كيف يمكننا علاج الجرب؟

الجرب هو حالة جلدية شائعة ومستمرة تسبب حكة شديدة، وهو ناتج عن سوس الحكة البشرية (Sarcoptes scabik) الذي يختبئ تحت الجلد.



ينتقل الجرب بسهولة من خلال ملامسة الجلد للمصابين، ويمكن أن تكون سرعة انتقاله في الأماكن المغلقة كبيرة، والحكة هي عبارة عن رد فعل الجسم التحسسي أمام العث وأوساخه والبيوض التي يرميها تحت جلدك؛ لذلك يظهر نتوء وبثور صغيرة الحجم، ولونها أحمر على الجلد عند أي سوس، وتتحول إلى حكة نتيجة هذا التفاعل، الجرب شديد العدوى، لكن يمكنك تهدئة الحكة وإعادة حياتك إلى طبيعتها؛ لذلك إذا كنت ترغب في معرفة كيفية التعامل مع الجرب والقضاء عليه، تابع معنا.

أهم الأمور التي تفيدنا في التعامل مع الجرب:

1. التعرف إلى علامات الجرب:

أي حالة من الحكة الشديدة التي تستمر لأسابيع أو شهور يمكن أن تكون عبارة عن الجرب، تشمل علامات الجرب ما يأتي:

  • حكة شديدة خاصة في الليل.
  • ظهور نتوءات حمراء صغيرة (قد تكون شبيهة بالبثور) على الجلد مثل الطفح الجلدي:

يمكن أن يكون الطفح الجلدي على الجسم كله أو يقتصر على مناطق معينة، تشمل الأماكن الشائعة له في الرسغ والإبط والكوع بين الأصابع ومنطقة الأعضاء التناسلية والخصر وخط الحزام، ويمكن أن يكون للطفح الجلدي أيضاً بثور صغيرة.

  • خطوط صغيرة بين النتوءات عادةً ما تكون رمادية فاتحة قليلاً.
  • الجرب النرويجي أو يعرف بالجرب المتقشر هو نوع خطير من الجرب، تضم أعراض الجرب المتقشر قشوراً سميكة على الجلد تظهر بسهولة، وقد تظهر بلون رمادي، لكنَّ الجرب المتقشر ظهوره قليل، وغالباً ما يبرز في الناس الذين يعانون وهناً في الجهاز المناعي.

لكن انتبه خصوصاً من هذه العلامات إذا كنت على تواصل مع أي إنسان مصاب بالجرب.

2. زيارة الطبيب:

الشيء الأساسي هو زيارة الطبيب، العلاج الذي تمارسه في المنزل والإجراءات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لن تسهم في شفاء الإصابة تماماً؛ إذ سيقوم الطبيب فقط برؤية الطفح الجلدي للتعرف إلى المرض، وقد يحتاج أحياناً إلى سحب عينة عبر الكشط تحت النتوء.

احرصي على أن يكون طبيبك على علم إذا كنت حاملاً وتعانين من أي مشكلات مثل مرض خطير أو أمراض جلدية خطيرة أخرى.

يجب أيضاً تقييم كل شخص على اتصال بمريض مصاب بالجرب من قبل الطبيب.

3. معالجة الحكة بنفسك في أثناء الانتظار:

إذا كانت الحكة لديك شديدة فقد ترغب في علاجها بنفسك في أثناء انتظار موعد طبيبك أو وصفة طبية، وقد يؤدي النقع في الماء البارد أو وضع غسول الكالامين إلى التخفيف من الحكة، ويمكنك أيضاً استخدام مضادات الهيستامين الفموية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل سيتريزين (زيرتيك) وديفينهيدرامين هيدروكلوريد (بينادريل).

4. الحصول على وصفة طبية:

بمجرد التشخيص سيصف طبيبك عادة كريماً أو غسولاً لقتل العث يحتوي على 5% بيرميثرين، اتبع دائماً تعليمات طبيبك والصيدلي تماماً عند استخدام الكريم، فيُدهن دواء بيرميثرين بشكل موضعي، إلا أنَّه يملك بعض الآثار الجانبية على سبيل المثال الحروق واللسع والحكة الخفيفة.

يقتل بيرميثرين العث فقط، وليس البويضات؛ لذا فإنَّ التطبيق الثاني ضروري للعلاج، وهذان العلاجان الفارق بينهما سبعة أيام على الأقل (هذا هو الزمن الذي تحتاج إليه البيضة حتى تفقس)، وهو الحد الأدنى من العلاج للتحقيق اختفاء الأعراض.

بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون إصابة شديدة وضعف جهاز المناعة، قد يصف الأطباء عقار إيفرمكتين بوصفه علاجاً عن طريق الفم، إيفرمكتين هو علاج يُتناول فموياً، ويُستخدم عموماً للجرب المتقشر، ويُؤخذ بوصفه جرعة واحدة لمرة واحدة، وقد ينصح معظم الأطباء بجرعة أخرى بعد سبعة أيام، وتضم الآثار الجانبية للإيفرمكتين الحمى والشعور بالقشعريرة والصداع وفقدان الشهية وآلام المفاصل والطفح الجلدي.

قد يصف لك طبيبك كريمات أخرى بدلاً من بيرميثرين، وتشمل هذه المواد كروتاميتون وليندين أو كبريت، هذه أقل شيوعاً وتُستخدَم إذا فشل المريض في العلاج باستخدام بيرميثرين أو إيفرمكتين، لكن انتبه فشل العلاج بكروتاميتون متكرر، وتشمل الآثار الجانبية لكروتاميتون الطفح الجلدي والحكة، واللِّيندين سام في حالة الإفراط في استخدامه أو إساءة استخدامه، وتشمل الآثار الجانبية للليندين النوبات والطفح الجلدي.

5. السؤال عن العلاجات العشبية:

تُستخدَم معظم الأعشاب استخداماً تقليدياً في علاج الجرب، توجد القليل من الأدلة على أنَّ هذه العلاجات فعالة، ومعظم الأدلة غير مؤكدة أو يقول الناس إنَّها كانت مفيدة، لكن لا يوجد دليل مدعوم علمياً يدعم استخدامها، والعلاج الوحيد المثبت حالياً هو الأدوية الموصوفة؛ لذلك لا تعتمد على هذه العلاجات وحدها، تحدَّث إلى طبيبك قبل تجربة أي علاجات عشبية ومن ذلك ما يأتي:

  • فروسية الشيطان أو زهرة القشر الشائك. 
  • النيم (أزاديراشتا إنديكا).
  • كارانجا (بونغاميا بيناتا).
  • الكركم (كركم لونجا).
  • مسحوق لحاء التين.

الجرب

أهم التطبيقات لعلاج الجرب:

1. استحم وجفف جسمك بمنشفة. 

2. ادهن الكريم أو المستحضر الذي وصفه لك الطبيب:

ما لم ينصحك الطبيب بطريقة استخدام الكريم، فابدأ من خلف الأذنين، ومن خط الفك، واذهب إلى أسفل، ضعه باستخدام قطعة قطن أو فرشاة رسم أو إسفنجة أو أيَّ عنصر مرفق مع العلاج لهذا الغرض.

استمر في فرك الكريم للأسفل على جسمك بالكامل، وتجنب منطقة العين والأنف والفم، لكن ضعه في أي مكان آخر، ويجب أن تدهن أعضاءك التناسلية وباطن قدميك وبين أصابع قدميك وظهرك ومؤخرتك، اطلب المساعدة في الأماكن التي لا تستطيع الوصول إليها وحدك.

بعد فرك كامل جسدك افرك يديك، وضع الكريم بين الأصابع وتحت أظافرك، سوف تحتاج إلى إعادة وضع الكريم على يديك في كل مرة تقوم فيها بغسلهما. 

3. انتظر:

اترك المستحضر أو ​​الزيت على جسمك لفترة من الوقت، هذا الوقت يكون عادة ما بين ثماني إلى 24 ساعة، وستعتمد المدة التي ستحتاج فيها إلى ترك الدواء على بشرتك وعلى المنتج وتعليمات طبيبك.

4. اغسل الكريم أو المستحضر:

بمجرد انتهاء الوقت المخصص اغسل الدواء تحت حمام دافئ، واعلم أنَّك قد تظل تشعر بالحكة لبضعة أسابيع بعد العلاج.؛ وذلك لأنَّ رد فعلك التحسسي تجاه العث يستمر بينما تبقى أجسام العث الميتة في الجلد، إذا كان الأمر يتعلق بك ويزعجك فتحدث مع طبيبك مرة أخرى.

5. معالجة كل شخص في المنزل:

يحتاج جميع أفراد الأسرة إلى العلاج في اليوم نفسه، وإن لم تظهر عليهم علامات الجرب، فهذا سوف يمنع إعادة انتشاره، ولا تنسَ زوَّار منزلك أيضاً، وهذا يشمل أفراد الأسرة المقيمين لفترة قصيرة من الوقت والزائرين الآخرين.

6. تكرار استخدام الكريمات حسب التوجيهات:

عادة ما يُستخدم الكريم مرة واحدة مع تكرار التطبيق بعد سبعة أيام، لكن هذا يعتمد على تعليمات طبيبك أو الصيدلي، فتأكد من اتباع الوصفة الطبية.

من المحتمل أن تقوم بزيارة فحص طبي في غضون أسابيع قليلة لمعرفة مدى تقدمك؛ وبذلك أنت لم تنته بعد، يعد تنظيف منزلك في اليوم نفسه الذي تستخدم فيه العلاج أمراً حيوياً لمنع الإصابة الجديدة.

الجرب

كيف نتجنب إعادة الإصابة بالجرب؟ 

1. تنظيف المنزل جيداً:

لمنع إعادة انتشار العدوى بعد العلاج من الضروري تنظيف منزلك تماماً في اليوم نفسه الذي طبقت فيه العلاج، فيمكن أن يعيش عث الجرب لمدة يوم إلى ثلاثة أيام خارج الجسم؛ لذلك سيضمن التنظيف قتل العث المتبقي.

نظِّف أرضية المنزل وأسطح الحمام عن طريق الفرك بالكلور (يجب عليك ألا تفعل غير ذلك بعد تلقي العلاج الأول)، ونظِّف الأرضيات والسجاد والبسط بالمكنسة الكهربائية، ويمكن التخلص الأوساخ في سلة مهملات خارجية والتخلص منها في أسرع وقت ممكن، ولا تنسَ أن تقوم بتبييض الممسحة بعد كل تنظيف.

إقرأ أيضاً: أفكار بسيطة لتنظيف المنزل وتهويته بشكل سليم

2. غسل جميع المناشف والفراش بالماء الساخن:

اغسل الفراش يومياً حتى لا ترى نتوءات جديدة لمدة أسبوع على الأقل، وارتدِ القفازات التي تُستخدم لمرة واحدة، وإذا كان لديك لحاف ثقيل يمكنك وضعه في كيس محكم الغلق لمدة 72 ساعة.

جفف الملابس والمفروشات في مجفف ساخن أو على حبل الغسيل في الطقس الحار تحت أشعة الشمس المباشرة؛ لأنَّ التنظيف الجاف مناسب أيضاً، واجمع البطانيات وضعها في المجفف قبل النوم كل يوم لتحقق تماماً من زوال الإصابة.

3. غسل الملابس يومياً:

ضع الملابس التي لا تستطيع غسلها في كيس شديد الإغلاق من ثلاثة أيام إلى سبعة أيام، واستخدم الطريقة نفسها مع الفرش والأمشاط والأحذية والمعاطف والقفازات والقبعات والرداء وبدلات الغوص وما إلى ذلك، وأكياس الفراغ متاحة على نطاق واسع، وهي محكمة الإغلاق وتشغل مساحة صغيرة.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح للحصول على غسيل نظيف ومثالي

4. تقييم الوضع بعد ستة أسابيع:

إذا كنت ما تزال تشعر بالحكة بعد ستة أسابيع، فقد يشير ذلك إلى أنَّ العلاج لم ينجح؛ لذلك عليك أن تراجع طبيبك لمزيد من النصائح وخيارات العلاج الجديدة.

تحذيرات يجب الانتباه إليها:

  1. لا تستمر في تطبيق دواء الجرب إذا استمرت الحكة، استشر طبيبك أو الصيدلي للحصول على المشورة والمساعدة.
  2. تجنَّب استخدام المنشطات أو الكورتيكوستيرويدات ما لم ينصح طبيبك بشيء، إذ يجب ألا تستخدم هذه الأدوية لمكافحة الحكة؛ لأنَّها يمكن أن تقوي الجرب عن طريق إضعاف جهاز المناعة لديك.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا المقال عن أهم الأمور التي يجب القيام بها في حال تعرَّضنا لمثل هذه الأعراض، ولا يبقى علينا سوى أن نلتزم بهذه النصائح، وعدم الاقتصار فقط على قراءتها. 




مقالات مرتبطة