ما هو مفتاح الإنتاجية الاستثنائية؟
لا يوجد دليل إنتاجي في العالم من شأنه أن يحل المشكلات التي نواجهها جميعاً كل يوم؛ إذ نواجه عقبات متعلقة بإنجاز بعض الأمور، مثل القيام بالكثير من الأعمال بدلاً من إنجاز العمل الهام، أو التشتت بدلاً من القيام بالأعمال الصعبة، أو الشعور بالتعب وعدم الرغبة في التعامل مع المهام الصعبة.
هذه هي المشكلة، عندما تكون لديك مهام هامة ولكنَّها صعبة، فإنَّك تلجأ إلى تشتيت انتباهك أو تقوم بالكثير من الأعمال، أو تتهرب من مسؤولية أمر ما؛ لأنَّك لا تملك الطاقة.
نتعامل جميعاً مع هذا الأمر كل يوم ولا نحله دائماً، ولكن ماذا لو تمكَّنَّا من الغوص في هذه المشكلة ومعرفة ما يحدث معنا؟
تدريب التوقف المؤقت:
في الواقع، نحن نواجه مشكلة الهروب من شعور الانزعاج طوال الوقت؛ ولكنَّنا عادةً لا نلاحظ هذه المشكلة عندما تحدث، وهذا هو السبب في أنَّ التأمل هو تدريب جيد للعقل، اجلس ولا تفعل شيئاً سوى ملاحظة أنَّ العقل يحاول الهروب من هذا الشعور في اللحظة الحالية، ومرة بعد مرة وفي الوقت المناسب ستتعلم طريقة التعامل مع هذا الأمر.
لهذا السبب؛ يمكنك استعمال مهامك الهامة كتدريب على التأمل؛ حتى تتعلم طريقة التعامل مع شعور الانزعاج الذي ينشأ لديك.
إليك الطريقة:
- اختر مهمةً واحدةً هامةً يجب أن تنجزها اليوم.
- جهِّز نفسك للقيام بهذه المهمة، ووفر المساحة اللازمة، وأغلق المتصفح أو كل علامات تبويب المتصفح باستثناء تلك التي تحتاج إلى العمل عليها، وأغلق هاتفك، وأَبعِد كل شيء آخر عنك، وركز عقلك في هذه المهمة.
- اجلس وابدأ بإنجاز المهمة.
- راقب عقلك وهو يحاول التهرب من إنجاز المهمة.
الآن، توقف عن التدريب مؤقتاً بدلاً من الهروب من شعور الانزعاج، ثم خذ نفساً، وركز انتباهك في هذا الشعور، فقد يكون هذا الشعور هو الخوف أو الإحباط أو عدم اليقين أو الشك الذاتي أو التعب، ومن ثم تجاهل ذلك الشعور، ولاحِظ طريقة تأثيره في جسدك، من أين ينشأ هذا الشعور؟ وما هي نوعيته؟
ستلاحظ أنَّ الشعور بالانزعاج في الواقع ليس بهذا السوء، على الرغم من أنَّك عادةً ترغب في الهروب منه؛ إذ إنَّ الأمر مجرد طاقة وليس شيئاً جيداً أو سيئاً؛ وإنَّما مجرد طاقة في جسمك؛ طاقة لا ترغب عادةً في أن تمتلكها وتحكم عليها بأنَّها سيئة.
جرِّب هذا التدريب بنفسك، فلن تفيدك القراءة عنه فقط؛ وإنَّما يجب تطبيقه والتعرف إليه.
شاهد بالفديو: 4 مواقع وتطبيقات رائعة تساعدك على زيادة الإنتاجية
الإنتاجية الاستثنائية:
بمجرد أن تبدأ التعامل مع شعور الانزعاج، ستلاحظ أنَّه لا يمثل مشكلةً كبيرةً، فلا شيء يدعو إلى القلق؛ وإنَّما هو مجرد شعور ومجرد طاقة، فحاول تقبُّل مشاعر الانزعاج بدلاً من أن تكون قاسياً على نفسك، فقط لاحظ وابتسم وتنفس وكن لطيفاً.
كيف تُحوِّل هذا الأمر إلى إنتاجية؟ إليك نظام لتجربته:
- تحديد أهم ثلاث مهام لديك، والقيام بهذا الأمر كل صباح عند بدء العمل، ووضع قائمة ببعض الأمور التي يجب فعلها بعد ذلك، مع التركيز في الأمور الهامة أولاً.
- اختيار مهمة من المهام الثلاث الهامة، وإفراغ مساحة للقيام بذلك قبل أن تتحقق من بريدك الإلكتروني.
- القيام بتدريب التوقف المؤقت، وملاحظة متى ترغب في الهروب من هذه المهمة، وبدلاً من ذلك التوقف قليلاً والتحقق من الشعور الجسدي بالانزعاج مع موقف من اللطف والود والفضول.
- تحديد نية القلب، عندما تسترخي في أثناء شعورك بالانزعاج وترى أنَّ الأمر لا يمثل مشكلةً كبيرةً، ضع هدفاً للمهمة. هل تفعل ذلك لتحسين حياتك؟ أم من أجل القيام بشيء جيد لشخص آخر؟ أم لمساعدة العالم من حولك؟ حدِّد ما هي نيتك، فهي في النهاية نابعة عن الحب، وأخبِر نفسك بأنَّك ستنجز هذه المهمة بدافع الحب من أجل نفسك أو من أجل شخص آخر أو من أجل العالم.
- العمل بحب، افتح قلبك وأنجز هذه المهمة مع الحب المرتبط بالنية، ولاحِظ عندما تشعر بالانزعاج وترغب في الانتقال إلى مهمة أخرى، ثم استرخِ وتوقَّف عن التدريب مؤقتاً إذا كنت بحاجة إلى ذلك، ومن ثم ابدأ مرةً أخرى.
- أخذ فترات راحة كل 10 إلى 15 دقيقةً، ثم النهوض والتجول في الغرفة والتمدد وشرب الماء، وبعد ذلك إعادة التفكير مع نفسك ومراقبة نفسك كيف تتصرف، ومن ثم العودة إلى إنجاز المهمة أو اختيار مهمة هامة أخرى.
لن تكون مثالياً في هذا؛ لذلك لا تتوقع المثالية؛ بل فقط تعامل مع الأمر بهدوء ولطف وستتحسن أكثر فأكثر مع الممارسة.