كيفية تطوير خطة استراتيجية لنمو الأعمال الصغيرة والمتوسطة

تؤدي المشاريع والأعمال الصغيرة والمتوسطة دوراً هاماً في التنمية الاقتصادية لمختلف الدول، ويعدُّها بعض الأشخاص عموداً فقرياً للاقتصاد العالمي؛ إذ إنَّها تساعد على توفير فرص العمل لعدد كبير من الناس؛ ومن ثَمَّ تقلِّل من معدلات البطالة وتشجع على الابتكار، وتحسِّن الجودة والكفاءة وتطوِّر الأفكار في مختلف المجالات.



كما أنَّها تعمل على تحسين العلاقات التجارية وتعزيزها بين الشركات العالمية والشركات المحلية، إضافة إلى ما سبق فإنَّ المشاريع المتوسطة والصغيرة تساهم مساهمة كبيرة في حل المشكلات الاجتماعية والبيئية أيضاً، فمثلاً تساهم في إيجاد حلول مبتكرة للحد من التلوث كأن تطوِّر تقنيات جديدة للطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والشمس، وتساعد على التخلص من النفايات مثل مشاريع إعادة التدوير.

تعزِّز أيضاً العدالة الاجتماعية وتحقق المساواة بتقديمها الدعم والعمل للمجتمعات الفقيرة والمظلومة، وتعمل على تقديم الرعاية الصحية والتعليم والنقل لها، وانطلاقاً من أهمية هذه الأعمال يجب التركيز على كيفية نموها واستمرارها لاستدامة فوائدها، وسيوضح هذا المقال الخطة الاستراتيجية لنمو الأعمال الصغيرة والمتوسطة.

مفهوم الأعمال الصغيرة والمتوسطة:

هي عبارة عن مشاريع تجارية ميزاتها أنَّها تعمل على نطاق صغير إلى متوسط، ويمكن أن تكون شركات فردية تعود ملكيتها إلى شخص واحد فقط، أو شركات محدودة يديرها مجموعة من الشركاء، وأحياناً تكون الشركات شركة عائلية تموِّلها أسرة واحدة.

تتيح المشاريع الصغيرة والمتوسطة لأصحاب العمل الحرية في تحديد أهدافهم التجارية وتنفيذها، كما أنَّها تتمتع بالليونة التي تجعلها قادرة على التكيف مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها سوق العمل أكثر من غيرها، تشمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة أنواع الأعمال التجارية المختلفة، فقد يكون مجال العمل هو الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الصناعات الإبداعية أو الخدمات أو التكنولوجيا.

ما هي الصعوبات التي تواجهها الأعمال الصغيرة والمتوسطة؟

تواجه المشاريع الصغيرة والكبيرة صعوبات عديدة تؤثِّر في استمرارها ونجاحها والتي يجب التعرُّف إليها لتأكيد ضرورة نمو الخطة الاستراتيجية، ومنها:

  1. نقص التمويل الذي يُعدُّ من أكبر الصعوبات والتحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ لأنَّ التمويل هو أساس تشغيلها ونجاحها.
  2. المنافسة القوية للشركات الأخرى الكبيرة أو الصغيرة الموجودة في السوق.
  3. الشروط والتشريعات التي كثيراً ما تتسبَّب في زيادة تكاليف العمل.
  4. قيود في الموارد المتاحة مثل قيود الموارد التكنولوجية أو الطبيعية أو قيود العمالة.
  5. صعوبة الحصول على عملاء أو صعوبة المحافظة عليهم، نتيجة سوء إدارة العلاقات إدارة تضمن نجاح العمل.
  6. الركود الاقتصادي أو التضخم، وغيرها من المتغيرات الاقتصادية التي تتسبَّب في شل حركة شركات كثيرة، سواء أكانت الصغيرة أم الكبيرة.

كيفية تطوير خطة استراتيجية لنمو الأعمال الصغيرة والمتوسطة:

يتطلب نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة وجود استراتيجيات فاعلة تساعد على مواجهة الصعوبات والتحديات في كل زمان، وأهم هذه الاستراتيجيات هي:

1. إعداد خطة العمل:

من الضروري أن تكون خطة العمل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها واضحة؛ ليتم العمل بطريقة منظمة وفاعلة؛ إذ تضمن الخطة ما يأتي:

  • تحديد نقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجه المشروع.
  • تحديد الأهداف الرئيسة مثل زيادة الإيرادات بنسبة معينة، أو زيادة الأرباح أو تقليل المدة التي تُستهلَك في الإنتاج.
  • تحديد الأهداف التفصيلية التي ستُحقَّق بناءً على تحقيق الأهداف الرئيسة، مثل زيادة عدد العملاء وتحسين جودة المنتجات وتقليل التكاليف.
  • وضع جدول زمني تُحدَّد فيه المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ مهام الشركة.

2. التركيز على الابتكار والتطوير:

من شروط نجاح أي شركة أو عمل صغير أو متوسط أن يكون التركيز شديداً على تطوير المنتجات والخدمات التي تقدمها، وابتكار أفضل الحلول للمشكلات التي تواجه المستهلك؛ فالمستهلك ينحاز دائماً إلى المنتجات التي توفِّر الوقت والجهد وتلبي حاجاته بأفضل شكل.

شاهد بالفديو: 8 خطوات لاكتساب عقلية النمو في الأعمال

3. تقييم المخاطر:

من الضروري تقييم المخاطر المحتمل حدوثها ومدى تأثير كل منها في استمرارية العمل ونجاح المشروع، ويُفضَّل تصنيفها من ناحية احتمال حدوثها ومخاطرها، وتحديد الإجراءات الوقائية والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال وقوعها ليكون تأثيرها السلبي أقل.

4. التركيز على العملاء:

الاحتفاظ بالعملاء هو أفضل استراتيجية لنمو الأعمال، كما يتيح كسب عملاء جدد باستمرار، فلا تضطر إلى بذل الجهد الكبير لكسب العملاء الجدد، ويتم ذلك من خلال السعي إلى إرضاء العملاء والتفاعل معهم، ومحاولة الإجابة عن استفساراتهم ومعاملتهم بأفضل شكل وتلبية احتياجاتهم بأسرع شكل؛ لأنَّ طريقة التعامل لها دور كبير في استمرارية التعامل؛ ومن ثَمَّ استمرارية النجاح.

5. الاستفادة من التكنولوجيا:

تؤدي التكنولوجيا دوراً هاماً في مجالات حياتنا المختلفة؛ لذلك يجب استثمارها في سبيل نجاح الأعمال؛ وذلك من خلال استخدام أفضل الآلات والتقنيات التي توفر الوقت والجهد، إضافة إلى الاستفادة من الإنترنت من خلال إنشاء موقع للشركة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالإنترنت أصبح جزءاً من حياة الجميع، ومعظم الناس يتسوقون عبره؛ ومن ثَمَّ يستطيع التعريف بشركتك والخدمات التي تقدمها والأسعار وكيفية الحصول على المنتج وتفاصيل الشحن.

في زمننا الحالي إن لم نعثر على العلامة التجارية على الإنترنت أول ما سيخطر في بالنا "هل هذه الشركة موجودة بالفعل؟"، وبالطبع يجب الاهتمام بجعل المدونة جذابة للناس؛ وذلك من خلال تنسيق المنشورات تنسيقاً جميلاً واستخدام أساليب واضحة ومميزة في عرض المنتجات؛ فكل ما هو مكتوب بطريقة ودية يحب الناس قراءته باهتمام.

إقرأ أيضاً: أفكار لنجاح التخطيط الاستراتيجي

6. تنظيم الموارد:

من الضروري أن تعرف الشركة بدقة الموارد المتاحة التي يمكن الاستفادة منها استفادة فاعلة في تحقيق الأهداف الرئيسة وغير الرئيسة، ويُفضَّل تنظيم الموارد بشكل يتم من خلاله معرفة الموارد المتاحة لتنفيذ كل هدف، كأن يُحدَّد عدد الموظفين والآليات والمعدات والمواد الخام الموجودة.

7. البحث عن فرص التعاون والشراكات:

إيجاد شراكات استراتيجية هام لنجاح الأعمال الصغيرة والمتوسطة؛ لذلك يجب البحث عن أسماء هامة للتعاون معها؛ فالتعاون مع شركات معروفة يزيد من معرفة الناس بمنتجاتك وخدماتك؛ ومن ثَمَّ يوسِّع قاعدة الجمهور والعملاء.

التخطيط الاستراتيجي للأعمال

8. تحديد الاستراتيجيات:

من الضروري لضمان نجاح العمل وتطويره التركيز على الاستراتيجيات الآتية:

  • الاستراتيجية التنافسية: التي تعمل على تحسين المشروع، سواء أكانت في السوق المحلية أم السوق العالمية بهدف التفوق على المنافسين.
  • استراتيجية التكلفة: وهي الاستراتيجية التي تهدف إلى تقليل التكاليف قدر المستطاع، وفي الوقت نفسه زيادة كفاءة الإنتاج من خلال تحسين عمليات الإنتاج؛ ومن ثَمَّ زيادة الربحية.
  • الاستراتيجية التوسعية: تهدف إلى توسيع نطاق المشروع من خلال إنشاء فروع جديدة للشركة في سوق العمل في الأماكن المختلفة في الدولة نفسها أو في دول أخرى.

9. مراقبة وتقييم الأداء:

توجد أدوات عديدة يمكن من خلالها تحديد الوضع الحالي للشركة، وأهمها ما يأتي:

  • تحليل SWOT: الذي يحدد نقاط القوة والضعف والتحديات.
  • تحليل PEST: هو تحليل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية التي تترك تأثيراتها في المشروع.
  • تحليل العملاء: الذي يحدد رغبات العملاء ومتطلباتهم وتقييم الخدمات وردود الأفعال.
  • تحليل المنافسة: يُحدَّد المنافسين للشركة المباشرين وغير المباشرين وتُحدَّد قوة كل منهم.
  • تحليل الجدوى الاقتصادية: الذي يُقيِّم الجدوى الاقتصادية للمشروع والتكاليف والعوائد المتوقعة.
  • تحليل السيولة: الذي يحدد مدى توفر سيولة للمشروع وتقييم القدرة على تجاوز المخاطر المالية.
  • تحليل الجودة: ويُحدَّد من خلال جودة خدمات الشركة ومنتجاتها.
إقرأ أيضاً: مقياس مراقبة السلوك لتقييم الأداء

10. التدريب والتطوير:

تدريب الموظفين من أهم عوامل نجاح الأعمال الصغيرة والمتوسطة؛ إذ يساعد على تعلم التقنيات الجديدة المتعلقة بمجال عملهم؛ ومن ثَمَّ زيادة قدرتهم على حل المشكلات وتحسين عمليات الإنتاج وتقليل الجهد والوقت المهدور، كما يزيد اهتمامهم بالعمل وقدرتهم على التأقلم مع المتغيرات الحاصلة.

إضافة إلى ذلك فإنَّ تطوير الموظفين باستمرار يساهم في زيادة رضى العملاء، وهذا يضمن استمرار التعامل مع الشركة ويكسب الشركة عملاء جدد باستمرار، لكن قد يكون التدريب مُكلفاً للشركة وخاصة الشركات الصغيرة؛ لذلك يمكن الاعتماد في تدريب الموظفين على الإنترنت، من خلال توجيههم إلى الدورات التدريبية المجانية أو استخدام الموظفين ممَّن يتمتعون بخبرة قديمة في تعليم الموظفين الجدد، كما يمكن التعاون مع الجمعيات أو المؤسسات التدريبية والجامعات لدعم الشركة بالطرائق التي تجدها مناسبة.

في الختام:

تؤدي المشاريع والأعمال الصغيرة والمتوسطة دوراً هاماً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول المختلفة، ومع أنَّها مشاريع محدودة، لكنَّها تواجه صعوبات كثيرة، مثل صعوبة التمويل أو المنافسة من قبل الشركات الكبيرة أو صعوبة الحفاظ على العملاء؛ ومن ثَمَّ من الضروري تطوير خطة استراتيجية لنمو تلك الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتبدأ الخطة بتحديد نقاط الضعف والقوة والأهداف الرئيسة والثانوية لهذه الشركة مع وضع جدول زمني لكل منها، والتركيز على الإبداع والابتكار الذي يجذب المستهلكين للخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة، وتقييم المخاطر التي يحتمل وقوعها، مع وضع خطة لمواجهة كل منها للوقاية من حدوثها، ولأنَّ التكنولوجيا تؤدي دوراً هاماً في حياتنا؛ فيجب الاستفادة منها قدر المستطاع واستثمارها استثماراً جيداً لتحقيق الربحية التي ترغب فيها الشركة.

يُفضَّل لضمان استمرار العمل استمراراً صحيحاً مراقبة الأداء وتقييمه، من خلال التحاليل والأدوات، مثل تحليل السيولة وتحليل العملاء والمنافسة، ولأنَّنا في زمن التطورات السريعة؛ من الضروري العمل على تطوير الموظفين باستمرار؛ وذل من خلال إقامة دورات تدريبية والاعتماد على الإنترنت لتوفير تكاليف الدورات أو التعاون مع منظمات وجمعيات تستطيع دعم الشركة.




مقالات مرتبطة