ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أنَّ ما يجعلك ناجحاً لن يجعلك سعيداً.
1. التضحية بالحاضر من أجل الغد:
عادةً ما يقضي الأشخاص الذين يحققون أهدافاً كبيرة سنوات للوصول إلى هدفهم، مثلما يكرِّس الرياضيون حياتهم كلَّها للفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
2. تجاوز الألم:
نحن بشر ونتأذى جسدياً وعقلياً، وغالباً ما ينجح الأشخاص المميزون على الرَّغم من تعرُّضهم للأذى؛ إذ لديهم قدرة عالية على تحمُّل الألم.
3. التركيز الشديد:
عندما يكون لدى شخص ما هدف كبير جداً، فإنَّه يمنح هذا الهدف كلَّ انتباهه وطاقته؛ إذ يقوم بالعمل عليه لسنوات.
بناءً على ما سبق، ستحصل على إجابة مختلفة اعتماداً على نوع الشخص الذي تسأله؛ إذ يقول بعض الناس: "هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاح"، ويقول آخرون: "هذا مبالغ فيه"، فسواء أعجبك ذلك أم لا، فإنَّ الطريقة الوحيدة لتحقيق الأشياء التي لم يحققها معظم الناس هي أن تفعل ما لا يفعله الآخرون، وبعض هذه الأشياء مذكورة أعلاه؛ لكنَّها لن تؤدي إلى السعادة؛ إذ نحتاج إلى عادات مختلفة لنصبح سعداء.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات توصلك إلى السعادة
النجاح والسعادة شيئان مختلفان:
يفترض معظم الناس أنَّ النجاح يؤدي إلى السعادة، وهذا النوع من التفكير يؤدي فقط إلى التعاسة؛ فالسعادة هي حالة ذهنية لا تحدث إلا في الوقت الحاضر، ويمكن أن تختلف حالتك الذهنية من لحظة إلى أخرى، والهدف النهائي لممارسة التأمل هو الوصول إلى حالة ذهنية هادئة طوال الوقت؛ أي خالية من المعاناة.
لكنَّ النجاح ليس حالة ذهنية؛ بل إنَّه عملية لها بداية ونهاية؛ فأنت تحدد هدفاً، وتبدأ في العمل عليه، وقد تنجح أو تفشل، وفي الحالتين كلتيهما، هناك نتيجة نهائية، ولا توجد نتيجة نهائية في السعادة، وإذا حدث ذلك، فستكون هذه اللحظة قصيرة.
أتذكَّر عندما أنهيت مرحلة الدراسات العليا، وطوال السنوات التي سعيت فيها إلى الحصول على شهادتي، ظللت أفكر: "لا يمكنني الانتظار حتى أتخرج لأشعر بتحسن كبير"، وكما هو واضح، فلقد تخرجت وشعرت بالارتياح لبضعة أيام، ثم عدت إلى حالتي الافتراضية؛ والتي كانت في الغالب مليئة بالقلق في ذلك الوقت؛ لأنَّني أعطي الأولوية للنجاح على حساب السعادة.
ما هي حالتك الذهنية الطبيعية؟
اسمح لي أن أطرح عليك بعض الأسئلة حتى نتمكن من معرفة حالتك الذهنية الطبيعية:
- هل تعمل من أجل هدف كبير في حياتك الآن؟ تسعى إلى الحصول على درجة علمية أو بدء عمل تجاري أو تغيير مهنتك أو تسعى إلى الحصول على ترقية.
- هل تشعر أنَّ اليوم وسيلة لتحقيق هدفك؟
- هل تتطلع إلى اليوم الذي تحقق فيه هدفك؟
- هل تفترض أنَّ حياتك ستكون مختلفة بعد تحقيق هدفك؟
إذا أجبت بنعم عن أكثر من سؤالين، فأنت مثل معظم الذين يركزون تركيزاً مفرطاً على المستقبل، وحالتك الذهنية الطبيعية هي الرغبة في النجاح، وهذا أمر جيد؛ إذ سيساعدك التركيز على هدف محدد على تحسين حياتك.
لا أحب رغبة الناس في أن يجعلوك تشعر بالسوء لكونك طموحاً، مثل أن يقولوا إنَّه يجب عليك أن تأخذ الأمر ببساطة، وألا تحدد أهدافاً، فأنا أحب تحديد الأهداف والعمل على تحسين حياتي الشخصية والمهنية؛ لكنَّني أريد أن أكون سعيداً أيضاً خلال رحلتي في تحقيق أهدافي، والنجاح والسعادة ليسا متعارضين دائماً؛ لكنَّهما يتطلبان تركيزاً مختلفاً.
إعطاء الأولوية للسعادة:
أنت تعرف ما يلزم للشعور بالسعادة اليوم، فحدِّد مصدر تعاستك، وتخلَّص منه، فما الذي يسبب التعاسة؟ إليك كيفية ترتيب أسباب التعاسة:
1. الإفراط في التفكير:
السبب الأكبر للتعاسة هو عقولنا؛ فإذا استطعنا التوقف عن الاستماع إلى أفكارنا والتركيز على ما هو أمامنا، فإنَّنا سنشعر بتحسن على الفور.
2. أن تكون صحتك سيئة:
عندما لا تمارس الرياضة وتتناول كثيراً من الوجبات السريعة، فإنَّك تشعر بالضيق الجسدي، وعندما تشعر بعدم الارتياح في جسدك بسبب أمور قمت بها، فيؤثِّر الأمر سلباً في ذهنك أيضاً، أمَّا أن تكون مريضاً أو مصاباً، فهو أمر مختلف؛ لأنَّك لا تستطيع التحكم بذلك، لكن كونك في حالة صحية سيئة هو شيء تفعله بنفسك.
3. مهنة سيئة:
تقضي معظم وقتك في العمل، فإذا كنت تحتقر وظيفتك، فلا عجب أنَّك لا تشعر بالسعادة، وأنا لست من النوع الذي يقول إنَّه يجب عليك فقط قبول عملك؛ بل يمكنك الاستثمار في نفسك وتعلُّم مهارات جديدة والعثور على وظيفة أخرى.
4. العلاقات السامة:
بعض الناس ليسوا مناسبين لنا؛ فعندما تحاول فرض علاقة، ستكون النتيجة سلبية؛ لكنَّ معظم الناس يصرون على إنجاح هذه العلاقات؛ لأنَّهم يخشون أن يكونوا بمفردهم؛ ولذلك هم عالقون في علاقات تعيسة.
5. الأصدقاء السلبيين:
بعض الناس مزعجون وسلبيون، والوجود مع هؤلاء الأشخاص ليس جيداً لحالتك الذهنية، ويجب التخلص منهم بدلاً من وجودهم في حياتك.
في الختام:
كما ترى، الأمر ليس سهلاً؛ فعلينا أن نتخذ بعض الخيارات الصعبة لنكون سعداء، لكن كلُّ هذه الخيارات تحدث في الوقت الحاضر، ولا يمكنك حلَّها بمجرد تحمل الألم، بالتأكيد، إنَّه جيد لتحقيق أهدافك، لكن ليس كذلك إذا أردت الشعور بالسعادة، فإذا كنت تهتم ببساطة باثنين على الأقل من الأشياء الموجودة في القائمة أعلاه، فسوف تشعر على الفور بتحسن، ولحسن الحظ كلُّ هذه الأشياء تحت سيطرتك.
أضف تعليقاً