كيف يصبح العمل الجاد جزءاً ممتعاً في حياتك؟

أحد الأشخاص الذين يقدِّمون لي التدريب هو رائد أعمال يبلغ من العمر 71 عاماً، لقد بدأ بالعمل منذ كان في الثانية عشر من عمره، ولم تخطر بباله فكرة التقاعد أبداً، وأخبرني أنَّه يرغب بالعمل حتى نهاية الحياة، إنَّه يحب علمه كثيراً، ويقول لي إنَّ الناس يرون أنَّ العمل كثيراً شيء ضار بالصحة، ويجب أن تقلل من ساعات العمل، وهو ينصحني دوماً بألَّا ألقي بالاً لمثل هذه النصائح؛ لأنَّ من ينصحك بذلك هو شخص لا يستمتع بعمله، وهو يحاول أن يقنعك بهذا الاعتقاد الخاطئ.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويتحدَّث فيه عن متعة العمل الجاد وكيف يجعلك سعيداً.

لن تسمع شخصاً يحب عمله يخبرك بأنَّك لا يجب أن تعمل بجد:

في الحقيقة، فقط الكسالى من يقولون لك ذلك، وعندما قابلت مدربي قبل خمس سنوات لم أفهم عندها ما الذي يدفعه للعمل طوال الأسبوع دون أي يوم عطلة، هل يحاول الحصول على مزيد من المال؟ أم يحاول بناء سمعة لنفسه؟ أم أنَّه يهرب من واقعه؟ مثل كثيرين من الذين لا يفهمون السبب الذي يدفع الشخص إلى العمل بجد لم أعرف الجواب في ذلك الوقت.

بعد عدة سنوات عندما كنت أشاهد برنامجاً وثائقياً عن فريق "بوسطن سيلتيكس" (Boston Celtics) لاحظت عبارة قالوها في النادي الرياضي: "يمكن أن يكون العمل الجاد مؤلماً، ولكن مهما يكن فهو أقل من الألم الناتج عن الندم".

عندها اتضحت الفكرة لي؛ فأنت لا تعمل بكل طاقتك لنيل إعجاب الآخرين، ومن الخطأ أن نظنَّ أنَّ الشخص الذي يعمل بجد يحاول أن يحصل على التقدير أو المال أو يحاول أن يهرب من واقعه، هذا الظن يعكس عدم الفهم لقيمة العمل الجاد.

ما زلت أتذكَّر هذه المقولة من الفيلم الوثائقي إلى اليوم، وفي كل مرة أعاني بسبب العمل أو أرغب بالاستسلام أتذكَّر ذلك الاقتباس، فالعمل ليس مسلياً دائماً؛ لذلك أبذل جهدي كله فيه، وفي جميع نواحي الحياة:

  • العلاقات.
  • التعلُّم.
  • العمل.
  • الصحة.
  • المهارات.
  • التفكير.

ليس لأنَّني أرغب في  أن أصبح ثرياً، أو أحصل على مكانة اجتماعية أو أي شيء؛ أنا أعمل بجد من أجل المتعة، ولا أريد في يوم من الأيام أن أتذكَّر أنَّني أهدرت وقتي على أشياء دون قيمة ومن ثمَّ أشعر بالندم.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتجني ثمار عملك الجاد

لا بديل عن العمل الجاد:

ينصحك بذلك مُنتج الأفلام الأمريكي "كيسي نيستات" (Casey Neistat)، ويقول: "ابذل طاقتك كلها في العمل"، فابذل استطاعتك كلها بالعمل، ولكن ضع في حسبانك هذه النصيحة التي قدَّمها لي مدربي: "استرح قبل أن تُصاب بالإرهاق؛ لأنَّه سيكون لديك كثير من العمل خلال حياتك".

هذا ما لا يفهمه كثيرون؛ الحياة طويلة لذلك تجدهم إما يعملون إلى حدِّ الإرهاق، أو لا يبذلون أي جهد يُذكر في العمل، إنَّهم يبالغون في كلا الأمرين، وهذا أمر غير صحي؛ لأنَّك تصل إلى مرحلة الإنهاك، ومن ثمَّ تستاء من العمل.

أخذ استراحة ليس بالأمر المعقَّد، كل ما هنالك أن تروِّح عن نفسك بين فترة وأخرى، وألا تكون جديَّاً أكثر من اللازم وأن تستمتع يومياً، وتذكَّر أنَّك لست آلة؛ لذلك لا تضغط على نفسك كثيراً، فالإرهاق العقلي أكثر خطورة في العصر الحديث من الإجهاد البدني.

لكن ماذا لو كنت تكره وظيفتك؟ إذاً جد وظيفة أخرى، لكن لا تكره العمل الجاد في وظيفتك الجديدة بسبب تجربتك السيئة في وظيفتك السابقة، وإذا انتقيت الوظيفة بحكمة وفهمت كيف تأخذ استراحة قبل أن تُصاب بالإرهاق، فسيكون العمل الجاد أحد أكثر الأشياء التي تدعو إلى السعادة في الحياة.

إقرأ أيضاً: كيف تتجنب الإرهاق في العمل؟

في الختام:

عندما بلغ مدربي 65 عاماً حاولت عائلته بكل استطاعتها أن تجعله يتوقف عن العمل؛ لكنَّه قال: "هم أنانيون قليلاً، هذا كل ما في الأمر؛ لكنَّني سأشرح لهم لماذا أرغب في الاستمرار بالعمل، وسيفهمون"؛ لذلك تذكَّر: "الألم الناتج عن العمل أقل بكثير من الألم الناتج عن الندم".




مقالات مرتبطة