ما هو تحليل هرمون Tsh وكيف تقرأ نتائجه؟

سمعنا جميعاً بمصطلحات طبية علمية في حياتنا، لكنَّنا لا نهتم بها ولا نلقي لها بالاً، وقد يكون من المفيد أن نعلم أكثر عن بعض الأمور الطبية؛ لأنَّ ذلك سينعكس إيجاباً على صحتنا ويزيد من معرفتنا حول كيف نهتم أكثر بصحتنا ونقيها من مشكلات صحية كثيرة، ففي هذا المقال نعرض نقاطاً هامة عن هرمون Tsh وعن تحليل هذا الهرمون، ونتناول أيضاً أسباب القيام بهذا التحليل.



ما هو هرمون الغدة الدرقية Tsh؟

يشير هرمون Tsh إلى الهرمون المُحفز للغدة الدرقية بالإنجليزية: Thyroid stimulating hormone، ويتم إفراز هذا الهرمون من الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، والتي تقوم بدور هام؛ وهو تحفيز الغدة الدرقية على إفراز هرموناتها إلى مجرى الدم في الجسم.

وتتصف الغدة الدرقية بأنَّها غدة ليست كبيرة الحجم، وتكون على هيئة فراشة، وتكون مهمتها استعمال الجسم للطاقة، وتقوم بدور هام في ترتيب وظائف الجسم المتعددة، مثل: وزن الجسم، ودرجة الحرارة، والقوة العضلية، وأيضاً المزاج، ويشير فحص Tsh إلى كمية هذه الهرمونات في الدم، ويكشف هذا التحليل عن أسلوب الغدة الدرقية في حالة توافر زيادة نشاط.

إنَّ الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في نشاط عمل الغدة، فبإمكان هذا التحليل أيضاً أن يقوم بالكشف عن وجود أيٍّ من كمية هذه الهرمونات، والكشف عن توفُّر أيَّة مشكلة أو اضطراب في هذه الغدة حتى قبل بداية بروز أعراض المشكلة المذكورة على الإنسان المريض، والوصول إلى العلاج المطلوب والمناسب في المرحلة الأولى قبل تقدُّم المرض نحو الأسوأ.

وتكمن أهمية الهرمون بالسيطرة والتحكم على إفراز هرمونات الغدة الدرقية؛ وذلك عبر اتصال الهرمون المنبه للدرقية بمستقبلاته التي توجد على خلايا الغدة الدرقية، وتقوم هرمونات الغدة الدرقية التي تتجسد بهرمون ثلاثي "يود الثيرونين" بالإنجليزية: Triiodothyronine أو ما يسمى بهرمون T3، وهرمون "الثيروكسين" بالإنجليزية: Thyroxine أو ما يسمى بهرمون T4، بإسهام هام وكبير في المحافظة على معدلات الأيض، وعمليات القلب وأجهزة الهضم، والعظام، بالإضافة إلى السيطرة على العضلات، وتطوُّر الدماغ وتقدُّمه.

أسباب القيام بتحليل Tsh:

يُجرَى تحليل Tsh للكشف عن مدى كفاءة وظائف الغدة الدرقية؛ وذلك في حالة بروز العديد من الأعراض التي تشير إلى انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية، وتُسمى هذه المشكلة بقصور الغدة الدرقية أو عدم نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، ومن هذه الأعراض التي قد تؤثر في الشخص المريض ما يأتي:

  1. زيادة وزن الجسم.
  2. تساقط شعر الجسم.
  3. عدم امتلاك الاستطاعة على تحمُّل درجة الحرارة المنخفضة؛ أي الشعور بالبرد.
  4. الإحساس بالكسل والملل.
  5. المعاناة من الإمساك عند التبرز.
  6. الدورة الشهرية غير المنتظمة.

وأيضاً يُجرَى تحليل Tsh في حالة بروز الأعراض التي تدل على ارتفاع مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وتسمى هذه الحالة بزيادة نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، وترافق هذه المشكلة بروز العديد من الأعراض، يمكننا ذكر منها ما يأتي:

  1. انتفاخ العينين. جحوظ العينين.
  2. فقدان الوزن.
  3. حدوث ارتعاش في اليدين.
  4. زيادة معدل ضربات القلب.
  5. الشعور بالقلق، وصعوبة النوم.

علماً أنَّ الكمية الطبيعية لهرمون Tsh في الدم تتباين القيم الطبيعية لتحليل Tsh؛ وذلك بتباين العناصر المؤثرة فيه؛ إذ قد تتباين الكميات الطبيعية لتحليل Tsh بتباين عمر الإنسان؛ حيث تتجه معدلات Tsh نحو الارتفاع والازدياد مع التقدم في العمر، إضافةً إلى أنَّ تباين المعدلات بين جنس الإناث في وضع وجود حمل، مع العلم أنَّه بالاعتماد على الجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية للغدة الدرقية لم تثبت الأبحاث تبايناً دائماً في معدلات Tsh بين جنس الذكور وجنس الإناث.

وعموماً، يُعَدُّ معدل الهرمون المنبه للغدة الدرقية موجوداً في المستوى الطبيعي في حال كانت نتيجة تحليل Tsh تتباين بين 0-4 ملي وحدة/ لتر.

كما أنَّ ارتفاع معدل هرمون Tsh يمكن أن يؤدي إلى خلل في عمل الغدة الدرقية، ويكون ذلك قابلاً للحدوث عند تدني مستويات هرمونات الغدة الدرقية، فتقوم الغدة النخامية برفع معدل إنتاج Tsh ليقوم بتعويض الجسم؛ حيث يُعرَف خلل عمل الغدة الدرقية في حالة ازدادت معدلات Tsh لتصل إلى ما يقارب 10 ملي وحدة/ لتر، أما إذا كانت معدلات Tsh تتباين بين 4-10 ملي وحدة/ لتر، فقد يدل ذلك على خلل في عمل الغدة الدرقية.

إقرأ أيضاً: أسباب وأعراض اضطرابات الغدة الدرقيّة

كيف تقرأ تحليل الغدة الدرقية؟

لقراءة تحليل الغدة الدرقية Tsh يجب في البداية أن يكون المستوى والمجال الطبيعي لمعدلات Tsh من 0.4 إلى 4.0 ملي وحدة دولية للتر، وفي حال كنت تقوم بالمعالجة حقيقة من خلل في الغدة الدرقية، فالمجال الطبيعي هناك يتراوح بين 0.5 إلى 3.0 ملي وحدة دولية للتر.

وهناك أيضاً أسباب أخرى لإجراء تحليل هرمون Tsh أيضاً ذات أهمية كبيرة، منها:

بروز أعراض لمشكلات مفاجئة للغدة الدرقية؛ مثل ظاهرة الزيادة في نشاط الغدة الدرقية التي تتمثل في جحوظ العينين، والتوتر، والإقبال على الطعام وفتح الشهية، ومشكلات في الدورة الشهرية للمرأة، والتعب العضلي، وارتفاع معدل التعرق وغير ذلك مما يمكننا التعرف إليه، ومظاهر ضعف نشاط الغدة الدرقية؛ كالإصابة بالإمساك، والخمول والتعب، والاكتئاب، وارتفاع معدلات الكوليسترول، وتدني معدل ضربات القلب، وتساقط شعر الجسم وضعفه وخاصة شعر الرأس، وزيادة في وزن الجسم.

وأغلب الأحيان، يجب إجراء تحليل Tsh في حال زيادة حجم الغدة الدرقية عن حجمها الطبيعي (بالإنجليزية: Goiter)، أو في حال وجود عقد الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Nodules).

إنَّ الأشخاص المصابين بخلل في عمل الغدة الدرقية الذين قاموا بتشخيص حالتهم من قبل، فلا ضرر إن خضع هؤلاء المصابون للفحوصات بشكل منتظم ومتكرر لضبط وضعهم الصحي، ومعرفة مقدار قابلية العلاج في الحد من هذه الأعراض.

النساء الحوامل والأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم أياماً عدة: قد يقوم بعض الأطباء بطلب من النساء الحوامل أو اللاتي يستعددن للحمل بالقيام بتحليل دوري للهرمون المحفز للغدة الدرقية للتأكد من مستويات الهرمونات لديهن، كما أُضِيف هذا الفحص إلى الفحوصات المتعارف عليها التي تُجرى للأطفال الذين أعمارهم لا تتجاوز أياماً عدة للتحقق من عدم معاناتهم من قصور الغدة الدرقية الخلقي.

عندما يكون تحليل الغدة الدرقية ذا معدل عالٍ:

عندما تكون المعدلات مرتفعة أكثر من المجال الطبيعي، فهذا يدل على خلل في نشاط الغدة الدرقية، وفي هذه الحالات تقوم الغدة النخامية بإنتاج الكثير من هرمون Tsh لتشجيع الغدة الدرقية، وقد تتباين النتيجة بين المعامل فيما يتعلق بالحد الأعلى الذي قد يتراوح بين 4 إلى 5، وفي حال كانت النتيجة مرتفعة أكثر من ذلك لديك؛ فالنتيجة تكون بمعنى خلل في عمل الغدة الدرقية.

عندما يكون تحليل الغدة الدرقية Tsh منخفضاً:

أما في حال كانت الكمية أقل من المجال الطبيعي، فإنَّ هذا يدل على عمل الغدة الدرقية، وتعمل الغدة النخامية على تخفيض إنتاج هرمون Tsh.

من الهام جداً أن نعلم أنَّ التحليل لا يقدم تعليلاً لسبب انخفاض جودة عمل الغدة الدرقية أو زيادة عملها؛ لذلك يستطيع العامل المختص كالطبيب بشكل أساسي طلب عدد أكبر من التحليلات إذا كانت النتيجة غير عادية ومنها:

  • تحاليل تتعلق بهرمون الغدة الدرقية T4.
  • تحاليل تتعلق بهرمون الغدة الدرقية T3.
  • تحاليل تتعلق بمرض جريفز.
  • تحاليل تتعلق بالتهاب الغدة الدرقية.

هل يُجرَى تحليل الغدة الدرقية للإنسان الصائم أم للإنسان المفطر؟

في الواقع، لا تتوفر جهوزية مختصة على الإنسان تحقيقها قبل القيام بتحليل الغدة الدرقية، ولا يستوجب على الإنسان الذي يريد القيام بالتحليل أن يكون صائماً قبل التوجه إلى المعمل الذي يأخذ عينة الدم، لكن على الإنسان إعلام طبيبه عن الأدوية التي يجب عليه تناولها.

علاج المشكلات في الغدة الدرقية:

بحسب النتيجة التي ستُعرَف بعد إجراء التحليل، سيحدد لك الطبيب العلاج الصحيح الملائم لمشكلة نقص نشاط الغدة الدرقية الذي تشتكي منه، ففي حال كانت النتيجة تدل على نقص نشاط الغدة الدرقية، فالعلاج عند ذلك سيدور حول الأدوية التي ستعمل بشكل أساسي على تعويض نقص إطلاق الهرمونات المناسبة.

 بينما إذا كانت الحالة تدل على زيادة في نشاط الغدة الدرقية، فعند ذلك يكون العلاج يعتمد اعتماداً أساسياً على العودة إلى توازن انطلاق الهرمونات مرة ثانية، من خلال الكثير من السبل المتعددة؛ وذلك إما باستعمال الأدوية أو بالعمليات الجراحية.

يمكنك أن تعرف بالتفصيل مسببات وكيفية معالجة زيادة نشاط الغدة الدرقية، لكن نتمنى أن نركز على أهمية عدم القيام بتناول أي علاج لقصور عمل الغدة الدرقية دون أن نستشير الطبيب، كما أنَّه باستطاعتكم معرفة الكثير من الأخبار والتقارير عن إشكالات الغدة الدرقية.

إقرأ أيضاً: أسباب وأعراض زيادة نشاط الغدّة الدّرقيّة

الأمور التي ينبغي على المرضى القيام بها:

المريض الذي يعاني ويشتكي من مشكلات وخلل في الغدة الدرقية الذي سبق للطبيب أن شخَّصه، فيجب على هذا المريض أن يخضع للفحص بشكل دائم للاطمئنان عن وضعه الصحي، ولمتابعة كفاءة العلاج في الحد من أعراض المرض.

أما بالنسبة إلى النساء الحوامل أو حديثي الولادة، قد يطلب الكثير من الأطباء من النساء الحوامل أو المستعدات للحمل القيام بفحص الهرمون المنبه للغدة الدرقية، للتأكد من معدل الهرمونات في جسمهن، كما يضيف الكثير من الأطباء هذا الفحص إلى مجموعة الفحوصات التي تتم لحديثي الولادة للتأكد من عدم وجود مرض قصور الغدة الدرقية الخلقي.

وبذلك نكون قد عرفنا أكثر عن تحليل هرمون Tsh، ونكون أيضاً عرفنا متى يجب علينا القيام بالتحليل، وخطورة عدم القيام به عند الحاجة إليه؛ لذلك علينا الاهتمام بثقافتنا الطبية لنتعلم كيف نهتم بصحتنا، وكما يُقال "الجسم السليم في العقل السليم".

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة