كيفية إصلاح الأنظمة في حياتنا

تتكوَّن حياتنا من مجموعة من الأنظمة التي يمكن تغييرها وتعديلها كي نعيش حياة أفضل، فجميعنا نملك أنظمةً حياتيةً مستمرة، كالنوم، وتناول الطعام، والهوايات، والمهنة التي نمارسها، وعلاقاتنا مع من حولنا، وإدارة الأموال، والأهداف التي نسعى إليها، ونظافتنا الشخصية، وصحتنا الجسدية والنفسية، وغيرها من الأنظمة.



أنا أؤمن بأنَّ القدرة على إدارة وضبط جميع الأنظمة الموجودة في حياتنا بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية وبأقل قدر ممكن من الألم، هو أحد العناصر الجوهرية والأساسية لتحقيق النجاح في الحياة.

على سبيل المثال، حين تواجهنا مشكلة صحية، علينا التدقيق في النظام الصحي لحياتنا وتحليله ومعرفة أين تكمن المشكلة ومحاولة البحث عن حلول لإصلاحها، وبصورة مماثلة عندما تعترضنا مشكلات مالية، ينبغي أن نقوم بتحليل نظام إدارتنا للأموال والبحث عن الأسباب التي تعوقُ إدارة أموالنا وإنفاقها بصورة صحيحة ومن ثمَّ محاولة إيجاد الحلول لإصلاحها.

لقد أدركتُ أنَّه عندما تعمل أنظمتنا الحياتية بصورة جيدة، تسيرُ حياتنا على ما يرام، ويكون كلُّ شيءٍ في أحسن حال، ولكنَّ فشل أحد الأنظمة سيؤدي إلى إخفاق الأنظمة الأخرى بطريقة ما أيضاً؛ إذ يمكن تشبيه الأمر بالمُسنَّنات في آلةٍ ما والتي يؤدي انكسار أحدها إلى تخرُّب وتعطُّل الآلة بأكملها.

لقد لاحظتُ ذلك منذ فترة فيما كنت أكتب دليلي الإرشادي الأخير عن الحصول على 5 ساعات من النوم فقط والشعور بالراحة رغم ذلك؛ إذ يُعَدُّ النوم نظاماً مُكوَّناً من مجموعة أنظمة فرعية، والتي في إمكانها مساعدتنا على الحصول على نومٍ ليليٍّ عميقٍ وجيد إن أُجرِيَت عليها التعديلات الصحيحة، إضافة إلى إمدادنا بمزيد من الطاقة خلال اليوم، وهذا يسمح لنا في النهاية بالنوم لساعات أقل واستثمار الوقت المتبقي في أداء مهماتنا الأخرى.

فما علينا سوى النظر إلى النوم كَكُل، ومن ثمَّ تجزئته وتعديل الأجزاء الخاطئة منه، وعندما بدأتُ بالتفكير في مجالات الحياة الأخرى، سرعانَ ما أدركتُ أنَّنا نستطيع القيام بذلك مع جميع الأنظمة الأخرى في حياتنا تقريباً.

فما نحنُ إلَّا منظومة من العادات إن أمعنَّا التفكير في الأمر جيداً، وتتمثَّل مُعظَم حياتنا بأمور نفعلها يوماً بعد الآخر دون أن يطرأ عليها الكثير من التغييرات، وربَّما يجعلنا هذا بوصفنا بشراً نبدو مُملِّين ومُضجرين، ولكنَّه أمر جيدٌ كونه يحافظ على ترتيب حياتنا ويحمينا من التوتر والقلق؛ لأنَّنا نعرف تقريباً ما الذي سنفعله في هذا الوقت من الأسبوع المُقبِل، ونعلم أين سنحتفلُ بعيد الميلاد القادم، ونعلم الوقت الذي سنذهب به في عطلة ما، والوقت الذي سنعمل به أو سنتناول العشاء خلاله، ومتى ينبغي لنا أن نبدأ بالدراسة، وغيرها من الأمور الكثيرة؛ ومن ثمَّ سيكون من المنطقي أن نجعل أنظمتنا بأفضل حال، ونحسِّن من جميع جوانب حياتنا، كي تسيرَ الأمور لمصلحتنا بكل سلاسة كونَنا سنعيش حياتنا بهذه الطريقة.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً

الأنظمة في حياتنا:

إنَّ أوَّل الأشياء التي يجب فعلها هو التدقيق في جميع الأنظمة الموجودة في حياتنا في اللحظة الراهنة وتقييمها، وأبسط طريقةٍ لتقييمها هي إعطاءُ كلٍّ منها علامة سريعة وبديهية من أصل 10، بحيثُ نعتمد في ذلك على حدسنا، وتعبِّر تلك العلامة عن رأي كلٍّ منَّا في مدى جودة سير كل نظامٍ منها في حياتنا، وسأضع لكم قائمةً ببعض الأنظمة، ويمكنكم إضافة المزيد إليها وإعطاء كلٍّ منها علامةً من أصل 10:

  • الصحة.
  • المهنة.
  • الزواج وعلاقتكم مع الشريك.
  • العلاقات مع أطفالكم.
  • الأموال والنفقات.
  • أهدافكم في الحياة.
  • صداقاتكم وعلاقاتكم مع الآخرين.
  • النوم.
  • النظام الغذائي.
  • الجانب الروحي.
  • المرح والهوايات.

بذلك نجد أنَّ القائمة التي أعددتُها أعلاه تقدِّم لنا تمثيلاً بصرياً توضيحياً للأنظمة المختلفة في حياتنا التي قد تحتاج إلى تعديل، وسأذكر مثالاً عن الأنظمة الحياتية المتنوعة وكيفيَّة تقييمها.

على سبيل المثال، قد لا يكون النظام الغذائي لدى شخص ما في أفضل حالاته، وهذا يعني أنَّه قد حان الوقت كي يُمعنَ النظر في أغذيته ويكتشف السبب الذي جعله يُحرز 6 من أصل 10 علامات فقط فيما يخصُّ النظام الغذائي، ومن ثمَّ يتفحَّص نظامه الغذائي ووجباته بعناية لإيجاد الأنظمة الفرعية ضمنه في سبيل تعديلها قدر الإمكان.

إقرأ أيضاً: 6 عادات صحيّة يجب أن تمارسها في حياتك اليوميّة

البحث عن الأنظمة الفرعية:

عندما ندرك أنَّه ثمَّة خطبٌ ما يتعلَّق بأحد الأنظمة في حياتنا، يمكننا التركيز عليه وتفحُّصه بعناية شديدة لمعرفة سبب فشله والسعي إلى إصلاحه؛ فإن عُدنا للمثال أعلاه المتعلق بالنظام الغذائي، نجد أنَّه يمكننا توجيه عدة أسئلة عن الأغذية المُتناوَلة، وإمعان النظر في مختلف الأنظمة الفرعية ضمن ذلك النظام، والبدء بإجراء ما يلزم من تعديلات عليه، وسيكون الأمر مسألة تجريبٍ وتعديل إلى أن نتمكَّن من جعل ذلك النظام المُحدَّد صحيحاً، كما يمكننا الاستمرار بتعديله حتَّى يقترب من الكمال.

قد نجدُ نظامَين أو ثلاثة أنظمة فرعيَّة تعمل بالتعاون فيما بينها جنباً إلى جنب لتؤثِّر في الانسجام العام للنظام بأكمله، فقد نظنُّ أنَّ نظامنا الغذائيَّ ليس جيداً ونستمرُّ في كسبِ الوزن مهما قلَّلنا من كمية الطعام المُتناوَلة، إلَّا أنَّ المشكلة تكمن في تناول الطعام خلال وقتٍ متأخر من الليل وتناول القليل فقط خلال النهار، وهذا يعني أنَّ الجسم في هذه الحالة يخزِّن الدهون خلال النهار ولا يستهلكها أو يحرقها بسبب اعتقاده بعدم تناولنا لما يكفي من الطعام، وهذا يؤدي لزيادة الوزن، ويحرق بعض الدهون ليلاً، لكن ليس بالقدر الكافي للتخلُّص من الوزن المُكتسَب نهاراً بسبب عدم قدرة الجسم على إنفاق كميات كبيرة من الطاقة اللازمة لحرق الدهون خلال النوم مقارنةً مع النهار.

إقرأ أيضاً: 20 حيلة لتحسين جودة نومك

في الختام:

عندما نبدأ بتفحُّص جميع الأنظمة في حياتنا تباعاً، ونحلِّلها بدقة لتفحُّص الأنظمة الفرعية ضمنَها، سنتمكَّن من السيطرة على الأشياء التي ينبغي تعديلُها لتحسين نوعية الحياة التي نعيشُها بصورة عامة، وآمل أنَّني قدَّمتُ ما يفيدكم في هذه النبذة المُختصرة عن الأنظمة الحياتية المختلفة ليتمكَّن كل منَّا من تحسين حياته وتطويرها.

المصدر




مقالات مرتبطة