لماذا تحتاج الشركة لبيان رؤية وكيف تكتبه؟

يشرح المؤلف روبرت دبليو بلي (Robert W. Bly) في كتابه "دليل خطة التسويق" (The Marketing Plan Handbook) كيف يمكِنك تطوير خطط تسويق كبيرة مقابل أجر ضئيل من خلال خطته التسويقية المكونة من 12 خطوة، كما يصف روبرت (Robert) في هذه المقالة أهمية وجود بيان رؤية للشركة، وكيف يمكِن أن يساعدك في تطوير خطة تسويق تساعدك على تحقيق المزيد من الأعمال.



هناك جانب أساسي لتخطيط الحملات التسويقية ويختلف باختلاف ما إذا كنتَ مدير تسويق شركة أو صاحب شركة صغيرة؛ وإذا كنتَ مدير تسويق؛ فيجب أن ترضي رب العمل فقط؛ أمَّا رب العمل يسعى إلى إنشاء عمل تجاري يعود عليه بفوائد شخصية ومالية، مما يوفر الدخل وأسلوب الحياة الذي يبحث عنه.

بالنسبة إلى مدير التسويق الذي لا يمتلك شركة، فإنَّ الهدف من خطة التسويق هو نفسه إلى حد كبير في كل شركة يعملون بها، وهو: إنشاء وتنفيذ حملة تزيد من عائدات التسويق؛ بمعنى آخر، تحقيق الحد الأقصى من المبيعات والأرباح مقابل كل دولار يُنفَق على التسويق.

لكن بالنسبة إلى رب العمل، هناك بُعد إضافي لعملية التخطيط والرؤية؛ فهو يريد إنشاء خطة تسويقية لا تزيد من عائدات التسويق فحسب؛ بل تُوفِّر أيضاً نمط الحياة الذي يرغب في الحصول عليه من أعماله.

لإنشاء خطة تسويقية كهذه؛ فأنت بحاجة إلى رؤية واضحة لتحديد نمط حياتك المثالي، على سبيل المثال: قد تكون شخصاً مدمناً على عمل وتعمل 12 ساعة في اليوم ولديك مردود عمل كبيرٍ نسبياً، ولكن لديك زملاء في نفس المجالات التي تعمل بها - مثل: كتابة المحتوى التسويقي وتحليل المعلومات - يَعتبرون العمل لساعات قليلة كل يوم أمراً بالغ الأهمية. بطبيعة الحال، قد تبدو أعمالك مختلفة تماماً، مع خطط التسويق الخاصة بك والمصممة لتحقيق أهداف ورؤية شركتك.

إقرأ أيضاً: ثلاث عناصر أساسية تحتاجها لوضع خطة تسويقية

ما هي رؤيتك؟

توضح رؤيتك - أو "رسالة المَهمة" الخاصة بشركتك - مسارك وكيف سيبدو في المستقبل، وكيف يبدو النجاح بالنسبة إليك؛ فدون تلك الرؤية، لن تعرف متى تُحقِّق ذلك النجاح، حيث تعيد خطة التسويق تركيزك على كل ما تقوم به في عملك عبر إنشاء سلسلة من الإجراءات المخططة والمنسقة التي تُمكِّنك من توفير الدخل وأسلوب الحياة الذي تسعى إليه.

لكتابة خطة تسويقية لعملك تمكِّنك من تحقيق المكافأة المثلى في حياتك المهنية والشخصية؛ تحتاج إلى تصور ما تريده في كِلا المكانين؛ فهل تريد أن تكون جزءاً من فريقٍ من المهنيين المتميزين والمبدعين والمتحمسين في العمل؟ أو هل تفضل قضاء اليوم بمفردك وأنت تعمل في هدوء وعزلة في كتابة برامج أو موازنة الأرقام في جداول البيانات؟

وأما في حياتك الشخصية، هل من الهام أن تكون موضع حسد من أصدقائك وجيرانك على ثروتك الكبيرة الجلية، كأن تعيش في أكبر وأرقى المنازل، أو تقود أغلى السيارات، أو تتناول العشاء في مطاعم ذات خمس نجوم أو تنضم إلى أفضل النوادي؟ أم أنَّ فكرتك عن السعادة هي تناول العشاء مع أصدقائك في حديقة المنزل؟ فكِّر كيف يمكِن أن يكون يومك المثالي، وتخيَّل مهامك وإنتاجيتك الإجمالية.

تُعَدُّ الرؤية هامة للشركات الصغيرة؛ لأنَّها تُعرِّفك إلى حقيقة أهدافك من عملك، ولا يمكِن أن تكون الرؤية غامضة؛ لأنَّها تعلن عن النتائج التي تتوقعها وتصبح بمثابة نور يرشدك ويجعلك تتقدم إلى الأمام؛ لذا تأكَّد من أنَّ بيان الرؤية الخاص بشركتك يوضِّح بشكلٍ جيد النتائج التي تنوي تحقيقها.

فيما يلي بعض الأمثلة على رسائل الرؤية الفاعلة لبعض الشركات العالمية:

  • مايكروسوفت (Microsoft): "حاسوب على كل مكتب وفي كل منزل يعمل على برامج مايكروسوفت (Microsoft) كأداة لتحقيق الفاعلية والقيمة".
  • إيباي (eBay): "توفير منصة تجارة عالمية حيث يمكِن لأي شخص المتاجرة بأي شيء يخطر في باله".
  • جمعية السرطان الكندية (Canadian Cancer Society): "تأسيس مجتمع واعٍ لا يخشى فيه الكنديون مرض السرطان".
  • أمازون (Amazon): "نريد أن نكون أكثر شركة جذباً للعملاء على وجه الأرض؛ حيث يستطيع الزبائن العثور على أي شيء قد يرغبون في شرائه عبر الإنترنت واسكتشافه".
  • مكتبة ميلووكي العامة (Milwaukee): "بوابة كل شخص إلى عالم واسع من المعلومات، من خلال تقديم أفضل الخدمات المكتبية، ونسعى وراء المعرفة والمتعة والتعلم مدى الحياة، مما يؤدي في النهاية إلى إثراء الحياة ومجتمعنا ككل".
  • شركة بولينج (Bowling Inc): "هدفنا هو أن يلعب أناس أكثر لعبة البولينج بصورةٍ أكبر، ليحظوا بالمرح".
إقرأ أيضاً: سر كسب الزَّبائن وتوسيع نطاق عملك

كيف تكتب بيان رؤيتك؟

حان الوقت لإنشاء بيان الرؤية، ولا تقلق إن لم يكن مثالياً؛ فما يهم في هذه المرحلة هو بدء التفكير في النشاط التجاري الذي تحاول إنشاءه، وافعل ذلك بغضِّ النظر عن المدة التي قضيتَها في العمل.

ابدأ بالكتابة على ورقة، وتخيَّل عملك من ثلاث إلى خمس سنوات في المستقبل، وأجب عن الأسئلة التالية:

  • ما الخدمات التي تؤديها؟ وما هي المنتجات التي تبيعها؟
  • لمن تُقدِّمها؟ (مَن هم العملاء المستهدفين؟ وإذا كان لديك عملاء محددين، أدرِجهم أيضاً).
  • أين موقع عملك؟ هل تعمل من المنزل أم في المكتب؟
  • هل أنت رب العمل أو موظف؟ وهل تُقدِّم الخدمة الفعلية التي يشتريها العملاء أو توظف موظفين للقيام بذلك وأنت تدير وتوجه العمل؟ وهل تبدو حياتك سعيدة؟
  • كم تكسب أنت وشركتك؟ (بالتأكيد لن تكون المبالغ هي نفسها).
  • هل لديك موظفون؟ وكم عددهم؟ وماذا يعملون؟ وما هي القيمة التي يضيفونها إلى العمل؟ وما هي المهارات التي يمتلكونها؟
  • كيف يبدو هذا العمل عند بيعه أو تسليمه إلى العملاء؟
  • ما الذي يُقدِّمه هذا العمل بشكل أفضل من أي عمل آخر؟ وماذا تعرف عنه؟ وما الذي يجعلك فريداً أو مختلفاً عن منافسيك؟ وما هي عروضك؟
  • ما هو شعورك حيال هذا العمل؟ وما الذي يلهمك للقيام به؟
  • ما هي الكلمات المفتاحية التي تستخدمها عند وصف عملك للآخرين؟ وما هي الكلمات التي يستخدمها عملاؤك عند وصف ما تفعله لهم وللآخرين؟

عليك استخدام أقوى الكلمات في شرحك، وابحث عن تلك الكلمات التي تثير مشاعرك، وتجذب انتباهك، وتُحقِّق شغفك عندما تقرأها على الورق؛ فهذه الكلمات تلهمك وتنتمي إلى رسالة رؤيتك، ويجب أن تشير كلماتك إلى نوع العميل الذي تخدمه والخدمة التي تُقدِّمها والأماكن الجغرافية التي تغطيها خدمتك؛ لذا ابدأ من الآن بكتابة رسالة رؤيتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة