ماذا تعرف عن الطفل الخديج؟

تُشكِّل ولادة طفل خديج عبئاً كبيراً اقتصادياً وصحياً على الأهل والمشافي والمنظمات الصحية، بحكم ضعف أجهزة جسمه وحاجتها إلى الدعم والمراقبة الدقيقة والمستمرة، ممَّا يرهق الكادر الطبي والتمريضي المعني. سنحاول في هذا المقال، أن نقدم شرحاً مبسطاً حول أهم الأشياء التي يجب معرفتها عن الطفل الخديج.



ماذا يعني أنَّ الطفل خديج؟

هو كل طفل يولد ولادةً مبكرة مدة الحمل فيها أقل من 37 أسبوعاً، بدءاً من تاريخ آخر طمث، ويدعى الوليد في هذه الحالة خديجاً بغضِّ النظر عن وزنه، علماً أنَّ وزن الطفل الخديج يكون عادة أقل من 2500 غرام عند الولادة، بصرف النظر عن سن الحمل، وإذا كان نقص الوزن بمقدار انحرافين معياريين عن الوزن المناسب لسن الحمل، يمكن نعت الوليد بأنَّه ناقص وزن الولادة، أو أنَّه يعاني تأخر نمو داخل الرحم.

ما هي أسباب نقص وزن الولادة؟

1. أسباب جينية:

  • الجنس.
  • الحمل التوأمي والمتعدد.
  • التشوهات والآفات الصبغية.
  • الإنتانات الجنينية.
  • قصور المشيمة.

2. أسباب تتعلق بالأم:

  • الحمل في سن مبكرة أو متأخرة.
  • تقارب المسافات بين الحمول.
  • تشوهات الرحم.
  • الانسمام الحملي.
  • سوء التغذية.
  • نقص العناية الطبية.
  • الأمراض والأذيَّات الناجمة عن ظروف اقتصادية.
  • العادات الغذائية السيئة.
  • حمل غير مرغوب فيه.
  • انخفاض مستوى التعليم عند الأم والمحيط.
  • التدخين؛ حيث إنَّ حوالي 10% من الولادات المبكرة بسبب تدخين الأمهات.
  • الكحول والمخدرات.
  • الحمل بعمر أقل من 18 سنة وأكبر من 30 سنة.
  • الإسقاطات الطبية والخباثة.
إقرأ أيضاً: ماهي أهم مستلزمات الطفل حديث الولادة؟

ما هي عوامل الخطورة التي تساعد على ولادة الطفل الخديج؟

1. عوامل اجتماعية واقتصادية:

  • نقص العناية الطبية.
  • الأمراض والأذيَّات الناجمة عن ظروف اقتصادية.
  • العادات الغذائية السيئة.

2. العادات السيئة:

  • حمل غير مرغوب فيه.
  • انخفاض مستوى التعليم عند الأم والمحيط.
  • التدخين؛ حيث إنَّ حوالي 10% من الولادات المبكرة بسبب تدخين الأمهات.
  • الكحول والمخدرات.

3. العوامل البيولوجية:

  • الحمل بعمر أقل من 18 سنة وأكبر من 30 سنة.
  • الإسقاطات الطبية والخباثة.
  • عدم وجود فترة كافية بين الحمل والحمل.

ما هو المظهر العام للطفل الخديج؟

  • يكون النسيج الشحمي تحت الجلد قليلاً، وتكون الأوردة ظاهرة.
  • عدم وضوح هالة الثدي.
  • الارتسامات الوريدية ظاهرة على البطن.
  • نقص غضروف الأذن وسهولة انثنائه.
  • صيوانا الأذنين لينان وناقصا التجاعيد.
  • وبر ناعم يغطي الوجه.
  • الجلد رقيق ومحمر.
  • الرأس مدوَّر قليلاً.
  • شعر الرأس قليل وقصير.
  • العظام لينة، واليوافيخ واسعة، ويمكن أن يُشاهَد يافوخ إضافي.
  • أثلام الصفن قليلة، والخصية غالباً هاجرة.
  • الأظافر قليلة ولينة.
  • أثلام أخمص القدم مفقودة أو قليلة.
  • تلاؤم الخديج مع البيئة الخارجية يكون مثل الوليد بتمام الحمل، مع بعض الخصائص والصعوبات، وأغلب هذه الصعوبات نقص النضج والنمو.

أهم الخصائص التشريحية والفيزيولوجية للخديج:

1. عملية الهضم عند الطفل الخديج:

يكون الهضم عند الخديج جيداً، عدا هضم بعض النشويات بسبب نقص خميرة الأميلاز، كما أنَّ امتصاص الدسم يكون ضعيفاً، ثم إنَّ الخديج يعاني من ضعف في مصرة الفؤاد، يؤدي إلى كثرة حدوث التقيؤ والقلس، ناهيك عن عدم نضج التوافق بين منعكس المص والبلع عند شديدي الخداج، والضعف في منعكس المص، إلى جانب صغر المعدة الذي يخلق صعوبات كثيرة أمام تغذية الخديج، وهذا بدوره يؤدي إلى كثرة حدوث القيء والاستنشاق.

2. المعدة عند الطفل الخديج:

يعاني الطفل الخديج من السعة القليلة جداً لمعدته؛ حيث إنَّ سعتها في اليوم الأول بحدود 2 مل/كغ، وفي اليوم الرابع 16 مل/كغ، وفي اليوم العاشر 27 مل/كغ، ويؤخذ هذا الأمر بالحسبان عند إطعام الطفل.

3. الأمعاء عند الطفل الخديج:

يتصف جدار الأمعاء لديه بزيادة النفوذية، وهذا ينطبق على الجراثيم والسموم الجرثومية، حيث يمكن أن تُمتَص بسرعة إلى الدوران الدموي؛ ممَّا يسبب الإنتانات العامة، وخاصة إنتان الدم.

ويُلاحظ عند الخديج ميل إلى تجمع الغازات في الأمعاء بسبب نقص مقوية جدار الأمعاء ومقوية جدار البطن الأمامي؛ ممَّا يسبب تطبُّل البطن.

4. البنكرياس عند الخدج:

يُلاحظ نقص عابر في خمائر الأميلاز والليباز والفوسفوليباز.

5. الكبد:

يُلاحظ نقص في إنتاج الأحماض الصفراوية بالمقارنة مع الولدان بتمام الحمل، ونقص في تصنيع البروترومبين وبقية عوامل تخثر الدم.

6. جهاز الدوران عند الخديج:

يتأخر انغلاق الثقبة البطينية والقناة الشريانية، وتكون الأوعية الشعرية هشة سريعة العطب؛ لذلك يكثر النزيف وتتشكُّل الكدمات، وعلاوة على ذلك، تكون دقات القلب عند الخديج أسرع وأضعف بقليل.

7. جهاز التنفس عند الخديج:

عضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز ضعيفة؛ لذا يكون التنفس سطحياً وسريعاً وغير منتظم، وعادةً لا يزيد عن 60 حركة في الدقيقة، ثم إنَّه كثيراً ما يُلاحظ تباطؤ تدريجي ينتهي بالتوقف عدة ثوانٍ ليعود التنفس من جديد وهكذا، وتُسمَّى هذه الحالة بالتنفس الدوري، وقلَّما تلاحظ الزرقة في أثناء تلك النوبات، إلا عندما يستمر التوقف فترة أطول، وتسمى حالة التوقف تلك بنوبات توقف التنفس، ويجب العمل على معالجتها؛ وذلك لأنَّها من الممكن أن تؤدي إلى التوقف النهائي للتنفس والموت.

ثم إنَّ كمية السورفاكتانت في الحويصلات الرئوية تكون ناقصة عند الخديج حسب درجة النضج؛ ممَّا يؤدي إلى الانخماص الرئوي، وحدوث ما يسمى داء الأغشية الهيالينية.

8. جهاز البول عند الخديج:

كلية الخديج أقل نضجاً من كلية الوليد، ويمكن التحقق من ذلك بجس الكليتين وخاصة اليمنى، ويكون دور الكليتين في التوازن الحمضي القلوي ضعيفاً، وفيما تكون وظيفة التمديد جيدة، تكون وظيفة التكثيف ضعيفةً هي الأخرى، ويلاحظ كذلك نقص وظيفي في معدل الرشح الكبيبي.

9. الغدد الصم عند الخديج:

على الرغم من عمل جميع الغدد الصم عند الخديج، إلا أنَّها تكون ضعيفة نسبةً إلى الأطفال بتمام الحمل، ويُلاحظ نقص السكر عند الخديج أكثر منه عند الوليد بتمام الحمل.

10. الجملة العصبية عند الخديج:

تكون الجملة العصبية عند الخديج غير مكتملة النمو والنضج، ويكون الخديج ضعيف المقوية العضلية والمنعكسات، وخاصةً قبل عمر 30-32 أسبوع حملي، وتزداد مع ازدياد سن الحمل.

يُلاحظ النزف الدماغي أكثر من الولدان بتمام الحمل، بسبب هشاشة الأوعية الدموية عند الخديج.

11. جهاز الرؤية عند الخديج:

يكتمل نضج شبكية العين في الأسبوع 34 من الحمل وهذا ما يعرض الخديج للتليف البلوري قبل هذا السن، إذا ارتفع تركيز الأوكسجين في دمه إلى مقادرٍ عالٍ.

ارتكاس الحدقة للضياء يظهر بين الأسبوع 27-30 من الحمل.

12. الجهاز الدموي عند الخديج:

يقل عدد الكريات البيضاء عند الخُدَّج، وينقص الخضاب والهيماتوكريت حسب سن الحمل بالمقارنة مع المولودين بتمام الحمل، حيث يُلاحظ ارتفاع ملحوظ في هذه المقاييس، ويُضاف إلى ذلك، ازدياد في نسبة الخضاب الجنيني وكتلة الدم، حيث تكون أكبر منها عند الوليد بتمام الحمل.

ثم إنَّ كمية الحديد تكون أقل حسب سن الحمل؛ ممَّا يؤدي إلى حدوث فقر الدم، فضلاً عن نقص فيتامين E المؤدي إلى فقر الدم الانحلالي، ونقص بروتينات الدم المؤدي إلى حدوث وذمات في الأطراف.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب تؤدي لضعف نمو الجنين خلال الحمل

ماذا عن تنظيم الحرارة عند الخديج؟

  • إنَّ نمو الخديج السريع وشدة إضاعة جسمه للحرارة، يجعلانه بحاجة إلى مقدار من الحريراتيُقدَّر بـ 120-140 حريرة لكل كغ في اليوم، فضلاً عن حاجته إلى كميات إضافية من الفيتامينات A, C, D, E.
  • يُلاحظ نقص نسبي في الكلس والفوسفور المُثبَّت على العظام؛ ممَّا يجعلها لينة وقليلة التعظُّم.
  • كوني حذرةً جداً من انخفاض درجة الحرارة عند طفلك الخديج، ولأنَّها قد تتسبب في:
    • عند الخدج أقل من 850 غراماً، يؤدي انخفاض الحرارة غالباً إلى الوفاة.
    • نقص الأكسجة.
    • نقص سكر الدم.
    • ارتفاع البيلروبين غير المباشر.
    • تطور الحماض الاستقلابي.
    • زيادة استهلاك الشحوم.
    • استمرار التعرض لفقدان الحرارة في معظم الحالات عند الخدج يؤدي إلى الوفاة.

كيف تقي طفلكِ الخديج من انخفاض الحرارة؟

  • التدفئة منذ لحظة الولادة، بحيث تبقى حرارة الطفل 36.5-37.5 مئوية.
  • الأسرَّة المُدفَّأة.
  • المشعات.
  • الحواضن.
  • التدفئة المضافة إلى الحواضن.
  • الجدران المضاعفة.
  • الحواجز البلاستيكية.
  • لفُّ الطفل بالقطن المُدفَّأ.

كيف سيكون تطور ونمو وذكاء الطفل الخديج؟

يبقى الخديج أصغر حجماً وأقل وزناً من أقرانه فترة طويلة؛ إذ إنَّ 50% منهم يلحق بأقرانه في الشهر السادس من العمر، ومعظمهم في نهاية السنة الثانية من العمر أو أكثر.

تكثر الإصابة بتأخر التطور الروحي الحركي عند الخُدَّج، فضلاً عن الإصابات العصبية، وقد تكون نسبة الذكاء I.Q عندهم أقل.

كيف تعتني عنايةً صحيحةً بالطفل الخديج؟

  • قبل الأسبوع الأول، يحتاج الخديج إلى عناية خاصة؛ إذ إنَّ لدى الطفل الخديج قلة سماكة بالنسيج الشحمي، واتساع نسبي في مساحة سطح الجلد، ناهيك عن المخزون الأدنى من الطاقة؛ لهذا يُفضل التقيد بما يأتي:
    • وضع الخُدَّج بعد الولادة مباشرة تحت مشعٍّ حراري أو حاضنة ذات جدار زجاجي مزدوج.
    • الحفاظ على حرارة جسم الخديج 36.5-37.5 مئوية.
    • الحفاظ على نسبة الرطوبة 50-60%.
    • إعطاء الأوكسجين ليس ضرورياً في الحالة العادية، وإنَّما يُعطى عند حصول الزرقة أو الزلة التنفسية.
    • يجب قياس الأوكسجين في الدم الشرياني، خوفاً من إصابة الشبكية وحدوث العمى، أو التسبب في تليُّف الرئة.
    • يُعطى فيتامين K لجميع الخدج بعد الولادة مباشرة، ويمكن إعطاؤه وقائياً.
    • قد يحتاج ناقصو الوزنأقل من 1000 غرام،إلى تهوية اصطناعية.
    • الوقاية من النزيف بإعطاء الفيتامين K وارتفاع البيلروبين؛ وذلك لأنَّ بلوغ مستوى 12 ملغ/100 مل عند الخُدَّج يجعله بحاجة إلى تبديل الدم.
  • في الأسبوع الثاني وما بعد، يقترب الخديج من الوليد بتمام الوزن مع مراعاة نقص الوزن.
إقرأ أيضاً: 5 سلوكيات خاطئة يجب أن تبتعد عنها المرأة خلال الحمل

كيف يكون النشاط الحركي للطفل الخديج؟

  • يكون النشاط الحركي عند المولودين بعمر حملي حوالي 34-37 أسبوعاً (1800-2500 غرام)، قريباً من المولودين بتمام الحمل.
  • العمر الحملي 30-34 أسبوعاً، يكون النشاط الحركي عندهم مقبولاً.
  • العمر الحملي 26-29 أسبوعاً (800-1200 غرام)، النشاط الحركي عندهم قليل في حال السكون ويزداد عند التنبيه.
  • يُلاحظ نقص النشاط الشديد في الحالات:
    • أذيات الجملة العصبية المركزية.
    • النزيف داخل القحف.
    • الحالات الإنتانية؛ أي إنتان الدم.
    • التعرض لأذية البرد.

في الختام:

نتمنى أن تكونوا قد حصلتم على فكرة كاملة حول الطفل الخديج، وخصائصه واحتياجاته، وأنَّه بحاجة إلى عناية خاصة؛ لذا فإنَّ أيَّ مشكلة تحدث لديه تستدعي فوراً اتصالك باختصاصي الأطفال.

دمتم بخير وصحة وسلامة.

المصدر: مقرر طب الأطفال جامعة طرطوس /سوريا.




مقالات مرتبطة