لماذا لا تؤثر عبارات التشجيع فيك، وكيف تغير ذلك؟

تعمل عبارات التشجيع على تغذية عقلك بأفكار محفِّزة، والتي قد يساعد تكرارها في كثير من الأحيان، على التغلب على الأفكار السلبية. وقد توصَّل البحث الذي أجرته مؤسسة العلوم الوطنية (National Science Foundation) إلى أنَّه من ضمن عشرات الآلاف من الأفكار التي نتداولها كل يوم، يتسم ما يقارب 80% منها بالسلبية، وعلى ما يبدو أنَّنا جميعاً بحاجة إلى سحر عبارات التشجيع هذه.



وفي حين أنَّه يمكن أن تؤثر العبارات تأثيراً ملحوظاً في إعادة تشكيل أنماط تفكيرك إيجاباً؛ إلا أنَّها قد تلحق ضرراً إذا لم تُستخدَم استخداماً صحيحاً، ومن ثمَّ ينبغي أن نفهم أين ينتهي التفكير الإيجابي، ومتى تبدأ سموم هذا الأفكار بالظهور.

إليك كيفية استخدام عبارات التشجيع التي لها تأثير فعال في الواقع:

تاريخ عبارات التشجيع:

قد تكون عبارات التشجيع شائعة جداً في عالم التنمية الشخصية اليوم؛ إلا أنَّها ليست شيئاً جديداً؛ وذلك لأنَّها تعود إلى أوائل القرن العشرين؛ حيث لاحظ عالم النفس الفرنسي والصيدلاني، إيميل كو ( Emile Coue) أنَّه عندما أخبر مرضاه عن فاعلية جرعة الدواء، حقق نتائج أفضل بكثير من عدم قول أي شيء على الإطلاق؛ حيث طلب منهم أن يكرروا جملة: "أنا أتحسن كل يوم بشتى الطرائق"، وقد جلب هذا الشكل من الاستطباب بعض النتائج المدهشة، ولكنَّه فشل مرات عدة؛ حيث علم إيميل أنَّه ينبغي أن تصدق ما تقوله حقاً لكي تنجح في الأمر؛ وذلك لأنَّ قوة الإيمان هي ما تؤدي إلى التغيرات الملحوظة وليست الكلمات التي تتفوه بها، كما لاحظ أنَّ أسلوبه هذا قد باء بالفشل عندما أصدر المرضى حكماً مسبقاً عن تلك العبارات.

إقرأ أيضاً: التحفيز وتأثيره الإيجابي على حياة الإنسان ونجاحهِ العملي

لماذا يسبب استخدام عبارات التشجيع بالطريقة الخاطئة ضرراً لنا؟

لطالما واجهنا صعوبة في استخدام عبارات التشجيع؛ فكلَّما حاولنا أن نقترح على أنفسنا شيئاً، ينتهي بنا الأمر إلى الشعور بأنَّنا أسوأ؛ فما هو السبب يا تُرى؟

لنتخيل معاً أنَّنا تأخرنا عن تسديد الإيجار وأنَّ رصيدنا في البنك تحت الصفر، فكيف ستشعر إذا كررت لنفسك أنَّك فاحش الثراء؟ هل ستكون سعيداً ومتحمساً، أم أنَّ دماغك سيعيدك إلى الواقع الأليم بأنَّك مفلس؟

شاهد بالفديو: كيف تحفز نفسك وتحثُّها على النجاح؟

إذاً يجب أن تستخدم عبارات التشجيع استخداماً صحيحاً، بدلاً من السماح لها بتضليلك؛ لذا كلَّما مررت بوقت عصيب، اكتب في يومياتك أنَّ كل شيء سيكون على ما يرام وكلَّما أنجزت مهمة لم ترغب في القيام بها، قل لنفسك إنَّك فخور بما وصلت إليه وإنَّك تقوم بعمل عظيم، وذكِّر نفسك عندما تنظر في المرآة بأنَّك جميل بطرائق مختلفة، هذا هو السر الحقيقي في عبارات التشجيع، فإذا لم تستطع أن تجد أية حقيقة فيما تقوله، ستجعلك العبارات هذه تشعر بالسوء ليس إلا.

وقد أكدت دراسة علمية في عام 2009 ذلك، عندما خَلُصت إلى أنَّ تكرار عبارات التشجيع الإيجابية قد يفيد بعض الناس، ولكنَّه يعود بالنفع على أولئك الذين هم في أمسِّ الحاجة إليها، فإذا كنت مرتاحاً، ستُشعرك عبارات التشجيع بمزيد من التحسن، أما إذا كنت لا تعني ما تقوله ولا يتوافق مع نظرتك إلى نفسك أو العالم، ستزداد حالتك سوءاً.

الطريقة الصحيحة لاستخدام عبارات التشجيع:

يكمن مفتاح الحصول على فوائد وسحر عبارات التشجيع في الإيمان بها، فبدل أن تقول لنفسك أمراً معيناً بعيداً عن الواقع، ينبغي أن تبتكر جملة تكون أقرب احتمالية للتصديق، وكمثال على ذلك: استبدل جملة: "لدي مليون دولار في البنك" بجملة: "لدي إمكانات وفرص غير محدودة ستساعدني على تحصيل ثروة مالية ضخمة".

ينبغي أن تعلم أنَّه ما دمت تشعر بالحماسة والإثارة إزاء تكرار تلك العبارات لنفسك فالأمر يجدي نفعاً، ولكن عندما يتحول شعورك إلى الإحباط وخيبة الأمل أو الحزن، فالأجدر بك أن تجد عبارات جديدة وأكثر قابلية للتصديق، والتي من شأنها أن تحسِّن من شعورك.

المصدر




مقالات مرتبطة