ما هي فوائد السواك؟ وما هي أنواعه، وأفضل الأوقات لاستخدامه؟

في السطور القليلة القادمة، سنقدِّم إليكم معلوماتٍ قيمةً عن السواك، ما هو تعريفه؟ وما هي مكوناته؟ وما هي فوائده المُختلفة؟ وما هي أنواعه؟ وكيفية إعداده؟



احاديث فضل السواك:

لقد وردت أحاديثٌ كثيرةٌ عن النبي محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- تحضُّ على استعمال السواك، فعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم: "لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ"، وعن عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "السواك مَطهرةٌ للفم ومَرضاةٌ للرب"، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- قال: "أكثرت عليكم بالسواك"، أي: بالغتُ في تكرير طلبه منكم.

تعريف السواك:

السواك هو كل طاهر خشن يستعمل مزيل للقلح، ومطهر للفم، ويؤخذ عادة من جذور أو أغصان شجرة الأراك.

لماذا سمي السواك بهذا الاسم:

قال أهل اللغة: السواك -بكسر السين- يُطلَق على فعل "الاستياك"، وعلى الآلة التي يُستاك بها؛ ويُقال في الآلة أيضاً: مِسواك -بكسر الميم- ويُقال: ساك فاهه ويسوكه سوكاً، أي دلَّكه.

ويحصل الاستياك بكلِّ شيءٍ خشنٍ يصلح لإزالة بقايا الطعام، والرائحة المُتغيِّرة من الفم، والصُفرة التي تعلو الأسنان، والقلح الذي يتراكم عليها؛ ولذا فإنَّ ما يعتقده كثيرٌ من الناس حول أنَّ السواك مقتصرٌ على عود الأراك هو معتقدٌ خاطِئ، بل إنَّ أعواد الزيتون وجريد النخل والإسحل والسعد والأشنان ونبات الميفاكا في الحبشة وأنواع الأكاسيا في إفريقيا والهند وغيرها، كلُّها داخلةٌ في تعريف السواك، بشرط ألَّا يكون في ذلك الشجر مواد ضارةٌ أو سامَّة؛ كما وتقوم الإصبع مقام السواك عند فقده، ولا شكَّ أنَّ الفُرشاة والمعجون يندرجان في تعريف السواك والمسواك؛ وإنَّ أحسن أنواع المساويك هي التي تُأخَذ من شجر الأراك، وقد كان مسواك الرسول الأعظم -عليه الصلاة والسلام- هو عود الأراك.

مكونات السواك:

يؤخذ السواك من شجرة الأراك ويحتوي على:

  1. العفص: لهذه المادة تأثيرٌ مطهرٌ ومُضادٌ للتعفُّنات وقاطعٌ للنزف؛ فهي تُطهِّر اللثة والأسنان، وتشفي جروحها الصغيرة؛ ولذلك يَنصَح به الأطباء، خاصةً لمرضى السُكري.
  2. تري ميتيل أمين (Trimethylamine): تجعل هذه المادة السواك قلوي التفاعل، وبالتالي تصبح فرصة نموّ الجراثيم قليلة؛ وتعمل هذه المادة مع فيتامين ج أيضاً على تسريع التئام جروح وشقوق اللثة، وعلى نموّ اللثة نمواً سليماً.
  3. الكلوريد والفلوريد والسيليكا بنسبٍ عالية: تزيد هذه المواد من بياض الأسنان، كما تفيد السيليكا كمادةٍ مزلِّقة، تُزلِّق الأوساخ والرواسب من على الأسنان.
  4. مادةٍ راتنجيَّةٍ تقوِّي اللثة.
  5. فيتامين ج، ومادة السيتوسيترول ب (Sitosterol B): تُساعِد هاتان المادتان في تقوية الشُعيرات الدموية المُغذية للثة، ممَّا يضمن وصول الدم إليها بكميةٍ كافية، ويعمل فيتامين ج أيضاً على حماية اللثة من الالتهابات.
  6. الكبريت: له تأثيرٌ موقفٌ لنموّ الجراثيم في الفم.
  7. مواد مُقلوِنة (Alkaloids): تعمل على منع التسوس، وحماية الأسنان من البكتيريا المُسبِّبة للتسوس.
  8. مادة صمغية (Resins): تعمل على تغطية المينا وحمايته من التسوس.
  9. الكلور: يفيد في إزالة التصبُّغات والتلوُّن والبُقع التي توجد على الأسنان؛ لذا هو من أفضل الطرائق لإزالة آثار التدخين والتصبُّغات الناتجة عنه.
  10. بيكربونات الصوديوم: وهي مادةٌ مُنظفةٌ للأسنان.
  11. مواد عطريةٍ زيتية (Essences): وهي مواد ذات رائحةٍ زكية، وتشكِّل 1% من الوزن الجاف، ويُعزَى لهذه الزيوت تطييب رائحة الفم.
  12. السنجرين (Sinnigrin): وهي مادةٌ لها علاقةٌ بالخردل، ولها رائحةٌ حادة، وطعمٌ لاذعٌ يشعر به الشخص الذي يستعمل السواك لأوّل مرة؛ وتُساعد هذه المادة على الفتك بالجراثيم.
  13. مواد مُضادةٍ للعفونة وقاتلةٍ للجراثيم، وهي مجهولة التركيب.

يقول العالم رودات -مدير معهد الجراثيم والأوبئة في جامعة روستوك بألمانيا- عن السواك: "قرأت عن المِسواك الذي يستعمله العرب كفرشاة أسنانٍ في كتابٍ لرحالةٍ زار بلاد العرب، وقد عرض الكاتب الأمر بأسلوبٍ ساخرٍ لاذع، واتخذه دليلاً على تخلُّف هؤلاء الناس الذين ينظِّفون أسنانهم بقطعةٍ من الخشب في القرن العشرين؛ ولكنِّي أخذت المسألة من وجهة نظرٍ أخرى، وفكَّرت متسائلاً: "لماذا لا يكون وراء هذه القطعة من الخشب حقيقةٌ علمية؟ وتمنَّيت لو استطعت إجراء التجارب عليها، ثمَّ حانت الفرصة حين سافر زميلٌ لي من العاملين في حقل الجراثيم في بعثةٍ علميةٍ إلى السودان، وعاد معه بمجموعةٍ منها، وفوراً بدأت إجراء أبحاثي عليها. سحقتها وبلَّلتُها، ووضعت المسحوق المُبلَّل على مزارع الجراثيم، فظهرت على المزارع آثارٌ كتلك التي يقوم بها البنسلين، وقد استعملت في تجاربي هذه "المكورات العنقودية Staphylococcus" الموجودة في الفم، والتي تُسبِّب كثيراً من أمراض الفم والأسنان".

إقرأ أيضاً: نصائح للحفاظ على صحة الأسنان واللثة والوقاية من أمراضها

فوائد السؤاك:

  1. فوائد السواك للاسنان:
    • السواك لإزالة الجير.
    • هل السواك يبيض الاسنان؟
  2. ما هي فوائد السواك للمعدة؟
    • يمكن أن تُصيب الجراثيم الموجودة بين الأسنان كلَّاً من الفم واللثة، ويمكن أن تؤثِّر أيضاً في أجهزة الجسم المُختلفة، لا سيما الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، إذ يمكن أن تنتقل إلى المعدة عن طريق المريء وتُسبِّب التهاباً حاداً فيها.قد تؤدي إلى الإصابة بقرحة الجهاز الهضمي.
    • يُسهم السِواك في حلِّ مشاكل عُسر الهضم والإمساك.
    • للسواك تأثيرٌ كبيرٌ في الجهاز الهضمي، فهو يعمل على تسهيل عملية الهضم.
    • للسواك دورٌ هامٌّ في مُعالجة الاضطرابات والآلام التي تُصيب الجهاز الهضمي والمعدة.
  3. فوائد السواك للفم:
    • السواك مطهرة للفم.

ما هي أنواع السواك؟

ذكر العلماء الأجلاء من أمثال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" وفي "المجموع"، وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري في شرح صحيح البُخاري"، أنَّ مشروعية السواك تحصل بكلِّ شيءٍ خشنٍ نسبياً ويصلُح لإزالة بقايا الطعام العالقة بالفم والأسنان، والرائحة المُتغيرة، والصُفرة التي تعلو الأسنان؛ وذلك كعود شجرة الأراك، وعود شجر الزيتون، وجريد النخل، ونبات الإسحل، وابشام، والسرح؛ وقد ذهب أكثر العلماء إلى استحباب عود الأراك وتفضيله على الأعواد الأخرى.

1. أعواد الزيتون:

لقد مال بعض العلماء إلى أنَّ الاستياك بأعواد الزيتون أفضل حتَّى من عود الأراك؛ لأنَّهُ من شجرةٍ مُباركة، ولأنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "نِعمَ السواك الزيتون من شجرةٍ مُباركة، يُطيب الفم، ويُذهب بالحفَر، وهو سواكي وسواك الأنبياء قبلي".

2. شجرة عود الاراك:

يُعدُّ من أكثر أنواع السواك شيوعاً وأكثرها استخداماً من قبل العرب، ويُستخرَج من شجرة الأراك (Salvadora Persica).

3. السِواك المُستخرَج من شجرة النيم:

تُستخدَم أعواد النيم في بعض المناطق -مثل الباكستان والهند- لتنظيف الأسنان، وتُتخَذ منها المساويك؛ وهي شجرةٌ واسعة الانتشار في المناطق الحارة وشبه الحارة، وأوراقها مُرَّة، وتُستخدَم لعلاج الجروح والالتهابات واللثة.

4- أعواد أشجارٍ تستخدم في إفريقيا لتنظيف الفم والأسنان:

تستخدم كثيرٌ من الشعوب في أفريقيا وغيرها أعواد أنواعٍ معينةٍ من الأشجار، مأخوذةٍ من الأغصان والجذور كمساويك لتنظيف الفم والأسنان. مثل: الميفاكا في الحبشة، وأشجار الليمون والبرتقال في غرب إفريقيا.

يستخدَم سكَّان الحبشة نوعاً من أغصان شجرةٍ تُدعَى ميفاكا، وهي تنتمي إلى فصيلة الأكاسيا Acacia، وهي شجرةٌ كثيرة الانتشار ورخيصة الثمن، ولها نتائج مبهرة؛ بينما يستخدم سكَّان غرب أفريقيا أنواع السواك المُستخرجة من أشجار الليمون والبرتقال، ولها فائدةٌ ممتازةٌ أيضاً.

5. السواك المُستخرج من شجر الأبنوس الأفريقي:

يستخدمه الأمريكيون من أصلٍ أفريقي، والمقيمون في أمريكا؛ وهذا السواك مُستخرجٌ من شجر الأبنوس الأفريقي، والتي تنمو في كلٍّ من: اليابان، والفلبين، وجزر الهند الشرقية، وأفريقيا، وسريلانكا، ومدغشقر، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية.

إقرأ أيضاً: رائحة الفم خلال الصيام: أسبابها وطرق علاجها

كيفية استخدام السواك:

  1. يُختار عود السواك الذي لا يزيد قطره عن 1 سم.
  2. يُنقَع في الماء لعدة ساعات.
  3. تُنزَع عنه الطبقة القشرية بواسطة سكينٍ بطول 1سم تقريباً.
  4. يُدقُّ هذا الرأس الناتج، ويُضرب حتَّى تتفرَّق أليافه وتتباعد عن بعضها، ومن الممكن أن يُمضَغ رأس العود لعدة دقائق حتَّى تتفرَّق أليافه بشكلٍ جيدٍ وتصبح على شكل الفرشاة تماماً بعد تباعُدها.
  5. عند استعماله، يجب أن يكون الرأس المستخدم مُبلَّلاً بالماء حتَّى تنحل المواد الموجودة فيه، وتحصل الفائدة من استخدامه؛ وفي حال استُعمل جافاً، فسيعمل اللعاب على حل المواد المُضادة للجراثيم.
  6. بعد مدةٍ من استعماله -لا يجب أن تتجاوز الثلاثة أيام- تُصبِح أليافه طريةً نوعاً ما، ويفقد طعمه اللاذع ورائحته الحادة المُميزة. يُقطَع هذا الجزء المُستعمل، وتُعاد العملية السابقة نفسها لتحضير فرشاةٍ أخرى.

ما هي اوقات استخدام السواك؟

بذلك نكون قد بيَّنا ما هي فوائد السواك، وما مكوناته، وأنواعه، وطريقة إعداده، وختاماً بقي لنا أن نذكِّرك بالأوقات التي يُفضَّل فيها استعمال السواك، مع العلم أنَّ السواك يُستحبُّ في كلِّ وقت، ولكن هو أكثر استحباباً في الأوقات التالية:

  1. عند الوضوء للصلاة.
  2. بعد الطعام.
  3. عند النوم.
  4. عند القيام من النوم، فعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: "كان الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك". أخرجه البخاري ومسلم. [والشوص: هو الغسل والدلك].

ويقول الأستاذ الدكتور عبد الغني ماجد السروجي في كتابه "علم أمراض اللثة وطرق مُعالجتها": "إنَّ مبدأ حفظ صحة الأسنان هو التأكيد على تنظيفها تنظيفاً مُستمراً -وخاصةً الثلم اللثوي- كلَّ أربع ساعات"؛ وإذا ما رجعنا إلى أوقات استعمال السواك المذكورة آنفاً، فنجد أنَّها توفِّر تنظيفاً للأسنان كلَّ أربع ساعات تقريباً.

شاهد بالفيديو: 7 أسباب شائعة للإصابة برائحة الفم الكريهة

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة