ما هي فوائد القدرة على تجنب الانزعاج من الآخرين؟

إذا كنت ستحقق أحلامك في الحياة فإنَّ تطوير القدرة على تجنب الانزعاج أو الشعور بالإساءة من الأمور التي يقولها الآخرون ويفعلونها أمر بالغ الأهمية؛ والسبب بسيط فإذا كنت شخصاً حساساً فحتَّى الملاحظات العادية ستجعلك غاضباً؛ ممَّا يسبب لك القلق والتوتر بشأن ما قيل لك أو عنك ربَّما لساعات أو حتَّى لأيام، ومن المحتمل أن يمنعك التفكير بهذه الطريقة من المخاطرة، والمخاطرة أمر أساسي للتعلم والنجاح، لنبدأ بالسبب:



يجب عليك تنمية قدرتك على عدم الاكتراث بآراء الآخرين بك؛ لأنَّ شعورك بضرورة اكتساب احترامهم وتأييدهم لك وخوفك من الرفض وقلقك بشأن عدم استحسان سلوكك سيجعل منك شخصاً ضعيفاً لا يؤبَه له، ولا يُحسَب له حساب.

عندما يكون الدافع وراء قراراتنا في الحياة هو إرضاء الناس فسيكون المستقبل كئيباً ولن نحقق أهدافنا؛ والسبب أنَّنا عندما نتوق إلى التقدير من الآخرين ونخشى الرفض نحدد مصيرنا تبعاً لآرائهم، ومن ثمَّ تحدد هذه الآراء مسار حياتنا بدلاً من أن نقوم بذلك بأنفسنا.

في معظم الأحيان هذه الآراء ليست صحيحة؛ فكلنا نريد أن يحترمنا الآخرون، لكن تكمن المشكلة في هذه الرغبة، فماذا لو قام الآخرون بموافقتنا الرأي فقط عندما يوافق الموقفُ أجندتَهم الخفية أو دوافعَهم السرية التي تعارض مصالحنا؟ قد يكون من الصعب تحمل هذه الحقيقة؛ لكنَّ بعض الناس يريدونك أن تفشل في الحياة.

شاهد بالفيديو: كيفية التعامل مع الإهانة أو الإساءة

غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص مقربين منك:

قد يكونو هؤلاء أفراداً من عائلتك أو حتَّى أصدقائك ومعارفك. يوجد سببان لذلك: أولاً لقد اعتادوا العيش معك والتفاعل بطريقة معينة لفترة طويلة؛ لذا لتتغير وتتطور لتحقيق أهدافك سيُضطَرون إلى تغيير هذه الطريقة، وبعض الناس يكرهون التغيير؛ لأنَّه يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح؛ ولذلك في هذه الحالة لا يرتبط الأمر بالفشل مباشرة؛ بل بعدم رغبة الآخرين في رؤيتك تتغير؛ لأنَّهم سيُضطرون إلى معاملة هذه التغييرات.

ثانياً لا يستطيع بعض الناس رؤية الآخرين يتفوقون عليهم؛ لأنَّ ذلك يجعلهم يشعرون بعدم الراحة من أنَّ شخصاً ما يُعِدُّونه موازياً لهم أو حتَّى أدنى منهم قد يتفوق عليهم؛ لذلك قد تهدف آراؤهم إلى ثنيك عن النجاح، فما علاقة هذا كله بتطوير القدرة على تجنب الانزعاج أو الشعور بالإساءة من تصرفات الآخرين؟

إنَّ فهم الأسباب التي تجعل الآخرين يشكلون آراء سلبية عنَّا وعن خياراتنا وسلوكنا يمكِّننا من التمييز بين هذه الآراء؛ فنظراً لأنَّ الحساسية المفرطة تجعل آراء الآخرين مؤثرة؛ فإنَّ معرفة متى يمكن أن تكون الآراء ضارة لك تمكِّنك من البدء في أن تصبح مدركاً وانتقائياً لهذه الآراء؛ ذلك لأنَّ تحديد الدوافع وراء آراء الناس ثمَّ اختيار قبولها أو تجاهلها بناءً على تلك المعرفة هو مفتاح تطوير القدرة على تجنب الانزعاج أو الشعور بالإساءة من الأمور التي يقولها الآخرون ويفعلونها؛ إذاً ما هو الأساس الذي يجب أن تستخدمه لتقبل الآراء أو تجاهلها؟ وكيف تحدد أيها يستحق تفكيرك وأيها لا قيمة له؟

تجاهل آراء من لا يشاركونك الأهداف نفسها:

القاعدة الأساسية هي تجاهل آراء جميع الأشخاص الذين لا يشاركونك الأهداف نفسها والذين لم يحصلوا على النتائج التي تريدها فيما يخص أهدافك؛ لأنَّ كل ما تريده في الحياة قد يرغب فيه الآخرون أيضاً كالمزيد من المال والصحة، ومع ذلك فإنَّ معظم الناس لا يملكون الشجاعة للسعي إلى تحقيق هذه الرغبات، ومن ثمَّ فإنَّ آراءهم تميل إلى أن تكون محبطة وغير مشجعة.

عندما تدرك سبب هذه الآراء فإنَّك ترى الحقيقة، ورؤية الحقيقة تسهِّل عليك رفض هذه الآراء وتجاهلها والاستمرار في تحقيق أهدافك، ومن ثمَّ تتوقف هذه الآراء عن التأثير فيك، ومن ناحية أخرى عندما يكون لديك أهداف ورغبة قوية في تحقيقها، فإنَّك تبدأ بالتقدير والاستماع فقط إلى الأشخاص الذين حققوا هذه الأهداف بالفعل؛ فآراؤهم هامة وتستحق أخذها بالحسبان؛ لسبب بسيط هو أنَّها ستكون مفيدة ومشجعة في رحلتك، ويمكن استخدامها لقياس طريقك إلى النجاح في كل ما تسعى إليه.

إقرأ أيضاً: فن مواجهة الآخرين والرد على الإساءة

كيف تطور القدرة على تجنب الانزعاج أو الشعور بالإساءة من الأمور التي يقولها الآخرون ويفعلونها؟

من خلال تحديد الآراء المرتبطة بأهدافك والآراء السلبية، فاستمع وتقبَّل أولئك الذين ينسجمون مع أهدافك، وتجاهل الآخرين؛ إذ تُطَوَّر القدرة على تجنب الانزعاج من الآخرين من خلال تقييم قوة آرائهم بناءً على مخزونهم من المعرفة؛ فإذا شكلوا آراءهم بناءً على الخوف فقط، فتقبَّل الأشخاص الذين يفكرون تفكيراً سلبياً فيك؛ فلن يحبك الجميع، وهذه حقيقة، فلماذا تحاول أن تجعل الجميع مثلك وتهمل أحلامك في محاولة لتحقيق هذا الهدف المستحيل.

بدلاً من ذلك فكر بنفسك وبأهدافك في الحياة، وركز على الأشخاص الذين يقفون إلى جانبك والذين يريدون لك ما تريده لنفسك، فعندما تتبنى هذا التفكير ستجد نفسك تطوِّر قدرتك على تجنب الانزعاج أو الشعور بالإساءة على نحو طبيعي؛ والسبب بسيط؛ إذ إنَّك ستهتم بنفسك أكثر، وستهتم أقل بما يفكر فيه الآخرون، وتذكر أنَّ محاولة إرضاء الجميع طريقة مؤكدة للفشل في إرضاء نفسك.




مقالات مرتبطة