كيف يتوقف رواد الأعمال عن اتخاذ إجراءات غير مجدية؟

لعلَّك مررت بتجربة مماثلة للتجربة الآتية؛ تكتشف أنَّك تحتاج إلى عملاء جدد في عملك، فتبحث على محرك البحث "غوغل" (Google) عن أحدث النصائح والحيل التسويقية، ثم تنتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتكتشف أبرز التوجهات والموضوعات الرائجة، وتبحث بعدها عن أحدث الاستراتيجيات لتحسين محركات البحث التي يجب أن تستخدمها، وتحدد الأمور التي عليك نشرها على مدونتك لتعزيز حركة مرور البيانات؛ لتدرك في نهاية الأمر مدى ضآلة معلوماتك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤلفة جولي غيست (Julie Guest)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في تجنب اتخاذ إجراءات غير فعالة.

لمحاربة هذا الذعر والإرهاق، تسجل في دورة تسويق تَعِد بمعالجة مشكلات كسب العملاء المحتملين بسرعة كبيرة؛ فتكرِّس كامل تركيزك لها، وتدوِّن الملاحظات؛ ومع اقترابك من نهاية الدورة هذه، يلفت مسوق آخر انتباهك، ويحدِّثك عن فرص في جذب العملاء، والتي عليك معرفة المزيد عنها.

لذلك تستثمر في هذه الدورة أيضاً، وتدون المزيد من الملاحظات، وهكذا دواليك.

لقد استثمرت الآن مئات الدولارات في دورات التسويق، وأصبح لديك قائمة كبيرة من أساليب التسويق الجديدة، لكنَّك تدرك أنَّه كلَّما تعلَّمت أكثر، ازدادت حيرتك، وهكذا يجري الأمر؛ حيث تأخذ دورة تلو الأخرى، وتتبَع خبير تسويق تلو الآخر، وتمتلئ صفحات دفترك بالملاحظات، وتبني طموحات كبيرة، ولكن لا تطبِّق أي منها على أرض الواقع.

لقد مررتُ بهذه التجربة كثيراً، وتُعرَف بمتلازمة السنجاب (Squirrel Syndrome).

ما هي متلازمة السنجاب؟

نعاني كلنا منها في مراحل مختلفة على طول رحلتنا كرائد أعمال، في الواقع، هناك قدر معين من راحة البال التي تتولد عن التسجيل في دورة تسويق أخرى، فأنت تحاول جاهداً تنمية عملك.

من خلال الاستثمار في تعلُّم التسويق، تكون قد أصبحت مميزاً، ولكن إذا كنت لا تطبِّق ما تعلمته بالفعل، فكيف يساعد التعلم عملك حقاً؟

إنَّ تعلم المزيد من التسويق لن يجلب لك المزيد من العملاء، لكنَّ التطبيق سيجلب لك الكثير.

إذن، كيف يمكنك تحديد الدورة التدريبية التي عليك اتباعها للحصول على المزيد من العملاء؟

إقرأ أيضاً: التسويق وعلم النفس: "ماذا لو أنَّ المشاعر أساس التسويق!"

إليك أفضل نصائح استقيتها بعد إنفاق أكثر من مئتي ألف دولار على الدورات في مجالَي التجارة والتسويق حتى الآن:

1. اختر خبيراً واحداً في التسويق لتتبعه:

قاوم العروض الأخرى التي يقدِّمها الناس إليك؛ حيث من الصعب التركيز على خبير واحد فقط، خاصة عندما يعرِض عليك خبيرون آخرون خدماتهم باستمرار، ولكن من خلال التركيز على أحدهم، ستتمكن من اتباع تدريبهم خطوة بخطوة، بدلاً من الانجرار إلى اتجاهات مختلفة، أو الأسوأ من ذلك، الاضطرار إلى الاختيار بين نصائح متضاربة.

عندما أَطلَقتُ وكالتي التسويقية لأول مرة، اشتركت في كل دورة تدريب قدَّمها مدرب تسويق أمكنني العثور عليه، ظنَّاً مني أنَّه كلما تعلمت أكثر، زادت سرعة نمو عملي، ولكن لم أنسَ الدورات التي سجَّلتُ فيها فحسب؛ بل شعرت بارتباك شديد بعد إكمالها جميعها، لدرجة أنَّني بالكاد عرفت من أين أبدأ، وهنا بدأت بتبسيط الأمور باتباع خبير واحد في كل مرة؛ حيث أَستَمِرُّ أحياناً في التعلم من هذا الخبير لمدة شهر أو بضعة أشهر، أو أحياناً لبضع سنوات، وعندما شعرت أنَّني تعلمت وطبَّقت ما يكفي من الإجراءات، انتقلت إلى التعلم من الخبير التالي.

إقرأ أيضاً: ما هي توقعات العملاء؟ وكيف تُبنَى؟

2. اختر الخبير الذي تتوافق أفكاره مع أفكارك، ثم استثمر في التدريب الذي يناسب احتياجاتك:

قد يبدو هذا سهلاً ولكن كيف تعرف ما إذا كانت أفكار الخبير تتوافق مع قناعاتك؟ عندما أَكتشِفُ شخصاً جديداً، أَشتَرِكُ في كل ما يقدمه مجاناً، سواء كان كتاباً مجانياً، أم رسائل بريد إلكتروني أسبوعية مجانية، بعد ذلك، في أثناء استعراض مصادرهم المجانية، أَبحث عن لحظات أشعر فيها بأنَّي وجدت ضالتي، بمعنى آخر: هل تجلب لي تلك الأمور فائدة بصفتي عميلاً لا يدفع؟ أم أنَّه شخص لا يقدِّم أي معلومة ذات قيمة دون أن تدفع له؟ إذا لم أتَعلَّم شيئاً ذا قيمة من الأمور المجانية، فألغي الاشتراك بسرعة وأمضي قدماً، ولكن إذا كان يهتم بعملائه بدرجة كافية لتوفير القيمة أولاً، فعندئذٍ سأولي اهتماماً أكبر وأتطلع إلى معرفة ما إذا كان في إمكاني أن أدفع له لتعلم المزيد.

3. حدد الخبير الذي تريد التعلم منه والدورة التدريبية التي يجب أن تأخذها وكيفية تحقيق أقصى استفادة من دروسك:

منهجي الشخصي الذي أتَّبِعه هو أنَّني أستخدم دفتراً وأدوِّن عليه الملاحظات بخط يدي، لسبب ما، تساعدني كتابة المعلومات بخط يدي على فهم الأفكار فهماً أفضل، في أثناء خضوعي للتدريب، أُعدُّ أيضاً قائمة بالإجراءات التي يجب أن أطبِّقها، حتى أعلم بالضبط في نهاية التدريب ما يجب القيام به بعد ذلك.

4. طبِّق ما تعلمته:

حدد الإجراءات التي يجب أن تطبِّقها، ورتِّبها وفق الأولويات، وابدأ بالعمل، ثم حدد تلك التي تستحق وقتك وجهدك منها، وفوِّض باقي المهام إلى الآخرين.

تُعَدُّ محاربة الإرهاق والتشتيت أحد أكبر التحديات التي نواجهها بصفتنا روَّاد أعمال، ولكنَّ نتائجك ستكون أفضل بشكل كبير من خلال تضييق نطاق تركيزك للتعلم من خبير واحد في كل مرة، والتركيز على عملك.

المصدر




مقالات مرتبطة