ما هي قيمة الحياة إن أمكن سلبها بسهولة بواسطة فيروس؟

ما هي الغاية من الحياة إذا كانت هشَّة، بحيث يمكن أن تنتهي فجأةً بواسطة فيروسٍ بسيط؟ ماذا بقي لنا؟ وماذا يمكننا أن نفعل بحياتنا في عصر فيروس كورونا؟ بالإضافة إلى ارتداء الأقنعة، وغسل اليدين بالكحول، وتجنُّب الأماكن العامة؛ ماذا يمكننا أن نفعل؟ هل الحياةُ صراعٌ من أجل البقاء؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنَّنا أغبياء؛ لأنَّنا سوف نموت عاجلاً أم آجلاً. إذاً، ما الذي يستحقُّ القتال من أجله؟ وما الفائدة من الوجود في هذا البُعد الزمنيِّ القصير؟



دعونا نجيب عن هذه الأسئلة، ولكن لنفعل ذلك من مكانٍ عميقٍ وحقيقي. إذا أردنا العثور على إجابات، فيجب أن نبحث بعمق. يجب أن يبدأ بحثنا بالنظر إلى الواقع المخيف، وغير المرغوب فيه، والموجود -بكلِّ تأكيدٍ- في سلسلة الحياة والموت التي نصادفها كلَّ يوم.

  • هل سبق لك أن نظرت إلى شخصٍ يموت؟ لا نقصد إحصائيات فيروس كورونا، أو أفلام هوليوود فحسب؛ ولكن أمام عينيك في الحياة الواقعيَّة.
  • هل سبق لك أن تعاملت مع مرضٍ مزمنٍ يسلب ببطءٍ حياة من تحب؟ هل عانيت من فقدان حياة صديقٍ أو قريبٍ فجأةً بسبب حادثٍ أو جريمة قتل؟

يبدو الموت والمرض والعار مبتذلاً عند عرضه في الإعلام أو الأفلام، ولكن عندما تراه عن قرب، فسوف يترك في نفسك أثراً كبيراً، سيهزُّ كيانك ويؤثِّر على كلِّ ذرّةٍ في كيانك.

لقد دُرِّبنا على الإيمان بجمال الحياة، فنحن مبرمجون على الاعتقاد بأنَّنا مميَّزون ويمكننا تغيير العالم، لذا نتصرَّف وكأنَّ كلَّ شيءٍ نقوم به هام. فمن نظريات الحياة ما بعد الموت، ونظريات العصر الجديد، إلى السعيِّ إلى تحقيق قدرٍ من المجد المذهل حتَّى نُخلِّد اسمنا. لقد أوجدَ كلٌّ منَّا وسيلةً شخصيَّةً لتخدير الشعور غير المريح الذي ينشأ عن مواجهة هشاشة الحياة ومدَّتها القصيرة؛ ولكنَّنا لا نستطيع أن نهرب من هذه اللحظات عندما تُؤخَذ كلُّ إيجابياتنا بعيداً، ونُترَك مع هذا السؤال: "ما هي غاية الحياة؟".

نحن نخشى الموت، ليس لأنَّه يُهدِّد بقاءنا فحسب، بل نخشاه لأنَّه يجعلنا ندرك معنى كلِّ أحلامنا وأهدافنا. فالمال والأصول والمجد والمعرفة، وحتَّى ذكرياتنا؛ تصبح كلُّها عديمة الجدوى بمجرد أن ندرك أنَّنا مجرد جزيئاتٍ صغيرةٍ من الحياة على وشك الاختفاء في هذه الفترة المتناهية الصغر من الزمن؛ إذ يجعلنا الموت نتحقق من أسباب العيش الأساسية لدينا.

بدءاً من الأهرامات العملاقة والتابوت الذهبي في مصر، إلى كتاب "الموتى التبتي" والأساطير الأُخرى؛ نجد أنَّ أسلافنا قد طوَّروا مناهج مختلفةً للموت، وسواءً كانت حقيقيَّةً أم لا، إيجابيَّةً أم شريرة؛ إلَّا أنَّهم قد أعطوا -على الأقل- مكاناً للموت في فهمهم للحياة.

ولكن ماذا عن عالمنا الحالي؟ كيف نتعامل مع الموت؟

لقد تعلَّمنا أن ننشره.

لقد خلقت صناعة أفلامٍ مثل: "سلسلة أفلام رامبو" (Rambo)، و"ذا ترمنايتور" (Terminator)، وغيرها؛ من القتلة الجذَّابين حالةً من الاستخفاف بالموت، ممَّا حوَّل الموت إلى ترفيه. تجلب وسائل الإعلام الخاصَّة بنا أخباراً يوميَّةً حول الحوادث والكوارث الطبيعيَّة والأوبئة والقتل، وتكون هذه الأخبار مرافقةً لتقارير الطقس ووصفات الطعام.

لقد انشغلنا بالعمل والترفيه لدرجة أنَّنا لا نتوقف حتَّى للتفكير في أعمق مشاعرنا حيال الموت، وغلَّفنا أنفسنا بقشرةٍ تحمينا من هذه المشاعر، إذ لا نجدها مثمرةً أو ممتعة؛ لذلك نقوم فقط بتخديرها، وندير ظهورنا لها، ونتجاهل أمرها تماماً.

نحن نستبدل فلاسفتنا بمدربين تحفيزيين، ومعلمين رأسماليين، والذين يبيعون قواعد الحياة والتقنيات لإيقاظ قوَّتنا الداخلية؛ حتَّى نتمكَّن من تجاهل أزماتنا الوجودية. لكنَّ الحقيقة: الأزمات الوجوديَّة ضروريَّة، ويمكن أن تكون شيئاً جيداً جداً إذا كنا شجعاناً بما يكفي للتعمُّق فيها، على الرغم من أنَّ مواجهة مسألة الموت وجميع العواطف المخفيَّة المتعلِّقة به؛ واحدةٌ من أشجع الأشياء التي يمكن للإنسان القيام بها وأكثرها إنتاجيَّة. إنَّه المسار الأكثر فاعليةً لإيجاد معنى حقيقيٍّ في الحياة، ومن المفارقات المؤسفة: أنَّ مجتمعنا يُدين هذا، ويصفه بأنَّه هزيمةٌ أو ضعفٌ أو جُبْن.

لذا، دعونا نواجه الحقائق؛ دعونا نرى الشبح الذي يُلقي بالموت على جنسنا؛ دعونا نواجه بعض الاستنتاجات الواضحة التي نفضِّل عادةً تجاهلها:

إقرأ أيضاً: كيف تُسَخِّر حتميَّة الموت لصالحك؟

1. الحياة البشرية معركة مستمرة ضدّ الطبيعة:

نعم، إذا كنت تريد البقاء على قيد الحياة، فلا يمكنك التوقُّف عن محاربة الطبيعة. لا يهمُّ كم أنت مرهقٌ أو مكتئب؛ لأنَّه لا يمكنك التوقُّف فحسب. هل لديك أيُّ شكٍ في ذلك؟

توقَّف عن قصِّ شعرك وأظافرك؛ توقَّف عن الاستحمام، ودع جسمك يُخرِج روائحه الطبيعية؛ تناول كلَّ ما تريد؛ لا مزيداً من العمل؛ لا تقطع عشب حديقتك مرةً أخرى؛ لا تصلح سيارتك؛ لا تنظِّف منزلك؛ نَمْ وقتما تشاء، واستيقظ وقتما تشاء؛ قُل ما تريد؛ لا تقمع مشاعرك؛ ابكِ في المكتب؛ اهرب في كلِّ مرةٍ تشعر فيها بالخوف؛ وحرِّر غرائزك الأعمق. باختصار: كُن حُرّاً.

نعم، افعل كلَّ هذا، وكن حراً لأطول فترةٍ ممكنة؛ فليس لدينا خيارٌ آخر سوى محاربة الطبيعة داخلنا ومن حولنا من أجل البقاء؛ فإذا توقَّفنا، انتهينا.

إنَّها حربٌ شاملة، ونحن نضيِّع الكثير من الوقت والطاقة والمال -وأيضاً الكثير من حياتنا- لمجرَّد تأجيل الموت. نحن نخسر أشياء كثيرةً يجب أن نفعلها لنكون على قيد الحياة. ومع ذلك، سوف نُهزم في النهاية؛ لأنَّنا نخوض حرباً خاسرة. هل تستحق الحياة ذلك العناء؟

2. ستُمحى من ذاكرة الكواكب:

نعيش جميعاً في ظلِّ انعدام المعنى؛ فكم من الوقت سيستغرق الأمر حتَّى تُنسَى تماماً؟ لا يهمُّ كم أنت سيّئ السمعة، فسوف ينتهي بك الأمر بأن تختفي من ذاكرة الأجيال القادمة؛ ولا يهمُّ مقدار ما تفعله، سيحرص الوقت على تدميرك، ليس أنت فحسب، بل وكلَّ من تحب، وكلَّ ما قمت به. إذا نظرت إلى السماء، فقد تدرك أنَّك واحدٌ من حوالي 8 مليار إنسانٍ على قيد الحياة -للحظةٍ وجيزةٍ- داخل هذا الكوكب الصغير الذي يدور حول واحدةٍ من 250 مليار شمسٍ موجودةٍ في درب التبانة.

ربَّما سيجعلك هذا تتساءل عن الأهميَّة الحقيقيَّة لأفعالك وأهدافك، وحتَّى الغرض من وجودك. هل أنت هامٌّ حقاً؟ هل ما تفعله هامٌّ حقاً؟

3. طبيعة الحياة قاسية:

لا يهمُّ كم نعبد جمال الحياة، وكم نؤمن بقدسيَّتها؛ لأنَّ الحياة مؤلمةٌ وعنيفةٌ وقاسيةٌ ووحشيَّة. الطبيعة فيها الخير والشر بنسبٍ متساوية، فلا يهمُّ كم نحاول أن نكون جيدين. نحن، أبناء الطبيعة، ينتهي بنا الأمر بجلبِ الدمار إلى بيئتنا، وإلى الأنواع الأخرى، وإلى جنسنا البشري حتَّى. ونحن لسنا وحدنا، فسلسلة الحياة كلُّها منظمةٌ بهذه الطريقة. لا يوجد الكثير من الخيارات، ولكن إمَّا أن تَقتُل أو تُقتَل. حتَّى النباتات تقاتل وتقتل بعضها بعضاً.

وممَّا يجعل الأمر أسوأ، أنَّ الطبيعة مزاجية. لا يمكنك أن تقاوم العواصف، والأعاصير، والبراكين، والتسونامي، والزلازل؛ إذ تأتي الكوارث الطبيعية بشكلٍ دوريِّ، وغير عادل، وتعبث بكلِّ شيءٍ وكلِّ شخصٍ تجده في طريقها.

كيف نحافظ على إيماننا ونبقى إيجابيين في مواجهة الكثير من الوحشيَّة والدمار؟ لا يهمُّ مدى جودتنا، ومدى ما نحققه، ومدى إيجابيَّة عقولنا؛ فلن تكون هناك نهايةٌ سعيدة، ووحده الموت ما ينتظرنا في نهاية الطريق.

إقرأ أيضاً: 7 حقائق مؤلمة عن الحياة من شأنها أن تجعلك شخصاً أقوى

ما الهدف من الحياة؟

إذا كانت الحياة معركةً مستمرةً ضدَّ الطبيعة، فسوف نُمحَى من ذاكرة الكوكب. طبيعة الحياة قاسية، فهل يُعقل أن تكون على قيد الحياة؟ ما الهدف من الحياة؟ هل من الممكن إيجاد إجابةٍ معقولةٍ دون الاعتماد على النظريات المتبعة في العصر الحديث؟

ربَّما لا.

لا يمكننا تفسير طبيعة الحياة، ولن يكون لها معنى في أذهاننا. ولكن إذا لاحظنا ردَّ فعلنا الطبيعي والغريزي أمام معضلتنا الوجودية، فسوف نجد ما يميِّزنا حقَّاً كبشر.

يمكننا أن نتعلَّم الكثير من مراقبة سلوكنا في مواجهة الحياة والموت، ويمكننا تعلُّم الدرس الثمين من هذه الملاحظات:

1. أنت مصنوع من "قوَّة الشخصية":

نحن محارِبون في صميمنا، فلقد ولدنا من العنف، إذ يتنافس مئة مليون حيوانٍ منويٍّ على غزو بويضةٍ مليئةٍ بالحواجز الكيميائيَّة التي تهدف إلى قتلهم جميعاً. هكذا نبدأ، ونحن نقاتل طوال حياتنا.

فكِّر في عدد التهديدات التي واجهتها، لقد طُوِّرت كلُّ مهاراتك من خلال الجهد، فلا شيء يأتي مجاناً. فمثلاً: بينما كنت لا تزال طفلاً، خُضتَ معركةً ضد الجاذبيَّة، حتَّى تتمكَّن من المشي؛ وكان تطوير اللغة أمراً صعباً. فما مقدار الجهد الذي بذلته في التعلُّم، بينما كنت لا تزال طفلاً، حتَّى تتمكَّن من تطوير مهاراتك الفكريَّة في المدرسة؟

وتستمر القائمة وتطول، حتَّى تصل إلى المعركة التي عليك خوضها اليوم للبقاء على قيد الحياة يوماً آخر في هذا العالم البربري الذي نعيشه.

إنَّ روحنا المحاربة وإبداعنا يجعلاننا كائناتٍ لا تصدق. نحن، المخلوقات الصغيرة التي تفتقر إلى القوَّة والرشاقة، تمكنّا من تجاوز العديد من الكوارث التي كان بإمكانها إنهاؤنا. لقد ناضلنا في طريقنا، وجعلنا المستحيل ممكناً، وازدهرنا في عالمٍ تنافسيٍّ ووحشيٍّ وخطير. وعلى الرغم من كلِّ التحديات من حولنا وداخلنا، فإنَّنا لم نتوقَّف عن المقاومة والقتال. لقد اخترعنا أشياء رائعةً لمواجهة تحدياتنا، على سبيل المثال: الزراعة من أجل المجاعة، والطب للأمراض، وحتَّى الدبلوماسية وعلوم البيئة للأضرار الجانبيَّة التي يسبِّبها عنفنا المتأصِّل في أنفسنا وبيئتنا.

نحن نواجه الموت باستمرار، ولا يهمُّ عدد المرات التي يفوز هو فيها، إذ نستمر في دفعه إلى البعيد لنمد -خطوةً بخطوة- عمرَ كلِّ جيل.

نحن مخلوقاتٌ عجيبة، نحلم بالمستحيل، ونقاتل بجدٍ لتحقيقه. نحن نؤمن بالكمال والسلام والخير والسعادة الأبدية، لدينا هذه الشعلة التي تُصرُّ على أن نكون على قيد الحياة، على الرغم من مقدار ما نعاني منه.

الآن، بدلاً من التفكير، اشعر بقوتك. يمكنك التواصل مع هذه القوة الكامنة التي تجعلك بشريَّاً للغاية، ولا تُقهَر؛ ويمكنك التأمُّل، فكِّر مثلاً في قوَّتك الشخصية. لا يهمُّ كم أنت مرهق، فقوَّتك لا تزال موجودةً وتبقيك على قيد الحياة. إنَّها لك، ويمكنك الاستيلاء عليها والاستمتاع بها.

2. أعمالنا تُعبِّر عنَّا أكثر بكثير من نتائجنا:

من المثير للاهتمام أن نلاحظ كيف يشكِّل النجاح هاجساً كبيراً لنا. حتَّى قبل بدء المشروع، نحن حريصون بالفعل على النتائج؛ ولقد حقق هذا السلوك الاجتماعي مستوىً مرضياً. نحن نعيش للمستقبل، وأصبحنا مدمنين على طريقة العيش هذه. عندما تجلب الوقت والموت إلى معادلة الحياة، فإنَّ جميع إنجازاتك وانتصاراتك تصبح بلا فائدة تقريباً. لن يبقَ لك شيءٌ، وستُمسَح جميع إنجازاتك مع مرور الوقت. فحتَّى السعادة وتعزيز الأهميَّة الذاتيَّة التي تشعر بها عند تحقيق هدفٍ أكثر هشاشة، تختفي بعد بضعة أيام، إن لم يكن ساعات. ولكن يمكنك التركيز على أفعالك بدلاً من النتائج، ويمكن لأفعالك إحداث فارقٍ كبيرٍ في حياتك.

الشيء الوحيد الذي لديك هو لحظتك الحالية، فالحياة في تغيُّرٍ مستمرٍ، ولن تعيش نفس اللحظة مرتين أبداً.

كيف يمكنك أن تحقق أفضل ما لديك الآن؟ كيف تعمل بشغفٍ وحُب؟

تحدث المعجزات الحقيقيَّة عندما تتوقَّف عن محاولة تجنُّب حاضرك، وتواجه حُبَّك، وحزنك، وغضبك، وخوفك، وفرحك، وقلقك، ومللك؛ بنفس القبول. هذه المجموعة الفوضويَّة والوحشيَّة من المشاعر المتناقضة التي تحترق وتغلي في أحشائك، هي حياتك الداخلية.

تقبَّل مشاعرك، اشعر بشدَّة جنونها، وكيف تمرّ بسرعةٍ كبيرة. لن تكون الشخص المسالم والسعيد الذي ترغب أن تكون عليه، إلَّا عندما تتوقَّف عن الهروب وتفتح نفسك على كلِّ ما تشعر به في الوقت الحالي؛ عندها تُصبح أيضاً أكثر تقبُّلاً للحياة المحيطة بك، سوف يتلاشى ترددك، وستتقرَّب كثيراً من الناس، وستجد نفسك أكثر تعاطفاً ورأفة. ومن هذا المكان، يمكنك أن تجد القليل من الأفعال اليومية التي تُحدِث الفارق.

لذا، لا تتعجَّل. تذكَّر أنَّ نهاية الرحلة في القبر، وأنَّ أغلى ما تملكه هو لحظتك الحالية. لا يهمُّ كم تحلم بحياةٍ أفضل، لذا لا تهمل الحياة التي لديك بالفعل؛ بل استمتع بكلِّ خطوةٍ من رحلتك. لا تنسَ المستقبل، ولكن لا تدع شيئاً يُرغمك على الأفعال التي تريد القيام بها اليوم. تصرف من قلبك، ربَّما لا يمكنك إنقاذ العالم، ولكن يمكنك أن تبتسم في وجه شخصٍ ما اليوم، وقد يكون ذلك كافياً.

إقرأ أيضاً: 10 أمور لن تهتمّ لأمرها كثيراً في السنين العشر القادمة

3. اعجب بنفسك واحترمها:

إذا وجدت الفوضى والقسوة والوحشية في الحياة، يمكنك أن تتوقَّع العثور على هذه العناصر في نفسك أيضاً. أنت طبيعة، أنت حياة، أنت خيرٌ وشر، أنت بَنَّاءٌ ومدَّمرٌ في آنٍ واحد.

هل سبق لك أن رأيت بركاناً يصرخ من الذنب بعد انفجاره؟ لماذا يجب أن تلوم نفسك على الجوانب السلبيَّة الخاصَّة بك؟ نحن البشر مخلوقات سامية، نهتمُّ ونحارب ظلامنا، ونسعى دائماً إلى أن نكون الأفضل.

إنَّه شيءٌ رائع!

ننجح في بعض الأحيان، ولكن هناك أوقاتٌ نخسر فيها المعركة.

لا بأس، لست بحاجةٍ إلى إلقاء اللوم على نفسك، ولست بحاجةٍ إلى العقاب الذاتي؛ فأنت -بالفعل- أفضل بكثيرٍ ممَّا يجب أن تكون.

اعترف بجهودك واحترمها، واحترم نفسك حتَّى تتمكَّن من الوقوف في موضع قوَّةٍ في حياتك.

لذلك، عندما تأتي أيدي الموت -التي لا مفرَّ منها- لتأخذك، لن تكون آثماً ومهزوماً ومكسوراً؛ ولكنَّك ستكون شخصاً شريفاً، ومسالماً، ومدركاً لمساهمتك في الحياة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة