ما هو الدافع القائم على الخوف؟ وهل هو مفيد؟

الدافع القائم على الخوف هو أن ترغم نفسك والآخرين على فعل الأشياء خوفاً مما سيحدث إذا لم تفعلها فعلاً جيداً.



إذا فكرتَ في عباراتٍ كهذه أو قلتَها، فأنت تستخدم الدافع القائم على الخوف:

  • "إذا لم أحصل على هذه الترقية، فسوف يُنظَر إليَّ على أنَّني فاشل؛ لذا من الأفضل أن أبقى مستيقظاً طوال الليل للعمل على هذا العرض".
  • "إذا دافعتَ عن فكرة إصلاح المدرسة، فإنَّ المتنمرين عبر الإنترنت سيهاجمونني؛ لذلك من الأفضل أن أكون هادئاً على الرغم من أنَّني أهتم كثيراً بهذه المشكلة".
  • "إذا لم أمارس الرياضة ممارسة كافية، فسوف أظهر بمظهرٍ سيئ؛ لذلك من الأفضل أن أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ستة أيام في الأسبوع، حتى لو كان جسدي يؤلمني".

ما قد لا تعرفه هو أنَّه على الرغم من أنَّ الدافع القائم على الخوف قد ينجح على الأمد القصير، إلا أنَّه يمكن أن يكون له آثار ضارة طويلة الأمد على أدائك وعلاقاتك وعافيتك.

هل الدافع القائم على الخوف مفيد؟

إذا كان استخدام الخوف كحافز أمراً طبيعياً بالنسبة إليك، فأنت لستَ وحدك؛ إذ تستخدم أدمغتنا الخوف لإبعادنا عن المشكلات؛ لذلك من الطبيعي أن ترغب في الابتعاد عما تشعر أنَّه ضار وفي الاتجاه نحو ما تشعر أنَّه آمن.

تُعَدُّ وظيفة الدماغ هذه هامةً عندما يكون هناك تهديد حقيقي لسلامتك، مثل اعتراض أفعى سامة طريقك، وسيستخدم عقلك الخوف لتحفيزك على الابتعاد عن الثعبان في أسرع وقت ممكن، ولكن عندما تستخدم الدافع القائم على الخوف لتحقيق أهداف حياتك المهنية، فإنَّ حالة الخوف المستمرة تضع ضغطاً غير ضروري على عقلك وجسمك ويمكن أن تُلحق بك الضرر في نهاية المطاف.

الجانب المظلم للدافع القائم على الخوف:

خذ على سبيل المثال: عندما يحفزك مدربك في صالة الألعاب الرياضية الخاصة بك في أثناء التمرين عن طريق عباراتٍ مثل: "موسم السباحة قادم، هل تريد أن تزين الترهلات جسدك؟" أو "احرق قطعة كعكة عيد الميلاد تلك التي أكلتَها الليلة الماضية".

بالتأكيد، قد يتكون لديك دافعٌ للقيام بعشرة تمرينات أخرى، ولكن ما الذي يحدث حقاً في عقلك اللاواعي؟ من المحتمل أن يكون لديك صورة لمجموعة من الأشخاص يقفون حولك على الشاطئ ويسخرون منك، أو تشعر بالذنب تجاه تناول قطعة الكعكة تلك وتنتقد نفسك لعدم قدرتك على التحكم بنفسك.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات فعّالة لضبط النفس والسيطرة عليها

الاعتماد على التفكير السلبي:

يسبب هذا النوع من التفكير التوتر بالنسبة إلى معظمنا، ويمكن أن يُعكِّر مزاجنا ويقلل مستوى الطاقة لدينا، فالاعتماد على التفكير السلبي هو مشكلة الدافع القائم على الخوف، وإنَّه يفرض علينا أن نهتم بالخطأ أو الخطأ الذي يمكن أن يحدث بدلاً من توقُّع ما هو صحيح والاحتفاء به، وهذا بدوره يضيق نطاق تركيزنا ويمنعنا من رؤية الصورة الأكبر.

عندما يستشعر دماغك تهديداً، سواء كان ذلك أفعى مختبئة في العشب أم احتمال السخرية من ترهلات جسدك، فإنَّ عقلك سينقلك إلى الوضع الدفاعي؛ حيث تضيق رؤيتك وتستعد للمواجهة أو التهرب أو الإحساس بالعجز.

ربما يمكنك أن تتخيل كيف يبدو هذا في حالة الأفعى السامة، ولكن كيف يؤثر ذلك في تجربتك مع شكل جسدك؟

التكلفة العالية للدافع القائم على الخوف:

تخيَّل أنَّك تُخطط لقضاء إجازة على الشاطئ مع أصدقائك بعد ثلاثة أشهر من الآن، فأول شيء تتخيله هو الجلوس على الشاطئ والترهلات تظهر على جسدك، فتسجِّل فوراً لمدة ثلاثة أشهر في النادي الرياضي وتلغي السكر والمنبهات من نظامك الغذائي، فأنت مصمم على عدم إحراج نفسك على الشاطئ.

هل يحفزك الخوف من ألا تبدو كعارض أزياء تحت مظلة الشاطئ على اللياقة وتناول الطعام بشكل أفضل؟ ربما، ولكن ماذا سيكلفك هذا؟

على مدار ثلاثة أشهر، كلما تخيلتَ شكل جسدك المترهل على الشاطئ، فسوف تشعر بالخوف من الشعور بالخجل، والعار يجعلك ترغب في الاختباء؛ مما يصعب العثور على الدافع للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بدلاً من الجلوس على الأريكة وتناول الآيس كريم.

تصبح شديد التركيز على الطريقة التي ستظهر بها على الشاطئ بحيث تخسر كل بهجة ومتعة في الحياة، وقد تفوِّت الذهاب للتسوق مع أصدقائك للحصول على ملابس جديدة لأنَّك لم تصل إلى الوزن الذي تريده بَعْد، وقد تتوقف عن فعل الأشياء التي تحب القيام بها من أجل قضاء المزيد من الوقت في صالة الألعاب الرياضية، وقد تتجنب التجمعات العائلية حيث ستواجه طعاماً مغرياً، كما قد تفرط في التدريب لدرجة إيذاء نفسك.

البديل الصحي للدافع القائم على الخوف:

لا حرج في الرغبة في الشعور بالرضا عن نفسك وأنت تسبح على الشاطئ، فإذا كان هذا هاماً بالنسبة إليك، فحافظ على هدفك، ولكن غيِّر الطريقة التي تحفز بها نفسك، بدلاً من استخدام الخوف من الشعور بالخجل لتحفيزك، وحاول استخدام الدافع القائم على الحب.

يستخدم الدافع القائم على الحب بدلاً من الخوف ليقودك ويلهمك، ويأتي من جزء مختلف من دماغك غير الجزء الذي يأتي منه الدافع القائم على الخوف، ويأتي الدافع القائم على الحب من الجزء المسؤول عن الفرح والإبداع والعاطفة في عقلك.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة تضمن لك التّحفيز الذاتي للنجاح

5 أسئلة عن الدافع القائم على الحب:

هناك العديد من الطرائق لنشر الدافع القائم على الحب؛ حيث يكمن السر في استخدام واحد أو كل ما يلي لتحفيزك نحو هدفك: التعاطف والفضول والابتكار والرؤية والعمل المتمركز حول القلب.

فيما يلي خمسة أسئلة يمكنك استخدامها لتحفيز نفسك باستخدام الدافع القائم على الحب:

1. ما الذي قد تقوله لصديق في مكانك؟

من المحتمل أن تتحدث مع أصدقائك حديثاً أكثر لطفاً وبتعاطف أكبر من الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك، فلن تقول لصديقٍ: "من الأفضل أن تُجوِّع نفسك وتذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ثلاث مرات في اليوم لتظهر بمظهرٍ جيِّدٍ على الشاطئ" بدلاً من ذلك، ربما تقول شيئاً مثل: "أنا متحمس جداً للذهاب في هذه الإجازة معك، ولا أطيق الانتظار لقضاء الوقت ونحن نتحدث في أثناء احتساء القهوة على الشاطئ".

تحدَّث إلى نفسك بالطريقة التي تتحدث بها مع صديقك.

2. ما الذي يثير فضولك بشأن التعلم وقد يساعدك على الوصول إلى هدفك؟

يتعلق تحقيق أهدافنا بالرحلة التي احتجنا إليها للوصول إلى الهدف أكثر من الهدف نفسه في أغلب الأحيان؛ حيث يجعل الفضول الرحلات أكثر متعةً، وربما تشعر بالفضول لخوض سباق ماراثون لكنَّك لا تعرف كيف تجري، وإذا قضيتَ ثلاثة أشهر في تعلُّم الجري، فسوف تحصل على جسد أفضل وتتعلم شيئاً جديداً.

3. كيف يمكنك الوصول إلى هدفك بطريقة تمنحك شعوراً جيداً؟

يُعَدُّ استخدام أسلوب "نعم، ولكن" طريقةً رائعة للتوصل إلى أفكار مبتكرة للعمل على تحقيق أهدافك، فإذا كانت ردة فعلك الأولى هي الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية ستة أيام في الأسبوع ولكنَّك لستَ سعيداً بذلك، فابحث عن شيء يعجبك في هذه الفكرة واجعله أفضل.

على سبيل المثال: إذا كان ما يعجبك في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية هو ممارسة التمرينات الرياضية، فماذا لو انضممتَ بدلاً من صالة الألعاب الرياضية إلى فصل الرقص حيث يمكنك تعلُّم بعض الحركات الجديدة لتستعرضها في عطلتك؟

شاهد بالفديو: 8 أنواع من المحفزات تجعل تحقيق أحلامك ممكناً

4. ما هو الأمر الهام بالنسبة إليك فيما يتعلق بهدفك؟

عندما تبحث عميقاً في هدفك، من المحتمل أن تجد معنىً أعمق، وإذا كان هدفك هو "الظهور بمظهر جيد"، فاسأل نفسك عن سبب أهمية ذلك بالنسبة إليك.

على سبيل المثال: "أريد أن أبدو بمظهر جيد لأنَّني أريد الاستمتاع بالإجازة"، بعد ذلك، اسأل نفسك إلى أي مدى تعتمد المتعة في عطلتك على مظهرك بملابس السباحة.

5. ما هو العمل المرتكز على القلب الذي يمكنك القيام به والذي يساعدك على الوصول إلى هدفك؟

سواء كان هدفك لا يزال يركز على مظهرك بملابس السباحة أم تغيَّر إلى البحث عن طرائق قضاء وقت ممتع في عطلتك، اختر إجراءً يمكنك القيام به يبدو وكأنَّه قادم من منطقة الحب بدلاً من منطقة الخوف.

على سبيل المثال: اقترِح على أصدقائك أن تأخذوا معاً دروساً في الغوص قبل الإجازة، سوف تجعلك تتحرك وتجمع أصدقاءك معاً.

السعادة والرضا على الأمد الطويل:

قد يساعدك الدافع القائم على الخوف على تحقيق أهدافك على الأمد القصير، لكنَّه لن يؤدي إلى السعادة والرضا على الأمد الطويل، فلا يمكن استخدام الخوف لفترات طويلة من الوقت، وسوف تتعب في النهاية من الخوف وتتخلى عن أهدافك، لكنَّ الحب خُلق ليستمر.

إنَّ العثور على دافعك الناجم عن الحب سيحفزك للوصول إلى أهدافك، سواء كانت أهدافك تتعلق بالشعور بالرضا عن شكلك في ثياب السباحة، أم في الحصول على ترقية في العمل، أم في الدفاع عما تؤمن به.

المصدر




مقالات مرتبطة