّ انتماءاتٍ سياسية أم لا؛ وعنوان موقع الويب الخاص بك أو مدوّنتك؛ والموسيقى المفضلة لديك؛ والكتب التي تحبها؛ والبرامج التلفزيونية التي تستمتع بها؛ والأفلام المفضلة لديك؛ ورقم هاتفك؛ ومحتويات المنشورات التي تنشرها على صفحة يومياتك؛ والمنشورات التي ينشرها الآخرون على يومياتك؛ ومحتويات الرسائل المباشرة التي ترسلها عبر فيسبوك؛ والمواقع الإلكترونية التي تزورها بشكلٍ متكرر؛ والمواضيع التي تتحدث عنها بانتظام؛ وكيف يبدو شكل وجهك.

هذا بالإضافة إلى أيّ معلوماتٍ تجمعها الشركة من أطراف ثالثة، أو من العلامات التجارية الأخرى المندرجة تحت مظلة فيسبوك مثل "إنستغرام Instagram" و"واتساب WhatsApp". لا نعرف بعد كيف سيكون التأثير على المستخدمين من استحواذ فيسبوك (Facebook) على شركة "جيفي" (GIPHY). قد يتمّ أيضاً جمع المزيد من المعلومات، على عكس بيان "فيسبوك" (Facebook) الذي لن يتغير كثيراً.

ولا يهمّ إذا لم يكن لديك حساب على فيسبوك (Facebook). حيث يقوم فيسبوك بجمع المعلومات حول المستخدمين الذين لا يملكون حسابات على فيسبوك ويتمّ إنشاء "ملفات تعريف الظل" (Shadow Profiles) لهم.

كيفية تغيير إعدادات الخصوصية الخاصة بك على فيسبوك (Facebook):

تغيير إعدادات الخصوصية على فيسبوك

من السهل أن تشعر بالرضا عن النفس وأن تقوم بتقديم جزءٍ كبيرٍ من معلومات هويتك ونشرها عبر فيسبوك. يستخدم فيسبوك (Facebook) بياناتك لبيع الأشياء. معظم الشركات تفعل ذلك.

ما الذي يمكنك فعله لحماية خصوصيتك على فيسبوك (Facebook)؟

  1. انقر على السهم المتجه لأسفل أعلى يسار يومياتك (أو يكون في أعلى يمين الصفحة في حال كان فيسبوك لديك باللغة الإنكليزية) ثم انقر فوق "الإعدادات والخصوصية" (Settings & Privacy).
  2. انقر فوق "الإعدادات" (Settings).
  3. انقر فوق "الخصوصية" (Privacy) في الجزء الأيمن من النافذة، عندها سيظهر في الجزء الأيسر من النافذة العديد من الخيارات المتعلقة بخصوصيتك، يمكنك تغيير هذه الخيارات بما يناسب خصوصيتك.
  4. يمكنك الانتقال من الجزء الأيمن من النافذة إلى قسم "معلوماتك على فيسبوك" (Your Facebook Information) وقسم "اليوميات والإشارات" (Timeline and tagging) وتغيير ما تراه مناسباً لخصوصيتك من هذه الخيارات.
  5. يمكنك بدلاً من ذلك، الانتقال إلى "الإعدادات والخصوصية" (Settings & Privacy) (في الخطوة الأولى)، ومن ثمّ اختيار "التحقق من الخصوصية" (Privacy Checkup) ومراجعة بيانات الخصوصية بشكلٍ أسهل (كما في الصورة التالية):

كيفية التحقق من إعدادات الخصوصية الخاصة بك على فيسبوك (Facebook)

كما تمّ الإعراب عن مخاوف من قيام فيسبوك (Facebook) بالاستماع إلى المحادثات الهاتفية عبر الهواتف الذكية. في حين نفى فيسبوك (Facebook) وصوله إلى الميكروفون الخاص بالهاتف بهذه الطريقة، إلّا أنّ بعض المستخدمين لا يزالون متشككين من قيام فيسبوك بذلك. إذا كان لديك مخاوف من قيام فيسبوك بالتنصّت على مكالماتك بهدف استهدافك بالإعلانات الموجّهة، تحقق الآن من الأذونات الممنوحة لتطبيق فيسبوك (الكاميرا، الميكروفون، وغيرها).

إقرأ أيضاً: 5 أمور يجب عليك أن تقوم بها حالاً على فيسبوك

هل يجب علينا حذف فيسبوك (Facebook) أم تعطيله؟

من المحتمل أنك تبحث عن حلٍّ أكثر ديمومة، والواضح أنّ هذا الحلّ هو حذف حسابك (Delete) على فيسبوك، أو قد يكون إلغاء تنشيط حسابك (Deactivate) على فيسبوك (تعطيله) هو الحلّ. هناك فرقٌ كبيرٌ بين هذين الخيارين، فالخيار الأوّل (حذف الحساب) يتخلص تماماً من حسابك ومعلومات حسابك عبر فيسبوك، في حين أنّ الخيار الثاني (إلغاء تنشيط الحساب) هو وسيلةٌ قصيرةٌ المدى لإبعاد نفسك لفترةٍ عن فيسبوك.

لكن الحذف هو في الحقيقة الخيار الأنجح للحدّ من الضرر الناتج عن معرفة فيسبوك معلوماتك الخاصة. لن يؤثر هذا الإجراء على "ملفات تعريف الظل" المذكورة أعلاه، ولا تزال بعض البيانات موجودة. ولا يزال الحذف خياراً سليماً، ولكن قبل اتخاذ أيٍّ من هذه الخيارات، يجب عليك مراجعة مقالنا بعنوان: "ماذا يحدث عندما تقوم بإلغاء تنشيط (تعطيل) حسابك على فيسبوك؟".

 

المصدر




مقالات مرتبطة