ما الفرق بين الجبن الأبيض والجبن الأصفر؟
غالباً ما تجد في الأسواق مجموعة من الجبن المعروض ذي اللون الكريمي الشاحب، أو الأصفر الفاقع، أو البرتقالي الغامق، وقد بات من الشائع رؤية أصناف جبنٍ بدرجات ألوان مختلفة، حتى أصبحت تُعدُّ ألواناً أساسيةً في بعض الحالات، فيُسمى جبن الشيدر الفاتح اللون مثلاً بجبن الشيدر الأبيض، بينما الصنف البرتقالي يُسمى شيدر فقط، لكنَّ معظم قطع وأقراص الجبن غير البيضاء مخالفة للطبيعة تقنياً؛ فالأجبانُ الصفراء والبرتقالية التي تباع اليوم، هي نتاج تقليد ترجع جذوره للقرن السابع عشر.
تاريخ الجبن الأصفر:
وفقاً للإذاعة الوطنية العامة الأميركية (National Public Radio)، فإنَّ معظم الجبن المصنوع في إنجلترا منذ قرون، جاء من أبقار تربت على نظام غذائي أساسه العشب الغني بالبيتا كاروتين، وكانت النتيجة حليباً ذهبي اللون، ثم بدأت علامة الجودة الملونة هذه بالاختفاء حوالي القرن السابع عشر.
وبدلاً من دمج قشدة الحليب البقري في منتجهم - وهو ما أعطى الجبن لونه - بدأ صانعو الجبن ببيعه منفصلاً، أو تحويله إلى زبدة لتحقيق عائد إضافي، ونتجَ عن ذلك الجبنُ الأبيض الذي كان يحتوي على نسبة دهون أقل ونكهة أخف من الأصناف الصفراء والبرتقالية.
لاحظ الزبائن الفرق، وأدركوا أنَّهم كانوا يشترون منتجاً بنوعية أقل وبنفس السعر، ولخداعِ الزبائن للاعتقاد بأنَّ تلك هي نفس السلع عالية الجودة التي اعتادوا عليها، بدأ صانعو الجبن بإضافة صبغات الطعام للجبن قليل الدسم.
إضافة توابل الأناتو في صناعة الجبن:
من المواد المضافة الزعفران ونبات القطيفة (ماري جولد) وعصير الجزر، أعطت لوناً لمنتجات الألبان البيضاء، وجعلتها تبدو أكثر حيويةً في بعض الحالات من المنتجات كاملة الدسم.
لكنَّ شعبية هذه الأصباغ تراجعت تدريجياً لمصلحة توابل الأناتو (annatto)، وهو ملون غذائي ذي لون برتقالي مائل للاحمرار، مستخلص من بذور شجرة الأشيوت الاستوائية؛ يعطي هذا البهار الجبنَ لوناً غنياً برتقالياً مائلاً للاصفرار، ويستخدم اليوم في كل شيء بدءاً من جبن الشيدر المصنوع في المزارع الصغيرة، إلى بعض أصناف المعكرونة بالجبن الشهيرة عالمياً.
استخدام الصبغة الصفراء في صناعة الجبن:
لم يتوقف استخدام الصبغة الصفراء في صناعة الجبن، لكنَّه لم يعد يخدم غايته الأصلية؛ لذلك بدأ صانعو الجبن طوال سنين ماضية باكتشاف فائدة أخرى لاستخدام مواد مضافة مثل الأناتو؛ وذلك لأنَّه يعطي شكلاً متسقاً لأنواعِ الجبن المصبوغ، حتى لو صُنِعَ من أنواع متباينة اللون من الحليب، وهو ما يحدث غالباً.
وبات المستهلكون يتوقعون لوناً برتقالياً فاتحاً لأنواع معينة من الجبن، تماماً كما توقع الزبائن لوناً ذهبياً طبيعياً للجبنِ المصنوع من حليب الحيوانات التي تتغذى على العشب في القرن السابع عشر.
ما هو الفرق بين الجبن الأصفر والجبن الأبيض؟
إنَّ معظم أنواع الجبن الملون التي تُباع اليوم إما أمريكية الصنع أو من نوع الشيدر، لكنَّ كلا النوعين متوفر بلون أبيض خافت، ولا اختلاف بين اللونين فيما يخص النكهة على الإطلاق، والأجبان التي خُمِّرَت لنفس الفترة الزمنية لها نفس المذاق، حتى لو كان لون بعضها لافتاً للنظر أكثر، لكن لا ينبغي اختيار لون قطع الجبن بناءً على الجانب الجمالي وحده.
في الختام:
على الرغم من أنَّه يصعب على معظم المستهلكين ملاحظة وجود توابل الأناتو في الجبن الأصفر، إلا أنَّ المادة المضافة يمكن أن تثير ردود فعل لدى بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية من الجوز.
تشمل الأعراض الشائعة المتعلقة بالحساسية تجاه الأناتو الشرى، وصعوبة في التنفس، وآلام في المعدة، إنَّ ردود الفعل هذه نادرة، وعلى أية حال، فإنَّ معظم خبراء الجبن سيجدون صعوبة في التمييز بين جبن الشيدر الأبيض والأصفر عند قيامهم باختبار التذوق الأعمى.