لماذا تحتاج إلى جعل الدافع أمراً شخصياً؟

عندما تكون متحفزاً بعد قراءة نصائح لتعزيز الدوافع مثلاً تشعر بأنَّك على استعداد لإنجاز أيِّ مهمة تقف في طريقك إلى النجاح، ولا يسعك الانتظار لتُظهِر للعالم ما أنت قادر عليه، وفي اليوم التالي تستيقظ مبكراً وتوقف المنبه لتبدأ يومك بحماسة، يمر أسبوع وما زلت تشعر بحماسة؛ إذ يبدأ الناس حولك في ملاحظة ذلك؛ فقد تغيرت حقاً، ثمَّ يمرُّ أسبوع آخر وتشعر بالإرهاق قليلاً؛ لكنَّك تستمر، أمَّا في الأسبوع الثالث فتشعر بالملل من أيِّ شيء يتعلق بالدوافع، فماذا حدث إذاً؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن كاتبٍ في موقع "أديكتد تو سكسس" (addicted2success)، ويُحدِّثنا فيه عن السبب الذي يجعلك تحتاج إلى جعل الدافع أمراً شخصياً.

سألت نفسي السؤال نفسه كثيراً، وأدركت أنَّ الدافع القوي لا يستمر لفترة طويلة، فما حدث هو أنَّك حصلت على دفعة من الحماسة من كتب المساعدة الذاتية؛ لكنَّك لم تحقق الدوافع المستدامة التي تدوم إلى الأبد.

لذا إليك بعض النصائح عن كيفية تخصيص الدافع وبنائه:

1. حدد قوتك:

تتمثل الخطوة الأولى لإضفاء الطابع الشخصي على دافعك في تحديد نقاط قوتك والاستفادة منها، فما هي نقاط قوتك؟ توجد طريقتان للعثور على الجواب:

  • حلِّل إنجازاتك السابقة.
  • اسأل الناس الذين يعرفونك جيداً.

على سبيل المثال عندما كنت طالباً جامعياً حصلت على أعلى درجة في الخطابة، وكثيراً ما أخبرني الناس بأنَّني أستطيع التحدث بأسلوب رائع؛ فهذا يعني أنَّ لدي "كاريزما"، وأنَّني قادرٌ على إلهام الآخرين بكلماتي؛ لذا كيف يمكنني استخدام هذا لتخصيص دافعي؟ إذا كان بإمكاني إلهام الناس بكلماتي، فيمكنني أن ألهم نفسي أيضاً؛ لذا أتحدث مع نفسي كلَّ يوم، وعندما ينخفض دافعي أستخدم الاستعارات والتشبيهات والصور التي أُنشِئُها في مخيِّلتي للتخلص من الأفكار السلبية، وكلماتي لم تخذلني أبداً؛ لذا حدد نقاط قوتك واستفد منها.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للتخلص من الكسل والافتقار إلى الدافع

2. استخدم الرمزية:

الرمزية هي استخدام الرموز لتمثيل الأفكار؛ فالدافع والنجاح هما القوة الدافعة وراء كلِّ ما تفعله، وتساعدك نقاط قوتك على التغلب على التحديات للوصول إلى وجهتك، فلماذا لا تجعل لذلك كلُّه رمزاً يمثله؟ عندما تعطي ما تؤمن به رمزاً فإنَّه لا يصبح مجرد جزء ممَّا أنت عليه؛ بل يصبح من أنت؛ ممَّا يعطي الدافع معنى جديداً تماماً.

على سبيل المثال بعض نقاط قوتي هي الحماسة والعاطفة والطاقة الجسدية والتوق إلى التعبير عن الذات والغضب العميق إلى حد ما من فكرة أن يكون أيُّ شخص أفضل منِّي فيما أفعله؛ لذا قررت أنَّ رمز الشمس يمثل تماماً من أنا وكيف أتغلب على لحظات ضعفي.

أرتدي قلادة عليها رمز الشمس طوال الوقت؛ فهي جزء من حافزي؛ إنَّه يظهر للعالم حافزي، وأنا أحبه عندما يسألني الناس عنه، وفيما يأتي بعض الطرائق الأخرى للاستفادة من قوة الرمزية التحفيزية:

  • اختر الرمز الذي يمثل فلسفتك التحفيزية.
  • أنشئ هويتك الخاصة؛ إذ تضع فيها صورتك ورمزك الذي تختاره وتسجل اسمك، إضافة إلى المعلومات الأخرى التي تهمك.
  • تُعدُّ الخواتم والقلائد والأساور التي تحمل الرمز الذي تختاره طرائق رائعة لتجسيد دوافعك.

3. اجعل دوافعك طقوساً يومية:

توجد طريقة أخرى لتحفيز نفسك باستمرار؛ وهي جعل دوافعك طقوساً يومية، واجعل الحماسة عادة وليس مجرد شيء تفعله "من وقت إلى آخر"، حفِّز نفسك كلَّ يوم، استيقظ في الصباح وذكِّر نفسك بدوافعك؛ فما تفعله سيؤتي ثماره في يوم من الأيام.

تخيل كيف ستشعر عندما تحقق هدفك، والفوائد التي سيعود بها عليك، مثل المال والسلطة والشهرة، ولدي خطاب تحفيزي كتبته بنفسي أقرؤه كل صباح وهو يعكس رغباتي العميقة؛ إذ أقرؤه بصوت عالٍ وأشعر بالكلمات يتردد صداها في روحي؛ لذا اجعل من الدافع عادة.

4. تكيَّف:

على الرَّغم من أنَّ مقالات التحفيز الجيدة قد توفر إرشادات، إلَّا أنَّها لا تقدم إجابات؛ لأنَّك أنت من يستطيع الإجابة عن كلِّ أسئلتك؛ فالأشخاص الذين يكتبون عن الدافع لا يعرفونك كما تعرف نفسك؛ لذا خصِّص مقالات التحفيز وفقاً لاحتياجاتك الفردية وخبراتك وذوقك وذكائك.

على سبيل المثال إذا أرشدك مقال تحفيزي إلى أن تقوم بالمهمة الأصعب في الصباح في حين أنَّك شخصٌ يحبُّ العمل في الظهيرة فلا تقم بذلك في الصباح؛ فبهذه الطريقة يمكن للمقال التحفيزي أن يزودك بفكرة أن تنجز أصعب مهمة في اليوم عندما تكون في أفضل حالاتك، الأمر الذي يختلف من فرد إلى آخر؛ لذا تكيف مع ما تقرؤه وفقاً لما يناسبك لتكوين دافع شخصي.

إقرأ أيضاً: التكيف مع التغيير: ما أهميته؟ وكيف نطبقه؟

5. خذ فترات راحة:

قد تحسب أنَّك قوي ومرن، وربَّما تكون كذلك؛ لكنَّ تجاهُل فترات الراحة لن يقودك إلى أيِّ مكان؛ فتماماً مثل العضلات التي تحتاج إلى الراحة لتقليل تراكم حمض اللاكتيك بعد التمرين الشاق كذلك تفعل دوافعك، ومع ذلك يجب عليك ألا تنتظر حتى تُنهَك؛ لذا خصص وقتاً للاستراحة كلَّ أسبوع أو أسبوعين كحد أقصى.

أخذ يوم راحة كامل هو أيضاً جزء من دوافعك؛ لأنَّك ستتطلع إليه عندما تعمل بجد، واجعل فترات راحتك مفيدة، فلا تستخدم الهاتف المحمول أو أيَّ جهاز إلكتروني؛ فقد أجهدت عينيك طوال هذا الوقت؛ لذا تحتاج إلى منحهم فترة راحة في يوم فراغك، ولا بأس بممارسة تمرينات رياضية خفيفة، لكن يجب ألَّا تتجاوز 20 دقيقة، وتجنب أيَّ شيءٍ وأيَّ شخصٍ قد يستنفد قوة الإرادة لديك؛ لذا خصِّص فترات راحة واجعلها ذات قيمة.

إقرأ أيضاً: 7 أنواع للراحة لتحصل على أقصى فائدة من طاقتك

في الختام:

الدافع الشخصي هو أقوى دافع؛ فهو مرتبط بعمق باحتياجاتك وذوقك وخبراتك وطريقة تفكيرك، ولا تقدم مقالات التحفيز شيئاً أكثر من التوجيه؛ فهي نقطة انطلاق، وليست إجابة عن سؤال شخصي عميق؛ فسِرُّ بقائك متحفزاً يكمن فيك أنت.




مقالات مرتبطة