كيف يمكن للإيجابية أن تغير حياتك بالكامل؟

يقول المعلِّم "تشوا كوك سوي" (Choa Kok Sui): "أنت من تفرض القيود على نفسك وليس العالم الخارجي".



توجد اقتباسات وأقوال مأثورة ونصائح كثيرة تؤكد لنا باستمرار أنَّ الموقف الإيجابي يضفي على حياتنا كثيراً من السعادة والنجاح، ولقد حقق كثير من الأشخاص نجاحاً كبيراً بالحفاظ على موقف إيجابي ومتفائل في الحياة إلى جانب الوقت والجهد الذي بذلوه.

لا ينشأ الجميع في ظروف مثالية؛ إذ يفتقر كثيرون منا إلى المحيط الداعم والعلاقات الهامة، بينما يبدأ الكثيرون من الصفر تماماً، ومع ذلك، يحققون كثيراً من الإنجازات، كما يتمتع هؤلاء بنظرة مختلفة تجاه الحياة وأنفسهم، ويفهمون الحياة أكثر من غيرهم، إمَّا من خلال القراءة أو التجارب أو ببساطة عن طريق اتباع حدسهم، وكذلك يملكون القدرة على فهم وتقبُّل تقلبات الحياة والعمل بكفاءة أعلى للوصول إلى أحلامهم.

يعلم هؤلاء الأشخاص أنَّ الكون تحكمه بعض القوانين والأحداث الدورية، ويدركون أنَّ هناك وقتاً لكل شيء، وظروفاً مناسبة لكل فعل، وأحياناً نعيش أفضل أيامنا، وأحياناً أخرى نمرُّ بأوقات صعبة، فلا شيء يبقى على حاله إلى الأبد، والتغيير هو الثابت الوحيد، وحين نعزز وعينا بهذه القوانين، نستطيع تغيير مستقبلنا.

قوانين الحياة:

أحد أهم هذه القوانين هو أنَّنا نحصد ما نزرع دائماً، فقد يتمسَّك الأشخاص الناجحون بالإيجابية والعقلية المتينة حتى في أحلك الظروف، ويحصلون بالمقابل على ما يريدونه؛ لأنَّ هذه هي سنَّة الحياة؛ إذ تحصد ما تزرع، والأفكار هي في الواقع البذور؛ لذا التغيير الخارجي يبدأ بتغيير ما بداخلنا من أفكار.

حين نفكر بشيء أو نحلم بتحقيق هدف ما، يتسرب ذلك إلى اللاوعي، فقد تستطيع قوة اللاوعي التأثير في حياتنا والعالم من حولنا، لكن يحدُّ معظم الناس من هذه القوة حين يكونون غير متأكدين تماماً مما إذا كانوا قادرين على تحقيق مرادهم أم لا، فأحياناً لا يعرف الناس ماذا يريدون على وجه الدقة، وهنا تبرز أهمية الإيمان، ولذلك يجب علينا أن نعرف ما نريد بالضبط في الحياة، ونؤمن بقدرتنا على تحقيقه.

يقول رجل الأعمال الأمريكي "هنري فورد" (Henry Ford): "سواء آمنت بقدرتك على تحقيق مبتغاك أم بعدم قدرتك، في كلتا الحالتين أنت على صواب".

لامتلاك عقلية متينة وجعل قوة اللاوعي تعمل في صالحك، عليك أن تكون حازماً وواثقاً ودقيقاً حيال ما تريد تحقيقه؛ إذ يعد تدوين الأهداف، والمخيلة النشطة، ومشاهدة الصور المرتبطة بالهدف، بعض التقنيات التي يؤكد العديد من الأشخاص على فاعليتها في إنشاء عقلية متينة.

شاهد بالفديو: أقوال وحكم رائعة عن التفاؤل في الحياة

دور الإرادة في تحقيق النجاح:

في الحقيقة، لا جدوى من الإيجابية والعقلية المتينة دون الإرادة الصلبة؛ إذ تضمن الإرادة بقاءنا مركِّزين ومصممين، واستمرارنا بتعزيز الأفكار والأهداف التي نتبناها، فكل شيء يحدث في هذا العالم، هو رهن إرادة شخص ما، ويقول المعلم "تشوا كوك سوي" (Choa Kok Sui): "تحدث الأشياء لأنَّك تريدها أن تحدث، وقد يحتاج الإبداع والنجاح إلى إرادة قوية للتأثير في مكامن طاقتنا".

إن أردت شيئاً بحق، فستجد طريقة للوصول إليه؛ إذ تنبع الإرادة من رغبة قوية بالتغيير أو النجاح أو التفوق، وتعني الإرادة بشكل أساسي الحفاظ على تصميمك وتركيزك حتى حين يتعب جسدك، وهذا ما يسميه الناس "الصمود"، ولقد تعرَّض العديد من رجال الأعمال الناجحين في بداياتهم للرفض مراراً وتكراراً، حتى إنَّ بعضهم تعرَّض للسخرية والإهانة بسبب أحلامه، ومع ذلك، كانت لديهم الإرادة للاستمرار والتفوق في النهاية.

إلى جانب الإرادة والالتزام، الموقف الإيجابي ضروري أيضاً، فإحدى الصفات المشتركة للأشخاص الناجحين هي التفاؤل، ولا يضعنا التفاؤل في حالة إيجابية لإنشاء عقلية متينة وحسب؛ بل يؤثر أيضاً في مستوى طاقتنا، ويساعدنا على جذب الفرص والحظ الجيد.

كما قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "وينستون تشرشل" (Winston Churchill): "يرى المتشائم صعوبة في كل فرصة، بينما يرى المتفائلون فرصة في كل صعوبة".

كما تعلم، نحن نزرع ما نحصد، وما نفعله للآخرين نفعله بشكل أساسي لأنفسنا، ولنقل إنَّ الشخص المتشائم دائم التذمُّر؛ لذا تحيط به طاقة سلبية، ومن ثم لا يحصد سوى السلبية؛ إذ يستقطب أمثاله من الأشخاص المتشائمين، إضافة إلى أحداث غير مواتية أو غير متوقَّعة؛ أو بعبارة أخرى، حظ سيئ، بينما يفكر الشخص المتفائل بإيجابية، وهذا ما يضفي لحياته مزيداً من الإيجابية التي تتجسد بالحظ الجيد.

إضافة إلى ذلك، يضعنا التفاؤل في حالة نفسية إيجابية ترفع مستوى طاقتنا وقدرتنا على الصمود والوصول إلى مستويات أعلى، ولتغيير حياتنا، نحتاج إلى الطاقة، فهي ما تجعلنا قادرين على العمل والازدهار، لذلك غالباً ما يكون الأشخاص ذوو السلوكات الإيجابية أكثر نجاحاً.

قال المعلم الروحي "مهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi): "غالباً ما تنعكس أفكارك على واقعك، فإذا أخبرت نفسي مراراً أنَّني لا أستطيع فعل شيء معين، فمن الممكن أن أصبح عاجزاً عن القيام به حقاً، وبالمقابل، إذا كان لديَّ الإيمان بأنَّني أستطيع فعل ذلك، حتماً فسأكتسب القدرة على فعله حتى لو لم أستطع في البداية".

إقرأ أيضاً: التفكير الايجابي طريقك للبدء في تغيير الواقع

في الختام:

تعتمد جودة حياتنا على أنفسنا، فكل شيء يبدأ من داخلنا، ونحن في الواقع مهندسو حياتنا الخاصة، وتذكَّر دوماً قول الممثل الراحل "تشارلي تشابلن" (Charles Chaplin): "لن ترى قوس قزح ما دمت تنظر إلى الأسفل".




مقالات مرتبطة