إصلاح الناس:
إنَّ نيَّتك تكمن في تغييرهم إلى الأفضل ومساعدتهم، لكن هل ينجح ذلك؟ والأهم من ذلك، كيف يستجيبون لمحاولاتك هذه؟ عندما نعامل الناس بصفتهم مقصرين، ويستجيبون لنا بانفعال، ألا يعني هذا أنَّنا نعدُّهم غير جيدين بما فيه الكفاية؟
عندما نقدِّم المشورة والمساعدة للأشخاص الذين لم يطلبوا منا ذلك، ألا نعدُّهم غير أكفاء بطريقة ما؟ ومَن يحب أن يشعر بأنَّه غير كفء؟ وهل سبق أن جعلك أي شخص تشعر بأنَّك غير كفء؟ إنَّه شعور غير لطيف، أليس كذلك؟ ما هو شعورك تجاه الشخص الذي جعلك تشعر بهذه الطريقة؟ ألم تشعر بالاستياء منه؟ ألم تشعر بالإهانة لأنَّه يَعُدُّ نفسه أفضل وأكثر معرفة منك؟ ألم تجعلك تصرفاته تشعر بأنَّك تتعرَّض للهجوم؟
لماذا لن ينجح إصلاح الآخرين أبداً؟
إذا كنت في أي وقت مضى على الطرف المتلقي لهذا النوع من السلوك، فأنت تعلم كم هو مهين ومتعالٍ؛ لذا إذا لم يعجبك ذلك، أليس من الأفضل تجنُّب تقديم نفس المعاملة للآخرين؟ بعد كل شيء، ما هي الفائدة التي يمكن أن تأتي من محاولاتك لإصلاح الأشخاص الذين تتعامل معهم؟
هل تنجح محاولة تغييرهم؟ لا، ومع الاستياء والعداوة التي نثيرها فيهم عندما نحاول تغييرهم، هل تزيد علاقتنا معهم قوةً أم تضعف؟ ألا يجعلهم ذلك يفقدون ثقتهم بنا ويبتعدون عنا؟ فكيف نغير الآخرين إذاً؟ وكيف نجعلهم يصلحون مشكلاتهم؟
يجب ألا نفعل ذلك؛ إذ تتمثل مهمتنا في قبول الأشخاص كما هم دون تدخُّل، ولا سيما دون التعالي عليهم بنصائحنا غير المرغوب فيها، لكن ماذا لو كنت تريد بناء علاقةٍ أفضل معهم، والعقبة هي أنَّهم لا يستجيبون كما تريد؟ إذا كان الشخص المعني صديقاً أو شخصاً هاماً بالنسبة إليك، فقد حان الوقت للبدء بالتفكير في أنَّه ربما يكون لديك الشخص الخطأ في حياتك.
ماذا لو لم تكن المشكلة الحقيقية أنَّ الشخص لا يرقى إلى مستوى توقعاتك؟ وماذا لو كانت المشكلة الحقيقية هي أنَّك قد اخترت الدخول في صداقةٍ أو علاقةٍ مع شخصٍ غير مناسب لك؟
إنَّه لأمر رائع أن يكون لدينا معاييرٌ للأشخاص الذين نكوِّن علاقات معهم، لكن عندما نختار شخصاً لا يلبِّي تلك المعايير، ونحاول بدلاً من ذلك جعله يمتثل لها، ففي هذه الحالة، العيب فينا وليس فيه؛ وذلك لأنَّنا نتعدى على حدوده ولا نعامله باحترام؛ إذاً، لماذا لا نجد بدلاً من ذلك أشخاصاً تنطبق عليهم المعايير التي نريدها في المقام الأول؟ ألن تكون هذه خطة أفضل؟
شاهد: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات
ما هو سبب محاولاتك لإصلاح الناس؟
هل ترى أنَّ سبب إصلاح الناس هو أنَّك تريد إثبات صحة آرائك وليس لأنَّك تهتم بهم؟ وهل من الممكن أن يكون السبب الذي يجعلك تغيِّر شخصاً ما في حياتك إلى "مشروع خاص" هو أنَّك تريد الحصول على كل الفضل عندما يتغير؟ أليس من الممكن أنَّك ترغب في المديح والثناء لتشعر بأنَّك مفيد ومتميز؟
في الختام:
لماذا لا نركز على أنفسنا؟ ولماذا لا نعمل على تغيير و"إصلاح" أنفسنا بدلاً من ذلك؟ هذا هو الشخص الوحيد الذي يمكننا تغييره على أي حال؛ فعندما نحاول إصلاح الأشخاص أو الأصدقاء أو الشركاء، فهذه ببساطة علامة على أنَّهم لا يستوفون معاييرنا؛ والحل الحقيقي الوحيد لذلك هو العثور على شخصٍ قد استوفى تلك المعايير، بدلاً من التعالي وإزعاج وتصيُّد أخطاء أولئك الذين لا يستوفونها.
أضف تعليقاً