لماذا يعد التحلي بالامتنان أمراً ضرورياً؟

هناك طريقة واحدة للتأكد من أنَّك تستيقظ كل يوم وأنت تشعر بالهدوء والسعادة والبهجة، وهي التحلِّي بالامتنان؛ فعندما تجعل من الامتنان عادة للتعبير عن تقديرك لكل شيء في حياتك، يصغي الكون بأكمله إليك، ويستجيب لك بمزيد من الحب.



يجبرك الامتنان على الخروج من إطار مشكلاتك لإلقاء نظرةٍ على الصورة الأكبر، ويمنعك بذلك من الدخول في دوامة من اليأس والقنوط؛ كما أنَّه يمنحك الفرصة لإعادة ترتيب حياتك والنظر إلى الجوانب الإيجابية للمواقف التي تعترضك.

ومع ذلك، إذا لم تكن قادراً على رؤية الخير في يومٍ سيئ، فلا يعني هذا أنَّك شخصٌ غير ممتنٍّ للحياة؛ ذلك لأنَّ الحياة بعيدةٌ كلَّ البعدِ عن الكمال، وقد تحدث أحياناً أشياء تضطرك إلى التفاعل معها بطريقةٍ سلبية، وقد يكون شعورك بالشفقة على نفسك أمراً لا بأس به بين الحين والآخر، رغم أنَّها لن تعود عليك بأي فوائد تُذكَر.

ما هو الامتنان؟

يعني الامتنان أنَّك تعمل من مكان الوفرة بدلاً من مكان الندرة والخوف، وأنَّك تقدِّر كل شيء في حياتك، حتى في الأيام التي تشعر فيها ألَّا شيء يسير على ما يرام.

لتحويل الشعور بالامتنان إلى عادةٍ مستدامة، يجب أن يكون أساس مشاعر الامتنان مستقلاً عن ظروفك، وأن تعثر على الجانب الإيجابي في كلِّ الأمور حتى وإن لم تسر كما خططت لها.

تقول "ميلودي بيتي" (Melody Beattie): "يطلق الامتنان العنان لكمال الحياة؛ فهو يحول الإنكار إلى قبول، والفوضى إلى نظام، والارتباك إلى وضوح".

ما أهمية الامتنان؟

تُظهِر الدراسات أنَّك إذا عبَّرت عن الامتنان، فسيزيد هذا من سعادتك بنسبة 25٪؛ وأنَّك عندما تمتن لما لديك بدلاً من التفكير فيما لا تملكه، ستشعر بالارتياح.

يقول (لويس هاوز): "إذا ركزت على ما لديك، فستحصل على المزيد دائماً؛ لكن إذا ركزت على ما لا تملكه، فلن يكون لديك ما يكفي أبداً".

في المقابل، وجد علماء النفس أنَّ الأحداث السلبية لها تأثيرٌ أكبر على أدمغتنا من تلك الإيجابية، ويُشار إلى ذلك بمصطلح "التحيز السلبي"؛ ونتيجةً له، يميل الكثير من الناس إلى الابتعاد عن الامتنان.

شاهد بالفيديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

كيف يمكنك أن تجعل من الامتنان عادة لك؟

دعونا نلقي نظرةً على أربعة طرائق بسيطة يمكنك من خلالها أن تكون ممتناً دائماً:

1. الاحتفاظ بدفتر للامتنان:

إذا سألك أحدهم الآن ما الذي أنت ممتنٌّ له، فهل ستتمكن من الإجابة دون تفكير؟

غالباً ما نختبر أشياء يجب أن نكون ممتنين لها، لكنَّنا عادة ما ننساها في اليوم التالي؛ وهذا هو السبب في أنَّ كتابة ما أنت ممتنٌّ له فكرةٌ جيدة، حيث تعيد بذلك برمجة عقلك للتركيز على الخير.

عندما يتعلق الأمر بممارسة الامتنان، فإنَّ الاتساق هو المفتاح؛ لذا أدخِل عادة كتابة الأشياء التي تمتن لوجودها في روتينك اليومي، ويُفضَّل أن يكون ذلك في الصباح؛ فهذه طريقة رائعة لبدء يومك بقلبٍ ممتن.

إقرأ أيضاً: كيف غيَّرت كتابة اليوميَّات بخط اليد حياتي؟

2. التعبير عن امتنانك:

تُظهِر الأبحاث أنَّه في الأيام التي يسعى فيها الأفراد إلى التعبير عن امتنانهم، يشعرون بمزيد من المشاعر الإيجابية، ويزداد احتمال رغبتهم في مساعدة شخص ما والشعور بالارتباط مع الآخرين.

فكر في الأشخاص الذين أحدثوا تأثيراً إيجابياً فيك، وتواصل معهم، وأخبرهم عن مدى تقديرك لهم، وابدأ كتابة بطاقات شكر لهم، وامنحهم التقديرات المجدية، واحتفل بأفراح الآخرين كما لو كانت أفراحك أيضاً.

3. احتفي بالأشياء الصغيرة:

نحن أسرى التركيز على إنجازاتنا الكبيرة والاحتفاء بها بدلاً من مكاسبنا الصغيرة؛ ومع ذلك، إذا ظللت تتجاهل الأشياء الصغيرة واستمريت في الاندفاع من شيء إلى آخر، فستصاب بالإحباط بسرعة.

توقف لبعض الوقت، وتذوق لذة إنجاز الأشياء الصغيرة، وكن أكثر وعياً باللحظة الحالية بدلاً من الهوس بالمستقبل أو الخوض في الماضي، واستمتع بكل ما لديك.

إقرأ أيضاً: 15 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

4. التأمل في الامتنان:

يعدُّ التأمل ممارسة مفيدة لتحفيز الذهن وتنشيطه، فليس الهدف منه إسكات أفكارك، بل التحول إلى مراقب نشط لها.

تدور عملية التأمل كلها حول السماح للعقل بأن يفعل ما يفعله وتقبله كما هو؛ إذ يمكننا من خلاله إعادة برمجة مناطق في دماغنا، وتعزيز الصفات الإيجابية كالتركيز وصنع القرار، وتقليل السمات السلبية كالخوف والتوتر.

أفكار أخيرة:

لم يفت الأوان قط على تنمية عادة الامتنان؛ لذا اسأل نفسك عمَّا أنت ممتن من أجله، وخذ بضع دقائق من جدولك المزدحم كل يوم للتفكير فيه، وتوقف لبعض الوقت وقدِّره؛ إذ إنَّ للامتنان القدرة على تغيير حياتك بأكملها.

المصدر




مقالات مرتبطة