كيفية اكتساب الذكاء العاطفي

كثيراً ما نصادف في حياتنا المهنية أو الشخصية أشخاصاً يتمتعون بمهارة كبيرة في الإصغاء، ويمدوننا بمزيد من الأمل والتفاؤل، فهؤلاء الأشخاص بارعون أيضاً في التحكم بعواطفهم، لكنَّك في المقابل تجد نفسك هلِعاً فتتمنى لو كانت لديك القدرة على التحكم في عواطفك مثلهم.



حيث يمكِن أن يحدد وعيك العاطفي وقدرتك على التعامل مع المشاعر نجاحك وسعادتك بأسرها في جوانب حياتك جميعها، كما يؤثر رفع مستوى ذكائك العاطفي تأثيراً مباشراً وإيجابيَّاً في مستوى طاقتك ووعيك.

تعريف الذكاء العاطفي:

الذكاء العاطفي هو القدرة على تحديد عواطفك، وفهمُ دلائلها، وإدراك تأثيرها في الأشخاص من حولك. ويتمتع الأشخاص الذين لديهم معدل عالٍ من الذكاء العاطفي بالقدرة على التحكم بسلوكاتهم، ويكونون أكثر فاعليةً في تحديد عواطفهم والسيطرة عليها، ناهيك عن تحديد عواطف الآخرين والتعامل معها. وبناء على ذلك، يؤدي الذكاء العاطفي إلى التعامل مع الآخرين بفاعلية، وكلما كان تعامُلك أكثر فاعليةً مع الآخرين، كنتَ أكثر نجاحاً.

إقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الذكاء العاطفي؟

أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي):

إذا رغبتَ في رفعِ مستوى ذكائك العاطفي، فاجعل هذه الأركان الستة للذكاء العاطفي جزءاً من حياتك:

1. الوعي الذاتي:

يساعدك كلٌّ مِن جعل الوعي الذاتي ركيزةً للذكاء العاطفي، والقدرة على تحديد ما تشعر به طوال اليوم، ومعرفة هويتك على اتخاذ خيارات حياتية مفصلية؛ فإحدى طرائق زيادة ذكائك العاطفي هي استخدام المصطلحات التي تدل على الحاضر لتستطيع التركيز عليه كثيراً.

يُعَدُّ تدوين الأفكار والمشاعر والمعتقدات مفيداً أيضاً؛ فعندما تقوم بذلك، تصبح قادراً على وضعِ الأمور في نصابها، مما يساعدك على فهم شخصيتك ورغباتك فهماً أفضل. فتعلَّم كيفية إغناء مفرداتك العاطفية عبر استخدامها لوصف شتى أنواع العواطف.

يمكِن أن تساعدك معرفة كيفية التعبير عن عواطفك في كثير من الأحيان في السيطرة عليها سيطرةً سليمة وصحية. فلا تحرم نفسك الهدوء والتأمل، وأعِد التواصل مع ذاتك وستتغير وجهة نظرك وحياتك.

شاهد بالفيديو: 8 تصرفات لا يفعلها الأشخاص الأقوياء عاطفياً

2. التعاطف:

للتعاطف أثر فعال وضروري للغاية لرفع مستوى ذكائك العاطفي، وقد يكون التعاطف ميزةً تقرِّبك أكثر من الآخرين، وتُكسبك دعمهم عندما تحتاجه، وربما تَحُلُّ النزاعات الشديدة في حياتك المهنية والشخصية، ويُعدُّ التعاطف ثاني أهم عاطفة يجب اكتسابها؛ لأنَّك حينما تُظهر للآخرين أنَّك تتفهَّم مواقفهم، فإنَّك تكسب احترامهم. فانتبِه وأصغِ باهتمام لما يقولونه لك، فنحن نصبح أكثر تعاطفاً عندما نكون قادرين على تحليل مشاعر الآخرين وتحديدها.

3. التنظيم الذاتي:

يشترك البشر جميعهم في الرغبة في توطيد علاقاتهم مع قلة من الأشخاص الذين يثقون بهم، ومع ذلك، ينطوي جزء من النمو الشخصي على اكتساب مهارات جديدة عند تجربة علاقات جديدة، ومِن خلال تعلُّم التحكم في عواطفك وإدارتها - خاصةً دوافعك - ستكون جاهزاً لإدارة ذاتك من الناحية العاطفية.

يفكر الأشخاص الذين يتمتعون بالتنظيم الذاتي قبل أن يتصرفوا، ولديهم القدرة على الرفض، وتغيير أفكارهم لمنع عواطفهم من السيطرة عليها، وهم يمتلكون ما يكفي من إدراك الذات لمعرفة مَواطن قوَّتهم وضعفهم ومستعدون للتعبير عن آرائهم بأنفسهم بكل صراحة، ويسعى الأشخاص الأذكياء عاطفياً إلى إظهار الحزم، ومشاركة عواطفهم، وأفكارهم، ومعتقداتهم على الوجه المناسب مع الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب كوسيلة لإعلام الآخرين بمواقفهم.

4. التحفيز:

الأشخاص الأذكياء عاطفيَّاً مستعدون لتأخير المكاسب الفورية للحصول على نجاحٍ بعيد الأمد، وهُم أشخاصٌ يتميزون بالحماسة بشكلٍ عام. وينقاد الناس غالباً خلف عواطفهم، مما يؤدي إلى اتخاذهم قرارات انفعاليَّة وخاطئة، ولكن يتمتع الأذكياء عاطفياً بقدرةٍ ممتازة على صنعِ القرار، ويعرفون متى يثقون بحدسهم.

يتعاملون مع النقد جيداً لأنَّهم يعرفون أنَّه أمر واقع لا محالة، ويعرفون متى يوظفونه لتحسين أدائهم، ويعرف الأشخاص الأذكياء عاطفياً متى يلتزمون بارتباطاتهم العاطفية ومتى يغيرونها، ولديهم الحافز للنظر في المشكلة وإيجاد حل بطريقة هادئة وعقلانية، فعندما يتعلق الأمر بمهنهم، يحثُّ الدافع الأشخاص الأذكياء عاطفياً على أن يكونوا أكثر إنتاجيةً وعاطفةً لتحقيق النجاح.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي: نوع آخر من الذكاء

5. المهارات الاجتماعية:

تُعدُّ القدرة على التحدث والتواصل مع الآخرين بسهولة، طريقةً أخرى لتعزيز ذكائك العاطفي، حيث تُظهر القدرة على حملِ الأعباء الاجتماعية أنَّك تهتم حقاً بالآخرين وليس فقط بمكاسبك الشخصية، ويدل تركيز الأفراد على تطوير الآخرين بدلاً من تطوير قدراتهم الخاصة على تمتُّعهم بالذكاء العاطفي وكذلك التواضع؛ فالتواضع صفة تجذب الآخرين إليك لأنَّه يدل على أنَّك قادر على تحمُّل مسؤولية أفعالك والمشاركة الدائمة والتحلي بروح الجماعة، كما يمنحك امتلاك ذكاء عاطفي عالٍ المهارات الاجتماعية للتعامل مع عواطف الآخرين أيضاً.

6. السعادة:

يمنحك الذكاء العاطفي القدرة على تحديد الحالة التي تشعر بها سواء كنتَ سعيداً أم حزيناً أم متحمساً أم قلقاً أم حتى حذِراً. ولسوء الحظ، نادرون هم الأشخاص الذين يعرفون كيفية التعامل مع سعادتهم لأنَّها ترتبط في كثير من الأحيان بالأشياء المادية أو الهدايا التي يتلقونها من الآخرين.

يكون الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفياً عالياً أشخاصاً سعداء، فالسعادة ميزة ترتبط بالعطاء، وتُشعرك بوهجٍ دافئٍ ودائم داخل جسمك، وطالما أنَّ الأشخاص السعداء قادرون على إنجاز مهام أكثر ممَّن يعانون الاكتئاب، فلا بُدَّ من ملاحظة أنَّ الأذكياء عاطفيَّاً لديهم القدرة على التحكم في مزاجهم لتحقيق غرضهم وتحفيزهم على إيجاد المزيد من الحلول للمشكلات التي تعترضهم، وتذكَّر أنَّ نشر السعادة لا يكلفك شيئاً، وما تحصل عليه في المقابل لا يُقدَّر بثمن.

لتعزيز ذكائك العاطفي، من الضروري إدراج هذه الركائز الست في حياتك، ليس لأنَّك لن تكون أسير عواطفك فحسب؛ بل لأنَّك ستكون قادراً على بناء علاقات عميقة وهادفة والحفاظ عليها في حياتك المهنية والشخصية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة