لماذا تفشل الأهداف الذكية؟

اكتشفتُ قوة تحديد الأهداف الكبيرة عندما كنتُ في المدرسة الثانوية، فقد كنتُ مراهقاً ومدمنَ مخدراتٍ في مرحلة التعافي، وأتطلع إلى إيجاد طريقي في الحياة، وعرفتُ أنَّ الطريقة الوحيدة لأصنع شيئاً من نفسي هي الحصول على منحة جامعية لكرة القدم، وكنتُ قد طُرِدتُ بالفعل من فريق البيسبول (والتي كانت الرياضة المفضلة لدي)، وكانت كرة القدم السبيل الوحيد أمامي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المتحدِّث والكاتب واللاعب السابق في دوري كرة القدم الأمريكية "مات مايبيري" (Matt Mayberry)، والذي يُحدِّثنا فيه عن فشل الأهداف الذكية.

عندما خرجتُ من مركز إعادة تأهيل مدمني المخدرات، حدَّدتُ هدفاً للحصول على منحة دراسية، وكان وضعي مزرٍ في العام السابق، ولم تكن هناك كلِّيَّات تعرف مَن أنا، وكنتُ بطيئاً ونحيفاً وعنيداً للغاية، لكنَّني كنتُ أعرف أنَّ الطريقة الوحيدة لأعوِّض الآلام كلها التي عانيتُ منها هي الحصول على منحة جامعية.

لم يكن هدفي في ذلك الوقت هدفاً ذكياً، وصحيح أنَّه كان هدفاً مُحدَّداً للغاية، لكنَّه بالتأكيد ليس "واقعياً"، لا سيَّما من شخصٍ يتعالج من إدمان المخدرات. ولتحقيق نجاح غير مألوف، يجب أن نضع أهدافاً غير شائعة، ومن ثمَّ نتمتع بأخلاقيات عمل غير مألوفة لجعل هذا الهدف حقيقة.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية (SMART): كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

بعد مرور عام من التدريب لمدة سبعة أيام في الأسبوع، وأحياناً لمدة ثماني ساعات في اليوم، تلقَّيتُ مِنحاً من بعض أكبر برامج كرة القدم في البلاد، ولم يكن هذا ليحدث لو حدَّدتُ هدفاً واقعياً قبل عام.

ثمَّ واصلتُ اللعب في جامعة "إنديانا" (Indiana University)، وحدَّدتُ أهدافاً كبيرةً وهائلةً وغير واقعية منذ البداية، ومع ذلك، حتى يومنا هذا، أمتلك رقماً قياسياً في الجامعة في عدد المرات التي عرقلتُ فيها الظهير الرباعي خلال لعبة واحدة، وكنتُ أفضل لاعب في سنتي الأخيرة على مستوى البلد.

ثمَّ واصلتُ اللعب مع فريق "شيكاغو بيرز" (Chicago Bears) في مسقط رأسي لمدة عام قبل أن أعاني من إصابة في الكاحل، التي تسبَّبَت في إبعادي عن اللعب لمدة تسعة أشهر قبل أن أكتشف هدفي الحقيقي وأُحقِّقه، وهو ما أفعله الآن؛ أي التحدث والكتابة.

أرجو أن تفهم أنَّني لا أتعمَّد إثارة إعجابك؛ بل لأُوضح نقطةً هامةً، ألا وهي أنَّني لم أكن لأتمكن من فعل نصف ما فعلتَه خلال 27 عاماً من حياتي لو أنَّني اعتمدتُ على مفهوم الأهداف الذكية (SMART).

أرجو ألا تسيء فهمي، فربما نجحَت معك الأهداف الذكية في الماضي، ولكن هناك أيضاً فرصة جيدة لأن تكون الأهداف الذكية أحد الأسباب الرئيسة لعدم استثمار إمكاناتك الكاملة.

وكمثال: لم يكن أي أمر حقَّقه رجلا الأعمال "ستيف جوبز" (Steve Jobs) و"إيلون ماسك" (Elon Musk) واقعياً في عيون الآخرين، أو يعتمد على نظام الأهداف الذكية.

لا يقتصر سبب عدم اقتناعي بالأهداف الذكية على تجربتي الشخصية فحسب؛ بل على حصولي على فرصةٍ لمعرفة ذلك من رياضيين عالميين يشهدون بأنَّهم لن يكونوا في مكانهم الحالي أبداً لو كانوا واقعيين أو اعتمدوا على مفهوم الأهداف الذكية بالكامل.

ومع ذلك، ينبغي أن تُحكِّم عقلك، فلا توجد طريقة على وجه الأرض لتصبح مُغنِّي أوبرا، حتى لو كان ذلك أحد أكبر أهدافك في الحياة؛ بل ما أُحاول إخبارك به هو الخروج من منطقة راحتك وتجنُّب وضع أهداف صغيرة تعرف أنَّك ستُحقِّقها؛ فإذا لم تضع أهدافاً تخيفك، بل وتخيف الآخرين أيضاً، فهي ليست كبيرةً بما يكفي.

وكما قال الرسام "مايكل أنجلو" (Michelangelo): "لا يكمن الخطر الأكبر بالنسبة إلى معظمنا في تحديد هدفٍ كبير للغاية وعدم الوصول إليه؛ بل في تحديد هدف بسيط وتحقيقه".

 

المصدر




مقالات مرتبطة