ما مدى شعورك بالرضى عن نفسك؟

تتمثل مهمتي في مساعدة الناس على محبة الحياة والاستمتاع بها، وفيما يبدو الأمر شاعرياً بعضَ الشيء إلَّا أنَّه يعتمد أمراً واحداً فقط؛ وهو التركيز على المحافظة على صحة الجسد والعقل ورشاقتهما.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "أنيتا شيبرون" (Anita Chaperon)، وتُحدِّثنا فيه عن أهمية العناية بالصحة والسُّبل التي يمكن اتباعها لتشجيعنا على القيام بذلك.

لكنَّ الصحةَ مفهومٌ نسبي بنظري وخصوصاً حين تُترَك لتفسير الناس؛ إذ تجد بعضَهم حساسين للغاية ويهرعون لاستشارة الطبيب عندما تصيبُهم أيُّ وخزة بسيطة أو عند شعورهم بأي إحساس غير طبيعي في حين سيتابع الآخرون - ومن ضمنهم والدي - حياتَهم ويتغافلون عن جميع الأعراض التي تصيبُهم حتَّى حدوث ما لا يمكن تجاهلُه - كسقوط أحد أسنانهم مثلاً - قبل أن يفكِّروا باستشارة الطبيب حتَّى.

لقد تعلَّمتُ ألَّا أُطلِق الأحكام على الناس، كما أنَّ خبرتي في الحياة وكذلك غريزتي الفطرية علَّمتني ألَّا أقدِّمَ المواعظَ فيما يتعلق بالعادات الصحية لأيِّ شخصٍ إلَّا عندما يطلبها بنفسِه؛ فالأمر أشبه بركوب حصانك؛ إذ يمكنك أخذه باتجاه النهر؛ لكنَّك لن تتمكنَ من إجباره على شرب الماء.

لقد وجدتُ منذ فترة تفسيراً عِلمياً بليغاً لكل ما سبق أكثرَ من مُجرَّد شعوري الغريزي تجاهه، كان فعلياً في الصفحة الأخيرة من أحد كتب علم النفس التي كنتُ أقرؤها، ولا بدَّ من الاعتراف بأنَّه قد راودني شعور عظيم بالراحة والحماسة في الوقت ذاته عندما وجدتُه؛ فمن المفيد دوماً معرفةُ أنَّ علماء النفس قد اكتشفوا ما كنتَ تشعر به غريزياً وتجد صعوبةً في التعبير عنه.

الالتزام بالتغيير مرتبط بالإيمان بالذات:

في علم النفس، يحدثُ الالتزام بالتغيير في أغلب الأحيان حين يؤمن الإنسان بقدرته على إحداث فرق ما في حياته أو في حياة الآخرين؛ إذ يؤمن العديد من الأشخاص بأنَّ الأجلَ محتوم وسيأتي في أوانه تماماً فيتَّبعون مَسلك الإيمان بالقضاء والقدر فيما يخصُّ صحَّتهم؛ ممَّا يدفعهم لإهمالها والاستسلام لما يصيبُهم من أمراض يمكنهم التعايش معها، إلَّا أنَّنا حين نشعر بقدرتنا على التحكم بشيءٍ ما والسيطرة عليه فمن المُحتمَل أن نفعل شيئاً ما بخصوصه عندما تستدعي الحاجة لذلك.

بعبارةٍ أخرى فإنَّنا نقوم بإحداث تغييرات في عاداتنا للمحافظة على صحَّتنا وتحسينها فقط عندما نؤمن حقاً بقدرتنا على إحداث التغيير أو عندما نشعر بحاجةٍ ماسَّة للقيام بتلك التغييرات؛ لكنَّ الأمر كلَّه متروك لإدراكنا وتصوُّراتنا الخاصة.

شاهد بالفديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

4 عوامل تساعدنا على تقييم قدرتنا على إحداث التغيير:

1. تصوُّر قابلية الإصابة بالمرض:

وتمثِّل التقييم الذاتي لكل شخص حول مدى خطورة إصابته بمرضٍ ما.

2. تصوُّر شدة المرض:

وهي تقييم الفرد الذاتي لخطورة الحالة المَرضية التي أصابته والعقبات والنتائج التي من المُحتمَل أن تنجم عنها.

3. تصوُّر المعوقات المُحتمَلة:

أي تقييم الفرد الذاتي للتأثيرات التي من الممكن أن تسهِّل اعتمادَه للسلوك الصحي المُشجَّع عليه أو تعوقه.

4. تصوُّر الفوائد المُحتمَلة:

أي تقييم الشخص الذاتي للنتائج الإيجابية التي قد يحصل عليها عند اتباعه لذلك السلوك الصحي.

يعود سببُ إخباري لكم بذلك كله إلى رغبتي في أن توجِّهوا سؤالاً لأنفسكم؛ فأنا أريدُكم أن تحددوا إن كنتم من الأشخاص الذين لا يبذلون أدنى جهد لمحاولة اتباع أسلوب حياة صحي بسبب اعتقادكم بأنَّ ذلك لن يُحدثَ أيَّ فرقٍ، أم هل أنتم من الأشخاص الذين لا يمنحون أنفسَهم فرصة صغيرة للشعور بالعَظَمة بسبب عدم ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم، وإلى أي مدى يجب أن تسوءَ صحَّتكم كي تبدؤوا بعدِّها أولوية في حياتكم وتتخذوا الخطوات اللازمة للعناية بها.

إن كنتَ واحداً من هؤلاء الأشخاص، فعليك أن تعلمَ أنَّ مُعظَم الناس لا يُدرِكون مقدار الروعة الذي يمكن أن يشعروا به إن اتخذوا خطوات بسيطة للغاية في سبيل العناية بصحتهم الجسدية والنفسية.

إقرأ أيضاً: 8 إرشادات للحفاظ على الصحة والتمتع بجسم سليم

في الختام:

يُمضي مُعظَم الأشخاص حياتَهم في مستوى متواضع من الطاقة، ويضيِّعون وقتَهم في التفكير بأنَّ ذلك أفضلُ ما يمكنهم الحصول عليه، وفي الوقت الذي يبدأ فيه هؤلاء الأشخاص بإحداث تغييرات حقيقية في عاداتهم الصحية - إن فعلوا ذلك أصلاً - للمحافظة على صحتهم، تنتابُهم الدهشة حيالَ مقدار روعة الأحاسيس التي يمكن أن يشعروا بها عند اتباعهم لِعادات صحية متوازنة.




مقالات مرتبطة