كيف يتمكن القادة من زيادة مستوى تأثيرهم في مكان العمل؟

التأثير مهارة؛ حيث يمكن للقادة الأكفاء في فن التأثير أن يحصلوا بسهولة على دعم الآخرين، ويكونون قادرين على قيادة مجموعة من الأشخاص المتحمسين والجاهزين للعمل؛ إذ يمتلك القادة درجةً من التأثير بسبب مناصبهم في المنظمة. ومع ذلك، فإنَّ المنصب وحده ليس فعَّالاً دائماً في إقناع الناس وكسب دعمهم؛ لذا نقدِّم لك فيما يلي 3 نصائح يمكن أن تساعدك على زيادة تأثيرك في المؤسسة:



1. خاطب الناس بلغةٍ تلائم المستوى الذي بلغوه:

عند محاولة التأثير في الآخرين، لا يجب علينا استخدام المصطلحات والكلمات المألوفة بالنسبة إليهم فحسب؛ وإنَّما يجب معرفة قيمهم وصعوباتهم واحتياجاتهم وأهدافهم لكي نتمكن من التواصل معهم بطريقة تناسبهم.

على سبيل المثال: إذا كنت تحاول التأثير في شخص ما بأمور تتعلق بتقنيات المعلومات، فسوف يكون من المفيد القيام ببعض الواجبات ومعرفة التحديات التي يواجهها، وما هي الكلمات التي يستخدمها كل يوم لوصف العمل الذي ينجزه، وما هي أنواع المشكلات التي يتعين عليه حلها في وظيفته.

قد تحتاج إلى اكتساب فهم أعمق لكلمات مثل "الحوسبة السحابية" (Cloud) و"مايكروسيرفيس" (Microservices) و"ديف أوبس" (DevOps) و"أجايل" (Agile) و"سكروم" (Scrum).

وبصورة مشابهة، إذا كنت تتواصل مع شخص ما في مجال التسويق، فسوف يكون من المفيد أن تفهم فهماً عميقاً سير بعض الأمور، مثل "تحسين محرِّكات البحث" (SEO)، وهكر النمو، وإعادة الاستهداف، واختبار (أ - ب).

سيثير هذا الأمر إعجاب الآخرين ويجعلهم أكثر اهتماماً بهدفك؛ وذلك لأنَّهم سيشعرون بالمزيد من الانسجام معك، وبالمثل، إذا كنت تتواصل مع محترف مالي، فأنت بحاجة إلى التحدث بلغة العوائد والحد الأدنى للعائد والمخاطر المالية والتكلفة الإجمالية للملكية، ولست بحاجة حقاً إلى أن تكون خبيراً في هذه المجالات، فكل ما تريد معرفته هو ما الذي تعنيه هذه الكلمات.

إقرأ أيضاً: 10 مهارات للتواصل القيادي الفعال يجب أن يمتلكها كل قائد ناجح

2. حسِّن مهاراتك في التعاطف:

من أجل التأثير في الآخرين، نحن نحتاج إلى التركيز على مصالحهم الذاتية؛ حيث نحتاج أولاً إلى التفكير في الفوائد التي تعود عليهم من القيام بذلك، ثم توقُّع الأسئلة التي قد تكون لديهم.

لذلك، من أجل التأثير في شخص ما، يجب علينا أولاً أن نفهمه؛ ما هي دوافعه وقيمه؟ وبماذا يهتم؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة، يجب أن نكون متعاطفين، وسوف يساعدنا التعاطف على فهم ما يهم الآخرين، ورؤية العالم من وجهة نظرهم.

إنَّ التعاطف هو قدرة المرء على الإحساس بالعالم من واقع شخص آخر، فلكل شخص شخصيته المميزة وخبراته الحياتية ومعتقداته وأحاسيسه، ومن ثمَّ فإنَّ الحدث نفسه سيُختَبر بطريقة مختلفة اعتماداً على من أنت.

الخطأ الشائع الذي يرتكبه الناس عند محاولة التعاطف، هو التوقُّع بدلاً من التعاطف؛ ويعني التوقُّع هنا، هو عندما نضع أنفسنا مكان الشخص الآخر ونفكر "ماذا سأفعل أو كيف سأشعر إذا كنت مكانه؟"، وبدلاً من ذلك، يجب أن ننصت إلى الشخص الآخر بفضول ونحاول فهم مشاعره وطريقة تفكيره.

إقرأ أيضاً: ما هو التعاطف؟ وكيف يمكن أن يكون مفيداً للقادة؟

3. ثِق بنفسك وحافظ على تلك الثقة:

هل سبق لك العمل مع شخص قدَّم وعوداً ولم يفِ بها؟ كيف تشعر حيال ذلك؟ الأسلوب الشائع عندما يحاول الناس التأثير في الآخرين، هو عدم الشفافية التامة أو الكشف عن المعلومات بصورة انتقائية، فقد تنجح تلك الأساليب على الأمد القصير، ولكنَّها ستكون كارثية على الأمد الطويل.

يُسمِّي بعض الناس هذه الأساليب بالميكافيلية؛ وفي مجال علم نفس، الشخصية الميكافيلية هي صفة شخصية تتمحور حول التلاعب والقسوة؛ ولهذا السبب، نحن لا نثق بالسياسيين، وكلما استخدمتَ مثل هذه الأساليب، فأنت تدفع نفسك للفشل، فنحن في القرن الواحد والعشرين، والناس أذكياء وسيكتشفون ما سيحدث قريباً، ثم سيفقدون الثقة وستكون سبب استيائهم.

إنَّ الثقة مبنيَّة على النزاهة، وإذا أردنا زيادة الثقة والحفاظ عليها، نحن نحتاج إلى الحرص على الالتزام بما نقوله، والتحلي بالشفافية، وعدم تقديم معلومات بصورة انتقائية وبطريقة توحي بأمور غير صحيحة؛ لذا يجب أن نكون يقظين تجاه فكرة عدم التلاعب بالآخرين، وأن نكون حذرين جداً تجاه وعودنا.

المصدر




مقالات مرتبطة