لماذا يعد السلوك المناسب أهم من المهارات؟

تهدف الشركات إلى توظيف الأفراد الذين يتمتعون بالسلوك والكفاءة المناسبَين، ومع ذلك، إذا اضطروا إلى الاختيار بين الاثنين، فسيختارون دائماً الفرد الذي يتخذ السلوك المناسب.



هذه الطريقة مدعومة بأبحاث تشير إلى أنَّ 80% من أدائنا مرتبط بمعدل ذكائنا العاطفي (EQ)، مقارنةً بـ 20% المرتبطة بمعدل ذكائنا العقلي؛ حيث يشير هذا إلى أنَّ الكفاءة لا تساهم إلا بنسبة 20% فقط في نجاحنا، وهناك ثلاثة أسباب تجعل من الأفضل اختيار الموظفين بناءً على سلوكهم بدلاً من مواهبهم:

1. تعليم المهارات أبسط من تعليم السلوك:

عندما يمتلك الأفراد القدرة على اتخاذ السلوك المناسب، فإنَّهم يكونون متحمسين وقادرين على التكيُّف على حدٍّ سواء، ممَّا يجعلهم أكثر استجابة لاكتساب قدرات جديدة؛ إذ باتخاذ السلوك الصحيح مع بذل ما يكفي من الجهد لإنجاز العمل، يمكن تعلُّم المواهب الجديدة بسرعة. في حين أنَّ تعزيز السلوك غالباً ما يستلزم تغيير السلوكات، وهو ما يكون دائماً أكثر صعوبة؛ حيث يجب أن يرغب الأفراد في إحداث التغيير، والذي غالباً لن يحدث من دون اتخاذ السلوك المناسب.

إقرأ أيضاً: 10 مهارات ناعمة تساعدك على تحسين حياتك المهنية

2. قد يكون لسلوك الفرد تأثير في أدائه العام:

عندما يتخذ الأفراد سلوكاً غير مناسب، فقد يكون إشراكهم في العمل أمراً صعباً للغاية؛ إذ قد يتعارض سلوكهم ببساطة مع الثقافة التنظيمية، ويعوق التعاون، ويخلق حالة من عدم الرضا، ويكون له تأثير سلبي في الأداء العام.

ووفقاً لدراسات أجرتها مؤسسة جالوب (Gallup) عن مشاركة الموظفين، فإنَّ حوالي 30% فقط من الموظفين العاملين، و50% من غير العاملين، و20% من غير العاملين بشكل فعلي، هم غالباً الأشخاص الذين يتخذون أسوأ السلوكات، فهم ليسوا سعيدين من عدم مشاركتهم في العمل، بل يريدون تحسينه بين بقية أعضاء الفريق.

غالباً ما يظهر هذا في أنواع الرياضة التي تتطلب عملاً جماعياً، وتحديداً عندما يواجه الأفراد ذوو الكفاءة العالية صعوبة في التأقلم مع زملائهم في الفريق، ممَّا سيؤدي إلى الصراع والتعاسة؛ ونتيجة لذلك، يتم التخلِّي عنهم، ويتحسَّن أداء الفريق على الفور تقريباً.

إقرأ أيضاً: 7 طرق تساعدك على التكيّف مع متغيرات الحياة

3. اتخاذ السلوك المناسب يجعلك قادراً على قهر التحديات:

لعلَّك سمعت بالقول المأثور: "في الشدائد، لا يصمد إلا الأشداء"؛ حيث إنَّنا سنواجه دائماً العقبات والأوقات الصعبة، وفي هذه الأوقات تبرز صفات مثل العزم والمثابرة؛ لذا فإنَّ امتلاك المواهب الضرورية من دون وجود الإرادة لاستخدامها، لن يساعدنا على التغلُّب على العقبات وتحقيق النجاح.

عند التوظيف، يجب أن نركِّز على مهارة اتخاذ السلوك المناسب بالإضافة إلى مجموعة من المهارات التقنية؛ ومع ذلك، فإنَّ غالبية أسئلة المقابلة تركز على الكفاءة، في حين أنَّه يجب علينا التأكُّد من أنَّنا نطرح الأسئلة المناسبة للتثبت من مواقفهم فيما يخص أموراً مختلفة مثل النزاهة، والمبادرة، والدافع، والمثابرة، والمرونة، على سبيل المثال لا الحصر.

نحن بحاجة إلى الاستفسار عن العقبات التي تغلَّبوا عليها، وكيفية تعاملهم مع الفشل، ومع الظروف التي كانت تفوق قدراتهم الحالية. قد يتظاهر الأفراد باتخاذ السلوك المناسب في أثناء المقابلة، ويجب علينا النظر في هذه المجالات، والإصغاء إلى اللغة التي يستخدمونها للتأكد من سلوكهم الحقيقي؛ هل هم قادرون على استخدام صيغة الماضي في أثناء التحدُّث عن تجاربهم السابقة، وتقديم أمثلة محددة، وخوض التفاصيل؟ إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك، فمن المرجح أنَّهم يفتقرون إلى السلوك الذي نحتاج إليه.

تداعيات توظيف شخص ما لا يمتلك سلوكاً مناسباً كبيرة؛ إذ إنَّه وفقاً للدراسات، فإنَّ 46% من الموظفين الجدد يفشلون خلال الـ 18 شهراً الأولى، و85% من هذه الإخفاقات تعود للسلوك، حيث يشير هذا إلى أنَّ 40% من جميع الموظفين الجدد يفشلون بسبب الصعوبات التي يواجهونها نتيجة سلوكاتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة