مع ذلك لا تستطيع أغلب النسوة اكتشاف أنهن مصابات بمرض القلب.. وينطبق هذا على السيدات اللاتي يحملن عوامل تعرض للإصابة تجعل هذا النوع من الأزمات الصحية قابلاً للحدوث بكثرة. وقد تكون أعراض المرض مختلفة جداً عما تتوقعه المرأة عن كيفية الشعور بالنوبة القلبية، بحيث تخطئ تفسير ما تحس به، وبذلك تؤخر حصولها على العناية الطبية اللازمة، وقد تكون هذه غلطة فادحة تؤدي بها إلى الموت. ولتفادي ذلك وللمعافاة التامة من المرض يجب أن تبدأ المعالجة الطبية خلال لا أكثر من 90 دقيقة من بداية حدوث النوبة القلبية.
إن إتباع الخطوات الست التالية قبل وصول الإسعاف إليك قد يصون حياتك إن شاء الله..
1-اعرفي أعراض المرض..
لا يصاحب النوبة القلبية ألم شديد دوماً، فمعظم السيدات اللواتي عوفين من نوبات قلبية ذكرن أنهن شعرن بتعب خفيف أقل مما توقعنه. وتقول الطبيبة J.H.Mieres من مركز جامعة نيويورك الطبي: " لا تتعرض أغلب النساء عادة لأعراض الإصابة التقليدية بالمرض. وبدلاً من الشعور بألم من الصدر قد تشعرين بإحساسات غير مألوفة في أنحاء جسدك، في المنطقة العلوية من المعدة مثلاً أو على الجانب الأيسر لظهرك أو في كتفيك أو حتى في الفك". وتضيف Mieres : " تألمت سيدة من ضرسها وحصل خدر في فمها مترافق مع ثقل أحست به في صدرها. وكانت هذه بداية إصابتها بنوبة قلبية.. وربما تصاب بعض السيدات بالبرد أو تشعر ببعض الرطوبة أو تحس أن أمراً ما سيئاً سيحدث. وقد تكون الأعراض المرافقة للنوبة القلبية ضيق في التنفس أو لهاث عند بذل أدنى مجهود، أو الوهن مع بعض الغثيان، أو الشعور بعدم الحصول على هواء كاف".
إن أغلبية النساء بعمر الـ55 أو أصغر ممن يتعرضن لنوبات قلبية لا يميزن إشارات الإنذار المرافقة للإصابة. ومع أن 88% من النساء يشكين من ألم في الصدر(وهو أحد الأعراض البارزة التي ترافق النوبة القلبية لدى كلا الجنسين) لكن 42% منهن فقط يستيقن أن الألم يحدث في قلوبهن، بينما تلقي الأخريات اللوم على الحرقة المعدية أو سوء الهضم، الذي يسبب ألماً مشابهاً. لذلك فالتمييز بين الأعراض المرافقة للنوبة القلبية-وقد تكونين معرضة للإصابة بإحداها- هي المفتاح لسلامتك إن شاء الله منها.
2- اتصلي بالإسعاف فوراً..
أخبري مركز الإسعاف بإصرار أنك تعتقدين أنك تتعرضين لنوبة قلبية، ولا تقلقي إن أخطأت التقدير. إذ يوجد زمن محدود لتجني الفائدة المرجوة من علاج ينقذ حياتك، مثل تناولك للعقارات المضادة للجلطة التي تصيب أحد شرايين القلب، أو إجراء تقويم وعائي angioplasty باستخدام البالون عن طريق إدخال قثطار في الوعاء الدموي لليد أو الفخذ إلى مكان الإنسداد، ثم نفخ البالون لتوسيع المنطقة المنسدة. فإذا ما نجحت هذه الطرق خلال الساعة الأولى بعد حصول النوبة القلبية، فبالإمكان نوعاً ما منع حدوث أذى دائم في القلب كما يذكر Dr. Henry مدير البحوث الطبية بمعهد "منيابوليس" لعلوم القلب.
3-تناولي الأسبرين..
ربما يؤدي تناولك للأسبرين في حال إصابتك بنوبة قلبية إلى زيادة احتمال نجاتك من الموت بصورة لا يستهان بها، لكن هذا ليس صحيحاً دوماً..والحالا التي تجعل حبة أسبرين واحدة مصدر خطر لك هي القرحات المعدية إذا كنت مصابة بها، أو تناولك لعقاقير مرققة للدم، أو وجود حساسية تجاه الأسبرين لديك..وعلى الشخص المسعف سؤالك عن هذه الحالات ومحاولة تحديد الأعراض التي تنذر بحدوث السكتة. كما قد يسيء أخذك للأسبرين إلى طبيعة السكتة التي تنشأ من وعاء دموي متمزق. وفيما عدا ذلك يمكن للأسبرين أن يبطئ من تراكم الجلطة المسببة للنوبة القلبية. لا تتناولي حبة الأسبرين المغلفة، فلها مفعول بطيء جداً حتى وإن قمت بمضغها، بل عليك بأنواع الأسبرين غير المغلف أو التي تنحل في الماء.
4-انتظري دوماً وصول سيارة الإسعاف..
يقول الطبيب Henry في دراسة شارك فيها عام 2007: " يموت حوالي 5% من المرضى الذين تعرضوا لنوبات قلبية قبيل وصولهم إلى المستشفى بسبب حدوث اضطرابات خطرة في نظم دقات القلب (رجفان بطيني)، يتبعها "إحتشاء قلبي". ويشير الطبيب Cuffe إلى الناحية التالية: "كثيراً ما نرى الناس يقودون سياراتهم جالبين شخصاً عزيزاً ألى المستشفى وقد توفي لتوه في السيارة. فبعد مضي دقيقة أو اثتين على توقف القلب أو رجفانه تنخغض كثيراً فرصة إنعاش شخص ما من الاحتشاء القلبي، وبعد خمس إلى عشر دقائق تكون احتمالات النجاة منعدمة تماماً".
ويستطرد Henry قائلاً: "إذا توقف قلبك عن العمل في سيارة إسعاف، فسيكون بإمكان طاقم الإسعاف استخدام جهاز مزيل الرجفان defibrillator مباشرة، حيث يمكن إحداث صعقة في القلب وإعادته إلى نظمه الطبيعي، وستتلقين بذلك المعالجة المناسبة بسرعة..كما أن الوصول إلى المشفى بوساطة سيارة الإسعاف يمكن من تسريع عملية سبر الأرومة الوعائية بالبالون ويخول طاقم الإسعاف في السيارة لاتخاذ إجراءات تداو سريعة بعد تشخيص الحالة وقبل وصولهم إلى المستشفى. وهذا لا يمكن تداركه لو قمت بالحضور بسيارة عادية.
5-لاتذهبي بمفردك إلى المستشفى..
إذا صادفت أعراض النوبة وأنت بمفردك فما عليك فعله هو الاتصال بالإسعاف أول الأمر..وبإمكانك بعد ذلك الاتصال بأحد أفراد عائلتك أو صديقة أو جارة يمكنها المجيء إليك على وجه السرعة. ثم أخبري من يحضر لمساعدتك فوراً بأنك تعتقدين بحدوث نوبة قلبية، واشرحي لها ما تشعرين بأنك تعتقدين بحدوث نوبة قلبية، واشرحي لها ما تشعرين به من أعراض مرافقة، وأنك قد اتصلت بالإسعاف، وأخبريهم باسم أقرب مستشفى تتوقعين الذهاب إليه.بهذه الطريقة سيقوم الشخص الذي يساعدك بتزويد المعلومات اللازمة عنك إلى المسعفين في حال أضحيت عاجزة عن الكلام لاحقاً. أخبري الشخص الذي جاء لمساعدتك أن يلاقيك في المستشفى إذا ما تأخر في القدوم إليك قبل وصول سيارة الإسعاف، ثم دوني ما تشعرين به على ورقة وقومي بفتح باب البيت في حال شعرت بدنو فقدان الوعي، كذلك قومي بفك الملابس الضيقة واجلسي أو تمددي في وضع ترتاحين فيه.
6-اعرفي المستشفيات التي في جوارك..
سيقتادك الإسعاف بشكل طبيعي إلى أقرب مستشفى، لكن إذا توفر عدد قريب منها إلى جوارك فسيأخذك طاقم الإسعاف إلى المستشفى الذي تختارينه، خاصة إذا اقترحت سبباً طبياً وجيهاً لذلك،(مثلاً إذا كان طبيبك ممارساً فيها أو قد وصاك بها). وقد لا ينصاع المسعفون لطلبك إن ارتأى الطاقم مركزاً طبياً أنسب لك ربما بسبب وجود برنامج أفضل لعلاج الحالات القلبية الإسعافية أو لأن وضعك غير مستقر..والخيار الآمن إلى إدخالك إلى أقرب غرفة طوارئ مناسبة.
أضف تعليقاً