كيفية إنشاء قيم جوهرية أصيلة للشركة تحظى بالثقة

تمتلك القيم الجوهرية التي تولي الشركات العظيمة أهميةً كبيرةً لها ثلاث ركائز: الثقة، ومعاملة الآخرين كما تحب أن تُعامَل، والزبون هو الأهم. تهدف هذه العبارات المثالية والهادفة إلى تحديد مَهمة الشركة وموقفها واتجاهها، وقد تجذب أيضاً المستثمرين، ولكن في كثير من الأحيان، بدل من أن تترسخ في ذهن الأشخاص إلى الأبد، تبقى حبيسة الكتب وتصبح طيَّ النسيان.



تفقد القِيَم الجوهرية العامة أساسها عندما يُطالَب بها بالعنف والصراخ، وتكون بغير قيمة. من ناحية أخرى، عندما تكون القِيَم مدروسةً وذات مغزى ومتجسدةً بقوة في شركة تؤكد على التزامها بالخصوصية، يمكِن أن تكون النتائج مذهلةً.

أهمية القِيَم الأصيلة:

لا يعني اختيار كلمات تبدو لطيفةً أو هامةً أنَّ شركتك ستجسد هذه القِيَم بأعجوبة، فقد أصبحَت شركة "إنرون" (Enron) للكهرباء عبرةً لغيرها من الشركات بعد أن أخفَت خسائرها الهائلة.

لا تساعد القِيَم الأساسية فقط في توجيه تصرفات موظفيك؛ بل تتيح لك فهم كيفية توجيه شركتك للتطور في المستقبل فهماً أعمق، كما يتطلب تحديد القيَمِ الأساسية والحقيقية لشركتك جهداً كبيراً؛ لكنَّه يستحق الجهد الإضافي بكل تأكيد.

ثبتَ أيضاً أنَّ القِيَم الحقيقية التي أظهرها القادة الجديرون بالثقة تزوِّد الشركات بمزايا تنافسية ناجعة، ويؤدي القائد دوراً رئيساً في المساعدة على ضمان أن تكون هذه القِيم مدروسةً وتصل بوضوح وتتجسد من الهرم إلى القاعدة، حيث يتَّكل 85% من الموظفين على مديريهم التنفيذيين لوضع معايير تعلِّمهم كيفية تطبيق القِيم الأساسية.

اكتشاف قِيَمك الحقيقية:

لا يتعلق تأسيس قِيَم الشركة بتأليف العبارات الرنَّانة بقدر ما يتعلق باستكشاف هوية شركتك الفريدة وأهداف الصورة الكاملة. إليك بعض النصائح لمساعدتك على معرفة قيَمِك الحقيقية:

1. أشرِك فريقك:

يجب أن يشارك الموظفون جميعهم في تحديد القِيَم الأساسية للشركة، ويجلسوا كفريق في مناسباتٍ عدَّة لمناقشة كيف يريدون لشركتهم أن تنمو في المستقبل، كما يجب أن يسعوا لإيجاد قِيَم من شأنها أن تساهم في تلك المَهمة المحدَّدة. وتوجد خمس قِيَم أساسية يجب الالتزام بها وهي:

  • تحقيق رؤيتك.
  • السمعة أهم من العائدات.
  • إعطاء الأولوية دائماً للموظفين.
  • مراعاة قواعد السلامة.
  • العمل كفريق كي تربحوا كفريق.

استخدمَت شركة "زابوس" (Zappos) لبيع الأحذية عن طريق الإنترنت طريقةً مماثلةً عند إيجاد قِيَمها، ففي عام 2005، أرسلَت إدارة الشركة بريداً إلكترونياً إلى المديرين والشركاء والمؤثرين طالبةً منهم تحديد قِيَمهم، ثمَّ استخدمَت الشركة التغذيةَ الراجعة لصياغة قِيَمها الأساسية الخاصة، وبالتالي ضمان أنَّ هذه الأخيرة ستتواءم مع الأشخاص الذين يأملون تطبيقها.

2. لا تستعجل:

تستغرق القِيَم الأساسية وقتاً لتطويرها وبنائها، فربما تحتاج أسابيع لتطوير فريقك. وحدثَ الأمر نفسه مع شركة "زابوس" (Zappos)، فبعد عام من تأسيس مشروع القِيَم الخاص بها، كانت هذه الشركة مستمرةً في تطبيقه، وفي عام 2006، أرسلَت الشركة بريداً إلكترونياً آخر إلى موظفيها وأصحاب المصلحة، مع إرفاق المسودة الأولى للقِيَم الأساسية للشركة، وسعَت إلى الحصول على تغذياتٍ راجعة وإرشاداتٍ إضافية قبل الانتهاء منها.

لا يوجد وقت أفضل من غيره لتطبيق هذه القِيَم، فقد يكون بيان القِيَم الخاص بك أقصر أو قد يستغرق وقتاً أطول، كما قلنا سابقاً، هذا شيء يستحق بذل جهد إضافي ويجب ألا تتعجل فيه، أو تتقاعس عن عملك أو تفوِّضه إلى شخص آخر في أسفل السلم الوظيفي للشركة.

إقرأ أيضاً: الشخص المتسرع: صفاته، ونتائجه السلبية، وكيفية التعامل معه

3. التزِم لمدى الحياة:

يجب أن تكون القِيَم الأساسية التي تحدِّدها اليوم هي تلك التي تأمل وتتوقع أن تبقى لديك بعد عقود عدَّة من الزمن، وإذا حادت شركتك عن قِيَمك الأساسية الأصيلة في أيِّ وقت، فإنَّها ستفقد قيمتها. وهذه ليست عروضاً أو خدماتٍ؛ بل مبادئ أساسية تؤمن بها.

يجب أن تكون تلك القِيَم الخمس التي ذكرناها سابقاً متأصلةً في الثقافة التنظيمية بحيث يُطبقها الموظفون دائماً، كأن تُذكَر في رسائل البريد الإلكتروني، وتُناقَش في الاجتماعات والمكالمات الهاتفية، وبذلك تصبح جزءاً لا يتجزأ من هوية الشركة.

لا تظن أنَّ كتابة قِيَم مثل "النزاهة" و"اللطف" وحده كافٍ لتطبيقها؛ فإن أردتَ لشركتك أن تدعم أمراً جديراً بالاهتمام، فخصِّص الوقت الكافي لتحديد القِيَم التي تنطبق عليك وعلى شركتك وأهدافك المحدَّدة، وستكون ثمرة العمل الشاق الذي تقوم به اليوم نجاحك في المستقبل.

المصدر




مقالات مرتبطة